الرزحات والأهازيج ومنافسات البندقية أبرز مظاهر العيد في نخل

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ


Wed, 31 أغسطس 2011

الهبطة والذبائح والعيدية عادات متوارثة عن الأجداد راسخة عند الأبناء-
نخل - سعود بن علي الحضرمي -
تتميز السلطنة في مختلف المناسبات بعادات وتقاليد متوارثة عن الآباء والأجداد وحافظ عليها الأبناء لتبقى خالدة مدى الزمان ومن هذه العادات احتفالات المناطق والولايات بعيد الفطر المبارك وفي ولاية نخل إحدى ولايات منطقة جنوب الباطنة يتبدى أبرز مظاهر الاحتفالات في الرزحات والأهازيج والألعاب التقليدية ومنافسات البندقية وهنا استطلاع عن مظاهر العيد في الولاية.
يقول علي بن ناصر السيابي: تبدأ الاستعدادات لقدوم العيد اعتبارا من صباح يوم السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك حيث يقام سوق الحلقة (الهبطة) التي يستعد الجميع لتوفير لوازم العيد من رؤوس الأغنام والأبقار وملابس الكبار والصغار والبهارات والخضروات والفواكه والحلوى العمانية التي تكتظ هذه الأيام بمرتاديها والحلي والحناء للبنات ويعتبر سوق الهبطة في الولاية وجميع الولايات بصفة عامة في السلطنة موروثاً تقليدياً كبيراً لشراء ما يلزم الإنسان من متطلبات العيد وأضاف ومن العادات الحميدة التي كانت الولاية تتميز بها هو أن يقوم أحد الميسورين بوقف مال معين تباع غلته وتوزع نقودها للأطفال وخاصة اليتامى وكذلك الذين لم يبلغوا سن الرشد.
اليوم الأول
وعن اليوم الأول للعيد يقول عبدالله ابن سعيد الحضرمي: يقوم الأهالي اعتبارا من ليلة العيد بإعداد وجبة العرسية المصنوعة من الأرز الأبيض ولحم الغنم والدجاج مع الترشة أو السمن البلدي وهي أكلة عمانية طيبة المذاق والترشة يتم إعدادها من الخل والزبيب والصبار (التمر الهندي) وقطع صغيرة من كبد الغنم وكرشها وكذلك الحال في باقي مناطق الولاية وفي الصباح الباكر يجتمع الرجال والشباب والأطفال من عدة بيوت متقاربة وبعد انضمام الجيران والأصدقاء يشكلون عدة حلقات دائرية ويبدأون في تناول وجبة العرسية وتعتبر هذه العادة قديمة ورثها العمانيون من أجدادهم لذلك يحرص كل عماني على احيائها سنويا وتعد دليلا على تمسكهم بالعادات والموروث التقليدي العماني وعلى التعاون والمحبة التي هي في حقيقة الأمر سمة من سمات هذا المجتمع بين الأهالي والجيران إذ يحرص كل فرد على المشاركة في هذه المائدة التعاونية التقليدية.
العــيدية
ويتحدث زكريا بن سالم الحضرمي عن العيدية قائلا: يقوم الأهالي قبل أيام بتجهيز مجموعة من العملات المعدنية من فئة الخمسين بيسة حاليا أما في الماضي فتسمى الأنات وهي تساوي البيسات اليوم ويتم توزيعها للأطفال فقد كان الأطفال في السابق يفرحون بها رغم قلتها لا سيما إذا استطاعوا المرور بعدد كبير من البيوت في ذلك اليوم فيجمعون حصيلة جيدة من النقود ويستطيعون التوجه بها الى العيود الذي يقام بجانب مصلى العيد في مناطق الولاية وهي عادة قديمة ترمز الى الكرم والجود للمجتمع العماني وفي الوقت الراهن تصرف عشرات الريالات للأطفال احتفالا وفرحة بهذه المناسبة المباركة وبعد توزيع العيدية للأطفال يستعد الشيوخ وكبار السن والرجال والشباب لأداء شعائر صلاة