تقطير ماء الورد حرفة متوارثة في نيابة الجبل الأخضر

جعلاني ولي الفخر

✗ ┋ جًعًلٌأَنٌيِ وَلِيَ أُلّفّخِرَ أُلٌمًسًرًۇۈۉرً
إنضم
2 نوفمبر 2009
المشاركات
6,236
العمر
33
الإقامة
جعلان بني بو حسن
1302633115396617900.jpg

جماليات البيئة وخضرتها تزدان بهاء مع تفتح الازهار وروائح الورود
استخراج مياه عطرية نقية تستخدم في المناسبات الاجتماعية والطب الشعبي
قطف أزهار الورد في الصباح الباكر مع بداية شهر ابريل من كل عام
الطريقة الحديثة في عملية التقطير ساعدت على تقليل الفاقد والحفاظ على صحة الانسان
كتب أحمد بن سيف العبري
ارتبط اسم الجبل الأخضر بكثير من الحرف والمهن المتوارثة ومن أهمها تقطير ماء الورد الذي يشتهر بها أهالي الجبل الأخضر دون سواه نظرا للمساحة المزروعة من هذا المحصول والاهتمام الذي يلقاه لكافة العمليات الزراعية من الري والتسميد والتنظيف ومن ثم عملية قطف الأزهار وجنيها حتى موقع عملية التقطير، ويتم من خلال وجود أزهار الورد استخراج مياه عطرية نقية يتم استخدامها في المناسبات والأفراح وكذلك للتداوي من بعض الآلام والأوجاع وهناك أشجار برية وأعشاب طبيعية يقوم المواطن من خلال خبرته باستخراج محلول للتداوي مثل الشوع ونبتة الجعداء وعطر الياس وخل البكر لما فيها من فوائد طبية. فمع بداية شهر مارس من كل عام تبدأ أزهار الورد بالتفتح بعدها يكون موعد قطف الأزهار مع بداية شهر ابريل والتي تكون منذ الصباح الباكر منذ أن تظهر علامات الفجر الأولى وقبل أن تظهر أشعة الشمس حيث أن في ذلك حكمة تقوم على أساس أن الندى العالق بأزهار الورد يجعلها متماسكة ويمكن قطفها بسهولة وأما إذا تعرضت لأشعة الشمس فإنها تتفتت ويصعب جمعها مما يشكل صعوبة أمام المواطنين وبالتالي فإن عملية جني المحصول لا بد أن تكون عند بداية الفجر وقبل طلوع الشمس.
وتزدان مدرجات الجبل الأخضر الزراعية بأشجار الورد التي تكسو البقعة الخضراء بلون وردي جميل في شهري ابريل ومايو من كل عام لتنشر الروائح العطرية الزكية في كل قرية وفي كل بستان وفي كل فناء منزل بينما تشهد قرى الجبل الأخضر صناعة محلية تشتهر بها هذه النيابة التابعة لولاية نزوى بالمنطقة الداخلية والتي تتمثل في تقطير ماء الورد باستخدام طرق تقليدية وحديثة وفق جهد المواطن والمزارع في هذا المجال وقدرته على الوفاء بمتطلبات الصناعة المحلية من ماء الورد، ويعتبر هذا المحصول ثاني أهم منتج زراعي بعد ثمار الرمان. فتبدأ أزهار الورد بالتفتح اعتبارا من شهر مارس وحتى شهر مايو، وعند بداية شهر ابريل ومع بداية الصباح الباكر حيث شق الفجر وأدى الأهالي صلاتهم جماعة وأرسل النهار أول خيوطه واتجهوا أفرادا وأسرا وجماعات لقطف أزهار الورد الجميلة بطريقة تنم عن إدراك ومعرفة بالرغم من شوك الأغصان وتداخلها مع البعض إلا أن خبرة المواطن في الجبل الأخضر تجعله قادرا على مواصلة العمل منذ بدايته، حين يتم نقل أزهار الورد إلى المكان المخصص لإجراء عملية التقطير.
تقطير ماء الورد
