فلسفة الدينية واتجهاتها العقلية........................................... ...........

الفلاحي صاحي

¬°•| عضو مثالي |•°¬
إنضم
10 يونيو 2008
المشاركات
1,536
الإقامة
في قلوب محبيني
من اصدارات معهد المعارف الحكمية (للدراسات الدينية والفلسفية) كتاب الاتجاهات العقلية للدكتور حبيب فياض الذي بدا كتابه بالمدخل التالي:

عند الحديث عن اتجاهات متعددة يكون الكلام تعددياً ايضاً فيما يتصل بالميدان العقلي الذي يتحرك فيه الفكر الإسلامي. اذ هذه التعددية لها علة كامنة تؤدي الى حصولها.
الهدف الأساسي من هذا الدرس هو تتبّع المسار التاريخي حتى نصل الى النقطة التي يكمن عندها – تحديداً - منشأ التعدد والاختلاف.
والتعدد والاختلاف لا يقتصران على المجالات العقلية في الفكر الديني، بل نستطيع القول ان التكثرية- إذا صح التعبير - إنما تمتد لتطال مختلف النواحي الفكرية، حتى المسائل السياسية والأخلاقية والقيمية والعقائدية أيضاً . إذا فالتعددية يندرج فيها الفكر الديني وغيره .
في البداية حتى نفهم الخريطة العامة لدرسنا، علينا تفكيك العنوان وهو "الاتجاهات العقلية في الفكر الإسلامي" . من هنا لا بد من اخذ كل مصطلح من هذا العنوان على حدة والقيام بتسليط الضوء عليه حتى يكون لدينا نظرة واضحة حول هذا الموضوع.
كلمة "اتجاهات" :
الاتجاه بشكل عام يتفرغ عن دائرة اعم، وهذه الدائرة العامة تسمى مدرسة يوجد داخلها اتجاهات متعددة . وما يعنينا هو الاتجاهات العقلية بحسب الصفة التي تلحق بهذا المصطلح .



I - كلمة اتجاه يوازيها سياسياً كلمة "تيار".

والدائرة العامة أي "المدرسة" تحصل في داخلها اكثر من حركة، وهذه الحركات تتحرك في فضاء واحد ومحدد , ويجمع بينها وجه اشتراك ويوجد أيضاً وجه امتياز فيما بينها.وذلك لأكثر من سبب:
فلو لم يكن هناك اشتراك بين الاتجاهات لما صح القول أنها تنتمي الى نفس المدرسة. وكذلك لو لم يكن بينها امتياز لما اصبح لدينا اتجاهات متعددة.
1- الإشارة الى "حركية" الاتجاه، على سبيل المثال لدينا. المدرسة الفلسفية الإسلامية؛ هناك تطور حاصل في المسار التاريخي لهذه الفلسفة، وهذا التطور لا يتعلق بالفلسفة بما هي مفهوم عام . إنما يحصل من خلال الحركات الاتجاهية داخل هذه المدرسة الفلسفية . فلدينا اتجاه إشراقي ومشاءي وحكمة متعالية، والذي يؤدي الى تطور الفلسفة الإسلامية هو كل حركة حاصلة داخل كل اتجاه فلسفي.
ومجموع هذه الحركات في نهاية المطاف تنعكس على ما يقال له المدرسة الفلسفية الإسلامية فيحصل التطور . وهذه المسالة بمثابة سنة تاريخية , فلا يوجد فكر ديني من دون تعددية لها جهة اشتراك تنطبق على جميع الاتجاهات. على سبيل المثال : عندما نريد انتزاع مفهوم واحد من مصاديق متعددة بما هي متعددة و كثيرة , هذا الانتزاع لا يمكن ان يحصل ما لم يكن هناك جهة اشتراك بين هذه المصادق مثلا: مفهوم الشيئية , إذا أردت انتزاعه من هذه الكرسي مثلا او ذاك القلم … لا يمكن إلا ان يتصف كل شيء من هذه الأشياء بمفهوم الشيئية.
II - مسالة "العقلية" :
إذا أردنا ان نتحدث عن العقل بعيداً عن الالتباسات الكثيرة المحيطه به كون مفهوم العقل شهد الكثير من الالتباس على صعيد التعريف – مثل الكثير من المفاهيم كالثقافة والعلم والحضارة.. نقول: بكل بساطة ,العقل هو عبارة عن ملكة لإدراك الكليات وحين نقول ملكة يقابلها مفهوم الحال والفرق بينهما كبير جداً .
الملكة تحصل في النفس على نحو يصعب زوالها، في حين ان الحال يحصل للنفس ويسهل ذهابه فقد يكون للمرء حال ولا يتصف به في مرحلة لاحقة، ولكن إذا كان لديه ملكة تصبح راسخة في النفس وزوالها صعب .
إذن العقل ملكة لإدراك الكليات , لماذا الكليات؟
من المستحيل ان أدرك الحسيات المباشرة بواسطة العقل . نعم من الممكن ان يكون للعقل دور في انتقال صورة الشيء الى الذهن، ولكن الأشياء التي تحيط بنا متعددة ولكل شيء مناط محدد، والله تعالى أعطانا ملكات راسخة، لكل ملكة نمط محدد من أنواع المدركات التي تحصل في الذهن .



