مجلس البحث العلمي و"التربية" يؤسسان برنامجا لتعزيز القدرات الابتكارية لدى الطلاب

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
مجلس البحث العلمي و"التربية" يؤسسان برنامجا لتعزيز القدرات الابتكارية لدى الطلاب



dtl_31_12_2011_2_17_1.jpg


صور للابتكار في التعليم

• برنامج دعم الابتكار التعليمي يسعى نحو تعزيز الفكر التجريبي والابتكاري في المدارس
• محاولة تغيير طرق التفكير التقليدي عند الطالب الى طرق ذات منافع أكبر للمجتمع
• د.زهرة الرواحية: الابتكار التعليمي يهدف الى دعم وتوجيه الطلاب نحو الفكر البحثي والابتكاري
• فاطمة الهنائية: اختيار ستة مدارس لتطبيق البرنامج وفقا لنتائج برنامج التنمية المعرفية
• بدر الشريقي: التعليم الريادي يعمل على تشجيع وزيادة دافعية الطلاب لرفع تحصيلهم في المدارس وتوظيف المعرفة في حياتهم الواقعية
• علي الجابري: القدرة على تأسيس وتشغيل مشروع اقتصادي والقدرة على التفكير بشكل إبداعي احد مكونات التفكير الريادي

مسقط - ش /31-12-2011
أضحت البحوث العلمية في عالم اليوم مقياسا لتقدم الامم ورشدها ونمائها الاجتماعي.. القضية التي تستدعي تثقيف النشء بأفضل الممارسات والتطبيقات المعمول بها في مضمار البحوث العلمية، بما في ذلك مهارات تحصيل المعلومات وتحليلها والاستنباط والاشتقاق العلمي، فالبحث هو سبيل المعرفة الرصينة حيث تتعزز المهارات وتصقلها الممارسة الواعية والتراكم المعرفي في زمن الانفجار المعرفي البالغ الشدة.
والباحثون الصغار في مدارسنا يشكلون رأس مالنا البشري وأهم مكون في التنمية المستدامة الذي يستدعي العناية به والارتقاء بمهارات التفكير النقدي لديه وإتاحة مجال أوسع أمامه للتعرف على طرائق البحث والابتكار، حيث أصبح البحث العلمي واحدا من المجالات المهمة التي تدفع بعجلة التطور والتنمية بسرعة هائلة، وتسهم في القضاء على أغلب التحديات بطرق تنموية علمية. كما يعتبر الابتكار احدى المراحل المهمة ضمن منظومة البحث العلمي، التي يأمل مجلس البحث العلمي في نشر ثقافتها من خلال مجموعة من البرامج الابتكارية في المجال الصناعي والتعليمي والأكاديمي والابتكار المجتمعي.
ويأتي برنامج الابتكار التعليمي كأحد هذه البرامج ليساهم في تنمية مهارات البحث وجعلها محورا أساسيا في النظام التعليمي، وتوجيه السياسات التربوية للتركيز على المفاهيم والمهارات الابتكارية والبحثية في الانظمة التربوية، حتى يتسنى للمجتمع بناء القدرة على المنافسة في السوق العالمي في هذا القرن من خلال تنمية المهارات التي تراعي البحث والابتكار والتسويق وإدارة المشاريع، حيث يوفر التعليم القائم على تنمية طرائق البحث أحدث أنواع المعرفة ويزود الطلبة بمهارات فكرية تهيئهم للعب أدوار اقتصادية مطلوبة ومؤثرة في عالم الاقتصاد اليوم، وفي مختلف مناحي الحياة، وذلك من خلال تطوير نطاق التفكير والتدرب على مواجهة المشكلات وتطوير مهارات البحث في سياق معايير التعلم في المدارس وتوظيف المعرفة في الحياة الواقعية.
ولإلقاء مزيد من الضوء حول برنامج الابتكار التعليمي كانت هذه اللقاءات مع القائمين على هذا البرنامج.
تقول القائمة بأعمال مدير برنامج دعم الابتكار التعليمي بمجلس البحث العلمي د.زهرة بنت راشد الرواحية: إن فكرة البرنامج التجريبي في التعليم الريادي عبارة عن برنامج مصمم لتوفير بيانات معلوماتية ميدانية عن التعليم الريادي في المدارس من خلال تعزيز مشروع برنامج التنمية المعرفية، لتوجيه السياسات التربوية المستقبلية نحو الفكر البحثي والابتكاري. لذا يهدف برنامج دعم الابتكار التعليمي إلى دعم فكرة أندية الابتكارات في مدارس الحلقة الثانية لتعزيز تطبيق برنامج التنمية المعرفية بوزارة التربية والتعليم من خلال غرس ثقافة البحث والابتكار والمبادرة لدى طلبة مدارس التعليم الأساسي، ويسعى أيضًا إلى رعاية الجانب الإبداعي لدى مشرفي الأنشطة الابتكارية ورعاية الطلبة الموهوبين، وتقييم الأنشطة وتدريب المشرفين، وتوفير بيئة متخصصة لاحتضان المبادرات الطلابية في الجوانب الابتكارية العملية والتي يمكن تحويلها إلى منتج تسويقي من خلال توفير مكان ملائم للتدريب على أساسيات استخدام المهارات الأساسية في العملية الابتكارية، كذلك يهدف إلى تنظيم حلقات عملية تطبيقية للتدريب على مهارات إدارة المشاريع الابتكارية في المجالات المختلفة. كما يسعى البرنامج أيضا الى توفير بيئة تساعد على تنفيذ مسابقات علمية وأدبية بين المدارس، كما يسعى المجلس من خلال برنامج دعم الابتكار التعليمي إلى دعم وتوجيه السياسات التربوية للتركيز على المفاهيم والمهارات الابتكارية والبحثية في الأنظمة التربوية والرقي بأسلوب الإبداع والابتكار وصولًا إلى الواجب الوطني والإحساس بالمسؤولية.

