طلب العلم

راعي الطير

¬°•| مشرف سابق|•°¬
إنضم
14 أكتوبر 2007
المشاركات
850
.أولاً : فضل طلب العلم:

قال الماوردي:"العلم أشرف مارغب فيه الراغب وأفضل ماطلب وجد فيه الطالب ، وأنفع ما كسبه واقتناه الكاسب ؛ لأن شرفه يثمر على صاحبه ، وفضله يَنْمي عند طالبه ، قال الله تعالى (( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)) (الزمر:9) فمنع سبحانه المساواة بين العالم والجاهل لما قد خص به العالم من فضيلة العلم وقال الله تعالى (( وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)) (العنكبوت:43) فنفى أن يكون غير العالم يعقل عنه أمراً أويفهم عنه زجراً .
والآيات في الدلالة على فضل العلم وطلبه كثيرة منها:
أ- قال الله تعالى (( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) (آل عمران:18) فأشهد الله العلماء دون غيرهم من البشر وقرن شهادتهم بشهادته سبحانه وشهادة الملائكة ولايستشهد الله إلا العدول.
ب- يدل على فضل العلم أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله مزيداً من العلم فقال: (( وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً)) (طه :114) .
ج- ومن أدلة فضله أن الله أخبر عن رفعه لدرجات أهل العلم والإيمان : (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)) (المجادلة:11) .
د- ومن أدلة فضله أن الله أخبر أن أهل العلم هم أهل خشيته سبحانه (( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)) (فاطر:28) .
هـ ـ ومن أدلة فضله أن الله شهد أن من أوتي علماً فقد أوتي خيراً كثيرا (( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)) (البقرة:269).
والأحاديث جاءت بمدح العلم وأهله من ذلك:
أ_ (( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) الصحيحين.
ب_ (( لاحسد الا في اثنين رجل اتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق .ورجل اتاه الله الحكمه فهو يقضي بها ويعلمها )).
ج_ (حديث صفوان بن عسال قال أتيت النبي صلى اله عليه وسلم وهو في المسجد متكئ على برد له أحمر فقلت يا رسول الله إني جئت اطلب العلم :فقال (( مرحباً طالب العلم إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضاً حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب )) أحمد والطبراني بإسناد جيد واللفظ له وحسنه الألباني في صحيح الترغيب 1/34 .
د_ (( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً الى الجنه و إن الملائكه لتضع اجنحتها رضاً لطالب العلم وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الارض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على فضل الطالب كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الانبياء وإن الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظٍ وافر )) .
ومن الأدلة على فضل العلم :
أ ـ أنه يرفع العبد المملوك مقام الملوك (اتى نافع بن الحارث عمر بن الخطاب بعسفان وكان قد استعمله على اهل مكه فقال له عمر :من استخلفت على اهل الوادي ؟ قال استخلفت عليهم ابن ابزى فقال منن ابن ابزى ؟فقال رجل من موالى فقال عمر استخلفت عليهم مولى ؟فقال إنه قارى لكتاب الله عالم بالفرئض فقال عمر : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال :(( إن الله يرفع بهذا العلم اقواماً ويضع به اخرين)).
ب ـ قال إبراهيم الحربي: كان عطاء بن رباح عبداً أسوداً لامرأة من مكة وكأن أنفه باقلاه قال وجاء سليمان بن عبدالملك أمير المؤمنين إلى عطاء هو وابناه فجلسوا إليه وهو يصلي فلما صلى انفتل إليهم فمازالوا يسألونه عن مناسك الحج وقد حول قفاه إليهم ثم قال سليمان لابنيه قوما فقاما فقال يابنيا لا تنيا في طلب العلم فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود .
