مهمة سلام تحولت إلى معركة

فنوني

موقوف
إنضم
1 يوليو 2008
المشاركات
31
_44440825_troops_pa203i.jpg



بيانان صدرا عام 2006، بينهما ستة شهور، أحدهما صدر عن سياسي وآخر عن جنرال، وكلاهما يساعد على توضيح كيف تحول الوجود البريطاني في أفغانستان من مهمة سلام إلى معركة بلغ عدد ضحاياها من الجنود البريطانيين المئة حتى الآن.

جاء التعليق الأول من جون ريد، وزير الدفاع في حينه، بمناسبة زيارة قام بها إلى أفغانستان في شهر إبريل/نيسان من تلك السنة، في وقت بدأت طلائع القوات البريطانية تصل فيه إلى هيلمند.

قال ريد في مؤتمر صحفي عقد في كابول:"سنكون مسرورين لو غادرنا البلد خلال ثلاث سنوات دون إطلاق رصاصة واحدة، لأن مهمتنا هي حماية عملية إعادة البناء".

وفي شهر أغسطس/آب من نفس السنة رسم قائد القوة الدولية للمساعدة الأمنية (إيساف) في ذلك الوقت الجنرال البريطاني سير ديفيد رتشاردز، رسم صورة لما يجري في هيلمند.

قال ريتشاردز في وصفه للوضع :"أيام وأيام من القتال المتواصل، الأستيقاظ على هجوم جديد دون أن تكون قد نمت منذ 24 ساعة،هذا شيء لم يحصل منذ الحرب الكورية أو الحرب العالمية الثانية. هذه عملية قتال متدني المستوى ولكنه دؤوب وقذر".

وصلت القوات البريطانية إلى أفغانستان في شهر نوفمبر/تشرين ثاني عام 2001، بعد أن تعرض البلد إلى قصف جوي مكثف، وتمكن مقاتلو الحلف الشمالي من الإطاحة بحكومة طالبان.

وخلال السنوات الأربع والنصف منذ ذلك الوقت حتى يونيو/حزيران عام 2006 لم يكن قد سقط سوى سبعة جنود، اثنان منهم فقط بنيران عدوة.

ثم تغير كل شيء في صيف عام 2006.

حين وصول القوات البريطانية إلى إقليم هيلمند الذي كان منطقة مجهولة حتى ذلك الوقت، كان عليهم مواجهة عدو أكبر وأكثر إصرارا مما كانوا يتصورون.

وجد بضع مئات من المقاتلين أنفسهم يدافعون عن قواعد عسكرية صغيرة مبعثرة في بلدات معزولة على امتداد الإقليم، ولم يتوفر إلا عدد قليل من المروحيات للإمداد ، وأعددا كبيرة من مقاتلي طابان تشن عليهم هجمات وتحاول الإستيلاء على قواعدهم.

"إنه أسوأ مكان ذهبت إليه"، هذا ما قاله الجندي تريفور كولت الذي أضاف:"بغداد تعتبر نزهة بالنسبة لهذا المكان. معارك بالرشاشات، قتال شرس منذ مغادرة المعسكر حتى العودة إليه".

تحطم طائرة "نمرود"
بحلول شهر سبتمبر/أيلول من عام 2006 كان 15 جنديا بريطانيا إضافيا قد قتلوا، جميعهم باستثناء واحد سقطوا في ميدان القتال.

ثم جاء تحطم طائرة نمرود في قندهار، الذي أوقع أكبر عدد من الضحايا البريطانيين منذ حرب الفولكلاند، حيث قتل 14 عسكريا، وبدأت بريطانيا تفهم طبيعة افغانستان.

ثم وصل المارينز إلى هيلمند ومعهم العربات المدرعة وأعداد إضافية من الجنود، وفي شتاء عام 2006 بدأوا بأخذ زمام المبادرة، ولكن استمر سقوط القتلى بينما كانوا يحاولون التقدم نحو وادي هيلمند الذي كان مقاتلو طالبان يسيطرون عليه.

وبينما بدأت دفعات جديدة تصل كل ستة شهور بدأت القوات البريطانية تحرز بعض النجاحات العسكرية تدريجيا، واستطاعات تقييد حركة مقاتلي طالبان وحاولت كسب ود الناس، وهو عنصر مهم من عناصر استراتيجية مواجهة طالبان.

ونجحت العمليات الخاصة في كسب عناصر مهمة من قياديي طالبان، بينما وصلت قوات إضافية إلى الجنوب.

الخسائر بالأرواح
ثم بدأ عدد القتلى يزداد بشكل مستمر، وبحلول عام 2006 وصل الى 44 قتيلا ، ثم عاد وارتفع بعد سنة ليصل الى 86 قتيلا وأصيب المئات بجروح وفقد البعض أطرافهم.

والآن يبدو أن طالبان تغير استراتيجيتها، حيث بدأت تعتمد على عدد أقل من المواجهات وعدد أكثر من الألغام، وهذا سبب معظم الخسائر الأخيرة بالأرواح، وهو المصدر الأكبر للخوف بين الجنود، حيث انهم يفضلون "محاربة شخص على الأرض لا الموت بسبب لغم ينفجر" كما قال الجندي بيت ماكينلي.
 

الغــريب

¬°•| نعم نعم |•°¬
إنضم
25 سبتمبر 2007
المشاركات
6,418
الله ينصر المسلمين عليهم


مشكووور فنوني ع الخبر
 
أعلى