يشهد شهرا ابريل ومايو انتشار اللون الوردي الفاتح في مساحات شاسعة بمنطقة الجبل الأخضر الصخرية الوعرة في السلطنة في مشهد بديع مع تفتح زهور الورد وانتشار عبق رائحتها المميزة في جميع الأنحاء وتمتلئ بساتين الورود فجر كل يوم في موسم قطف الزهور بسلطنة عمان برجال ونساء يجمعون أوراق الورد ذات الرائحة الزكية..
الاشجار العطرية
بتعدد أنواع الأشجار والنباتات ذات الفوائد المتعددة سواء المقطر منها مثل ماء الورد ونبات الجعداء وأشجار الياس والكيذا أو المستخلصة زيوتها مثل أشجار الشوع والقفص وأشجار العرش. وكمثال على عملية التقطير نذكر عملية تقطير ماء الورد، حيث يزرع الورد في منطقة الجبل الأخضر بكميات كبيرة ويقوم المزارعون بتصنيع هذا الورد كغيره بطريقة طريفة ولكنها متعبة في نفس الوقت ولكن المشقة والتعب ينتهيان حين يحصل صاحبهما على ثمرة جهده على ماء الورد المقطر الصافي فكيف يتم ذلك في شهر ابريل تتفتح زهور الورد فيقوم صاحبها بقطفها ثم يأخذها إلى مصنعه المتواضع المبني من الطين والحصى وله باب صغير ويتلاءم مع كمية الورد المراد تصنيعها وهذه الغرفة تسمى (الديهجان)..
خطوات التصنيع
تحشى (البرم) بالورد المقطوف ويبقى بالبرم فراغ يوضع به إناء نحاس الذي يتسع من الأسفل للتر من الماء البارد ثم تشعل النار في الديهجان بواسطة الحطب المجموع سابقا وتستمر النار مشتعلة لمدة ثلاث إلى أربع ساعات متواصلة حيث يسيل الماء من الورد إلى الإناء النحاسي المغلق بإحكام ثم يقوم المزارع بتغيير الأزهار الموجودة بالبرمة ثم يقلب بعد كل عملية تقطير بآلة خاصة تشبه المنحل وقطع الحديد وبكل ما يستطيع من قوة، ثم يفرغ ما يحصل عليه من ماء ورد في إناء فخاري كبير وهو إناء خاص يسمى (بالخرس)، وبعد ملئه بماء الورد يقوم بتغطيته بغطاء من الجلد ويربطه ربطا محكما لكي لا يدخله أي جسم غريب.
وتستغرق عملية التغطية أربعين يوما بعدها يفك الغطاء الجلدي ويقوم بتعبئة ما لديه من ماء الورد المصفى بزجاجات تتسع للتر وأكثر من ذلك ثم يقوم بتغطيتها وربطها وبيعها لقد كان يستخدم أهل الجبل الأخضر الحطب كوقود في عملية التقطير ولكن يستعمل بعض المزارعين الآن الغاز ورغم مشقة هذه العملية إلا أن ما يحصل عليه المزارع من هذا الماء المنقى يذهب بجميع ما تحمله من تعب ومشقة.
التحسينات الحديثة
أدخلت على صناعة تقطير ماء الورد تحسينات على الطريقة المتبعة حاليا في التقطير بالجبل الأخضر منها إقامة المبنى من الطوب الحراري بدل الحجارة أو الطوب العادي وذلك لحفظ كمية أكبر من الحرارة، وعمل باب من الزجاج (من الأنواع التي تتحمل الحرارة) قابل للفتح والغلق وذلك لسهولة مراقبة اشتعال النار بالداخل، حيث أن الطريقة الحالية تجعل الباب فيها مفتوحا مما يسمح بانبعاث الدخان والغازات الناتجة من الشعلات بالغرفة، ووضع فتحة تهوية في أحد زوايا المبنى (الديهجان) حيث تلحق هذه الفتحة بأنبوب يؤدي إلى الخارج؛ وذلك للتخلص من الغازات والدخان المنبعث.