ان الصور التي في الذهن على ثلاثة انواع :
1- الصورة الحسية : تنتقل الى الذهن من خلال المباشرة ، على نحو جزئي .
2- الصورة الخيالية : أتذكر الأشياء من دون مباشرة في الذهن .
3- الصورة العقلية : وتحصل بعد ان ارى أشياء كثيرة، اخذ منها مفهوماً كلياً ينطبق على كافة الأشياء التي رأيتها ولا يوجد شيء منها محدد في الذهن .
- الصورة الحسية مناطها الحس وهي جزئية .
- الصورة الخيالية مناطها الاستذكار وهي أيضا جزئية .
- الصورة العقلية الوحيدة المتصفة بالكلية .
في الفكر الديني، حين نتحدث عن صورة عقلية نعني بها "الكليات" التي يكون العقل موطنها .
هناك سؤال يطرح؟ هناك شيء اتصف بالعقل واصبح عقلياً فما هو هذا الشيء؟
هو شيء ثبت له العقل أو استخدم العقل وهو الاتجاه الذي نتكلم عنه بلحاظ التصنيف، هو اتجاه يكون المكّون الأساسي له العقل وهو عبارة عن منهج إضافة الى معرفة.
كيف يمكن ان تتحصل الهوية في الاتجاه ؟
الإتجاه الفلسفي هو عبارة عن منهج إضافة الى معرفة، إذ هو يتكون من عنصرين أساسيين:المنهج والمعرفة
من جدلية العلاقة بين المنهج من جهة والمعرفة من جهة أخرى اخذ هذا الأمر مساحة كبيرة عند المفكرين : في الفلسفة لدينا الذات والموضوع، وهناك جدلية الإصالة لمن فيهما ؟
- في علم الاجتماع لدينا ثنائية الفكر والواقع , والجدلية قائمة على اساس لمن الأولوية للفكر ام للواقع ؟ حتى نتجاوز هذه الجدلية في الاتجاه نقول : المنهج هو طريقة في التفكير، والفهم والأسلوب طريقة في التعبير إذن هناك نوع من التلازم بين المنهج والمعرفة فهما مكونان أساسيان للاتجاه الفلسفي، يمكن تفكيكهما عن بعضهما البعض ولكن في مقام العمل .
- في علم الكلام يوجد نص ديني يراد استخراج الأمور العقائدية منه، مرة يستفاد من قواعد منطقية في هذا النص، مرة ثانية يستفاد من قواعد عقلية أو قواعد فلسفية وروائية، بحيث يصبح هناك تراكم معرفي في النظرية الكلامية وعند مراجعة العمل, تلاحظ ان المنهجية الكلامية في العمل كانت هي السائدة .
 
التعديل الأخير:

جروحــ دفينه ــي

¬°•| مٌشرِفة سابقة |•°¬
إنضم
10 أبريل 2008
المشاركات
2,386
الإقامة
..فــي جروحي ..
!¦|»«|¦! » الفلاحــي ولــدهــــا « !¦|»«|¦!

يعطيك العافيه على الموووضووع ,,,

وفميزاان حسناتك ,,
 
أعلى