افتتاح معرض التسامح الديني في سلطنة عمان بألمانيا

غرور العزاني

¬°•|مشٌرفةِ سابقة |•°¬
إنضم
30 أكتوبر 2009
المشاركات
3,916
الإقامة
البريمي
افتتاح معرض التسامح الديني في سلطنة عمان بألمانيا

1309987645035331900.jpg


يؤكد على أهمية قيمة التسامح والتعايش والحوار كضرورة إنسانية -
افتتح في مدينة أوجسبورج الألمانية معرض التسامح الديني في سلطنة عمان الذي تنظمه وتشرف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تحت رعاية سعادة السفيرة الدكتورة زينب بنت علي القاسمية سفيرة السلطنة لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية.
بدأ الحفل بكلمة مدير المعهد العالي للتدريب الذي استهلها باستعراض ما تمر به المنطقة العربية من أجواء عدم الاستقرار إلا أن السلطنة ظلت كما كانت واحة للأمان والاستقرار متسائلا عن سبب ذلك ومجيبا في الوقت ذاته بأن التسامح كقيمة عمانية هي التي ساهمت في جعل عمان واحة للأمن والاستقرار.
وأضاف: إن الأربعين سنة الأخيرة على أرض السلطنة قد شهدت تطورًا كبيرًا وتحديثا شاملاً وبنية متكاملة في الخدمات والمجتمع وفي ختام كلمته شكر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على جهودها في هذا المعرض وتمنى له التوفيق في محطاته القادمة، بعدها ألقى هيرمان فيبر عمدة مدينة أوجسبورج كلمة أستهلها بسعادته الغامرة بافتتاح معرض التسامح الديني في عمان في هذه المدينة مدينة السلام مرحبًا بسعادة السفيرة والضيوف العمانيين متمنيًا لهم طيب الإقامة كما شكر كافة القائمين على إنجاح فعاليات هذا المعرض سواء من الجانب العماني أو الجانب الألماني كما ابتدأ حديثه بالحكمة العربية الإسلامية (بأن يقول المرء خيرًا أو ليصمت) ومقولة الأديب جوته حين قال: (بأن التسامح هو الطريق المؤدي إلى القبول) وأضاف: إن السلام يكمن في الاحترام المتبادل وأن التسامح مطلوب في العالم أجمع ومسؤوليتنا التاريخية في مدينة أوجسبورج والتي ابتدأت منذ عام 1555م توجب علينا السعي في هذا الجانب، مؤكدًا على أن أكثر من ثلاثة ونصف مليون مسلم يعيشون في ألمانيا، وأن الحاجة ماسة لمزيد معرفة بالحوار وتعميق التسامح بين جميع الطوائف الدينية شاكرا سلطنة عمان على مساهمتها في هذا المجال من خلال هذا المعرض.
بعد ذلك ألقت سعادة السفيرة راعية الحفل كلمة رحبت فيها بعمدة أوجسبورج وبالحضور من الطوائف الدينية البروتستانتية والأورثوذكيسية والكاثوليكية وبالحضور جميعا في معرض التسامح الديني في عمان وأشارت في كلمتها أن التسامح الديني يعني ان تعيش مختلف الديانات على الأرض الواحدة بسلام دون اقصاء معتبرة هذا الهدف ضروريًا لينعم العالم بالسلام. وأوضحت سعادتها ان سلطنة عمان تحترم جميع الطوائف الدينية المقيمة على أرضها وتوفر لهم سبل اداء شعائرهم الدينية كما ان الدين الإسلامي يحترم جميع الثقافات التي تعمل على الألفة والمحبة بين الشعوب. وفي ختام كلمتها شكرت سعادتها جميع من ساهم في إقامة هذا المعرض وتمنت للجميع التوفيق والنجاح.
كما ألقى الدكتور نيكولاوس هوك ممثل الكنيسة البروتستانتية كلمة عبر فيها عن عميق سعادته بهذا المعرض مؤكدًا على ضرورته ومجيئه في التوقيت المناسب وفي المكان المناسب في مدينة أوجسبورج مستشهدًا في كلمته بمقولة هانز كونج: (لا سلام بين الشعوب دون سلام بين الأديان ولا سلام بين الأديان دون حوار بين الأديان) وأضاف إلى هذه المقولة ولا حوار بين الأديان دون معرفة صحيحة بينها، وشكر في كلمته حكومة سلطنة عمان على جهودها الدولية في تشجيع الحوار والتفاهم والتعايش بين الأمم والحضارات والشعوب.
ثم ألقى ماينراد هورفيك ممثل الكنيسة الكاثوليكية كلمة أوضح من خلالها شكره لسلطنة عمان على إقامة هذا المعرض مستعرضا في كلمته أن الحوار والتواصل بين الناس أصبح سمة أساسية لهذا العصر سواء بالاتصالات الهاتفية أو في شبكات التواصل الاجتماعي عبر الشبكة العالمية للمعلومات مؤكدا أن المعرفة الحقيقية والحوار البناء لا يكتملان إلا بالتواصل المباشر والفهم للطرف الآخر ومن ثم شكر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على أن جعلت هذا المعرض فرصة للقاء والتواصل المباشر والحوار بين الأديان والثقافات.
