احتواء قطيعة بين ابن وأبيه في البريمي

الغــريب

¬°•| نعم نعم |•°¬
إنضم
25 سبتمبر 2007
المشاركات
6,418
دامت 30عاما
احتواء قطيعة بين ابن وأبيه في البريمي


12/28/2009
مسقط - الشبيبة :

نجحت لجنةُ التوفيقِ والمصالحةِ بالبريمي والتابعة لوزارة العدل من احتواءِ شقاقٍ التأمت جراحهُ أخيراً بين ابنٍ وأبيهِ بعدَ قطيعةٍ دامت ثلاثينِ عاماً حضر فيها الشيطان بخيله ورجله، وتشضت خلالها حكايات وأقاصيص تناولتها بيوت البريمي ومجالسها بالكثير من الحزن والألم بعد أن تبددت كل الآمال ببلوغها النهايات المرجوة واصطدمت كافة المساعي بجبال من العناد والمكابرة إلى أن قيض الله للبريمي لجنة من أهلها فتصدت بأبوة حانية للبحث عن توافقات تنطلق من ثوابت أن الولد وماله لأبيه وأن عدالة الأبوة أساس امتلاك قلوب الأبناء.

وقد نجحت اللجنة في إعادة الدفء لبيت فتح نوافذه ومسامه طوال ثلاثة عقود للرياح العاتية فنهضت اللجنة بثقة الناس بها لترخي ستائر البِر من جديد.

** غياب النظرة العادلة

وتبدأ فصول القصة المضرجة بعقوق الابن وغياب النظرة العادلة للأب كما يسردها أحد أعضاء لجنةِ التوفيق والمصالحة بالبريمي بخلافات مالية يتحول فيها بريق الريال من مصدر سعادة في الأسرة إلى خطر يقبض على تلابيب كل فرد فيها. وقد ساعد على إذكاء نيران الاستماتة على المادة قيام الأب بوضع ثقته في أحد الأبناء على حساب الآخرين وترجيحه كفتهم بالعطاء على حساب الآخرين مما ترتب عليه تمرد الابن على أبيه بحجة غياب العدالة داخل الأسرة وصدود الأب عن ابنه بتهمة العقوق وبمحاسبته لأبيه عن أموال له كامل الحرية في التصرف بها.

** خارج الجدران

ولم تنحصر الخلافات ضمن حيز شعور الابن بالظلم وإصرار الأب على موقفه مما اعتبره عقوقا, فانتقل الخلاف إلى خارج الجدران بعد أن أصر الأب على طرد ابنه من بيته ومن حياته ليواجه مصيره بنفسه معتمدا بعد الله على قدرته في الكسب والصبر لما تؤول إليه الأقدار . إلا أنه بخروج الابن من طاعة أبيه ومن دائرة ثروته خرجت معه قصة الأسرة لتتحول إلى مادة حديث مجالس البريمي ومضرب مثلهم ويغترف كل منهم ما شاء لما شاء.

** خصام عائلي شامل

ولم تتوقف القصة في حدود خلاف الأب وابنه بل امتدت لتشمل الأبناء والأحفاد وتلقي عليها تدخلات النساء بعضا من تشنجاتها ليتصاعد الألم فيدمي قلوب عائلات تفرعت من العائلة الأكبر طوال ثلاثين عاما، ولم تفلح مناسبات الأعياد التي كرّت في سبحة الزمن وروزنامة العمر من أن ترقق قلوبا أو تحرك ساكنا أو تجري مياها تحت قنطرة تسدها الكثير من الطحالب والمعوقات.

كما لم تفلح الأحزان التي تعاقبت على الأسرة لتعيد البوصلة إلى الرشد وتنبه إلى أن الكل زائل إلا وجهه الكريم، فبقيت المشاعر في برّادة الزمن تتجمد انتظارا لقدر يخط مصير النهايات. إلا أن بصيص نور لمع في نهاية النفق أخيرا حين طال بالابن الصبر فتأزمت ظروفه واشتدت حاجته لبيت يأوي أسرته فبادر بالتماس الحصول على أحد بيوت أبيه التي سجلها باسم الابن قديما ولكنه لم يسلمه إياه فظل الأب يستثمره بنفسه, ولم يكترث الأب بما أبداه ابنه من مبررات اضطرته للجوء إليه بعد كل هذه السنين, فلمعت في ذهن الابن فكرة الاستعانة بلجنة التوفيق والمصالحة بالبريمي لتؤدي دورها الأبوي في قضيته وهو بذلك يجنح للصلح لنيل حقه دون أن يجرح مشاعر أبيه في جرجرته في المحاكم ودون أن يتجشم عناء الاستعانة بمحام بكل ما يترتب عليه من أتعاب ودون أن يضطر ليحاجج أباه عبر قضاة وجلسات ودرجات التقاضي، فلجأ إلى اللجنة مستعينا بعد الله بحكمة أعضائها وبصيرتهم واضعا كامل ثقته فيهم ومتقبلا ما ستضعه عليه من خيارات تحفظ حقه وتحافظ على ما تبقى من ارتباط يعتز به مع أبيه.

