تعلم فن النوم

عزان

¬°•| عضو مبتدى |•°¬
إنضم
13 نوفمبر 2007
المشاركات
15
الإقامة
البـريــمي وضواحيها

كيف نستيقظ ؟
بداية.. عليك أن تعلم أن أول ثلاث دقائق من استيقاظك هي التي ستصنع لك يومك كله، وهي التي ستصبغ لك حالتك الشعورية كامل يومك !!

نعم أول خمس دقائق.. عندما تستيقظ من نومك ابدأ مباشرة بذكر الله تعالى.. عش كلمات (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور.. الحمد لله الذي ردّ عليّ روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره..)، ابدأ لحظاتك الأولى بالتفاؤل والنشاط، لا بالتشاؤم والكسل، ابدأها بالحب والعطاء.. فهذه اللحظات هي المسئولة عن نفسيتك طوال اليوم!! (نعم أدرك ذلك)..

ثم إن شئت أن تطيل في فراشك –وكنت لا تخشى على نفسك أن تستسلم للنوم ثانية- فابدأ بعمل تدليكات بسيطة، دلك جبهتك، وخدودك، وأنفك، وأطرافك، وأصابعك، ادلك جفنيك، أدر رقبتك يمينا ويسارا وأسفل وأعلى. وهذا ما يسمى بالتدليك الذاتي وهو علم ألفت فيه الكتب.. وملخص ذلك كله تجده في هدي خير العباد في شريعتنا الغراء.. في تدليكات الوضوء وتدليكات الغسل، فسبحان الله ولله الحمد..

ثم انزل من فراشك برجلك اليسرى، وهذا فيه نوع من التفريغ (التأريض).
ثم ابدأ بالسواك أول ما تستيقظ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام للتهجد من الليل يشوص فاه بالسواك (رواه البخاري ومسلم)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا يتسوك قبل أن يتوضأ (رواه أحمد وأبو داود).. ثم في هذا الوقت المبكر بادر إلى التماس مع الماء (والذي هو الوضوء)،

وسارع إلى فتح نوافذ الغرف –ذاكرا الله تعالى- ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما عندما بات عند خالته ميمونة زوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (...فلما كان ثلث الليل الأخير أو بعضُه، قعد فنظر إلى السَّماء فقرأَ: {إنَّ في خلق السمواتِ والأرض ـ إلى قوله ـ لأولي الألباب} ثم قام فتوضأَ واستَنَّ ثم صلى...)-البخاري-، وفيها من تهوية الغرفة والدار بالهواء النقي الغني بالأوزون.

ثم نقطة مهمة ثمينة جدا احرص عليها كل صباح، -والأمر هذه المرة أمر قلبي-، وهي العزم وعقد النية الصادقة الخالصة في أن تعطي كل ما تستطيع إعطاءه وإنفاقه من الخيرات والمبرات المادية والمعنوية والعزم على فعل الخير، تمثلا للحديث الذي يقول: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا)–مسلم-، وفي حديث آخر: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعونَ في صلاة الفجر وصلاة العصر..)-البخاري- فأشهد هذه الملائكة من نفسك عزما على الخير حتى يشهدوا لك عند ربهم تبارك وتعالى عندما يعرجون إليه تعالى.

لماذا الاستيقاظ في هذا الوقت ؟
هذه جملة من الخيرات التي يجنيها من يستيقظ باكرا..
وهي على محورين.. المحور الأول: (المنافع الدينية)، والثاني (المنافع الصحية).
المحور الأول: (المنافع الدينية)

أولا: التهجد بالليل والاستغفار بالأسحار:
قال الله تعالى: (أمّن هو قانت ءاناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون..)–الزمر-
وقال الله تعالى: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون* وبالأسحار هم يستغفرون)–الذاريات-
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد)–أحمد والترمذي والحاكم والبيهقي-
وفي هذا الوقت يقول ربنا تبارك وتعالى: (من يدعوني فأستجيبَ له، من يسألني فأعطيَه، من يستغفرني فأغفرَ له)–البخاري-
فإذا عرفنا أن حاجة الإنسان إلى النوم ضرورة لا غنى له عنها، رأينا أن تبكير الإنسان منا بالذهاب إلى فراشه يتيح له فرصة بأن ينال جسدُه حاجته من النوم، فإذا قام كان مقبلا على طاعته بنشاط واجتهاد.

