تقرير: عُمان من أهم مراكز الطيور في العامل

دبلوماسي المحافظه

¬°•| فخر المنتدى |•°¬
إنضم
11 ديسمبر 2010
المشاركات
6,988
الإقامة
جنة عمان (البريمي)
مسقط ــ الزمن:
ظلت حياة الطيور وهجراتها لغزا محيرا للبشر لسنوات طويلة ، ولم يخطر ببال العلماء أن الملايين من أسرابها تهاجر في كل عام من أقصى شمال أوروبا إلى النصف الجنوبي من الكرة الأرضية سعيا وراء الغذاء الوفير والمأوى الآمن والطقس المناسب ، وعندما بدأت متابعة هذه الأسراب من الطيور المغتربة ومراقبة رحلاتها من خلال المراكز البحثية ، بدأت تتضح ملامح الهجرات العظيمة لهذه الكائنات الحية وأصبحت مشاهدتها هواية تجتذب الآلاف في أنحاء العالم ، وصار اكتشاف أنواع جديدة أو العثور على أنواع منها مهددة بخطر الانقراض ، حدثا بالغ الأهمية ، ولعل ما حدث منذ فترة ليست ببعيدة في العثور على أضخم تجمع شتوي لطائر " الزقزاق الأنيس " خير دليل على ذلك ، فالطائر يعتبر من أندر الطيور الأوراسية وأكثرها تهديدا بخطر الانقراض ، واعتبر عالم الطيور الهولندي الذي قاد فريق الاكتشاف أن العثور على هذا النوع من الطيور كان بمثابة حلم لأي عالم طيور فالتقديرات العالمية للأعداد المتبقية في العالم من هذا الطائر كانت تتراوح بين 400 إلى 1500 طائر لكن المفاجأة أن الأعداد التي شاهدها فريق الاستكشاف في موقع واحد بشمال سوريا بلغ نحو1500 طائر .
ان هجرات الطيور مظهر نابض بإيقاع الحياة في البيئة العمانية حيث يمكن للإنسان الاستمتاع بمشاهدتها في أي مكان وعلى مدار العام بعد أن توفرت لها الضوابط الكافية لحمايتها وضمان تكاثرها كأحد أنماط التنوع الأحيائي الفريد بالسلطنة ، وتكاثر الطيور وانتشارها في أي بلد يعد مؤشرا صحيا وبيئيا جيدا لهذا البلد حيث تستخدم الطيور في أماكن عديدة في العالم كمؤشر للوضع البيئي فالبيئة السليمة الصحية هي التي تحتضن وترعى الأنواع المختلفة من الطيور سواء كانت مستوطنة أو مهاجرة ، وفضلا عن هذا الدور الهام الذي تلعبه الطيور كمؤشر عن صحة البيئة فإنها توفر متعة المشاهدة لهواة مراقبة الطيور الذين ينتقلون من بلد لآخر للاستمتاع بمتابعة أسرابها المحلقة في الفضاء فهي دائمة الترحال سعيا وراء الغذاء الوفير والمكان المناسب للتناسل من أجل البقاء ، كما أن رؤية مواسم التزاوج لهذه الأنواع وهي تتنقل في أبهى أشكالها وألوانها من مكان إلى مكان ، يشكل منظرا رائعا يضفي على الطبيعة لمسة جمالية تجسد إعجاز الخالق جلت قدرته وإبداعه الفريد ، وكذلك هو الحال بالسلطنة التي تعد الآن إحدى المحطات العالمية لهجرات الطيور ومركزا هاما من مراكز تكاثرها " . ان معظم أنواع الطيور المتواجدة في عمان والتي يتجاوز عددها 490 نوعا هي من أصول تعود إلى المناطق القطبية ، وهناك أنواع عربية استوطنت المنطقة وأنواع جاءت من الهند وأفريقيا ومن المحيط الهندي وحتى من الأقطار القطبية الجنوبية .
طيور السلطنة عالم من المعرفة الحية حيث تمثل هجرات الطيور البرية والبحرية إلى عمان ظاهرة موسمية لافتة للنظر فالأنواع المهاجرة من أوروبا أيام الخريف تتجه في معظمها إلى أفريقيا ، وبعض أنواع منها تتجه نحو الهند ، أما الأنواع المتناسلة في غربي آسيا فتمر بالسلطنة متوجهة إلى أفريقيا أو الهند ومنها طيور السنونو والمغرد الأبيض الحلق وسنونو المنازل ، ومعظم الطيور المتناسلة في شرق آسيا فتتوجه في هجراتها جنوبا لقضاء الشتاء في الهند وجنوب شرق آسيا ومنها ما يتوجه غربا إلى افريقيا ومنها الباز الصيني الأحمر الذي يزور السلطنة في طريقه إلى أفريقيا وكذلك أسراب اللقلاق الأبيض ، وتساعد الرياح السطحية الطيور في فصل الربيع على عبور السلطنة وهناك أنواع كثيرة تقوم برحلاتها ليلا وتهبط صباحا متعبة لتستريح كطائر الصرد والأبلق اللذان يهبطان أيام الخريف على جبال ظفار، وتستفيد بعض الأنواع المهاجرة نهارا من تيارات الهواء الحارة فالقلاف الأبيض وأنوع الجوارح تحلق مستفيدة من التيارات الهوائية لتقطع مسافات بعيدة بسرعة عالية ، أما الأنواع التي تزور السلطنة في فصل الشتاء فمن أشهرها الأوز العراقي الأبيض والحميراء المزينة والشحرور الأبيض الصدر" .
أن هذه الأسراب الهائلة من الطيور المستوطنة والزائرة التي تتخذ من أجواء السلطنة النقية وبيئتها الوافرة بالغذاء موطنا آمنا أو محطة عبور مريحة في مسار هجراتها الطويلة ، هي موضع عناية واهتمام أجهزة هذه الوزارة حيث ينبغي المحافظة عليها وتأمين سلامتها لتظل موردا طبيعيا يزين سماء بلادنا الصافية وسواحلها النظيفة الممتدة بطول 3165 كم ولتصبح مصدرا من مصادر السياحة البيئية التي تجتذب مئات السائحين من مختلف أنحاء العالم للتمتع بكنوز الطبيعة الساحرة في عمان .
 
أعلى