العيد في المصلى المخصص والمعد لهذا الغرض وعادة ما يكون في مكان مكشوف بعيدا عن الضوضاء اتباعًا للسنة الشريفة وفور الانتهاء من الصلاة يقام سوق العيود للأطفال حيث ينطلقون بكل براءة بعدما ارتدوا ملابسهم الجديدة الزاهية والمميزة فيشترون من الباعة ما يشاءون من ألعاب وحلوبات ومكسرات وبعد الانتهاء يتم تبادل التهاني حيث يطلق من أعالي مدفع قلعة نخل الشهباء ثلاث طلقات عند الانتهاء من الصلاة والثانية في طريق العودة والثالثة عند الوصول الى مكان التجمع عند القلعة حيث تقام الأهازيج والرزحات التي تتميز بها الولاية.
الذبح وإعداد الشواء
وعن مظاهر الذبح وإعداد الشواء يقول خصيب بن ضاحي بن سعيد السعدي: بعد العودة من الصلاة العيد استن الأهالي الذبح في صبيحة اليوم الأول وفي بعض القرى في اليوم الثاني ومنهم من يذبح في كلا اليومين وذلك حسب إمكانية كل واحد منهم وتقوم النساء بمساعدة أزواجهن في تنظيف الذبيحة وإعدادها ويشترك كل فرد في العائلة في عملية الذبح واعداد الطعام وتوزيعه على الفقراء يبدأ الرجال في تجهيز لحم الشواء الذي يضاف إليه الملح والفلفل الأحمر والبهارات والخل العماني المصنوع في البيت من التمر في العادة وتجهيز الشواء في الغالب يكون بشكل جماعي مع أهل الحلة وفي المساء وبعد تناول وجبة المقلاي المصنوع من كبد الغنم واللحم مع البهارات العمانية والخبز العماني المميز يتم إشعال تنور الشواء في الحلة من جذوع النخيل حيث يجتمع الأهالي بعد صلاة العصر عند التنور ويتم إلقاء خصفات الشواء ويدفن تحت جمر من النار لمدة يومين وثلاثة حتى ينضج الحم وبعد انتهاء الجميع من تعب إعداد الذبح وإعداد الشواء يجتمع الأهالي ليبدأوا ترديد الأهازيج الرزحات العمانية التي تعبر عن فرحتهم بالعيد السعيد اما بالنسبة للنساء ففي الماضي تقام المراجيح في كل حلة من حلل الولاية يجتمع النساء والبنات حول هذه المراجيح المصنوعة في الغالب من حبال ليف النخيل وجذوعها ويقمن بترديد عدد من انشودات التقليدية العمانية الأصيلة وتستمر فعاليات هذه المراجيح حتى آخر يوم من أيام عيد الفطر كما يقمن النساء بزيارة الأهل والأصدقاء من بنات جنسهن وكذلك الحال بالنسبة للرجال حيث تقدم الحلوى العمانية والفواكه للضيف الزائر ويحرص كل فرد عماني على تناول الحلوى العمانية في مثل هذه المناسبات والمشاركة في مثل هذه الأفراح والتمتع بأيامها الحلوة السعيدة.
إعداد المشاكيك
وحول إعداد المشاكيك يقول خالد بن سليمان الحراصي: في اليوم الثاني للعيد ومن الصباح الباكر يقوم الأهالي بإعداد المشاكيك أو ما يسمى بالمضبي وهو عبارة عن قطع صغيرة من اللحم المشكوك في اعواد من زور (سعف) النخيل يقوم الأهالي بإعدادها مسبقا وفي أثناء عملية شوي المشاكيك يتسلى الحضور بسماع وحكاية القصص والأساطير القديمة كذلك الشعر الشعبي والفصيح وبعد الانتهاء من عملية الشواء تعد وجبة الغداء من المشاكيك والخبز العماني الشهي ويوزع إعداد من المشاكيك في العادة للأقارب والأصدقاء والمحتاجين والفقراء ويعد في البيت الواحد ما يقارب الـ 700 مشكاك.
العزوة
