جواهر

بيت حميد

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
28 أكتوبر 2010
المشاركات
348
كنت مفعماً بروح المغامرة والشباب، شباب العمر وشباب الوظيفة، كان أول يوم لي في العمل بعد فترة التدريب، كما أني أحببت مسماي الوظيفي كثيرا، ضابط إداري في قسم الطوارئ بالمستشفى، أول نوبة عمل لي بدأت يوم الخميس في الساعة التاسعة مساءً وكانت من المفترض أن تنتهي عند السادسة صباحاً، بدأت الأمور بشكل طبيعي ، الطاقم الطبي كان يبدو عليه التراخي ، وردت بعض الحالات البسيطة الناتجة عن حوادث منزلية.....لا شيء يبعث الحماسة ......قمت بتدوين الحالات وعدت إلى المكتب ألعب "سوليتير"...........عند اقتراب الساعة الواحدة بدأت أسمع حركة ونشاطاً في صالة الإستقبال....حسبت أن شيئا جد، ربما حالة خطيرة وردت للقسم، خرجت أستطلع فلاحظت بعض التوتر على الممرضات.....سألت إن كان هناك شيء ما فقالت إحداهن "حتى الآن لا شيء، لكن غالباً ما ترد الحالات الخطيرة بعد هذا الوقت".




أصابتني عدوى الترقب لدقائق ..........ثم توالت الحالات بعد ذلك.....حوادث سيارات.....أزمات....تسمم..... ، دوري هو مساندة الطاقم الطبي في التعامل مع الجمهور والإتصال بذوي المصابين وكتابة تقارير الدخول والخروج .

في الساعة الثالثة جاءت حالة.....شابة في حوالي العشرين من عمرها مصابة بكسر في الساق نتج عن تدهورها بدراجة نارية، أدخلت الشابة إلى غرفة الأشعة ثم إلى غرفة تجبير العظام.....المريضة وصلت إلى القسم وحيدة في سيارة الإسعاف، كان علي أن أتحصل منها على بياناتها لاستكمال الأوراق المطلوبة والاتصال بذويها..........بمجرد أن طلبت منها البيانات بدأت تبكي، كنت أحسبها تبكي من الألم فتركتها لأعود لها بعد دقائق لكنها أيضاً عاودت البكاء عندما سألتها في المرة الثانية .......كان لا بد من إنجاز كل الوثائق قبل أي إجراء جديد، أخبرتها أني لن أستطيع توفير سرير لها أو أدوية دون إتمام الوثائق.....سكتت عن البكاء ثم نظرت لي نظرة استعطاف، بسرعة خاطفة سحبت يدي وهي تقول "استر علي يستر الله عليك في الدنيا والآخرة" ثم أخذت ترددها في هستيرية عجيبة، كنت أحسبها أجنبية، أوحى لي بذلك لباسها وركوبها دراجة نارية في هذا الوقت، الآن وبعد أن تكلمت علمت من لهجتها أنها بنت البلد......قلت لها:

-ماذا يمكنني أن أفعل لك؟.....لابد أن أتصل بذويك وأوثق الحادثة، هذه قوانين المستشفى، وإلا سأفقد وظيفتي.

-أرجوك لا أريد سريراً ولا أدوية، فقط اسمح لي بالخروج من المستشفى دون أن تبلغ أهلي، لو علم أبي سيقتلني .

-هذا غير ممكن ومستحيل نظراً لحجم الإصابة، لا بد أن تعطيني بيانات كاملة وأن يستلمك أبوك وإلا فلا خروج من المستشفى.

-أرجوك أخرجني على اسمك .......سجلني كزوجتك أو أي شيء، المهم أن أخرج دون أن يعرف أحد.




