الباطنة تضم أعلى كثافة سكانية للعمانيين وأكبر نسبة باحثين عن عمل

بنت هلي

¬°•| مُشرِفة سابقة |•°¬
إنضم
9 مارس 2011
المشاركات
2,596
الإقامة
في بيتنا
تعتبر مركز ثقل مثالي لمشروعات التنمية -



1307904425031775600.jpg



قراءة – أمل رجب:-- لكي ينال جميع المواطنين حظا من ثمار التنمية يؤكد خبراء الاقتصاد والاجتماع على ضرورة توزيع جانب كبير من مشروعات التنمية على مختلف المناطق والمحافظات في السلطنة وتأتي النتائج الأخيرة والنهائية للتعداد السكاني للسلطنة لتؤكد على هذه الحقيقة التي تتبناها الحكومة العمانية من خلال اقامة المزيد من مشروعات التنمية خارج العاصمة مسقط التي تحظيى - مثلها مثل جميع الحواضر والمدن الكبرى بكثير من الخدمات وتركيز الاستثمار - مقارنة مع غيرها من المناطق.
وبقراءة سريعة للأرقام والإحصائيات الواردة في جداول التعداد السكاني للسلطنة لعام 2010 الذي صدرت نتائجه النهائية امس الأول يتضح بجلاء أن منطقة الباطنة في مقدمة المناطق التي تستحق بجدارة ان تستحوذ على نصيب الأسد من مشروعات التنمية وأن تتحول الى مركز رئيسي للتنمية وذلك لأسباب كثيرة ومتعددة.
أعلى كثافة