** تبصر وحكمة

وقد عالجت لجنةُ التوفيقِ والمصالحةِ بالبريمي الأمرَ بكثيرِ من التبصرِ والحكمةِ مستفيدةً من المرونةِ التي أولتها إياها موادُ قانونِ التوفيقِ والمصالحةِ الصادرِ بالمرسومِ السلطاني رقم 98/2005م والتي أعطت لرئيس اللجنة الحق في أن يعقد الجلسات وفق ما يقتضيه الحال في أي مكان وضمنَ نطاقِ اختصاصِ اللجنةِ دونَ التقيد بمبنى اللجنةِ الكائن ضمنَ مبنى المحكمة، ما يبدد لدى البعض الخوف والهيبة من مواجهة منصات القضاء, إذ تنقلهم لجان التوفيق والمصالحة إلى روح السبلة العمانية وإلى ولاية الكبار من الآباء والأجداد الذين يطوقون مشاكل أبناء الحارة والبلدة مهما عظمت.

وقد تعاطت اللجنة مع قضية الأب وابنه بالكثير من الحرفية والحنكة واضعة في الذهن ترسبات ثلاثين عاما صدأت خلالها جدران القلوب وتعملقت المشاكل وتفرعت, وبعد الوقوف على مرئيات الأب وابنه ومآخذ أحدهما على الآخر عرضتِ اللجنةُ حلولها لاحتواءِ الأمرِ بأن يدفعَ الأبُ مبلغَا قدرته اللجنة بما يتناسب وإمكاناته وأن يقر الابن أن البيت المسجل باسمه قديما في حكم الملغي, وقد ارتضى الطرفان التسوية إلا أن اللجنة أصرت على إنجاز التسوية الأكبر في عودة الأب إلى ابنه وعودة الابن إلى أبيه وأن يوافق الطرفان على إلقاء كل الماضي المؤلم خلف جدران مبنى اللجنة وأن يرخيا من جديد ستائر الدفء والحميمية لبيت ظل مفتوح النوافذ والأبواب والمسام لكل ما يؤذي علاقات الطرفين.

وقد قرأت اللجنة الاستجابة لمطلبها في عيون الأب المغرورقة بالدموع وقد ازدادت بهاء ونورا كما عاشت خاتمة مسعاها في وجه الابن وقد اكتسى هالة من الضوء في استعادته لنفسه من جديد كابن تمادى في البعد عن الأب والبيت وقيم الأسرة " وقد توجهَ الجميعُ بالشكرِ للحكومةِ ممثلةً في وزارةِ العدلِ لوجودِ مثل هذا القضاءِ الرديفِ للقضاءِ والذي يوفق بين الطرفينِ بالصلحٍ المشمولِ بالنفاذِ ، وغير القابلٍ للطعنِ أو الاستئنافِ ، ولا يفرض بل يتم برضى الطرفينِ وبدون أيةِ ضغوطِ .

الجديرُ ذكرهُ أن وزارةَ العدلِ أقامت ثلاثة وثلاثين لجنةً للتوفيقِ والمصالحةِ في الولاياتِ، وسجلَ عام 2009م ، نقلةً كبرى في عدد القضايا التي لجأ أصحابُها لحسمِها صلحاً داخلَ اللجان مما جسدَ إصرارَ المجتمعِ العماني على جعلِ اللجوء للقضاء الشريفِ آخرَ الخياراتِ وذلك بعد طرقِ أبوابِ التصالحِ لاحتواءِ الخلافاتِ إلى جانبِ تمسكهِ بثقافةِ التصالحِ وهي الأقرب إلى سماتهِ وإرثهِ وروحهِ عبرَ الأزمان".



الشبيبة
 

ظبيانية بريمية

¬°•| عضو فعّال |•°¬
إنضم
9 ديسمبر 2009
المشاركات
104
الإقامة
بوظبي
الدنيا ماتسوى

الحمدلله علة كل حال
 

البريميه

¬°•| عضو مبتدى |•°¬
إنضم
30 ديسمبر 2009
المشاركات
67
عقبالنا

و عقبال جميع الاسر اللي تعاني من جشع الفلوس و سواد النفوس
 
أعلى