تكالب علي جمال الفتاة ودموعها .....تقمصت دور الزوج بسرعة وسجلتها كزوجتي، بالطبع فوجئ كل الطاقم الطبي لكني كنت مقنعاً لحد بعيد..............بعد إنتهاء تجبير الرجل أمر الطبيب بنقلها لعنبر العظام لكنها أصرت على الخروج......وقعت أوراق المستشفى متحملاً مسئولية إخراجها خلافاً لنصيحة الطبيب، خرجت لأحضر كرسياً متحركاً لأضعها عليه إلى السيارة ......لما عدت وجدت كل الطاقم قد اجتمعوا عندها وقد دخلت في حالة غيبوبة، نقلت بسرعة إلى وحدة العناية المركزة......أخبرني طبيب الطوارئ أنها غالباً أصيبت بنزف داخلي ولسوء الحظ لم يظهر في الصور الإشعاعية.......لم يطل بي الأمر عند باب وحدة العناية المركزة.....خرج الطبيب وقد تكلمت ملامحه قبل أن يتكلم ، قال "أحسن الله عزائك في زوجتك".....

بلعت لعابي عدة مرات لأتمكن من إصدار صوت ....آآآآآ....كان الطبيب يحاول أن يهون علي الأمر، وأنا أتفكر في حجم المصيبة التي أوقعت نفسي فيها....لا شك أني سأدخل السجن لمدة طويلة، قلت ذلك لنفسي وأنا أنهار على المقعد الخشبي ........لم أستطع التفكير في شيء، كان كل شيء يجري من حولي وكأني أشاهد فلماً سينمائياً......أخرجت الجثة من وحدة العناية المركزة، جائوني بالأوراق ووقعتها ...... سلموني شهادة الوفاة وأخيراً أخبروني أن الجثة في سيارة نقل الموتى وأن علي مرافقتها.....

خرجت كالمخدر، زائغ العينين، فكري مشلول تماماً.....نزل سائق سيارة نقل الموتى وسألني عن الوجهة وهو يفتح لي الباب الخلفي حيث الجثة ممددة على سرير متحرك........"الوادي الكبير- حلة الصعدة" قلت له ذلك وأنا اصعد سيارة الإسعاف لأجلس بجانب الجثة، بالرغم من جهلي التام بالقوانين الجنائية إلا أني استطعت تعديد عدة جرائم قمت بها حتى الآن، تزوير أوراق رسمية.....انتحال صفة زوج.....اختطاف جثة....

أهم ما كان يشغلني هو ماذا يمكن أن أصنع بهذه الجثة.............أفضل فكرة راودتني هي شراء ثلاجة تجميد كبيرة ووضعها فيها حتى نهاية الأسبوع ثم آخذها معي وفي الطريق إلى البلد ألقيها في أحد الوديان.....من المؤكد أن الأسم الذي أعطتني إياه وسجلته في أوراق المستشفى ليس اسمها الحقيقي ولن يبحث عنها أحد، وحتى لو بحث أهلها عنها فسيبحثون بإسم مختلف....بقي أمر واحد....الثلاجة......يمكنني تدبر أمر ثمنها لكن الحجرة التي أقيم فيها ضيقة ولابد أن الثلاجة ستأخذ نصف المساحة وستسد باب دورة المياه.....لا يهم ، المهم أن أتخلص من الجثة....هكذا فكرت.

وصلنا إلى غرفتي الواقعة في الجهة الخلفية لإحدى ورش المنطقة الصناعية، لحسن الحظ كان الوقت مبكراً جداً ولم يلاحظ أحد سيارة الإسعاف ونحن ننزل الجثة إلى داخل الغرفة......شكرت السائق الذي عزاني مرة أخرى وذهب.




كانت رائحة المادة الكيماوية التي وضعوها على الجثة تملأ الغرفة، كان علي الإنتظار حتى الساعة التاسعة حين تفتح المحلات وأذهب لشراء الثلاجة، جلست بجانب الجثة، تذكرت كم كانت جميلة هذه الفتاة......وددت إلقاء نظرة أخيرة على وجهها قبل أن يتجعد بالتبريد، أزحت القماش الأبيض عن وجهها فإذا بعينيها مفتوحتان على آخرهما وفمها مفتوح كأنها تشهق....لعله كان آخر نفس أخذته قبل أن تموت........لكن فمها أغلق فجأة وعطست في وجهي عطسة قوية وبللت وجهي بما خرج من أنفها وفمها.....تراجعت للخلف من هول المفاجأة، نظرت إلي وهي تقول "ما هذه الرائحة؟".....لم أستطع الكلام......أضافت "هل يمكن أن تعطيني بعض المحارم الورقية"، قمت بسرعة وأتيتها بالمحارم ومشاعري مختلطة بين السعادة الشديدة والدهشة.