ويشير سلام بن محمد المشرفي العزوة قائلا: تقام العزوة ابتهاجا بهذه المناسبة السعيدة اعتبارا من اليوم الثاني للعيد وتحديدا بعد صلاة العصر وتستمر حتى مغيب الشمس أي قبل صلاة المغرب في ساحة احتفالات الولاية مقابل قلعة نخل الشهباء ويجتمع في هذا المكان بائعو الألعاب والحلويات وبعض الأكلات الخفيفة والمشروبات وهو عبارة عن سوق (عيود) تعرض فيه تجارتهم على غرار سوق الحلقة ولكن بدون اغنام أو ابقار ويقصد العزوة جموع غفيرة من الأطفال والكبار وهي تظاهرة احتفالية كبيرة حيث تقام فيها الأهازيج الوطنية والتقليدية التي منها العازي القصافي والرازحة وهذا ما يميز المجتمع العماني من أصالة للقيم والعادات والتقاليد الدالة على أصالة هذا الشعب وعراقته وهذه تعتبر من أنماط الثقافة التي يقاس عليها التحضر والوعي الاجتماعي بمفهوم الموروث الشعبي الخالد.
استقبال والي الولاية للمهنئين
ويقول محمد بن سيف الحضرمي: في صبيحة اليوم الثالث للعيد يجتمع الأهالي مرة أخرى لفتح تنور الشواء وأثناء التجمع تقام بعض الزحات والفنون التقليدية المستوحاة من الفلكلور العماني القديم وبعد ان يتم توصيل خصاصيف الشوى للمنازل يجتمع الأهالي مرة أخرى في المجالس العامة لكل حلة استعداداً للذهاب الى مكتب سعادة الوالي لتقديم التهاني والتبريكات باليد المبارك ويتم ذلك سيرا على الأقدام وفي الطريق تقام الرزحات التقليدية حتى الوصول الى مكتب سعادة والي الولاية حيث يصافح والي الولاية جموع المهنئين وبعد تناول القهوة العمانية يتم الرجوع مثل القدوم وتقام الرزحات والأهازيج التقليدية على طول الشارع الممتد من المكتب الى القرى والحلل وعلى مدار أيام العيد تقام العزوة والعيود بالإضافة الى ذلك تتواصل الزيارات بين الأهالي لتهنئة بعضهم البعض.
مسابقة لرماية الأهداف
ويتحدث حميد بن محمد الحضرمي عن مسابقة رماية الأهداف فيقول: كانت في الماضي تقام مسابقة للرماية على الأهداف بصورة مبسطة حيث كانت في الماضي كما حدثنا عنها الأجداد تقام خلال أيام الأعياد والمناسبات الوطنية بأن يلتف عدد من الرجال حول بعضهم وقد ملأوا بنادقهم بالذخيرة الحية ثم يصوبونها نحو الهدف الذي يكون في العادة فوق شجرة أو على صخرة ويطلق عليها (الشبح) وهذه التظاهرة تم تطويرها الآن فأصبحت فعالياتها اكبر من ذي قبل حيث أعدت الولاية ميداناً للرماية خارج المناطق الآهلة بالسكان بمنطقة وادي الهدك وهو ميدان معد ومجهز بوسائل السلامة ويحرص عدد كبير من الأهالي على حضور منافسات هذه المسابقة وتعويد أبنائهم على حضورها.
ألعاب تقليدية ترفيهية
وإلى الألعاب التقليدية والترفيهية يشير خلفان بن خلف الجهضمي قائلا: يمارس أهالي الولاية خلال الاحتفال بالعيد عددا من الألعاب التقليدية القديمة مع الأطفال والشباب أهمها لعبة اللكد ولعبة الكربة والجلبة وسيد مرمر ولعبة نصف البلاد ولعبة الغويزية ولعبة الصولة والمخبة ولعبة البيض ولعبة الحوزة ولعبة التوفة ولعبة (الويه) ولعبة الحوا ليس ولعبة المد يسوه للأطفال، أما بالنسبة للبنات والنساء فلعبة القحف ولعبة المستقيفة بالإضافة الى إقامة الفنون التقليدية التي منها الرزحة والرزفة والوهابية ورزحة القصافي والعازي والهمبل وفن تغرود البوش الونه وفن الدان دان للنساء.
 

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
شكرا على المرور أختي العزيزة
 
أعلى