اكتشاف كتابات نقشية في وادي السحتن

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
اكتشاف كتابات نقشية في وادي السحتن



أبجدية خاصة باللغة العُمانية القديمة سامية الأصل
نحتت النقوش على واجهة جبلية بـ "النقر" و "الخط المستقيم"
مسقط ــ الزمن:
اكتشف في الفترة الماضية عدد من النصوص النقشية في وادي السحتن بولاية الرستاق الذي يقع على بعد 165كم شمال غرب مسقط بين قريتي (الخضراء) و(فشح)، وكان أول اكتشاف لتلك النقوش قد تم بمحض الصدفة.
تشكل الكتابة النقشية إحدى أهم وأبرز مراحــــل تحول الإنسان الحضاري، وأولى النقلات النوعية في حياته، فالكتابات النقشية تعد مصدراً مهماً لدراسة التاريخ القديم ؛ كونها كُتبت قبل صانع الحدث ذاته أثناء أو بعد وقوع الحدث التّاريخيّ مباشرة، لذا فهي الشاهد الحي الوحيد الباقي الموثق للإنسان القديم.
النقش السامي
قد عثر في السلطنة على نوعين من النقوش المكتوبة بالخط السامي: نقوش عربية جنوبية كتبت بخط المسند نحتت على الحجارة والفخار وعلى صخور الأودية، والعدد الأكبر منها نقوش حضرمية عثر عليها في محافظة ظفار في كل من موقع: خورروري (سمهرم) و(حانون) ووادي (أنظور)، وأثناء تنقيباتها الأثرية الراهنة عثرت البعثة الإيطالية في موقع خور روري (سمهرم) على عدد من النصوص النقشية . كما تم اكتشاف حروف لنقوش عربية جنوبية على جرار فخارية في موقعي (ميسر9) و(سمد الشأن) ، واكتشف عدد آخر من نقوش المسند في موقع مليحة (الشارقة) بدولة الإمارات العربية المتحدة .
عماني صرف
النوع الثاني من النقوش عماني صرف، لقد بينت الاكتشافات الحديثة أن لقدماء العمانيين كتابة خاصة بهم لا تختلف عن الكتابات السامية المنتشرة في أنحاء شبه الجزيرة العربية، فهم شعب سام شكلت أرضهم في الكتابات اليونانية والرومانية جزءاً من بلاد العرب السعيدة، ولقد عثر -حتى الآن -على عدد كبير من تلك الكتابات في كهوف ظفار وأوديتها مصاحبة في الغالب رسومات صخرية متنوعة. ومن النظرة الأولى لهذه النقوش يلاحظ أنها كتابة سامية شبيهة إلى حد كبير بالخط العربي الجنوبي (المسند أو اليمني القديم) والخط الثمودي ومنذ عام (1991) ركز الباحث (علي بن أحمد الشحري) جل اهتمامه على تلك النقوش والرسومات ووثق أكثر من 250 موقعاً. إلا أن تلك الكتابات لم تدرس بشكل منهجي حتى الآن.
د.أسمهان الجرو:
فك الرموز سيساعدنا في معرفة المجتمع العماني القديم
قالت الدكتورة أسمهان سعيد الجرو من قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس ان المفاجأة المثيرة هي اكتشاف عدد من النصوص النقشية في وادي السحتن بولاية الرستاق ، وكان أول اكتشاف لتلك النقوش قد تم بمحض الصدفة عام (2009) من قبل ثلاثة من المواطنين هم حارث بن سيف الخروصي، ويحيى بن سيف الخروصي، وهلال بن محمد الخروصي. وقد أمدني الوزير الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي بصور تلك النقوش لدراستها ونشرها، ويعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه في شمال عُمان، وأقوم حالياً مع عدد من علماء النقوش السامية من بينهم العالم الفرنسي (Christian Robin ) والأردني (إبراهيم صدقة) بدراسة تلك النصوص ومقارنتها بالكتابات السامية المعروفة في شبه الجزيرة العربية.
تضيف الدكتورة أسمهان سعيد الجرو أنه بعد المعاينة الأولية لتلك الكتابات النقشية يمكن أن نوجز الخصائص العامة لها كالآتي وهي وجود أبجدية خاصة باللغة العمانية القديمة سامية الأصل تشبه في كثير من خصائصها المظهرية حروف الأبجدية العربية الجنوبية (المسند) والخط الثمودي وهو ما يعرف بالحسمائي أو (Thamudic E) وهناك تشابه بين الكتابة النقشية المكتشفة في شمال عمان (وادي السحتن) وفي جنوبها (ظفار).
ونحتت النقوش على واجهة جبلية بواسطة النقر وبأسلوب الخط المستقيم، واللغة العمانية القديمة كتبت بطريقة المسند (المدعم) أي العمودي.، كذلك حروف الكلمات منفصلة، ولا يفصل بين الكلمات خط على خلاف ما هو سائد في اللغة العربية الجنوبية، ويكتب الحرف الواحد بأكثر من شكل، وتتعدد اتجاهات كتابة الحروف؛ إلا أن الاتجاه الغالب من اليمين إلى اليسار، ويقرأ النص من اليمين إلى اليسار، أو بشكل عمودي من الأعلى إلى الأسفل، كذلك توجد النصوص النقشية في الغالب مصاحبة لرسوم صخرية حيوانية.
وتختتم الباحثة حديثها بقولها "إن فك رموز تلك الكتابة سيساعدنا في معرفة المجتمع العماني القديم، كما سيقدم لنا مزيداً من المعلومات حول الظواهر اللغوية والفكرية في حياة الإنسان العماني القديم، إضافة لذلك يمكن من خلال تلك النقوش تحديد أسماء الأعلام ومعرفة طبيعة الرسومات الصخرية المصاحبة لها ودلالتها.
ومن خلال تلك النصوص النقشية سنتعرف أيضاً على العلاقات الثقافية بين المجتمع العماني القديم والثقافات والمجتمعات السامية في شبه الجزيرة العربية بشكل عام.
 
أعلى