قالت وهي تنظر للمحارم الورقية "كيف تريدني أن أنظف أنفي وأنا مقيدة بهذا القماش؟!".....أخذت بعض المحارم ونظفت أنفها ، قالت "إنما أردتك أن تحررني من هذا القماش ويمكنني بعد ذلك تنظيف نفسي بنفسي"......فككت عنها لفافة قماش الموتى وأنا أخبرها بما حدث...................قالت –هل تعني أني مسجلة كميتة الآن؟!!...ليتني أعطيتك إسمي الحقيقي، خسارة كبيرة.

-صدقيني لا أدري كيف شخصوا موتك لكنهم كانوا متأكدين.

جلست وأخذت تتلفت وكأنها تبحث عن شيء، قالت "أين دورة المياه؟ أرجو أن لا تكون في الأعلى".....ضحكت من سؤالها وقلت "أي أعلى!!؟؟....ليس هناك أعلى، هذا هو كل المكان الذي أعيش فيه، ودورة المياه هي الباب المكسور الذي خلفك"




قالت-أحقاً هذا هو كل شيء يا.....ما هو اسمك؟

قلت-نعم هذا هو كل البيت.....أما إسمي فهو ساعد، وأنت؟ إسمك كما أعطينتي إياه في المستشفى هو "جواهر" إن كنت تذكرين؟

قالت-يمكنك أن تناديني به......هو معرفي في المنتديات والبلاك بيري.....أحب هذا الإسم.

كانت جواهر تريد الذهاب لدورة المياه، ساعدتها لتقف وأوصلتها إلى الباب.....طلبت مني الخروج من الغرفة لأن باب الحمام لا يقفل، لكني سمعتها تناديني بمجرد خروجي......دخلت فإذا بها مازالت متمسكة بالباب..قالت" كيف تريدني أن أستخدم دورة المياه الأرضية ورجلي مكسورة، أحتاج لدورة مياه افرنجية"

بالطبع لم يكن هناك حل لهذه المشكلة سوى أن أثقب الكرسي الوحيد الذي أملكه في الغرفة، ثقبته من الوسط على شكل دائرة ووضعته على المرحاض ثم ملأت لها الدلو بالماء وقربته لها وخرجت......




للقصة بقية....
 

بيت حميد

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
28 أكتوبر 2010
المشاركات
348
كنت أحس بارهاق شديد ، جلست في الخارج أترقب سماع صوتها عندما تخرج من الحمام لأدخل وأنام، دخلت بعد أن سمعتها تأوهاتها وهي خارجة ، دخلت وفرشت فراشي المطوي في زاوية الغرفة وألقيت بنفسي عليه وأغمضت عيني دون أن ألتفت إليها........ أحسست أنها مازالت واقفة وتنظر إلي، فتحت عيني والتفت إليها .....سألتني- هل ستنام؟


-نعم سأنام....لقد قضيت ليلة صعبة بفضلك.....أستحق بعض النوم وبعد ذلك سأوصلك إلى أي مكان تريدين.


-وهل تعتقد أن ليلتي أنا كانت مريحة، كأنك لا ترى ساقي المكسورة.......بل أنا كنت ميتة....أليس عندك فراش غير هذا؟


-لا ...ليس عندي غير هذا المطرح وهذه الوسادة وهذه البطانية وأنا مستعد للتخلي عنها لك إن أنت تركتني أرتاح، يمكنك النوم في المكان الذي كنت أعتزم وضع الثلاجة فيه.