ثانيا: أداء صلاة الفجر –جماعة-:

قال الله تعالى: (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا)-الإسراء-
وأحاديث فضل صلاة الجماعة يعجز المرء عن حصرها، أما الأحاديث التي تخص جماعة الفجر بالتحديد، فمنها:
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء..)–مسلم-
وقال عليه الصلاة والسلام: (... ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا !!)–البخاري ومسلم-
وقال عليه الصلاة والسلام: (... ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله)–مسلم-
ويكفي لأن تدرك بعضا من فضل صلاة الفجر، أن تعلم أن الركعتين اللتين تصليان نفلا قبلها خير من الدنيا وما فيها!! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)–مسلم-، فكيف بفريضة الفجر!!
وفي الخروج إلى المسجد تعرض لغاز الأوزون.

ثالثا: ذكر الله تعالى من بعد صلاة الصبح إلى ما بعد طلوع الفجر:
قال الله تعالى: (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)–طه-
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى الصبح في جماعة، ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة تامة تامة)–الترمذي-
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة، وقال: (من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة، كان بمنزلة عمرة وحجة متقبـَلتين)–الطبراني-
 

عزان

¬°•| عضو مبتدى |•°¬
إنضم
13 نوفمبر 2007
المشاركات
15
الإقامة
البـريــمي وضواحيها
وقال الإمام النووي رحمه الله: (اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار، الذكر بعد صلاة الصبح).
ولئن كان للتبكير في المنام واليقظة دوره في إعانة الإنسان على ما سبقت الإشارة إليه من قيام لليل واستغفار بالأسحار، وأداء لصلاة الصبح في موعدها مع الجماعة، فإن له دورا –كذلك- في تهيئة الظروف ليحيا المسلم هذا الوقت المبارك بذكر الله تعالى بصدر منشرح، ونفس مطمئنة، حيث يكون الإنسان قد نال قسطا وافيا من الراحة لجسده في الليل الذي أعده الله تعالى للسكن.
أما طول السهر والتأخر في النوم إلى ما بعد العشاء بكثير، فإن هذه الأوقات الذهبية ستضيع على الأغلب، فلا قيام بليل، ولا استغفار بسحر، وغالبا ما تضيع صلاة الصبح على من يؤثرون السهر، وحتى لو صليت في وقتها، فسرعان ما يهرع الإنسان إلى الفراش بعدها ليستكمل نومه، ويعوض ما فاته بسبب هذا السهر، مما يترتب عليه الخسران والاتصاف بالحرمان، وإن المحروم الحقيقي من حرم الخير، وصدق من قال:
ولا خير في عيش امرئ لم يكن له مـع الله فـي دار الـقـرار نصيب.
-اللهم لا تحرمنا واجعل لنا منك خير نصيب يا ذا الجلال والإكرام-
المحور الثاني: (المنافع البدنية)
أما عن الفوائد الصحية والبدنية التي اكتشفت، فهي كثيرة جدا، وسأحاول في هذه الكلمات أن أذكر ما استطعت استقصاءه:
* تكون أعلى نسبة لغاز الأوزون (O3) في الجو عند الفجر، وتقل تدريجيا حتى تضمحل عند طلوع الشمس، حيث ثبت حديثا أن غاز الأوزون –وهو أحد نظائر الأوكسجبن الموجود في طبقات الجو العليا لحماية الأرض من بعض الإشعاعات الضارة- ينزل إلى الطبقات الدنيا الملامسة لسطح الأرض عند الفجر، ثم يرتفع مع شروق الشمس. وقد دهش الأطباء لآثاره العلاجية العجيبة.
فهو يشفي من كثير من الأمراض النفسية والجسدية، وليس له أية آثار جانبية، ولهذا الغاز تأثير مفيد للجهاز العصبي ومنشط للعمل الفكري والعضلي، حيث يجعل ذروة نشاط الإنسان الفكري والعضلي تكون في الصباح الباكر، واستنشاق الأوزون يشعر الإنسان بسعادة كبيرة، ما يسمى بريح الصبا التي لها نشوة لا شبيه لها.. (والصبح إذا تنفس).
يقول الدكتور ناظم النسيمي في كتابه "الطب النبوي والعلم الحديث": نشاط التنفس للمستيقظ باكرا يكسبه هواء الفجر النقي الغني بغاز الأوزون، هذا الغاز الناتج عن تكاثف ثلاث ذرات من الأوكسجين ويعتبر من المطهرات إذ يعقم الجو وما لامسه، ومن المعلوم أن إحدى الطرق المتبعة لتعقيم المياه من مصافيها هي استعمال غاز الأوزون وأكثر ما يكون الجو الأرضي غنياً بهذا الغاز هو وقت الفجر ثم يقل حتى يغيب لدى طلوع الشمس. ا.هـ
فاغتنم التنفس العميق في هذا البكور، وحاول أن تعتاد ولو عشرة استنشاقات عميقة يوميا في هذا الوقت.
وهنا أذكر شيئا من الإعجاز النبوي وبعض ما توصلوا إليه في تفسير هذا الحديث النبوي العظيم، قوله عليه الصلاة والسلام: (من تصبح بسبع تمرات عجوة، لم يصبه سم ولا سحر)–البخاري-
إذ اكتـُشف أنه لا أعظم من تفاعل التمر مع الأوزون، وفي علم الأرقام إن لترابط الرقم سبعة مع الرقم ثلاثة تفاعل عجيب وطاقة هائلة. جربها وابدأ يومك بها، وسترى النشاط والحيوية.
ستقول سبحان الله ما علاقة الوقاية من السحر بالغذاء –وصدق رسول الله-، نعم وكما هو معلوم فإن من مسئولية الأوزون حماية الأرض، وكذلك فالتمر مع الأوزون يعزز الهالة السادسة لجسم الإنسان والمسئولة عن الحسد والسحر والعين، لأنه ثبت في علم الطاقة أن لجسم الإنسان سبع هالات كما للأرض سبع سماوات، ولكل واحدة منها وظيفتها. والله أعلم. ولا تستغرب أوليست نسبة الماء في جسم الإنسان هي نفسها نسبتها في الكرة الأرضية..
واغتنم هذا الوقت المبارك بقراءة القرآن الكريم والأذكار النبوية –ومنها أذكار الصباح-.
إن استثمار الساعة الأولى من اليوم أمر مهم، حيث إن الكثير من الناس يضيعها في النوم –الذي لا حاجة إليه- أو في أحاديث لا طائل لها، أو في قراءة جريدة... وهكذا يبدأ الكثيرون يومهم بنوع من الترهل الشعوري تجاه الوقت، وتجاه الواجبات الشخصية. إذا جرب الواحد منا أن يكف عن تضييع الساعة الأولى من يومه، فسيجد أن إنتاجيته تحسنت أكثر من عشرين في المائة، كما يخف عليه الشعور بضغط العمل طيلة ذلك اليوم، فهل نجرب ؟
وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام، القائل: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)–الترمذي-، ورأى عبد الله بن عباس ابنا له نائما نوم الصبحة، فقال له: قم، أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق ؟! ومن هنا قال الإمام النووي: (يسن لمن له وظيفة من نحو قراءة، أو علم شرعي، وتسبيح أو اعتكاف، أو صنعة؛ فعله أولَ النهار، وكذا نحو سفر، وعقد نكاح، وإنشاء أمر..)
