حديث جلالتة لرئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية بتاريخ 11 فبراير 2006

جاسم الهاشمي

:: فريق النبراس ::
إنضم
7 نوفمبر 2009
المشاركات
564
الإقامة
البريمي
هنا نص الحوار في \"حصن الشموخ\"مع جلالة سلطان يتحاور مع نفسه، متوحد ببلده، وقادر في نفس الوقت أن يقدم للتجربة الإنسانية حدودا في الحكم، ونوعية في الحكام، تصرف النظر إلى الذات بعمق وتبتعد عن السياسة متى استطاعت، لكنها قادرة على الأداء في كل أنواع الظروف وتحديد الأولويات، وقادرة على التكيف مع كل متغيرات الأحوال التي تضرب العالم وظروفه... سألته:
+ جلالة السلطان... دعني أبدأ معك من السؤال عن سر هذا الولاء التي تحظى به في عُمان، من يوم أن توليتم الحكم حتى الآن، فنحن كرجال اعلام لم نسمع في يوم خبرا يتصل بأمنك الشخصي وسلامتك الفردية.
= في مقدمة الإجابة أطلق السلطان قابوس ابتسامة ناطقة مغلفة بالمعاني وقال: ماذا أقول لك في هذا الجانب وبماذا أجيبك؟ لعل الله هو الذي يحميني. اني هنا أعمل لعمان أرضا وشعبا، بل أن كل كل عملي لها ولشعبها. ولعل اختلاطي الدائم بهذا الشعب وفر له قناعة بأن عملي محبب إليه، ومحل رضاهم... وفي الواقع فأنا لا اعمل لشيء لي بل لهم. ان متعتي هي أن ارى بلدي، وأرى شعبي بالصورة التي تخيلتها من أول يوم تسلمت فيه السلطة... انني أشعر باني صاحب رسالة ولست صاحب سلطة، لذلك ترى وقتي مكرسا من أجل عمان وأهلها، ولعل سر الولاء يكمن هنا في هذه الناحية، وتحديدا ناحية تماثلك بأهلك، وتفرغك للعمل من اجلهم. اني دائم الاختلاط بالناس، كما تعلم، واتحدث معهم كواحد منهم. نعم ... أنا من اشد المؤمنين بالضبط والربط، لكني اؤمن بما يمكث في الأرض، أي بما ينفع الناس. اني اتابع الشأن العماني بشكل حثيث.

+ جلالة السلطان، حفظك الله ورعاك... لماذا لم تحدث منغصات أمنية تستهدف شخصك بالذات طوال الخمس والثلاثين سنة الماضية علما ان زعامات كثيرة واجهت مشكلات، ودولا كثيرة واجهت متغيرات؟
= الأمن في عمان مستتب، وانت كاعلامي تعرف عمان. ليس عندنا، وعلى مستويات كثيرة، ما ينغص أمن البلاد الوطني. واحمد الله انه سبحانه يعلم ما في الصدور وما في النفوس. ومن يدري لعل ما في صدري يحظى برضا الله، الأمر الذي يجعل العناية تواكبنا في كل ما نعمل. وعلى كل حال فان عملنا كله شفاف، ومبذول كله لبلدي ولشعبي. وكا ترى فحتى انا لا احيط نفسي باي اجراءات أمنية فوق العادة، ربما كانت هذه الاجراءات بالنفس، لكن نحن نقول ادفع بالتي هي أحسن. لا يوجد عندنا ما يعكر صفو امن بلدنا وامننا الوطني، وحتى أمننا الشخضي.

+ جلالة السلطان... الا يوجد ما يقلقلك وانت ذاهب إلى مخدعك؟
= ابدا، ابدا، ابدا ... وكل ما يحصل اني استمع الى بعض الاخبار قبل النوم، واقرأ بعض المواضيع، ثم اقرأ ما تيسر من كتاب الله العظيم، واخلد الى النوم. في العادة انام بعد قضاء يوم حافل بالاعمال الكثيرة، ما يقلقني منها أنهيه وابت فيه في ساعات النهار، والباقي اقضيه في التفكير بتجاوز الحاضر الى ما هو افضل منه، او في اتخاذ قرار حول هذا الامر مع جهات الاختصاص. وفي هذا المجال أعترف بأني اتمتع كثيرا بهذه الرحلات الداخلية التي أقوم فيها بطول البلاد وعرضها... في هذه الرحلات ألتقي بالناس مواجهة، وأسمع إلى مطالبهم، وهم يسمعون وجهات نظري... انني أشعر بالألفة هنا وهم كذلك. ان تفقد احوال الرعية شأن موجود في تاريخ الاسلام، ويعد من واجبات القائد. هناك مواطنون قد لا تسمح لهم ظروفهم بان يطرقوا ابوابا معينة فآتي انا إليهم بشكل مباشر. اني مرتاح وأجد متعة نفسية بهذه الرحلات الداخلية، اجتمع فيها بأهلي وأختلط بأنفس كثيرة، اسمع منها وتسمع مني، ونعطي جميعنا الثمار المطلوبة، اني اتمتع وأنا أرى أهلي يستمعون إلى توجيهات ولي الأمر ويعملون بها، من هنا تخلف ثقافة الضبط والربط والتي هي سر تفاعل الرعية براعيها، هذا التفاعل الذي يخلق بدوره الولاء المتبادل بين الطرفين.

