زوج العاملة وصديق الملكة

جاسم القرطوبي

¬°•| عٌضوٍ شَرًفِ|•°¬
إنضم
19 ديسمبر 2009
المشاركات
244
العمر
44
الإقامة
صحم
في شرعة هذه الحياة التي رسمت منهجية الموت كمكافئة لكل يعسوب غلب أقرانه قاطع شوط السباق فأنجب من الملكة ، يذيع هناك ملك الدبابير لجاليته نبأ اتحاده مع ملكة النحل التي أباحت لهم الفتك بكل فرد من مملكتها أستطاع معرفة أن 1 + 1 = 2 .
وتقف هنا عاملة النحل أمام مليكتها وحشد بلاطها لتقول : مولاتي وها أنا أعود كالبق الوهنان لمملكتك مستشفعة بالشبه الكبير بيننا ، وراجية أن تشملني رعايتك الملكية فتعفين عني جريرتي . ملكة النحل بأعلى صوتها : تبا لك ، أيتساوى الصعلوك والمليك بل تبا لك ، أفي ممالك النحل وهنان أو وهنانة ؟ إذن تلك جريمة أشنع اقترفتيها . صمتت النحلة العاملة قائلة في نفسها : يا لغبائي الأبدي ، أأغضب أسدا يخشى صامتا أو ناطقا !. وثم بلعنة أخرى أكبر من سابقتها قبحت الملكة صمتها قائلة : أرأيت صمتك هذا إنه مخالف لقوانين الحركة عندنا وهو خير دليل عليك ،أم أنك تناسيت أنظمتنا لما نفيناك سابقا ، وبعزتي وعرشي وكبريائي لأنفينك . خرت النحلة باكية تحت عرش مليكتها فركلتها بكلا جناحيها وكلتيا رجليها وقالت :ويحك ألا تتعلمين ، أولم تعلمي بعد أن دموعك هاته تجلب النقد لمملكتنا وأقل ما سيقال عنا بسببك أن عسلنا مشوب بماء . فترفع العاملة رأسها شيئا فشيئا وتبتسم بل تضحك ، وصمت مخيف يغشى الحضور ، تشير لصديق الملكة، تبهت المليكة استغرابا ، العاملة : يا لك من غبي أيها الموهوم ، أتراك تناسيت أن الملكات في مملكتنا لا ملك لهن ولا مالك .. الصديق : مولاتي ، وينظر شئزرا لهما ، الملكية والشرر يتطاير من عينيها كالقصر ، تصيح ببلاطها : فليخرج من في هذا الإيوان جميعا . يخرجون والصديق معهم فتشير له أبقى عندي وتشير للعاملة أنتظري بالباب . المليكة للصديق : يا حبيبي أنت ، لماذا كل هذا الاستغراب يشرق بوجهك . الصديق صامت ،المليكة : ألا تعلم أن الملوك هم من يسنون السنن ويغيرونها متى شاءوا ، وإن كنت تشك بصحة قول تلك اللعينة فإني مثبتة لك صحة حبي لك . الصديق بصوت خافت جدا : مولاتي أعلم أن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ، وجعلوا أعزة أهلها أذلة .. الملكة للصديق :نعم وكذلك يفعلون ولكن أبشر فلن أسؤكما أبدا . الصديق : نحن الاثنين ، ولكني أحبك أنت ولا أرضى بأنثى بدلا ، المليكة : إن الأنثى إن أحبت إما أن تضعف وإما أن تعنف ، فلا تناقشني بل اخرج الآن وادعها إلي وأنتظر أنت بالباب . تدخل العاملة والخوف يجري في وجنتيها ، المليكة تهون عليها : لا تجزعي يا شبيهتي . العاملة ترفع رأسها شيئا فشيئا .تواصل الملكة قولها: سأجعلك ملكة .العاملة : أتهزئين بي مولاتي . المليكة : ويحك أسمعتي بملكة تلعب الملكة مع الرعية . العاملة : العفو يا مولاتي ، ولكن لماذا ؟! . المليكة : سأجيبك بعد أن تنفذي الشرط .العاملة : وأي شرط . المليكة : قد سئمت النوم على بويضات وأطلب منك أن تأتي بهن الآن .. ثم تنادي : أيها الحرس أدخلوا جوريكس . فيدخل ، المليكة له : جدد لي الولاء ، تقف ،وأمام عرشها يركع تحت رجليها. يرفع رآسه فتضغط برجلها على رأسه ، وتقول له: جدد الولاء والطاعة . فيسجد لرجلها ويلثمها قائلا : مولاتي.تصرخ بوجه العاملة : وأنت أيضا جددي الولاء والطاعة لي . تهم العاملة للسجود فتركلها وتقول : أنت الملكة الآن. وبقرون استشعارها أمسكت برأس حبيبها ، وبيديها ضمته لصدرها ، وبرجلها ساعدته للنهوض . العاملة تنظر للملكية التي شرعت بالتجرد من حليها لها . وما أن استكملت المليكة الجديدة بهرجها حتى قالت المليكة لصديقها : ها آن موعد زفافك بالملكة ، ثم استأنفت قولها وهي تشير إليها : أعني هذه . العاملة والصديق : مولاتي : عليكما التنفيذ الآن ، فطيري وإلا لأطيرن برأسك
فلتبدا مراسيم الزفاف . تطير بأقصى سرعتها الملكة العاملة لأعلى وخلفها اليعسوب . وفي الخارج تظل المملكة يأسرها ما تشاهد فهم يعلمون أنه ليس وقت زفاف بل يعلمون طريقة طيران مليكتهم المتجددة (الموديل) . وقبل أن تتوارى الملكة العاملة عن الأعين يلقى حتفه ، وقبل أن تكون قاب قوسين من الأرض تهجم عليها جيوش الدبابير فيحضن حضن المغمورة حضن الصديق المغدور. المملكة تراقب الحدث صامة ، فتخرج حينها الملكة الملكة مصرحة : الملكات لا يعاقبن وإن عاقبن فبالتي هي أحسن .
 
أعلى