افتتاح معرض التسامح الديني في عمان بمدينة برشلونة ضمن محطته الثالثة عشرة

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
افتتاح معرض التسامح الديني في عمان بمدينة برشلونة ضمن محطته الثالثة عشرة

Sun, 27 نوفمبر 2011م

1322327350546178700.jpg


الأمين العام بمكتب الإفتاء: السلطنة الواحة الظليلة والآمنة للتسامح الديني والعرقي والثقافي والتقارير الدولية تؤكد ذلك

العمانيون تعاملوا مع جميع أصحاب الديانات بكل شفافية واحترام ووفروا لهم الأمن والطمأنينة والراحة لممارسة عباداتهم وتجاراتهم -
افتتح في مدينة برشلونة بمملكة إسبانيا معرض التسامح الديني في عمان تحت رعاية سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام بمكتب الإفتاء وبحضور سعادة الشيخ هلال بن سالم المعمري سفير السلطنة في مملكة أسبانيا، وقال سعادة الشيخ الأمين العام بمكتب الإفتاء في كلمة ألقاها في حفل الافتتاح: إن جلالة السلطان أولى قضية التسامح الديني عناية كبيرة جدا وفائقة جدا حتى أصبحت السلطنة الواحة الظليلة والآمنة للتسامح الديني والعرقي والثقافي الأمر الذي جعل التقارير الدولية تؤكده وتثني عليه ولا غرو في ذلك ولا بدع فيه فعمان دولة عربية وإسلامية استمدت هذا التوجه التسامحي من دينها الإسلامي الذي أمر المسلمين ووجههم إلى ضرورة التمسك وتفعيل التسامح مع غير المسلمين من خلال القرآن الكريم الذي هو الأصل الأصيل للتعاليم والأحكام الإسلامية وللشريعة الإسلامية، ومن خلال سيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأفعاله التي تعتبر المصدر الثاني للشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم، مضيفا أنه لشيء جميل وإنها لمناسبة جد سعيدة أن يتزامن إقامة هذا المعرض مع افتتاح المركز الإسلامي في برشلونه بمملكة إسبانيا ويزداد الأمر سعادة وابتهاجا ان يتواكب هذان الحدثان المهمان مع احتفال السلطنة بالذكرى الحادية والأربعين لتولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-.
وأضاف سعادته: إن الله في القرآن الكريم يأمرنا أن نؤمن بجميع الأنبياء والرسل فيقول: «قولوا آمنا بالله وما انزل إلينا وما انزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون» ومعنى ذلك يقتضي احترام الأديان التي جاءوا بها، كما يقول الله تعالى في كتابه: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من ديارهم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين» هكذا يأمر القرآن المسلمين بعمل البر مع جميع الناس الذين لم يقاتلوا المسلمين ولم يخرجوهم من أراضيهم، والبر كلمة جامعة وعظيمة لأن البر معناه فعل كل أشكال الخير والإحسان والمعروف وتقديم المساعدات الخيرية والإنسانية، وخلاصة القول: إن البر جماع كل خير كما جاء في القرآن الكريم: «من اجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحياء الناس جميعا» فإن الدين الذي ينهى عن قتل أي نفس ما لم يكن هنالك سبب موجب لقتلها ويعتبر ذلك قتلا للبشرية جمعاء ويأمر بإحياء النفس الإنسانية ويعتبر ذلك إحياء للبشرية جميعا، لهو دين بعيد كل البعد عن استعمال القتل واتباع الإرهاب وهنالك آيات كثيرة تؤكد على هذا المعنى وتوضح تسامح الإسلام.
وأشار سعادة الشيخ الأمين العام بمكتب الإفتاء في كلمته إلى أننا نجد في السيرة النبوية وثيقة المدينة المنورة التي هي أول دستور للمواطنة والعيش المشترك بين المسلمين واليهود، وعهد النبي محمد إلى نصارى اليمن الذي منحهم فيه الحرية الدينية الكاملة، والعهدة العمرية التي أعطى فيها عمر بن الخطاب مسيحي القدس الحرية المطلقة لدينهم ودنياهم تسطع نورا تسامحيا وتتألق ضياء حضاريا، لذلك حافظ المسلمون عبر تاريخهم على الوجود اليهودي والمسيحي في البلدان الإسلامية.
مؤكدا سعادته أن العمانيين تعاملوا مع جميع أصحاب الديانات من يهود ومسيحيين ومجوس وبوذيين وهندوس وغيرهم بكل شفافية واحترام وتعايشوا مع الجميع على الأرض العمانية حيث وفروا لهم الأمن والطمأنينية والراحة لممارسة عباداتهم وتجاراتهم، بل حفظ لنا التأريخ العماني أن هناك عدداً من علماء الدين العمانيين كانوا يتزاورون مع أصحاب تلك الديانات ويدعو كل منهم الآخر للضيافة.