+ جلالة السلطان... في هذا الجو المرتبط بالعلاقة المتبادلة اسألك هل يفترض في اي بلد، وفي أي زمان ومكان، ان يكون القائد محبوبا أو مخيفا أو محترما؟
= يا أخ احمد.. عندما يجعل القائد من نفسه شخصية يخافها الناس وتهاب الحوار معها، فإن هذا القائد سيرى نفسه محاطا بالمنافقين وأصحاب المصالح، الذين يزينون له سوء عمله، أو يدفعون به إلى هواه ورغباته التي قد لا تكون سوية.. انه لن يكون محاطا بالمصلحين والناصحين.. ان هذا النوع من القيادات لا يتطلع الى محاكاته أي قائد سوي وحكيم. نعم يجب ان يكون هناك ضبط وربط لكن ليس الى الدرجة التي يصبح فيها الحاكم شخصية مخيفة، ومحيطه يتحول الى مرتع للمنافقين. الولاء والاحترام هما الصفة التي يجب أن يتحلى بها القائد السوي وصاحب السلطة. وفي البداية سبق لي وقلت لك أني لست سلطة إلا لزوم الضبط والربط، وفي عملي اشعر بأني صاحب رسالة أؤديها بكل صدق ونقاء لأرض عمان وشعبها الوفي.

+ جلالة السلطان.. نرى في هذه الأجواء الشأن العماني يأخذ معظم وقتك، ولا يتبقى لك منه ما يكفي للإهتمام بالشؤون الإقليمية والعربية والعالمية؟
= الشأن العماني هو كل هاجسي بلا شك ومعايشتي اليومية وهو فكري وعملي وكل شيء حولي حوالي ما عدا ذلك هناك تطورات في المجال الإقليمي والعربي والدولي نتأثر بها ونؤثر عليها، وتأخذ منا بعض الوقت للتعرف على كيفيات التعامل معها ومع هواجسها، وهذا أمر طبيعي لكننا نؤمن بالقول المأثور (( رحم الله من عرف حده فوقف عنده ))، هناك من يتحدثون عن شؤون لا تخصهم، نحن لا نستخدم هذا الاسلوب في الشأن العماني، فلدينا الكثير الذي يستوعب وقتنا وعملنا، فعمان الأمس ليست كعمان اليوم، وأحلامنا لأجمل عمان كثيرة وكبيرة، وشعبنا حملنا مسؤولية نحملها بأمانة وجد، انني لا ارتاح لمن يتنطح بشأن ليس شأنه، لا هو متأثر منه أو مؤثر فيه. نسمعه يصرخ: لن نسمح. لن نوافق ولن ولن ولن، ولكن في واد لا يعنيه ولا يمتلكه، أي يصرخ في واد غير واديه.

+ جلالة السلطان... أراك مقلاً في الأحاديث الاعلامية، بل إن جلالتكم يتحاشاها ويبتعد عنها؟= ابتسم جلالة السلطان ثانية الابتسامة المثقلة بالمعاني وقال: اني أكره المبالغة، وحتى تعليماتي لأجهزة الاعلام لا تتضمن توجيهات بعدم اللجوء إلى المبالغة، وان يتم الحديث عن المنجزات وفق ما هو عليه حجمها، لا اكثر ولا أٌقل، اي ان يتم الحديث ببساطة، ثم أنا من الذي يحبون ان تتحدث الأشياء عن نفسها وان يراها الناس كما هني من دون بهارات. اما أن نردد \"سنعمل\" و \"سنفعل\" فهذا أمر ليس من شيمنا، وانا لا احب الادعاء، والحكومة هنا تعمل ضمن هذا المنظور
لم أتمالك نفسي
وأنا اقرأ هذا الحوار مع صاحب الجلاله عذرا يامولاي أتمنى أن تعذر ابنائك إن كانوا قد صدموك في الأونة الأخيرة ولكن يامولاي غير أتباعك فإنهم هم الذين يقفون وراء ماحدث
صدقني مولاي نحبك وهذه الكلمة تخرج من أعماق قلوبنا ونبكي عندما نرى مافعلناه ونتذكر كلماتك
وكيف صنعت لنا دولة من لا شيء وغيرك حصل على دولة جاهزة بكل مقومات الدولة المعاصرة
عذرا يامولانا يشهد الله بأنا سنموت ونحن مخلصين لك
 

بنت هلي

¬°•| مُشرِفة سابقة |•°¬
إنضم
9 مارس 2011
المشاركات
2,596
الإقامة
في بيتنا
لااااااااااااا تعليق.
 
أعلى