-أي ثلاجة؟


-الثلاجة التي كنت أنوي أن أضع جثتك فيها.........دعينا من هذا الآن، هذا الفراش لك وأنا سأتوسد صرة ثياب الغسيل.


نمت على صوتها وهي تتذمر من صوت اهتزاز الإطار الخشبي للمكيف......بعد حوالي ساعة صحوت على آهاتها المتلاحقة بسبب آلام رجلها.....حولت وجهي للجانب الآخر لكن دون فائدة......نظرت إليها فإذا هي تبكي من الألم.


سألتها- لماذا لم توقظيني؟


-لا حاجة لذلك......كأنك لا تعرف أن رجلي مكسورة! وكأنك لا تعمل في المستشفى لتعلم أني بحاجة لمسكن للألم......!!!!


-لا داعي لهذا الأسلوب الإستفزازي.....سآتيك بمسكن من الصيدلية القريبة.


-لا تقلق سأدفع لك كل شيء.


جملتها الأخيرة استفزتني وأطارت ما تبقى لي من رغبة في النوم....بدل الرد عليها قدرت أنها في حالة صعبة بسبب الألم والخوف من والديها ......


خرجت ففوجئت بعدم وجود سيارتي في الخارج ثم تذكرت أني تركتها في المستشفى وجئت في عربة الإسعاف مع ما كان يفترض أنها جثة......لم تكن الصيدلية تبعد سوى خمس دقائق....مشيت إليها واشتريت مسكناً للألم .


عندما عدت فاجأتني جواهر بمزاجها المعتدل وابتسامتها المشرقة البريئة، بقصة شعرها القصيرة وتصرفاتها العفوية بدت لي حينها كالطفلة عندما تلبي أمها طلبها.......


لم أستطع مغالبة ضحكي عندما اقتربت منها، وجدتها تجلس على الكرسي الذي ثقبته لها لتستخدمه كمرحاض.


سألتني- مالذي يضحكك....إنه الكرسي، أليس كذلك؟!؟!......هل تعلم أني بمجرد أن جلست عليه زال الألم!!.....يبدو أن الألم كان سببه وضع رجلي الممدد.


-زوال الألم شيء جيد............أظنك جائعة، فلا أنا ولا أنتِ أكلنا شيئاً منذ البارحة، سأحضر الإفطار وبعد أن نأكل سأذهب لأحضر السيارة وأوصلك لبيت أهلك أو أي مكان آخر تودين الذهاب إليه.


بعد أن أفطرنا تركتها وخرجت أبحث عن سيارة أجرة تقلني للمستشفى........بدأت أشك أن جواهر عمانية، لهجتها ليست دليلاً قاطعاً......ثم أني لم أرى أي وثيقة تثبت أنها عمانية.....حاولت أن لا أشغل تفكيري بهذا ، المهم أن ينتهي هذا الأمر على خير.


أخذت سيارتي من المستشفى وعدت، وجدت باب الغرفة مقفلاً من الداخل.....ناديتها فلم تجب، انتظرت بضع دقائق، عاودت طرق الباب ..... كلمتني من وراء الباب .....وهي تبكي ، قالت – لا أريد أن أذهب إلى البيت، إن رآني أبي على هذه الحالة قد يقتلني....أنت لا تعرفه.

-اسمعي....أنا حتى لا أعرف من أنت حقاً....ربما أنت حتى لست عمانية.


عندها فتحت الباب وأخرجت محفظتها واستخرجت بطاقتها الشخصية ....عرضتها علي وهي تغطي اسمها بإبهامها، تأكدت حينها أنها عمانية، لكن هذا زاد الأمر غموضاً.
سألتها- كيف تخافين أن يعرف أباك أنك تقودين دراجة ولا تخافين من غيابك عن البيت وأنت مع شخص غريب؟


تراجعت للوراء لتصل إلى الكرسي المثقوب وجلست، قالت وهي تجفف أثر الدموع من عينيها-لن يلاحظ أحد غيابي، المفترض أني في معسكر تدريبي لكرة المضرب.....سأتصل بهم ليطمأنوا أني مازلت بالمعسكر....أرجوك أبقني عندك ولن أسبب لك أي مشكلة.