واختتم سعادة الشيخ الأمين العام بمكتب الإفتاء كلمته بقوله لكل هذه المعطيات التاريخية الإسلامية والعمانية وتجسيدا للتوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- رأت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالسلطنة أن تعبر عن هذه القيم التسامحية من خلال معارض التسامح الديني وهذا المعرض اليوم واحدا منها ويحتل الرقم الثالث عشر في سلسلة هذه المعارض، مطالبا سعادته الغرب بجميع أطيافه وشرائحه أن يتفهم الإسلام وأن يدرسه دراسة المنصف الباحث عن الحقيقة وأن لا يتسرع في توجيه الاتهام إلى الإسلام والمسلمين بالإرهاب والتعطش إلى القتل وسفك الدماء فالإسلام بريء من كل ذلك.
بعد ذلك ألقى سليم بن عمارة مدير المركز الثقافي الإسلامي الكتالوني ببرشلونة كلمة رحب فيها بالحضور وشكرهم على تجشم عناء السفر وقال: ان لديهم خطة عمل والسعي لإرساء الحوار بين الديانات والثقافات مضيفا أنه ينبغي علينا أن نسعى إلى التعايش وافتتاح المركز يمثل الخطوة الأولى للمضي قدما في إرساء قواعد التفاهم والمعرفة المتبادلة السليمة ولدينا خطة وأهداف محددة وهي العمل من أجل حوار الأديان مع مختلف شرائح المجتمع الكتالاني اتباعا لنموذج تعايش المسلمين واليهود منذ عهد النبوة شاكرا وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على إقامة هذا المعرض بين جنبات المركز.
كما القى خورخي جولدبن مساعد خاخام برشلونة كلمة أشار فيها إلى ارتياحه لكلمة سعادة الشيخ الأمين العام بمكتب الإفتاء ودعوته إلى ارساء السلام وتنديده بالقتل ومناداته إلى تشجيع الحوار بين الديانات، وأضاف أنه ينبغي علينا التعاون والعمل جنبًا إلى جنب باعتبار القيم المشتركة التي تجمعنا ومن أهمهما مكافحة العنف واختيار طريق السلام، مؤكدا أن الإسلام منذ سنين عديدة قد تعرض إلى نوع من التضليل الإعلامي ودليل ذلك أحداث مدريد حيث حاولت وسائل الإعلام الخلط بين الإرهاب والمسلمين ثم أضاف ينبغي علينا التعارف والرجوع إلى الماضي حيث كنا نتعايش بكل سلام وأكد أن التجربة قد أثبتت لنا ان الآلام لا تسهل التعايش وقال أن الأطفال منذ سن مبكر يعيشون ويتعلمون حقائق مختلفة من دين إلى آخر ولكن الكتب المقدسة السماوية قد أثبتت من جانبها أن كل الديانات تحمل في طياتها رسائل سلمية وأن الإسلام لا علاقة له بالعنف، مختتما كلمته بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إقامة معرض التسامح الديني في عمان.
كما ألقى الدكتور جوما فلاكير ممثل الكنيسة الكاثوليكية كلمة أوضح من خلالها أن الديانات السماوية لها رسائل سلام وان سبب الحروب ليس الدين بل الإيديولوجيات و أن هدف الديانات السلم والسلام وعلينا نبذ كل ما يخالف هذه الرسالة واتباع أسس الديانات التي تنادي باحترام الآخر والتعايش والحوار وتجنب المصادمات وأن نحاول جميعنا معرفة الآخر من الداخل والتعمق في دوافع عقيدته واختتم كلمته بالدعوة إلى التركيز على الجوانب المشتركة بين المسيحية والإسلام للوصول إلى تعايش وتفاهم إيجابي يستفيد منه كل الشعوب والطوائف، شاكرا وزارة الأوقاف والشؤون الدينية والمركز الثقافي الإسلامي الكتالاني ببرشلونه على إقامة هذا المعرض.
بعد ذلك تم عرض فيلم التسامح الديني في عمان والذي يحكي عن الحياة الدينية في عمان والتسامح الديني فيها وقد أعجب الحاضرون بما شاهدوه في الفيلم وبمحتواه الثقافي والفكري والديني فقد أضاف لهم معلومات قيمة عن السلطنة وما توفره من حريات دينية لا توجد في دول عديدة من دول العالم.
بعدها تجول سعادة الشيخ والحضور في جنبات المعرض الذي يحتوي على عدد من الصور توضح الحياة الدينية في السلطنة وما تشهده من تطور ونماء إضافة إلى حياة المرأة العمانية والحياة العامة في عمان.
ويستمر المعرض لمدة شهر كامل ويتوقع أن يزوره عدد كبير من شرائح المجتمع وبالأخص التلاميذ وطلاب الجامعات لأن المعرض يخاطب الأجيال الجديدة لبدأ مرحلة أخرى تنطلق من مفهوم التعمق في المعرفة المتبادلة ترسخها تجربة السلطنة في التسامح الديني والعيش المشترك
 
أعلى