بتكلفة 2.5 مليون ريال عماني.. بدء العمل في مشروع سوق صحار التاريخي

جعلاني ولي الفخر

✗ ┋ جًعًلٌأَنٌيِ وَلِيَ أُلّفّخِرَ أُلٌمًسًرًۇۈۉرً
إنضم
2 نوفمبر 2009
المشاركات
6,236
العمر
33
الإقامة
جعلان بني بو حسن
ينتهي العمل منه في شهر أغسطس القادم
بتكلفة 2.5 مليون ريال عماني.. بدء العمل في مشروع سوق صحار التاريخي

المواطنون يعبرون عن فرحتهم لإعادة إحياء السوق
صحار ـ الوطن ـ والعمانية:بدأ مكتب تطوير صحار في تنفيذ مشروع سوق صحار التاريخي الذي يقع بـ(الحجرة) بمساحة إجمالية تقدر بـ(4575) مترا مربعا وبتكلفة اجمالية تصل إلى 000ر500ر2 مليونين وخمسمائة ألف ريال عماني.
ويتكون المبنى الرئيسي لسوق صحار التاريخي والذي من المتوقع الانتهاء منه في شهر أغسطس القادم من طابقين يتضمن الطابق الأرضي (28) محلا تجاريا فيما يتضمن الطابق الأول مطعمين ومعرضا يحتوي مجموعة من الصور التي تروي العديد من الأحداث التاريخية لمدينة صحار إلى جانب مجموعة من الكتب التي تتحدث عن السوق وأهميته ودوره في الحقبة الماضية والصكوك القديمة التي كان يتعامل بها التجار سابقا.
وقد قام مصمم السوق باستخدام نمط العمارة العمانية المستوحاة من التراث العماني العريق عبر مكونات الاسواق القديمة المتمثلة في الأبراج والحجارة المحلية المستخدمة في الواجهات الخارجية في الأسواق التقليدية القديمة كسوق نزوى وغيرها من الأسواق المعروفة في السلطنة.
وتوجد أربع بوابات للسوق هي نفس البوابات السابقة التي كانت تمثل مداخل السوق القديم وهي بوابة الطريق البحري (الكورنيش) من الجهة الشرقية وبوابة (السوق) من الجهة الغربية وبوابة (الخور) من الجهة الشمالية إلى جانب بوابة (الفرضة) من الجهة الجنوبية.. وسوف يتم ربط المحلات التجارية القائمة حاليا بأجنحة عبارة عن مظلات مغطاة تربط هذه المحلات بالسوق الرئيسي.
ومن المتوقع أن يساهم السوق في إنعاش الحركة التجارية وإعادة أهميته خاصة انه كان قبلة للتجار والمستهلكين من جميع ولايات السلطنة ودول الخليج العربي والهند والصين وأفريقيا.
آراء الاهالي
عبر عدد من أهالي صحار عن فرحتهم بعد الإعلان عن بدء العمل في مشروع سوق صحار التاريخي خاصة عند كبار السن الذين عايشوا السوق القديم بكل تفاصيله ويحفظون دروبه وسككه ويتذكرون ذلك السوق الذي كان يشار إليه بالبنان والذي يحتوي على أكثر من
(1700) محل تجاري تعرض فيه جميع المواد والأصناف والأعمال التجارية بشتى أنواعها وحتى نعيد للماضي بريقه التقينا عددا من كبار السن الذين عايشوا السوق القديم لنعرف من خلالهم الأهمية التجارية والوضع الذي كان عليه سوق صحار القديم..