ولا تمارس الرياضة في هذا الوقت.. فقد ثبت أن الرياضة قبل طلوع الشمس تثبط الجهاز المناعي، وقالوا إن ولا بد فلتكن الرياضة حركات خفيفة (تمرينات سويدي).
وفي الامتناع عن الرياضة والجهد في هذا الوقت إعجاز نبوي حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة، كان بمنزلة عمرة وحجة متقبـَلتين)–الطبراني-. فهذا وقت سكون وبقاء في المكان –ذاكرا- كما أرشد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
* إن أعلى نسبة كورتيزون في الدم تكون وقت الصباح، حيث يزداد إفرازه ليصبح (7-22) ميكروغرام /100 مل بلاسما، وينخفض إلى أقل من (7) ميكروغرام/ 100مل بلاسما في المساء.
وإن قيام الليل يؤدي إلى تقليل إفراز هرمون الكورتيزون(وهو الكورتيزون الطبيعي للجسد) خصوصا قبل الاستيقاظ بعدة ساعات. وهو ما يتوافق زمنيا مع وقت السحر (الثلث الأخير من الليل)، مما يقي من الزيادة المفاجئة في مستوي سكر الدم، والذي يشكل خطورة على مرضى السكر، ويقلل كذلك من الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم، ويقي من السكتة المخية والأزمات القلبية في المرضى المعرضين لذلك. لأنه من المعروف أن الكورتيزون هو المادة الفعالة التي تزيد فعاليات الجسم وتنشط استقلاباته بشكل عام ويزيد نسبة السكر في الدم الذي يزود الجسم بالطاقة اللازمة له.
ويذكر د. صلاح أحمد حسين الأستاذ في جامعة أسيوط في استعراضه لبعض ما اكتشف من معاني قوله عليه الصلاة والسلام: (.. ومطردة للداء عن الجسد)، يضيف: يقلل قيام الليل من مخاطر تخثر الدم في وريد العين الشبكي، الذي يحدث نتيجة لبطء سريان الدم في أثناء النوم، وزيادة لزوجة الدم بسبب قلة تناول السوائل، أو زيادة فقدانها. أو بسبب السمنة المفرطة وصعوبة التنفس مما يعوق ارتجاع الدم الوريدي من الرأس.
يؤدي قيام الليل إلى تحسن وليونة في مرضى التهاب المفاصل المختلفة ، سواء كانت روماتيزمية أو غيرها نتيجة الحركة الخفيفة والتدليك بالماء عند الوضوء.
قيام الليل علاج ناجح لما يعرف باسم "مرض الإجهاد الزمني" لما يوفره قيام الليل من انتظام في الحركة ما بين الجهد البسيط والمتوسط، الذي ثبتت فاعليته في علاج هذا المرض.
يؤدي قيام الليل إلى تخلص الجسد من ما يسمي بالجليسيرات الثلاثية (نوع من الدهون) التي تتراكم في الدم خصوصا بعد تناول العشاء المحتوي علي نسبة عالية من الدهون. التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية بنسبة 32% في هؤلاء المرضى مقارنة بغيرهم.
يقلل قيام الليل من خطر الوفيات بجميع الأسباب، خصوصا الناتج عن السكتة القلبية والدماغية وبعض أنواع السرطان، كذلك يقلل قيام الليل من مخاطر الموت المفاجئ بسبب اضطراب ضربات القلب لما يصاحبه من تنفس هواء نقي خال من ملوثات النهار وأهمها عوادم السيارات ومسببات الحساسية.