رضخت مرة أخرى وغلبتني عيناها اللتان زادهما احمرار البكاء بريقاً وروعة.......ما كدت أجلس حتى قامت وقالت –ما رأيك لو خرجنا بالسيارة قليلاً؟

-ماذا؟!...هل تمزحين يا جواهر؟......لقد كسرت رجلك البارحة فقط واليوم تريدين الخروج!!!!......ثم إني لا أستطيع أن أخرج معك وأنت بهذا اللباس مع احترامي الشديد لك، أنا لا أنتقدك لكني......


لم تمهلني حتى أكمل وأخرجت من جيبها مالاً طالبة مني أن أشتري لها عباءة أو أي شيء يرضيني......تصرفها هذا صدمني....كنت أتوقع أن لباسها من قناعاتها ويصعب التنازل عنه لكنها كانت مستعدة للتنازل بكل سهولة.


توجهت لروي واشتريت لها عباءة.......بالطبع لم أراعي أي ذوق لأني بطبيعة الحال أفتقر لأي معرفة عن العباءات، ثم اشتريت معه حجاباً، في طريق عودتي مررت بالمستشفى واستعرت كرسياً متحركاً لجواهر، وبما أن وقت الغداء قد حان فكان لابد أن أشتري الغداء أيضاً.

فيها الكثير من البراءة مشوباً بشيء من الجنون، هذا ما فكرت فيه وأنا أراها تجلس في الخارج على الكرسي المثقوب.
-لماذا تجلسين في الخارج....هل تحسبين أنك أمام حديقة بيتكم؟!....هذه هي المنطقة الصناعية.....فيها أنواع من البشر لا يمكن أن تتوقعين كيف يفكرون، لقد جئتك بعباءة وحجاب، تفضلي........... هل تريدين تناول الغداء هنا أو في مكان آخر؟


فا جأتني فرحتها........ قالت وهي تنحني أنحناءة طفولية "ريام...ريام...حديقة ريام" ، كانت الساعة قد قاربت الثالثة والنصف عصراً، لبست جواهر العباءة.....كانت تنظر لنفسها وتضحك....ثم لفت الحجاب على رأسها....ساعدتها في ركوب السيارة، وأنا أستدير لأركب السيارة نظرت لها من الزجاج الأمامي للسيارة فكانت تبدو لي اكثر قرباً وألفة من ذي قبل.......انطلقنا ..... عند أول مطب انفك حجابها وعاودت تثبيته، التفتت إلي وقال "حكم القوي على الضعيف"


في حوالي الرابعة والنصف كنت أدفعها في الكرسي وهي تحمل غدائنا، أصرّت أن نجلس في مكان مطل بشكل واسع على البحر.......جلسنا والغداء أمامنا....لكننا لم نأكل....كانت جواهر هائمة بالمنظر، بالرغم من أني جئت هنا عدة مرات لكني لم أشعر بهذا الجمال قبل اللآن...على الأقل لم أشعر به بهذا الشكل....كان لوجودها تأثير ولاشك في إحساسي بالمكان وتذوق جمالياته....إنه تأثير الأنثى الرائع على الرجل.



للقصة بقية....
 

بيت حميد

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
28 أكتوبر 2010
المشاركات
348
طريقة أكلها لم تكن تمت للأنوثة بصلة، لكنها بالتأكيد استمتعت بالغداء.....كانت تأكل وتتكلم في نفس الوقت....تستمتع بتدوير الأكل في فمها مصدرة صوتاً يبعث على الضحك، كنت أراقبها بسعادة كبيرة حتى أني توقفت عن الأكل....أغراني بشدة بريق السعادة في عينيها حتى أصبت بعدوى السعادة معها.....أخذت لقمة وحاولت تقليد طريقة أكلها وإصدار ذلك الصوت المضحك....لاحظت جواهر ذلك فضحكت وضحك لضحكتها كل شيء حولنا ......هكذا أحسست.