ج ـ قال الحربي وكان محمد بن عبدالرحمن الأوقص عنقه داخل في بدنه وكان منكباه خارجين كأنهما زجان فقالت أمه : يابني لاتكون في مجلس قوم إلا كنت المضحوك منه المسخور به فعليك بطلب العلم فإنه يرفعك فولي قضاء مكة عشرين سنة قال : وكان الخصم إذا جلس بين يديه يرعد حتى يقوم .
د ـ وقال مصعب بن الزبير لابنه : تعلم العلم فإن يكن لك مال كان لك جمالاً وإن لم يكن لك مال كان لك مالاً .
هـ ـ قال عبدالملك بن مروان لبنيه : تعلموا العلم فإن كنتم سادة فقتم وإن كنتم وسطاً سدتم وإن كنتم سوقة عشتم.
و ـ قال الماوردي : فينبغي لمن زهد في العلم أن يكون فيه راغباً ولمن رغب فيه أن يكون له طالباً ولمن طلبه أن يكون منه مستكثراً ولمن استكثر منه أن يكون به عاملاً ولا يطلب لتركه احتجاجاً ولا للتقصير فيه عذراً ؛ولا يسوف نفسه بالمواعيد الكاذبة لُيمنيها بانقطاع الاشغال المتصلة فإن لكل وقت شغلاً ولكل زمان عذراً وقد قال الشاعر :
نروح ونغدو لحاجاتنا ….. وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المراء حاجاته …..وتبقى له حاجة مابقي.(ادب الدنيا والدين 35 )
أسباب التقصير في طلب العلم :
1_ حب الشهرة وطلب الصيت بسرعة ،فيبدأ بالقراءة غير المنظمة ويحاول أن يأخذ من كل شي شيئاً حتى يقال عنه قارىء أو عالم أوطالب علم جيد أومتقن أومطلع ،ولا يصبر على مقدمات العلم والمثابرة في طلبه لأن هذا يأخذ وقتاً دون أن يشعر أنه استفاد أوأفاد .
2- أن يترك العلم وهو صغير ثم يبدأ بطلب العلم وهوكبير فيستنكف عن أن يبدأ بما يبدأ به الصغار مما يجعله يبدأ بأواخر العلم .
3- كثرة التعلق بالشهوات وانشغال الفكر بها .
4- كثرة الهموم والطوارق المزعجة ، وقد قيل : الهم قيد الحواس.
5- كثرة الاشغال حتى تستنفذ وقته ، ولذا قيل : تفقهوا قبل أن تسودوا ،ومن كثر شغله لم تكثر مذاكرته ، وبالتالى ينسى ، قال بعض العلماء : من أكثر المذاكرة بالعلم لم ينس ما علم واستفاد مالم يعلم.
الشروط التى لابد من توافرها في طالب العلم :
1- أن يكون طالب العلم عاقلاً فطناً ذكياً.
2- أن يكون طالب العلم مقبلاً على العلم مشتهياً له .
3- أن يفرغ طالب العلم نفسه للعلم والمذاكرة.
4- عدم القواطع المذهلة من هموم واشغال وأمراض.
5- يحتاج طالب العلم إلى مدة طويلة يستطيع بها أن يثمر .
6- أن يوفق إلى عالم سمح متدين متأن في تعليمه.
الأسباب المعينة على طلب العلم :
1- تقوى الله سبحانه وتعالى (( وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ)) (البقرة:282) وتقوى الله تجعل القلب متأهباً لما يحبه الله ومن ذلك العلم ؛ ومن الطريف أن تقوى الله مع بذل السبب في طلب العلم تكون سبباً للعلم وطلب العلم والتزود فيه يكون سبباً للتقوى .
والتقوى تكون في المحافظة على الفرائض والتزود من النوافل .
2- قراءة ماورد في فضل العلم وأهله من الكتاب والسنة وأقوال العلماء وقد سبق هذا .
3- طلب العلم من أهله والحرص على كتابته ومراجعته وحفظه :وليحذر الطالب من أن يكون استاذه كتابه لأن من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه فلابد من مراجعة العلماء لفتح الطريق أمامك واحرص على حفظ العلم كحفظ المتون بعد حفظ القران الكريم .
هجم لصوص على الغزالى -رحمه الله- يريدون أخذ مامعه فقال : كل شىء إلا كتبي ، فقال اللص : العلم في الرأس ياشيخ لا في الكرأس ، فبعد ذلك أخذ الشيخ يحفظ ما يكتب ومات وصحيح البخاري على صدره.
ـ ذكر الآخرة : وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)) وقال ابن عمر : إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ويذكر أن طالب علم جلس مع رفاقه وأراد أن يذكرهم فأتى بورقة فيها شيء وكلما أتى إلى واحد منهم يريه ما في الورقة فينظر نظرة استغراب ويضحك من ذلك حتى انتهى من الجميع ، أتدرون ماذا جعل في الورقة جعل فيها جناح بعوضة فقال لهم : إنكم نظرتم بعين البصر فضحكتم ولو نظرتم بعين البصيرة لبكيتم ، وذكر لهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :((لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء )) .