العلاقة بين التعليم ومنظومة الابتكار

وحول مساعي البرنامج لمساندة وتطوير الادارات التعليمية في المدارس تضيف القائمة بأعمال مدير برنامج دعم الابتكار التعليمي بمجلس البحث العلمي إنه من الملاحظ أن التعليم هو محور رئيسي ضمن منظومة الابتكار، الذي يجب أن يبدأ من المراحل الأولى للتعليم المدرسي، لذا بدأت الأنظمة التعليمية العالمية بإعادة النظر في سياساتها ومناهجها التربوية لتتلاءم وتتكامل مع المنظومة الوطنية للابتكار.
من هذا المنطلق اعتبرت الأنظمة التعليمية المعزز الرئيسي لبناء بيئة (مجتمع ابتكاري) يؤثر بشكل مباشر في الاقتصاد المبني على المعرفة، لذلك تم الربط المباشر بين النظام التعليمي ومنظومة الابتكار عن طريق تعزيز ثقافة البحث والابتكار في الأنظمة التعليمية بكافة مراحلها وابتداء من المراحل التعليمية الأولى وهذا يتطلب تغييرا جوهريا في السياسات التربوية القائمة حاليًا.
ومن هذا المنطلق فإن مشروع دعم ثقافة الابتكار في قطاع التعليم يعتبر احدى الركائز الرئيسية لمنظومة الابتكار والذي سيسهم في تعزيز هدف التوسع في السعة البحثية وكذلك تعزيز نقل المعرفة، حيث يتكامل هذا القطاع مع القطاعات الأخرى في السلطنة ليشكل المنظومة الشاملة للابتكار.

رسم ملامح منظومة الابتكار

وحول طرق البرنامج لتنمية المهارات الابتكارية لدى الطالب العماني يشير بدر بن سالم بن صالح الشريقي أحد أعضاء فريق الابتكار التعليمي الى ان البرنامج يستهدف طلاب وطالبات مدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي ضمن المكونات الأساسية لنظام التعليم العماني، وذلك من خلال تنمية مهارات الطلبة البحثية والابتكارية لإيجاد فكر ريادي يرسم ملامح منظومة الابتكار الوطنية عن طريق تنمية مهارات مختلفة تراعي مجالات البحث والابتكار والتسويق وإدارة المشاريع وتقييمها.. وغيرها، يتم تشريبها في المناهج الحالية من خلال الدورات والحلقات والمعسكرات المتخصصة على أيدي مدربين تم إعدادهم وتدريبهم خصيصاً لهذا المشروع أو من خلال مقررات منفصلة لتدريس مهارات مبادرة التعليم الريادي.
ويقول الشريقي ربما يتساءل القارئ لماذا نتجه نحو التعليم الريادي، فالحقيقة إن التعليم الريادي يعمل على تشجيع وزيادة دافعية الطلاب لرفع تحصيلهم في المدارس وتوظيف المعرفة في حياتهم الواقعية، وكذلك تطوير أداء المدرسين والمدارس والمؤسسات التعليمية بشكل عام، وإعداد مسبق لمواطنين مبدعين ومفكرين ومنتجين. ومن هذا المنطلق فالتعليم الريادي يجب أن يدعم بآليات تمكن المؤسسات التعليمية في تحقيق الاستدامة لتحسين وتطوير الأداء التعليمي.
وحول عدد المدارس التي يتم فيها تنفيذ البرنامج تقول فاطمة بنت علي بن زاهر الهنائية عضوة فريق الابتكار التعليمي لتفعيل البرنامج تم انتداب سبعة معلمين بوزارة التربية والتعليم من مختلف التخصصات حيث روعيت مجموعة من المعايير عند اختيارهم وذلك لضمان الأداء الجيد والتنفيذ الفعّال، وعمل الفريق على اختيار المدارس التي سيطبق فيها البرنامج وفق أسس علمية وبناء على نتائج برنامج التنمية المعرفية وأسس أخرى فقد اختيرت ست مدارس لتطبيق البرنامج حيث وزعت بين مدارس ولاية السيب وبوشر ومطرح ثلاث مدارس إناث وثلاث مدارس ذكور.

