انتهاء ظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة.. غدا

طموح بلا حدود

¬°•| عضو مميز جدا |•°¬
إنضم
9 مارس 2011
المشاركات
658
الإقامة
البريمي
مسقط- الرؤية
-

قالت الجمعية الفلكية العمانية إن الشمس تمر هذه الأيام فوق الكعبة المشرفة، في ظاهرة قديمة طبيعية متجددة، وبدأت الشمس في التعامد فوق الكعبة المشرفة في الفترة من 13 إلى 18 يوليو الجاري، ولذا فزوار بيت الله الحرام لاحظوا عدم وجود ظل للكعبة المشرفة عند الساعة 1:27 ظهرا وخاصة أمس السبت، وتمكن القاطنين بالجزء النهاري من الاستفادة من هذه الظاهرة السنوية لمعرفة والتأكد من اتجاه القبلة.
ولذا فتعامد الشمس من الظواهر التي ينتظرها القاطنون في دول بعيدة والذين يشتركون مع مكة المكرمة بنصف النهار. وأوضحت الجمعية أن هذه الظاهرة تحدث في العام بفترتين فقط، الأولى عندما تتحرك الشمس في حركتها الظاهرية من الجنوب إلى الشمال مع بداية أيام الصيف الحارة وتبلغ ذروتها يوم 28 مايو من كل عام تقريبا ولاحقا، كما هو الحال هذة الأيام عندما تتحرك الشمس من الشمال إلى الجنوب فتمر بالكعبة المشرفة من جديد وهكذا يتكرر هذا المشهد الرائع كل عام.
وقد أوضحت الجمعية الفلكية العمانية أن العلماء السابقين تنبهوا لذلك منذ مئات السنين حينما كانوا يطوفون بالكعبة فلاحظوا أن ليس للكعبة ظل وقت الظهيرة بأيام معينة عندما يكون ميل الشمس عن خط الإستواء مساوي لخط عرض مكة المكرمة.
وأضافت الجمعية أنه على سبيل المثال لا الحصر، فإن العالم الفلكي نصير الدين الطوسي شرح كيفية استخدام ذلك قبل قرابة 800 عام، وكان التحدي سابقا هو تحديد اللحظة التي تتعامد الشمس فوق مكة المكرمة للقاطنين في البلاد البعيدة.
أما اليوم فباستخدام مناطق التوقيت المتعارف عليها دوليا أصبح الأمر ذا يسر. فتعامد الشمس اليوم السبت سيكون ذروته الساعة 12:27 دقيقة بتوقيت مكة المكرمة، وبتوقيت السلطنة ستكون الذروة الساعة الواحدة و27 دقيقة بعد الظهر، وبماليزيا واندونيسيا وببيرث بأستراليا وبيجنج الصين وهونج كونج سيكون الساعة الخامسة و27 دقيقة عصرا، وببريطانيا (توقيت صيفي) سيكون الساعة العاشرة 27 دقيقة صباحا، وبنيويورك ومونتريال بكندا الساعة الخامسة و27 دقيقة صباحا، وأما مصر والأردن والكويت واليمن وتنزانيا فنفس توقيت مكة المكرمة. وطوكيو الساعة السادسة و27 دقيقة قبيل غروب الشمس. وهكذا فجميع المدن التي تقع على زاوية أقل من 91 درجة من مكة المكرمة يمكنها أن تستفيد من الظاهرة إذا كانت الأجواء صافية نسبيا.
وقد أكدت الجمعية أن الاستدلال بالشمس معمول به بالسلطنة منذ فترة طويلة ولا يقتصر على أيام التعامد هذه فهناك برمجيات فلكية تدخل بها إحداثيات المسجد المراد تحديد قبلته فتعطيك متى يكون الظل في اتجاه القبلة أو عكسها أو متعامد عليها وهي طريقة مستخدمة وخاصة أيام الشتاء، حيث يكون الظل طويلا وقت الظهيرة، كما أن هناك برمجيات أخرى تمكنك من حساب ذلك حتى بالنسبة لتعامد القمر ووجدت ساعات يدوية تسمح ذلك بأقل دقة. وأوضحت الجمعية بأن لدى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية اساليب متنوعة مثل البوصلة وأجهزة المساحة الجغرافية الحديثة ومنذ القدم استخدم نجم القطب بالسلطنة ومازال.
وأكدت الجمعية بأن على الرغم من قدم معرفة الإنسان بالظاهرة إلا إنها مازالت محافظة فلكيا على أهميتها لكونها أحد أساليب تحديد اتجاه القبلة، ولإيضاح ذلك تخيل أن تعيش بمدينة كبيرة جدا وتريد أن تشير إلى موقع الجامع الكبير مثلا، ولكنك لا تستطيع أن ترى منارته العالية بسبب المباني التي حولك فقلت في نفسك لو رفعوا منطاداً أو بالوناً فوق الجامع لتمكن الجميع من معرفة موقع الجامع. ففي هذا التقريب والتشبيه الذي سردناه لمعرفة أهمية الظاهرة في تحديد اتجاه القبلة، لو فرضنا أن ذلك الجامع الكبير هو المسجد الحرام ويريد الناس القاطنين بعيدا عنه معرفة جهة المسجد للتوجه إليه أثناء الصلاة. والآن أخي الكريم حتى تدرك أهمية الظاهرة استبدل ذلك البالون المرتفع بالشمس العالية التي صار موضعها بالسماء فوق الكعبة المشرفة يومي 28 مايو و 16 يوليو من كل عام تقريبا، فعندئذ سيتمكن جميع الناس الذي يرون الشمس في تلك اللحضات أن يستخدموها لمعرفة اتجاه القبلة. ففي هذين اليومين يكون انحراف الشمس عن خط الاستواء مساوياً لخط عرض مكة المكرمة والذي يساوي 21 درجة و25 دقيقة تقريبا.
ونوهت الجمعية الفلكية بأن من أراد أن يستخدم ظل شاخص ما لتحديد اتجاه القبلة فعليه التأكد من أن الشاخص المستخدم عموديا من جميع الاتجاه شرق وغربا وجنوب وشمالا، وأفضل أسلوب هو ربط ثقل أو قفل بطرف حبل مرن جدا واستخدامه بديلا عن الشاخص وأن يتم إسقاط الظل على لوح مستوى بدون أدنى درجة ميلان لضمان الدقة وأن يتم القياس في فترة لا تتعدى أربع دقائق قبل أو بعد الوقت المشار إليه.
جدير بالذكر أن تعامد الشمس استخدم سابقا كبرهان جلي لإقناع بعض المسلمين القاطنين بشمال شرق الولايات المتحدة وكندا بأن القبلة الصحيحة هي شرق شمال وليس شرق جنوب كما يستنيط من الخرائط الجغرافية المسطحة والتي لاتأخذ تقوس سطح الأرض في الحسبان، والحمد لله الذي جعل الشمس والقمر بحسبان.
 
أعلى