أجواء مشحونة تحيط بانتخابات الفيفا

إنضم
23 ديسمبر 2010
المشاركات
4,018
الإقامة
In my home
تجرى انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم غداً الأربعاء في زيوريخ خلال الجمعية العمومية للفيفا حيث يبدو الرئيس الحالي جوزيف بلاتر مرشحاً للبقاء لولاية جديدة مدتها أربع سنوات وسط أجواء مشحونة وفضائح رشوة واتهامات متبادلة قلما شهدتها اكبر مؤسسة رياضية في العالم.

وسبق للاتحاد الدولي أن شهد أزمات خصوصاً في السنوات الأخيرة لكنها تكاد تكون المرة الأولى في تاريخ هذه المؤسسة التي أبصرت النور في أيار/مايو عام 1904 التي ينشر فيها الغسيل بشكل فاضح بين أصدقاء الأمس الذين تحولوا إلى أعداء اليوم خصوصاً أنها طاولت عشرة من أعضاء اللجنة التنفيذية.

ولعل ترشح القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي، لرئاسة الاتحاد الدولي في مواجهة الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر الذي انتخب عام 1998 خلفاً للبرازيلي جواو هافيلانج، كانت الشرارة الأولى لما يشهده حالياً بيت الفيفا المطوق بنيران الأزمة من كل حدب وصوب والتي تهدد بهدم هذا المنزل بمن فيه، خصوصاً أن المعركة بينه وبين بلاتر كانت متقاربة في الأيام الأخيرة بعد أن أدرك الأخير أن أغلبية أصوات الكونكاكاف قد تذهب باتجاه رئيس الاتحاد الآسيوي ما قد يرجح كفته.

وشهدت الأيام الأخيرة مفاجآت وتقلبات كثيرة بدأت الأربعاء الماضي عندما قررت لجنة الأخلاق التابعة للفيفا فتح تحقيق ببن همام وبجاك وارنر رئيس اتحاد الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي) بتهمة رشوة بعض اتحادات الأخير في الاجتماع الذي أقيم في بورت اوف سباين يومي 10 و11 أيار/مايو الحالي.

وتعود القضية إلى التصريحات التي أدلى بها الأميركي تشاك بلايزر عضو اللجنة التنفيذية للفيفا والأمين العام للكونكاكاف، إلى الأمين العام للاتحاد الدولي جيروم فالكه بخصوص "احتمال خروقات" لقانون الأخلاق ارتكبت من قبل بعض مسؤولي الهيئة الكروية الدولية.

وكان بلاتر ندد بالخصوص باجتماع للاتحاد الكاريبي الذي نظم بمشاركة وارنر وبن همام في 10 و11 أيار/مايو الماضي. هذا الاجتماع كان يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة للفيفا.

وعلى اثر فتح لجنة الأخلاق تحقيق بحق بن همام سارع الأخير إلى إصدار بيان يطالب به بفتح تحقيق أيضاً مع رئيس الفيفا جوزيف بلاتر وجاء فيه "بما أن الاتهامات تضمنت اسم الرئيس الحالي جوزيف بلاتر، فإن محمد بن همام يطالب أن تشمله التحقيقات".

وأضاف "الاتهامات تتضمن أقوالاً إن بلاتر كان على علم بعمليات الدفع المزعومة لبعض المسؤولين في الاتحاد الكاريبي ولم يعارض هذا الأمر".

وبالفعل استدعت لجنة الأخلاق بلاتر للمثول أمامها أيضاً برفقة بن همام ووارنر. وصبيحة الأحد الماضي، استيقظ الجميع على وقع مفاجأة انسحاب بن همام من السباق الرئاسي في اليوم ذاته الذي كان يتعين عليه الخضوع للاستجواب أمام لجنة الأخلاق.

وصدر الحكم من لجنة الأخلاق بوقف بن همام ووارنر شهراً بانتظار استكمال التحقيق معهما، في حين برأت ساحة بلاتر الذي باتت الطريق معبدة أمامه للظفر بولاية رابعة.

ورفض بن همام الحكم الصادر به وقرر استئنافه وجاء في بيان رسمي أصدره "يرفض محمد بن همام القرار الصادر من قبل لجنة الأخلاق وهو يطالب بشكل عاجل النظر في الاستئناف الثلاثاء في 31 أيار/مايو والعودة عن قرار وقفه مؤقتاً قبل مؤتمر الاتحاد الدولي المقرر في الأول من حزيران/يونيو".

وأضاف البيان "هناك العديد من الأسئلة الأخرى: ما هي النقاشات التي تمت بين مختلف أعضاء لجنة الأخلاق وكيف توصلت هذه اللجنة إلى قراراتها؟.

هناك العديد من الأسئلة الأخرى التي يجب الإجابة عليها واعتماد اكبر قدر من الشفافية".

وقال بن همام "الطريقة التي تمت فيها الإجراءات لا تمت بصلة إلى مبادئ العدالة. لقد تمت معاقبتي قبل أن توجه التهمة إلي. لدي شعور أن نتائج التحقيق تم الاتفاق عليها قبل بداية جلسة الاستماع".