قيام الليل ينشط الذاكرة وينبه وظائف المخ الذهنية المختلفة لما فيه من قراءة وتدبر للقرآن وذكر للأدعية واسترجاع لأذكار الصباح والمساء.. فيقي من أمراض الزهايمر وخرف الشيخوخة والاكتئاب وغيرها.
وكذلك يقلل قيام الليل من شدة حدوث والتخفيف من مرض طنين الأذن لأسباب غير معروفة. ا.هـ كلام د. صلاح
* باستيقاظك الباكر فإنك تقطع على نفسك النوم الطويل، إذ ثبت أن الذي ينام ساعات طويلة على وتيرة واحدة، يتعرض للإصابة بأمراض القلب وخاصة مرض العصيدة الشرياني (Atherosclerosis) الذي يؤهب لهجمات خناق الصدر، لأن النوم ما هو إلا سكون مطلق فإذا دام طويلا، أدى ذلك إلى ترسب المواد الدهنية على جدران الأوعية الشريانية ومنها الشرايين الإكليلية القلبية (Coronary). ولعل الوقاية من ذلك هي إحدى الفوائد التي يجنيها المؤمنون الذين يستيقظون في أعماق الليل منقطعين إلى خالقهم سبحانه وتعالى (والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما)–الأحزاب-، ويستعينون على ذلك بالقيلولة (استعينوا بطعام السحر على صيام النهار، وبقيلولة النهار على قيام الليل)–ابن خزيمة وابن ماجه-
يقول الدكتور وليم ديمنت -باحث النوم في جامعة ستانفورد الأميركية-: (إنَّ جسم الإنسان البالغ قد خلق لكي يحصلَ على فترة من القيلولة في منتصف النهار، فإغفاءة قصيرة.. كفيلة بإزالة الآثار السيئة لأعراض الحرمان من النوم، وتسبب رهافة الانتباه وحدة الذاكرة وتضاعف القدرة على اتخاذ القرارات المعقدة وتحسن المزاج)، ثم يقول في موضع آخر تحت عنوان "فن القيلولة" فقيلولة قصيرة تستمر من ربع إلى نصف ساعة مثلا.. تجلب من الراحة أكثر مما تجلبه نفس الفترة من النوم صباحا).
وبعد أن قرأتَ ما توصل إليه العلم الحديث لا تستغرب بل عليك أن تفخر إن قلت: إن الباحثين الإسلاميين قد توصلوا –منذ عقود- إلى ما هو أفضل وأدق من هذا منذ زمن بعيد.. على سبيل المثال.. ما ذكره ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه "الطب النبوي" وفي كتابه "مدارج السالكين" تحت عنوان مفسدات القلب كثرة النوم ثم يقول بالحرف:
"وأنفع النوم ما كان عند شدة الحاجة إليه، ونوم أول الليل بعد العشاء أحمَد وأنفع من آخره، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه وكثر ضررُه ولا سيما نوم العصر وأول النهار، من المكروه عند القوم بين صلاة الفجر وطلوع الشمس لعظيم بركة هذا الوقت …….".
فلا بد من قيلولة ما بين الربع ساعة إلى الساعة –خصوصا صيفا-، ووقتها قبيل الظهر وليس فيما بعد الظهر.
ومعلوم أن النوم بعد العصر مضر وقد يسبب الخبل.
* إن أشعة الشمس عند شروقها التي لن تفوتك إن استيقظت باكرا، تكون قريبة إلى اللون الأحمر، ومعروف تأثير هذا اللون الباعث على اليقظة والحركة، كما أن نسبة الأشعة فوق البنفسجية تكون أكبر ما يمكن عند الشروق وهذه الأشعة تعطي الحيوية والنشاط وتحرض الجلد على صنع الفيتامين (د).
ثم إن لحظة الصباح الباكر (طلوع الضوء) ما تسمى لحظة التبدل بيننا وبين الأشجار، لها أسرار كونية عجيبة، وهي ترفع من مستوى الراحة النفسية والتركيز.
 