رائعة كانت ....بل هي تنضح روعة على كل ما حولها......



سألتها بعد أن توقفت عن الأكل-هل شبعتِ؟



أشارت برأسها وهي تدور بقايا الطعام بلسانها دون أن تتكلم، حملت بقايا الطعام وألقيتها في سلة المهملات، عدت إليها وإذا بمشهد البحر والسفن السائرة بهدوء قد خدرها مرة أخرى، لم أشأ أن أقطع عليها تأملها فجلست على الأرض بجانب كرسيها......لم تتكلم ، طمأنينتها الصامتة كانت تثيرني وتبعث في نفسي الرهبة.



ثم لمّا طال بنا الوقت قررت جرها للكلام فسألتها إن كانت تحس بألم في رجلها.....هزت رأسها بالنفي، ثم استدركت "أريد أن أبقى هنا حتى المساء"....شديدة الذكاء والحساسية ، قدرت أن سؤالي كان عن ضيق وأن هذا الضيق قد يدفعني لطلب المغادرة......



أجبتها- لست أمانع في البقاء لكننا نسينا الكرسي المثقوب.....جرس المغادرة سيكون حاجتك للحمام.



ضحكت ......ومرة أخرى ضج الكون بالسعادة......لا سبيل لمقاومة لهالة السحر التي تحيط بها.......


وأنا أنظر لناحية البحر، لمحت شخصاً يمشي على الشاطئ.....شبهته بأحد معارفي من البلد......ضحكت حينها للمفارقة التي خطرت لي......ماذا لو لمحني أحد من أهلي أو معارفي أدفع فتاة على كرسي متحرك؟!؟!.......الفهم المنطقي لهذه الصورة أنها زوجتي.....حسناً، هذا يعني أني لا بد أن أتنكر أنا أيضاً، ولعلني سأتنكر بملابس غربية، ........طرحت الفكرة على جواهر فلم تكد تتوقف عن الضحك ورفعت كفها لتصفق على كفي في حركة عفوية.


قالت فجأة "لقد دق جرس العودة"


فهمت أنها في حاجة لدورة المياه، دفعتها بالكرسي متجهين إلى السيارة........كان المساء قد حل، سألتني-أليس لديك نوبة في المستشفى الليلة؟



أجبتها-لا.....إن كنت تذكرين فقد توفيت زوجتي البارحة وقد أبلغوني أني أستحق إجازة لمدة ثلاثة أيام.



أثارها ذلك كثيراً، معتبرةً أنها فرصة للفسحة......لكن سؤالها ألقى علي حيرةً بشأن المبيت معها في غرفة واحدة، أخبرتها أني سأنام في السيارة أمام الباب ويمكنها مناداتي في الليل إن أرادت شيئاً.....كان جوابها قاطعاً بطريقة مبتكرة، قالت "أنت لا تخيف قطة.....وأنا يمكنني النوم باطمئنان.....فقط تدبر أمر فراش إضافي"



للقصة بقية
 

سكوتي يصعب تفسيره

¬°•| عضو مميز جدا |•°¬
إنضم
23 أبريل 2011
المشاركات
654
الإقامة
في قلب اهلي
يسلمووووووووووووووووووووووووو ع الطرح نايس ونتريا بقيه القصه



تحياتي
 

حكاية حرف

¬°•| تَرْجَـِoـِةُ إحْـِωـِآسُ |•°¬
إنضم
22 مايو 2010
المشاركات
2,429
الإقامة
في قرية التوت
إسلوب رائع في الكتابه
إلى الأمام
 

شووق قطر

¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
إنضم
29 سبتمبر 2009
المشاركات
27,429
الإقامة
قـــلــبي""الـــدفــــنــــه""
مآشآء الله عليك ابدعت

القصه وآآآيد حلوه استمتعت بقرآتهآ

دمت مبدع

وتستآهل التقيم
 
أعلى