5ـ استغلال الوقت وتخصيص كل وقت لما يناسبه : وهذا من أهل أسباب تحصيل العلم ، ويمكنك أن تعرف شيئاً من هذا بمعرفة كيف يستغل السلف أوقاتهم . قال صلى الله عليه وسلم : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )) .
قال ابن الجوزي : (( وقد رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعاً عجيباً إن طال الليل فبحديث لا ينفع أو بقراءة كتاب فيه غزل أو سمر ، وإن طال النهار فبالنوم وهم في أطراف النهار على دجلة أو في الأسواق فشبههم بالمتحدثين في سفينة وهي تجري بهم وما عندهم خبر. عندما حضرت معاذ الوفاة قال :((اللهم إنك تعلم أني لم أحب البقاء لجري الأنهار ، أو لغرس الأشجار ، ولا لنكح الأزواج ؛ ولكن لظمأ الهواجر ، ومكابدة الليل ، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر)).
قال الشاعر :
بقدر الكد تكتسب المعـالــي ومن طلب العلا سهر الليالـي
تروم العز ثم تنــام ليــلاً يخوض البحر من طلب اللآلي
تركت النوم ربي في الليـالي لأجل رضاك يا مولى الموالي
فوفقني إلى تحصيــل علـم وبلغني إلى أقصى المعالــي
واحرص على تنظيم أوقاتك وإياك والسهر ولو بطلب العلم حتى تنام مبكراً أو تناجي ربك في السحر ولكي لا تفوتك صلاة الفجر.
ـ مخالطة من هو أعلم منك من القرناء ولو في بعض الأوقات : لأنك إذا خالطت من هو أقل منك ظننت أن معك علم فتصاب الغرور أما إذا خالطت من هو أعلم منك علمت أن بضاعتك قليلة فتزداد علماً.
ـ الاستغفار وتجديد التوبة ليلاً ونهاراً : كثرة الاستغفار وتجديد التوبة عون لطالب العلم على قبول العلم وفهمه ، وأكثر من سؤال الله سبحانه وتعالى أن يرزقك علماً نافعاً وعملاً صالحاً ، وأن يتقبل منك.
ـ ترك الفضول : لكي تغلق الباب أمام الشيطان ، اترك فضول الكلام والسماع والنظر والخلطة والطعام .
ـ احذر آفات اللسان التي منها : 1- الكلام فيما لا يعني 2- الخوض في الباطل 3- المراء والجدل والمذموم 4- الخصومة 5- التقعر في الكلام 6- الفحش والسب وبذاءة اللسان 7- اللعن 8- الغناء والشعر الحرام 9- المزاح الكثير 10- السخرية والاستهزاء 11- إفشاء السر 12- الوعد الكاذب 13- الكذب 14- الغيبة والنميمة 15- كلام ذي الوجهين 16- المدح الزائد.
ويمكن ترك ذلك بشغل اللسان بالخير ومراقبة الله وتذكر الكاتبين ومجاهدة النفس.
ـ التفقه في الشباب : قال ابن عباس : ما بعث الله نبياً إلا شاباً وما أوتي العلم عالم خير له منه وهو شاب . وقال لقمان لابنه : يا بني ابتغ العلم صغيراً فإن ابتغاء العلم يشق على الكبير. وقال هشام بن عروة كان أبي يقول : إنا كنا أصاغر قوم ثم نحن اليوم كباراً ، وإنكم أصاغر وستكونون كباراً فتعلموا العلم تسودوا به أقوامكم ويحتاجوا إليكم.
قال الشاعر :
إذا أنت أعياك التعلم ناشئاً فمطلبه شيخاً عليك شديد
ـ الصبر والجلد والثبات والمثابرة : ((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)).
12ـ البعد عن مصاحبة الأشرار ورفقاء السوء.
ونظم أحدهم أسباب تحصيل العلم وقال :
أخي لن تنال العلم إلا بسـتة سـأنبيك عن تعدادها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وإرشاد أستاذ وطول زمان
 

أبو ياسين

¬°•| عضو مبتدى |•°¬
إنضم
20 أكتوبر 2007
المشاركات
21
مشكور يا عزيزي
طلب العلم من أشرف المطالب وهي من الضروريات وليس من المستحبات

وأرجوا من طلاب العلم الاستفادة من هذا الموضوع
 

سعود الظاهري

:: إداري سابق ومؤسس ::
إنضم
15 أكتوبر 2007
المشاركات
6,861
الإقامة
الجنـ هي الهدف ـة
كما نعلم أنت المتعلمون تحفهم الملائكة حتى الدابة في حجرها والحوت في البحر يسبح له سبحان الله
وأن أول مانزل من القران أقرا هذا دليل على أهمية القرائة وتعليمها وتعلمها تسلم أخوي على موضوعك وتقبلمني فائق الاحترام والتقدير .وتقبل مروري.
 

الغــريب

¬°•| نعم نعم |•°¬
إنضم
25 سبتمبر 2007
المشاركات
6,418
مشكوووووور اخوي ع الموضوع الطيب

وباااارك الله فيك
 
أعلى