وتكشف الإحصائيات الواردة في التعداد ان الباطنة هي صاحبة الكثافة السكانية الأعلى بين محافظات ومناطق السلطنة من حيث عدد العمانيين الذين يعيشون في الباطنة فمن بين 1.9 مليون نسمة هم عدد سكان السلطنة من العمانيين يعيش 621 ألف نسمة منهم في منطقة الباطنة وحدها في حين ان مسقط العاصمة التي تحتل المركز الأول بين جميع مناطق السلطنة من حيث عدد السكان الإجمالي - أي مواطنين ووافدين - يعيش فيها 775 ألف مواطن منهم 407 آلاف عمانيون و368 ألف وافد وفي منطقة الباطنة يعيش 772 ألف نسمة منهم 151 ألف وافد.
أكبر عدد باحثين عن عمل
اللافت بالطبع هو الارتفاع الشديد في نسبة العمانيين بين سكان الباطنة والتي تشير احصائيات وزارة القوى العاملة ايضاً إلى انها تضم اكبر عدد من الباحثين عن عمل ومنذ آخر تعداد للسكان في عام 2003 ارتفع عدد سكان الباطنة من 564 ألف مواطن عماني الى 621 ألف مواطن أي بزيادة نحو 55 ألف مواطن على مدار 7 سنوات هي الفترة الفاصلة بين التعدادين وعدد النساء من سكان الباطنة العمانيين نحو 307 من كل الأعمار مقابل 313 من الذكور أي النصف تقريبا مما يعني أن شراكة المرأة العمانية في التنمية قضية محورية ومهمة اذ انها فعليا تمثل نصف سكان الباطنة كما أنها تمثل تقريبا نصف سكان السلطنة بشكل عام اذ ان عدد الإناث العمانيات حسب نتائج التعداد هو 967 ألف مواطنة عمانية.
مزايا متعددة
إذن منطقة الباطنة بما يعيش فيها من عدد سكان كبير وشريحة لا يستهان بها من هؤلاء السكان هم من الشباب - الباحثين ليس فقط عن عمل لكن عن كل احتياج اساسي ايضا من مسكن وزواج وحياة اجتماعية مستقرة ووضع مالي جيد - تستحق وتتطلب بالفعل ان تصبح مركزاً للتنمية في السلطنة خاصة أنها تتمتع بالفعل بعدد من المزايا التي تؤهلها لأن تكون بحق مركز الثقل الاقتصادي الرئيسي في السلطنة فهي تكاد تشغل موقعا جغرافيا يتوسط السلطنة فصحار - اكبر مدن الباطنة ومركز الثقل التجاري والصناعي حاليا في المنطقة - تقع على بعد حوالي 220 كيلومترا عن مسقط وحوالي 180 كيلومترا عن مدينة دبي ونحو 100 كيلومتر عن محافظة البريمي مما يؤكد أهمية موقعها الذي يتوسط أسواق مهمة ويجعل منها منطقة ذات أهمية خاصة.
ومثلما كانت ولايتا مطرح وروي مركزين مهمين في العاصمة مسقط منذ عقود قبل ان يؤدي التطور العمراني والتجاري لانتقال الحركة التجارية الى مناطق اخرى جديدة فإن هناك خلال السنوات المقبلة مشروعات عملاقة ستؤدي الى انتقال مركز التجارة والصناعة والاستثمار باتجاه الباطنة ومن اهم هذه المشروعات محطة القطارات التي ستمر بالمنطقة والتي تأتي ضمن المشروع الخليجي العملاق لأول خط سكة الحديد يربط بين دول مجلس التعاون الخليجي والمعروف ان مشروعات السكك الحديدية لا تؤدي فقط الى تنشيط للتجارة والاستثمار في المناطق التي تمر بها بل ان مرور «خط السكة الحديدية ايضا يؤدي الى تغييرات شاملة في خريطة الاستثمار العقارى والعمراني وقد بدأت عديد من الشركات العقارية بالفعل في التخطيط لمشروعات جديدة في بركاء باعتبارها الامتداد الطبيعي للعاصمة مسقط ومن المزايا ايضاً ارتباط منطقة الباطنة بشبكة طرق حديثة مع مسقط وبقية ولايات السلطنة، وبعض الأسواق الخليجية والعربية.
من هنا تأتي الأهمية الشديدة لمشروعات التنمية في الباطنة من موانئ ومناطق صناعية وصناعات تعدين وبتروكيماويات وغيرها من الأعمال والمشروعات الاستثمارية الأخرى في قطاعات الصناعة والسياحة والتجارة، والتعليم والصحة، التي تقام في صحار وبقية الولايات الأخرى في الباطنة وهي مشروعات تأتي في اطار خطة حكومية للتوصل الى إطار مؤسسي لتشجيع الاستثمار وتحويل منطقة الباطنة لوجهة استثمار جاذبة.
عوامل أساسية للنجاح
ولكي تنجح هذه الخطة بشكل فعال هناك عوامل اساسية لا بد من انجازها فعلى المؤسسات المعنية بذل مجهود اكبر في تعزيز الاستثمار والترويج له وكان المؤتمر الذي اقيم في بداية العام الحالي حول فرص الاستثمار في منطقة الباطنة بداية جيدة لهذا النوع من المجهود الذي لا بد ان يتواصل ويستمر على اسس منهجية ومدروسة لترويج الاستثمار.
ومن النقاط الأساسية التي ينبغي الاهتمام بها أيضا تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية وتطوير التعليم بما يتلاءم مع احتياجات المشروعات المقامة في المنطقة بحيث تستفيد قوى عاملة وطنية مؤهلة ومجهزة لسوق العمل من كل الفرص المتاحة سواء في المشروعات القائمة أو التي يتم التخطيط لها مستقبلا مما يضمن نجاح سياسات التوظيف خاصة ان منطقة صحار الصناعية تم فيها ضخ استثمارات ضخمة من قبل الحكومة والقطاع الخاص ايضا وتقدر هذه الاستثمارات بنحو 10 مليارات ريال أسفرت حتى الآن عن توظيف 4000 عامل في منطقة صحار الصناعية - بما في ذلك الميناء وفالي وصحار ألمنيوم وبقية الشركات التي داخل المنطقة - منهم 2288 عمانياً و1712 وافداً.
دور أساسي للشباب والقطاع الخاص
أيضاً لا بد من اعطاء اهتمام خاص بالمشروعات التكاملية التي تتم اقامتها كصناعات مغذية للمصانع الكبيرة أو مصانع تعيد تصنيع منتجات المصانع الكبرى مثل البلاستيك والألمنيوم والحديد الى منتجات للاستهلاك المحلي والتصدير أيضا وهذه الفرص الاستثمارية الجديدة لا بد ان يتولاها القطاع الخاص سواء من اصحاب الاستثمارات الكبيرة القادرة على اقامة مشروعات كبيرة أو من الشباب من اصحاب روح المبادرة والذين لا بد من مساندتهم بالدعم المادي والمعنوي لإقامة ما يخططون له من مشروعات وصولاً إلى تحقيق التعاون الكامل بين القطاعين العام والخاص من جهة وبين الأجيال الجديدة والقديمة من اصحاب الخبرة في الصناعة والأعمال بما يعزز من آفاق الاستثمار في البلاد ويوسع الدور الذي يمكن للقطاع الخاص ان يلعبه في التنمية وتوفير فرص العمل.
على جانب آخر فإن تحويل الباطنة لمركز التنمية في البلاد يعني توفير بيئة استثمار جذابة سواء من خلال التشريعات وتبسيط اجراءات بدء مشروعات جديدة مما يشجع الاستثمارات الخارجية خاصة من دول الخليج الشقيقة مع الاستفادة من الخبرات المتطورة المتوفرة لدى الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند والبرازيل في دعم المشروعات القائمة وعند التخطيط لمشروعات جديدة وخاصة ان للسلطنة تجربة شديدة النجاح في هذا الصدد من خلال التعاون المميز مع شركة التعدين البرازيلية فالي لإنشاء مشروع الحديد العملاق في ميناء صحار.
وإذا كانت الأحداث التي شهدتها السلطنة في بداية العام قد كشفت عن الأهمية الشديدة للاتجاه نحو مشروعات توفر فرص العمل وأيضاً لاستكمال مسيرة التعمين فقد بدا من الواضح الاهتمام الذي يحظى به الاستثمار من قبل الحكومة وأن تشجيع وجذب الاستثمار يشكل إحدى الأولويات المهمة للحكومة وأن أحد الأماكن المرشحة بقوة للاستحواذ على الاستثمارات هي منطقة الباطنة بما لديها من العناصر الجاذبة للاستثمار والنشاط الاقتصادي المثمر والكثافة السكانية والموقع الاستراتيجي والمقومات الكافية للاستثمار السياحي والمشروعات الصناعية ومشروعات البنية الأساسية التي قامت بالمنطقة.
يذكر ان منطقة الباطنة تضم أكبر عدد من الولايات إذ أنها تشتمل على اثنتي عشرة ولاية هي: ولاية صحار، والرستاق، وشناص، ولوى، وصحم، والخابورة، والسويق، و نخل، ووادي المعاول، والعوابي، والمصنعة، وبركاء، وتعتبر ولاية صحار المركز الإقليمي للمنطقة كما أنها كانت عاصمة لعمان قبل ظهور الإسلام واشتهرت قديما بإنتاج وتصدير النحاس منذ زمن طويل.
ومؤخرا تحولت صحار لواحدة من اهم المناطق الاستثمارية والصناعية في السلطنة وتعد منطقة صحار الصناعية إحدى المناطق التابعة للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية التي تم افتتاحها في نوفمبر 1992.
 
أعلى