وأضاف بن همام "هذا الأمر ليس مقبولاً على الإطلاق لأنه من المفترض أن تكون لجنة الأخلاق هيئة مستقلة وبالتالي أتوقع أن تخضع التحقيقات المقبلة للتأثير والتلاعب".

بدوره، قام وارنر الذي وعد بستونامي سيهز عرش الفيفا، بشن هجوم مضاد على بلاتر عندما اتهمه بدفع مبلغ مقداره مليون دولار هبة لاتحادات الكونكاكاف في المؤتمر الذي عقده الأخير في ميامي في 3 أيار/مايو الماضي.

وكشف وارنر "في ميامي في 3 أيار/مايو قام بلاتر بتقديم هدية قيمتها مليون دولار إلى الاتحادات للتصرف بها كما تشاء".

وأوضح "أثارت هذه الخطوة اعتراض ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي الذي كان موجوداً في ميامي وانتقد هذه الخطوة وتطرق إلى الموضوع مع فالكه مؤكداً له أن بلاتر لا يحق له التصرف بهذا الأمر من دون العودة إلى اللجنة المالية، لكن الأخير قال لبلاتيني سنقوم بتأمين المبلغ لبلاتر".

ولم يسلم الأمين العام للفيفا فالكه من هجوم وارنر فكشف الأخير رسالة الكترونية يتهم فيها الأول دولة قطر بشراء كأس العالم 2022 وجاء في مضمون الرسالة "بالنسبة إلى محمد بن همام، لا ادري لماذا ترشح لخوض الانتخابات. هل فعلاً يدرك أن لديه الحظوظ أو أنها طريقة لأنه لم يعد يرغب ببقاء جوزيف بلاتر. أم انه يعتقد بأنه يستطيع شراء الفيفا كما اشتروا (القطريون) كأس العالم".

واضطر فالكه الذي يتردد أن مصيره بات على كف عفريت إلى إصدار بيان نفى فيه أن يكون اتهم قطر بشراء مونديال 2022، واعترف بما نسب إليه من كلام مختبئاً خلف "لهجة اقل حدة" استخدمت في مراسلة كانت وراء الجدل القائم في هذا الشأن.

ودافع فالكه عن نفسه قائلاً "نشر السيد وارنر مراسلة بعثت بها إليه. قد أكون استخدمت فيها لهجة اقل حدة وغير صريحة. كنت أريد الحديث عن القدرة المالية لقطر، ولم أكن في حال من الأحوال المح إلى شراء الأصوات".

وختم فالكه "اكرر ألان أن لجنة الأخلاق التابعة للفيفا لم تفتح أي تحقيق بخصوص إسناد مونديال 2022" إلى قطر.

وطرأ تطور جديد اليوم أيضاً اثر مطالبة الاتحاد الانكليزي بتأجيل انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي حتى "منح الوقت لمرشح آخر" لمواجهة الرئيس الحالي جوزيف بلاتر.

وقال رئيس الاتحاد الانكليزي ديفيد برنشتين أن الإحداث التي شهدتها الأيام الأخيرة "عززت" القرار الذي كان اتخذه الاتحاد في 19 أيار/مايو الماضي بالامتناع عن التصويت وطالب الاتحادات الأخرى أن تحذو حذوه.

وناشد برنشتين الاتحادات الأخرى بالدفع "نحو تأجيل الانتخابات ومنح مصداقية اكبر للانتخابات الرئاسية، ما يمنح الفرصة لمرشح آخر كفء لمواجهة جوزيف بلاتر على هذا المنصب".

وقال برنشتين "إنها اوقاتاً الحق ضررا بسمعة الاتحاد الدولي وبالتالي بكرة القدم على العموم".

وسرعان ما انضم الاتحاد الاسكتلندي إلى جاره الانكليزي مطالباً بتأجيل الانتخابات.

وطالب محمد بن همام رئيس الاتحاد الأسيوي في تصريح لوكالة "فرانس برس" كافة الاتحادات الآسيوية عدم مقاطعة الجمعية العمومية للاتحاد الدولي (فيفا).

وقال بن همام "لقد طلبت من الاتحادات الأسيوية عدم مقاطعة الجمعية العمومية".

وكان بن همام مرشحاً لمواجهة الرئيس الحالي للفيفا السويسري جوزيف بلاتر قبل أن يسحب ترشيحه الأحد الماضي ثم أوقفته لجنة الأخلاق شهراً حتى استكمال التحقيق معه بشأن محاولة رشوة بعض اتحادات الكونكاكاف.

وكانت معلومات سرت في الساعات الأخيرة عن إمكانية قيام بعض الاتحادات الآسيوية بمقاطعة الجمعية العمومية المقررة غداً الأربعاء احتجاجاً على استبعاد بن همام من السباق الرئاسي على غرار ما حصل في مؤتمر لوس أنجلوس في العام 1999 احتجاجاً على خلاف حول مقاعد في كأس العالم، لكن بن همام أكد في هذا الصدد "أصبحنا قارة لديها كلمة في الاتحاد الدولي، ولم نعد قارة ضعيفة كما كانت الحال في لوس أنجلوس".

وكشف "لم نعد نشعر بأي عقدة نقص تجاه القارات الأخرى، ونستطيع أن نسمع كلمتنا ونجري التغيير من الداخل".



2011531181111361580_2.jpg




منقول
 
أعلى