بعد ذلك ألقى الدكتور محمد بن سعيد المعمري المستشار العلمي بمكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية المشرف العام على المعرض بأنها فرصة سعيدة ان يحط المعرض رحاله في محطته الجديدة في مدينة أوجسبورج حيث أن هذه المدينة ليست فقط مدينة السلام بل كانت ولا تزال إحدى مدن التجارة العالمية مثلنا نحن العمانيين الذين أمتطينا البحار ولدينا تاريخ طويل وتجربة عميقة في التبادل التجاري وفي حوار الحضارات والأديان مؤكدًا أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تسعى من خلال سلسلة هذه المعارض إلى التأكيد على أهمية قيمة التسامح والتعايش والحوار كضرورة إنسانية في العالم.
وصرح محمد بن سعيد المعمري المشرف العام على المعرض بأنه تمت إضافة أبعاد أخرى ففعاليات المعرض لها صلة بقيمة التسامح الديني وتضفي أجواء حيوية عليها؛ فلذا أعددنا ركنين جديدين وهما ركن الخط العربي العماني وركن الغناء الديني العماني؛ ففي ركن الخط العربي استقدمنا الفنان التشكيلي صالح بن جمعة الشكيري ليشرح للزائرين الأوروبيين حول الحرف العربي وجماليات الخط باعتبار أن الحرف ناقل للعلوم والثقافات بين الأمم، الركن الآخر للمعرض يشتمل على فن الغناء الديني العماني، وهو فن له أصالته وجذوره ومعروف لدى العمانيين منذ القدم وله محبون وجماهير من داخل السلطنة وخارجها ولذا حاولنا أن نجسد صورة التسامح في نشر بعض الأغاني الدينية العمانية وهذا يتولاه أحد الفنانين العمانيين، وهو أنور بن سالم العاصمي.
مضيفا أن المعرض في محطته هذه يتوسط ثماني مدارس عليا وقد اعتمدت هذه المدارس محتويات المعرض من الكتيبات والأفلام الوثائقية كمنهج أساسي للتعريف بالإسلام والتسامح الديني والحوار بين الأديان كمادة أساسية لجميع طلبة وطالبات هذه المدارس البالغ عددهم عشرة آلاف طالب وطالبة من مختلف التخصصات وقد تم يوم الاثنين الماضي تعريف الطلبة الدارسين بالمعرض بفعاليات المعرض من خلال مشاهدة الأفلام الوثائقية واللوحات المعروضة وتعريفهم بأهمية الخط العربي والغناء الديني من خلال الوصلات الغنائية الدينية وشرح وافٍ عن الخط العربي وكتابة الأسماء الأوروبية بالحرف العربي وقد شهد المعرض في هذه المحطة حضورًا كثيفًا من قبل جمهور مدينة أوجسبورج وامتلأت القاعة بالضيوف والمهتمين وسوف يستمر المعرض في استقبال الجمهور حتى نهاية شهر مايو الحالي.
مضيفا بأن سلسلة هذه المعارض تهدف الى إبراز تجربة السلطنة في مجال التسامح الديني والي الدور الكبير الذي توليه الحكومة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بهذه القيم الانسانية مشيرا إلى أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية قد بدأت منذ وقت مبكر بالاستعداد لتنظيم أربعين معرضًا ستجوب عشر دول أوروبية بالإضافة إلى الصين وستكون هذه المعارض بثماني لغات عالمية مع ترجمة الفيلم الوثائقي حول التسامح الديني في سلطنة عمان إلى تلك اللغات أيضا.
وقال المعمري: إن المعرض في انطلاقته الأولى من النمسا سوف يمر كذلك على بريطانيا وفرنسا وهولندا وإسبانيا وبلجيكا ولوكسمبورج وسويسرا وإيطاليا وألمانيا والصين. كما إنه سيكون باللغات التالية: العربية والانجليزية والألمانية والإسبانية والفرنسية والإيطالية والهولندية والصينية. وقد اعدت الوزارة جدولا زمنيا يمتد إلى ثلاث سنوات لتغطية هذه الدول وتنظيم المعارض فيها.
كما أطلقت الوزارة موقعًا إلكترونيًا خاصًا بالمعرض يشتمل على كافة محتوياته وما يعرض فيه مع إمكانية مشاهدة الفيلم الوثائقي وقراءة محتويات المعرض بثماني لغات عالمية، ويمكن لكافة متصفحي الشبكة العالمية للمعلومات زيارة الموقع التالي: www.Islam-in-Oman.com، ويشتمل المعرض على عشرين لوحة عرض في موضوعات تعريفية عامة حول عمان وتاريخها وقدوم الاسلام إليها وانتشاره ورسالة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأهل عمان، واستعرضت لوحات أخرى الحياة الدينية في عمان والاهتمام بالقرآن الكريم والوجود الديني من مختلف الإدانة والمذاهب في السلطنة وما يتمتع به أتباعها من الحرية في ممارسة الشعائر والطقوس واجواء التسامح كما استعرضت لوحات أخرى مكانة المرأة العمانية ودورها في التنمية والمجتمع والدين.
 
أعلى