المجاعة تطحن القرن الإفريقي

وفيت بإحساسي

¬°•| عضو مثالي |•°¬
إنضم
26 يونيو 2011
المشاركات
1,321
الإقامة
البريمي

أكد الممثل القطري لبرنامج الغذاء العالمي في الإمارات ومدير علاقات الدول المانحة في الشرق الأوسط د. محمد دياب أن الوضع الإنساني في منطقة القرن الافريقي بشكل عام وجنوب الصومال بشكل خاص ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة ويحتاج إلى تحرك عاجل ووقتي من قبل المجتمع الدولي لإنقاذ الملايين من الأطفال والنساء وكبار السن الذين يواجهون أزمة غذاء طاحنة.

واستناداً إلى بيانات صادرة عن الأمم المتحدة فإن نحو 12 مليون شخص في القرن الافريقي يحتاجون إلى مساعدة عاجلة. وأشار دياب إلى أنه في الصومال وحدها، التي تشهد جفافاً وحرباً أهلية، ارتفع عدد المحتاجين إلى مساعدة إنسانية طارئة من 2.4 مليون إلى 3.7 ملايين في الشهور الستة الماضية.

فيما أُعلنت المجاعة في منطقتين رئيسيتين هما جنوب باكول ولاورشابيل وتخضعان لسيطرة حركة الشباب الإسلاميين. وأوضح أن هنالك فجوة تمويلية كبيرة، حيث تقدر الاحتياجات الغذائية المطلوبة والعمليات المصاحبة لها بنحو 580 مليون دولار لم يتوفر منها حتى الآن سوى 40 في المئة أي أن الفجوة التمويلية تصل حالياً إلى نحو 60%.

وأشاد دياب بالتحرك الإماراتي المتمثل في المساعدات التي يقدمها الهلال الأحمر الإماراتي، وقال إن هنالك تنسيقاً يجري دائماً بين السلطات الإماراتية ومنظمات الأمم المتحدة فيما يتعلق بتوصيل المساعدات الغذائية العاجلة.

وقال دياب في حديث لـ «البيان» إنه إذا لم يتم تحرك فوري فإن حياة الناس هنالك مهددة بخطر حقيقي. وأوضح أن زيارة ميدانية قامت بها منظمات تابعة للأمم المتحدة إلى المناطق المنكوبة كشفت عن حقائق قاسية للغاية، حيث ان الكثير من سكان تلك المناطق يضطرون للمشي على الأقدام لمدد تصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة أسابيع بحثاً عن مأوى ولقمة عيش يسدون بها رمقهم. وما يزيد الأمر سوءاً، وفقاً للدكتور دياب، هو انتشار رقعة الجفاف الأمر الذي ينبئ بكارثة إنسانية كبيرة خلال الشهرين المقبلين.

حيث ان المخزون الغذائي لدى السكان هنالك والذين يعتمدون في الأساس على الزراعة المطرية والرعي بات في وضع خطر للغاية ويكاد ينفد كما أن الماشية والثروات الحيوانية التي يعتمدون عليها تعاني الوهن وتموت بأعداد كبيرة على مدار اليوم بسبب نقص الكلأ.

ويشير د. دياب إلى ما ينذر به الوضع من تفجر حيث يقول إن العديد من دول الجوار التي يلجأ إليها الجوعى الصوماليون تعاني هي الأخرى من موجة جفاف ضاربة وتستند إلى موارد محدودة للغاية مما يشكل عبئاً كبيراً عليها.

وحول خطة برنامج الغذاء العالمي لمحاصرة هذه الأزمة الإنسانية الخانقة يقول دياب إن هنالك إشكالية حقيقية تتمثل في حشد الدعم اللازم لتمويل مشتريات الغذاء والاحتياجات اللوجستية الأخرى اللازمة لتوصيل الغذاء للمحتاجين. وأشار دياب إلى خطة من مسارين، تتمثل الأولى في عمليات الإنزال العاجلة. والثانية تتمثل في تنظيم جسر جوي لإيصال المساعدات الغذائية الإنسانية بشكل عاجل ومنتظم لتقليل تداعيات حالة الجوع التي يعيشها السكان هنالك.

وحول الرؤى المستقبلية لمعالجة الأزمة المتكررة في منطقة القرن الافريقي قال دياب إنه لا بد من اتباع استراتيجيات حكومية ودولية لتفعيل شبكات الأمن الغذائي وأشاد في هذا الخصوص بالتجربة الأثيوبية، حيث قال إن الحكومة الأثيوبية طبقت نظاماً متكاملاً لتأمين شبكات إنتاج الغذاء لمواطنيها وهو الأمر الذي خفف كثيراً من وطأة الأزمة هنالك.

وعن الجهود الدولية المطلوبة على المدى القريب قال دياب إن حجم المساعدات الإنسانية التي تحتاج إليها المنطقة ككل هذا العام، وفقاً لنداءات الأمم المتحدة، تبلغ 1.87 مليار دولار. ولم يصل من هذا المبلغ سوى 45 في المئة فقط، أي أن هناك فجوة يزيد حجمها على مليار دولار، موزعة على النحو التالي: 332 مليون دولار و296 مليون دولار لنداءات الأمم المتحدة لكينيا والصومال، على الترتيب، و398 مليون دولار للنداء الذي وجهته الحكومة الإثيوبية.

وأشار دياب إلى سعي المجتمع الدولي لتطويق الكارثة وقال إن (الفاو) ستعقد اجتماعاً طارئاً غداً الاثنين دعت له مجموعة العشرين لحشد وتنسيق الجهود الدولية للتصدي للمجاعة في منطقة القرن الافريقي والتي تهدد حياة الملايين من الاشخاص.

وسيبحث الاجتماع الدولي الذي سيكون على مستوى الوزراء الاجراءات الضرورية لمعالجة الأزمة الانسانية الخطيرة في منطقة القرن الافريقي وحشد الدعم الدولي للبلدان المتضررة.

ويأتي الاجتماع الذي تشارك في أعماله وكالات الأمم المتحدة المعنية الأخرى بناء على طلب من حكومة فرنسا بصفتها الرئيس الحالي لمجموعة العشرين مقدراً أن يحضره الوزراء وكبار المسؤولين من 191 دولة عضو في الفاو بجانب منظمات حكومية وغير حكومية وبنوك التنمية الإقليمية.
 
أعلى