البرمة
كما تم عمل قاع (كاذب) بالبرمة وذلك لتلافي الحرارة المباشرة على أزهار الورد والتقليل من الاحتراق، حيث أن الطريقة الحالية تعرض الأزهار إلى الاحتراق المباشر مما يؤدي إلى فقد جزء كبير من الأزهار ومن البخار الناتج وكذلك احتراق الزيت، ووضع تهوية للقاع (الكاذب) وذلك لتلافي تمدد الهواء داخل الفراغ الموجود بين القاع الأساسي للبرمة والقاع المضاف.
إناء تجميع الورود
تم وضع حامل داخل الاناء أثناء تجميع الورد حيث يتم ربطه من فوهة البرمة وينزل للداخل وذلك لمنع انضغاط الأزهار إلى الأسفل، حيث ان الطريقة الحالية يتم وضع الإناء فيها فوق الأزهار مما يسبب انضغاط الأزهار إلى الأسفل مما يقلل عملية التبخير وبالتالي كمية ماء الورد المكثفة. وبتلاقي انضغاط الورد يعطي فرصة أكبر للتبخير والاستفادة من أكبر قدر من البتلات (الأزهار) وبالتالي زيادة كمية السائل المكثف.
قرص الماء
يتم إيجاد ماء مستمر وذلك لتجديد ماء التكثيف بالقرص الموضوع على فوهة البرمة، حيث أن الفائدة من هذه الطريقة هو تقصير على وضع الماء بالقرص عند وضع الازهار داخل البرمة ولا يتم تغييره إلا بعد تجديد الورد بالبرمة (ساعتين) لذلك ففي هذه الحالة يصل ماء القرص إلى درجة الغليان مما يقلل من كفاءة التكثيف. وعمل خزان يخرج منه الماء إلى القرص بشكل قطرات منتظمة وعند امتلاء القرص فإن الكمية الرائدة تذهب إلى داخل خزان آخر (مستقبل).
جهاز الفصل والتكثيف
يعمل جهاز حديث لتقطير ماء الورد بواسطة الفصل والتكثيف، لتقطير أزهار الورد التي تجود بها مدرجات الجبل الأخضر والمنتشرة بشكل كبير في المزارع، ويتكون هذا الجهاز من جزأين هما:
1) الجزء العلوي: في هذا الجزء يتم وضع الماء البارد اللازم لتكثيف البخار وتحويله إلى الصورة السائلة.
2) الجزء السفلي: ويتم في هذا الجزء وضع الماء اللازم للغليان وكذلك المادة المراد تقطيرها حيث يكونان منفصلين عن بعض.
طريقة عمل الجهاز
بداية يتم وضع الماء اللازم للغليان ثم توضع المادة المراد تقطيرها على جزء منفصل فوق الماء، حيث لا يلامس الماء بعد ذلك يتم وضع الماء البارد في الجزء العلوي للجهاز واللازم للتكثيف. وعند اشتعال النار يبدأ الماء الموجود في أسفل الجهاز بالغليان باعثا بخارا والذي يمر بالمادة المراد تقطيرها ثم يصطدم البخار بالجزء العلوي الموجود به الماء البارد مما يؤدي إلى تكثيفه وتحويله إلى الحالة السائلة والذي يتم استقباله في إناء معد لذلك. ويكون الناتج أبيض اللون ذا رائحة طبيعية كرائحة أزهار الورد وهي على الشجرة ويمكن استعمال هذا السائل إلى جانب العطور لبعض أنواع الأطعمة وخاصة الحلويات
 

بنت هلي

¬°•| مُشرِفة سابقة |•°¬
إنضم
9 مارس 2011
المشاركات
2,596
الإقامة
في بيتنا
مافيه أحلى من ماي ورد الجبل الأخضر، تسلم على الموضوع.
 

الشامسية

¬°•| شيف ملكي |•°¬
إنضم
15 يونيو 2010
المشاركات
5,136
صراحة ماء الورد مفيد في كل شي
حتى للبشرة
مشكور الجعلاني على الخبر
 
أعلى