عزان

¬°•| عضو مبتدى |•°¬
إنضم
13 نوفمبر 2007
المشاركات
15
الإقامة
البـريــمي وضواحيها
* وقبل إنهاء هذه الجولة التي بحثنا من خلالها في آفات السهر ومنافع البكور على الفرد على الجانبين.. الديني والصحي.. فإننا سنشير إلى بعض المضار على الجانب الاقتصادي، فقد حثت السنة النبوية الطاهرة على اغتنام البكور في السعي إلى طلب الرزق، وبينت أنه وقت مبارك يحصّـل فيه الإنسان من الرزق أضعاف ما يحصله في غيره من الأوقات، فعن صخر الغامدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها، قال: وكان إذا بعث سرية أو جيشاً بعثهم أول النهار، وكان صخر رجلا تاجرا، وكان إذا بعث تجارة بعثها أول النهار، فأثرى وكثر ماله)-الترمذي وأحمد- ويكفينا أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بالبركة لمن يباشر عمله في تلك الساعة التي تقسم فيها أرزاق الخلائق، وقد قيل: (الكثرة في البركة، وليست البركة في الكثرة).
وفضلا عن ذلك، فإن السهر يبدد طاقة هامة وهي الطاقة الكهربائية، حيث يضطر الناس إلى إشعال المصابيح في بيوتهم ومحال تجارتهم لأوقات طويلة، فتتبدد تلك الطاقة؛ ويستثنى من ذلك من تضطرهم ظروفهم للعمل ليلا، كمن يوكل إليهم الحراسة بالليل من أجل المصلحة العامة، أو تحتم عليهم ظروف العمل في نوبات يأتي بعضها نهارا، وبعضها ليلا، ولكن هذا يبقى في إطار الضرورة، وهي تقدر بقدرها.
size]خاتمة:
بعد هذا العرض لآفات السهر ومنافع البكور من مختلف النواحي، يتضح لنا إلى أي مدى يحرم المرء نفسه من الخيرات والبركات، وكم يسيء الإنسان إلى نفسه حين يرتب حياته وفق نظام يتصادم مع ما فطر الله الكون عليه من سنن وقوانين...
والآن قل لي.. بعد أن قرأت ما قرأت، هل عزمت على إتقان فن النوم، والتماشي مع الساعة البيولوجية ؟
أتمنى لك التوفيق.. وأقول لك: لكي تنجح في مشوارك، فعليك –إن كنت ممن اعتاد السهر- أن تبدأ بالتدريج بأن تبكر ساعة نومك يوميا بالتدريج على مدى واحد وعشرين يوما، فهذا هو التدرج الأمثل لبناء عادة جديدة أو هدم عادة غير مرغوب بها لا أن تقلب عادتك رأسا على عقب في ليلة وضحاها. ومن الوسائل المساعدة على التخلص من السهر، أن تلغي كافة الارتباطات التي بعد العشاء وأن تفصل الهاتف عند ساعة معينة من المساء.

سئل أحد العلماء: كيف سبقت علماء عصرك ؟ فقال للهم: لأنني عملت بما علمت.
أخي.. أختي.. جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد الأولين والآخرين حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
 

بريميه الين الموت

¬°•| عضو فعّال |•°¬
إنضم
23 فبراير 2008
المشاركات
139
تسلم يمينك اخووووووووووووي عالمووووووضوع ....
 

gmar

¬°•| مراقبة قسم سابقة|•°¬
إنضم
17 أكتوبر 2007
المشاركات
1,370
الله يعطيك العافية .......
 

اليامي

¬°•| بـ ق ــايا ذكـريـات |•°¬
إنضم
14 ديسمبر 2007
المشاركات
1,424
تسلم اخي على الموضوع

::::::::::::::::::::
المشاغبين
 

حورية البحر

¬°•| مشرف سابق|•°¬
إنضم
9 مارس 2008
المشاركات
239
الإقامة
ارض الله الواسعة
تسلم ع الموضوع المفيد
وجزاك الله خير
 
أعلى