محمد بن علي السدراني من منطقة الحظيرة يقول : سوق صحار القديم كان يمثل القبلة الحقيقية لجميع الأهالي في صحار والولايات المجاورة ودول الخليج المجاورة وهذه ليست مبالغة وإنما حقيقة صريحة يصدقها الواقع في ذلك الوقت فصحار كانت المركز الرئيسي لساحل الباطنة في الاستيراد والتصدير كما كان السوق محطة رئيسية لجميع التجار يبيعون ويشترون كل ما يريدونه حيث توجد بالسوق كل أنواع البضائع والمواد الغذائية بمختلف أنواعها ومسمياتها وكل الصناعات وما يحتاجه المستهلك من مواد بداية من الحلاقة وانتهاء بتصليح الأجهزة الكهربائية والالكترونية، والسوق القديم عبارة عن محلات مبنية من الحصى والمدر (الطين) ومسقف بالسعف (الدعون) وبها الكثير من السكك والأزقة ويبدأ من أول الخور إلى مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الموجودة حاليا.
وأضاف محمد السدراني أن السوق كان يتكون من (3) سكك رئيسية وأكثر من (12) سكة فرعية تتفرع من السكك الرئيسية منها سكة الشمامير (الاسكافي) الذين يقومون بخياطة وتصليح الأحذية وسكة الحلاقين (المحاسنة) وسكة بيع الحلوى العمانية والتي كانت تباع في ذلك الوقت في أوان مصنوعة من السعفيات وهناك سكة مخصصة لبيع الأسماك الجافة بمختلف أنواعها (الدوك ـ المالح ـ العومة ـ القاشع ـ وبيع الملح) اما السمك الطازج فكان يباع على شاطئ البحر، وسكة لبيع الخضار والفواكه والتي كانت محلية في أغلبها كالموز والليمون والمانجو والخيرات الكثيرة التي كانت تنتجها المزارع في سهل الباطنة مع بعض المنتجات المعلبة المستوردة، إلى جانب ذلك هناك سكة النجارين وسكة الصواغين بائعي الذهب والفضة والمعدن وسكة الصفافير وهم الذين يبيعون المراجل الصفر والتي كان أغلبها نحاسية او مطلية بالنحاس كما توجد سكة لبيع الملابس وسكة لبيع اللحوم على اختلاف أنواعها حيث كانت اللحوم طازجة فتذبح يوميا بقرة او ثور وخمسة أغنام أو أكثر وكان الوزن في ذلك الأيام بلكيأس وهو مصطلح معروف عند الناس كما يذبح في يوم عرفة قبل العيد أكثر من (20) ثورا إضافة إلى مجموعة من الأغنام وتعرض للبيع على المواطنين.
وأشار السدراني إلى الحريق الكبير الذي حدث للسوق في مساء يوم الجمعة الثالث من ربيع الأول من عام 1393 هـ والذي يعد كارثة حقيقية لأهم الأسواق في السلطنة مستشهدا بالقصيدة التي ألفها الشاعر عبدالله بن علي السدراني وهي قصيدة تتكون من (40) بيتا شعريا حكت تفاصيلها الكارثة التي لحقت بالسوق والدمار الكبير الذي أصابه ولم يستطع الأهالي إخماده حيث إن مياه البحر بحكم ملوحتها لا تصلح كثيرا لإخماد النيران وبهذا الحريق انقضت فترة من الفترات الجميلة لهذا السوق وعاد السوق مرة ثانية بناؤه شيئا فشيئا إلى ان تم إزالته عندما تم تطوير الولاية، وخطوة إعادته إلى الوجود ستكون صعبة بطبيعة الحال بحكم تغير الزمان من جهة وعدم وجود المساحة الكافية لإرجاع كل النشاطات به ولكنها محاولة صادقة لبث روح جديدة به قد تلاقي النجاح بحول الله إذا ما تم جعله السوق التجاري الشامل كما كان سابقا.
وعن أهم الصادرات التي كانت تصدر من صحار قال محمد السدراني هناك العديد من المواد والمنتجات المحلية التي كانت تصدر من صحار إلى إفريقيا والصين ودول الخليج العربي والبصرة حيث كانت لصحار علاقة تجارية متميزة مع هذه الأقطار كما ان هذه الصادرات تمثل الفائض عن حاجة السوق في السلطنة بصورة عامة وولايات منطقة الباطنة بصورة خاصة وفي طليعة المنتجات المصدرة يأتي الليمون العماني الجاف والحطب والدعون والأغنام والأبقار والدواجن والمنتجات البقرية من جبن وحليب جاف والسمن العربي العماني البقري كما يصدر عسل النحل العماني وعسل التمر (الدبس) وغيرها من المواد والمنتجات الأخرى التي تزيد عن حاجة السكان.