وسائل التعلم النشط

أما عن الأساليب التي يتم بها غرس ثقافة الابتكار لدى طلبة مدارس التعليم الأساسي فتقول علياء بنت عامر بن محمد الهنائية عضوة فريق الابتكار: في التعليم يتم تطبيق برامج مختلفة لغرس ثقافة الابتكار لدى الطلبة على أيدي المدربين تعتمد على أحدث نظريات التعلم النشط والأنشطة التفاعلية والحلقات والدورات العملية في بيئات تم تجهيزها خصيصاً بأجهزة وأدوات علمية تشجع الطلبة على البحث العلمي والتفكير الإبداعي وتم إعداد الحقائب التدريبية من خلال فريق التدريب في الحاضنات بالاستعانة بالمؤسسات ذات الصلة، بالإضافة إلى مركز التدريب الرئيسي وحاضنة الابتكار الرئيسية والتي تعمل على استقطاب مختلف شرائح الطلبة وتوفر بيئة تدريبية تعمل وفق برنامج خاص قد يمتد للفترة المسائية لمواكبة أي زيادة في الاحتياجات التدريبية للفئات المستهدفة.
وتؤكد علياء الهنائية بأن نشر ثقافة البحث والابتكار وتأصيل المعرفة في المجتمع العماني تعتبر من الأولويات ذات الأهمية الوطنية. ولتحقيق الأهداف الوطنية في هذا السياق فإنه يتطلب بناء منظومة وطنية متكاملة للابتكار تقود المجتمع العماني إلى مجتمع قائم على المعرفة من خلال تدريب الكوادر التي تم اختيارها تدريباً احترافيا يجعل من السهل بمكان نشرها على مختلف محافظات السلطنة لتحقيق استراتيجية تدريب الأقران مما يوفر على الجهات المعنية نفقات كثيرة.
وتوضح سجاء بنت سعيد الفريسية أحد أعضاء الفريق قائلة: إنه يمكن للبرنامج من خلال تحقيق مبدأ الشراكة الاستراتيجية متبادلة مع جميع المعنيين من الجهات المختلفة ذات العلاقة بمهارات التدريب لتوفير مدربين مختصين يسعوا بكل جدية على تدريب المعلمين والطلبة على أسس العمل الريادي من واقع عملهم. حيث إن هناك حاجة لتطوير بيئة تهتم بتنمية مهارات البحث وجعلها محورا أساسيا في النظام التعليمي.

توظيف الموارد المطلوبة

علي بن سالم بن علي الجابري عضو فريق الابتكار التعليمي يؤكد على ان المعرفة الرئيسية التي يمكن أن تتأسس من خلال المبادرة الريادية في التعليم من خلال البرنامج تتضمن القدرة على اختيار وتحديد الفرص في الحياة الواقعية، والقدرة على اغتنام الفرص عن طريق تطوير الأفكار الجديدة وتوظيف الموارد المطلوبة، والقدرة على تأسيس وتشغيل مشروع اقتصادي والقدرة على التفكير بشكل إبداعي وناقد، وكذلك ربط منتج أو فكرة الطالب بعد خضوعها للتقييم والمتابعة في الحاضنة بمركز الابتكار الصناعي. وذلك لا يتأتى إلا من خلال تحقيق شراكة مجتمعية بين المؤسسات الحكومية والخاصة من خلال توفير الخبراء الاستشاريين والمدربين المؤهلين وتشجيع الأفكار الناشئة ضمن البرنامج وتبنيها حتى تخرج بصورة منتج قابل للتسويق. ومن المتوقع أن تختفي الصورة النمطية للطالب التقليدي الذي يتخرج بعقلية البحث عن فرص عمل من الآخرين، وتبدأ الصورة التفاعلية للطالب الريادي الذي يتخرج بعقلية توفير فرص عمل للآخرين.
 
أعلى