كما التقينا مع عبدالنبي بن عمران النعيمي وحسن بن مبارك العجمي فقالا ان الإعلان عن إنشاء سوق صحار الجديد بمنطقة الحجرة قد أثلج صدورنا وعاد بنا إلى الذكريات.. السوق الجديد بما يحتويه من تجمع الناس في مشهد جميل كل في عمله او في الشراء او حتى في اللعب والتسلي من خلال عدد من اللعبات المسلية مثل الحواليس وغيرها، لقد كان ارتياد سوق صحار القديم في حد ذاته متعة ما بعدها متعة وهو ما يشبه العيد اليومي لزحمة مرتاديه، وذكر عبدالنبي النعيمي ان والده ـ رحمة الله ـ كان له في هذا السوق خمسة محلات وكانت اغلب المحلات بالسوق يعمل بها تجار عمانيون إلى جانب عدد قليل من الجنسية الهندية يطلق عليهم (البانيان).
وقال إبراهيم بن عبدالجليل العوضي الذي التقيناه أمام محله التجاري بالسوق الحالي ان سوق صحار القديم كان يوجد به أكثر من (1700) محل تجاري تقريبا ويتكون من أربعة أبواب احدها يسمى الباب الرئيسي والآخر باب البلوش والآخر باب الفرضة ومنذ (47) سنة وأنا موجود في هذا السوق وكنت اعمل بمحل مبني من الطين ثم قمت ببنائه من الاسمنت فكل حياتي كانت مرتبطة بالسوق لذلك لم استطع ان استغنى عن وجودي وارتباطي به حتى بعد هدمه ولم يبق منه الا عدد قليل من المحلات تمسكت ان أكونه به وان أمارس المهنة التي أحبها.
وذكر إبراهيم العوضي انه اذا ما تم نقل السوق التجاري إلى هذا السوق الحديث بمعنى تجمعت كل الأسواق فيه فأنه سيأخذ مكانة كبيرة وستعاد الروح إلى السوق القديم وستكون خطوة متميزة من مكتب تطوير صحار لان الكثير من الناس والزوار خاصة الأجانب ما يسألون عن سوق صحار القديم بحكم شهرته التي وصلت إلى الجميع.
وأخيرا قال خلفان بن سعيد الراشدي إعادة بناء السوق القديم لا يعتبر شيئا جديدا فهذه سياسة واضحة تبنتها السلطنة منذ بداياتها، فمعظم الأسواق والمواقع التاريخية والحضارية أعيد بناؤها أو ترميمها، لذلك عندما شهدت هدم السوق في الثمانينات كنت على علم بأنه سيعاد بناؤه عاجلا أو أجلا، نعم قد يكون تأخر بناء السوق لأكثر من عشرين سنة ولكن ها هو يعود مرة أخرى في نفس المكان وبطراز تراثي مثل ما سمعت.
وأضاف: كوني من سكان المنطقة المجاورة للسوق لا أرى في إعادة بناء السوق أي إزعاج أو ازدحام في المنطقة بل بالعكس هذا السوق سيصبح مصدر دخل لكثير من العوائل حيث نتمنى أن يعمل الشباب العماني من أهالي المنطقة في هذا السوق مثل أجدادهم ولا يتركون هذه الفرصة للوافدين، ومن جهة أخرى سيسهل علينا التسوق بعد الانتهاء من المشروع حيث لن نكون في حاجة لقطع مسافة لذلك.
وختم حديثه: هذا السوق "القديم الجديد" لن يخدم فقط أهل المنطقة المجاورة بل ستمتد فائدته للقرى والولايات القريبة، فنتمنى إنجاز بناء السوق في أسرع وقت ممكن.
 
أعلى