شــــ►|█|◄||الضوضاء والسلوك||►|█|◄ــآمل

CR7

¬°•| βu βşɱą |•°¬
إنضم
26 ديسمبر 2007
المشاركات
15,618
العمر
32
الإقامة
☠ في أرض الله الواسعة ☠


شــــ►|█|◄||الضوضاء والسلوك||►|█|◄ــآمل
icon.aspx

تعريف الضوضاء: " هي تلك الاصوات غير المرغوب فيها و تشعر معها بالارهاق و التعب "
انماط الضوضاء :
1- فسماع الموسيقي مثلاً بالشيء الممتع و المريح للاعصاب لكن اذا وصلت لحد الازعاج اثناء الاستذكار او القلق من النوم فنوصفها بالضوضاء المزعجة .
2- اصوات الباعة الجائلين.
3- اصوات الجيران المختلفة ( اصوات الكبار – صراخ الاطفال – الاجهزة من راديو او كاسيت او تلفزيون ).
4- آلات الصناعة .
5- وسائل النقل ( طائرات العادية او النفاثة- سفن- دراجات بخارية- سيارات).
6- آلات الحدادة ( المطارق التي تعمل باستخدام الهواء المضغوط ).
و الضوضاء لها اثر سلبي ليس من الناحية النفسية فقط من عدم الرغبة في سماع الصوت بل جسدية ايضاً متمثل في عدم المقدرة علي سماع الصوت لكونه اعلي مما يمكن ان يتحمله تركيب المخ.
قياس الضوضاء و الادراك الحسي :
يفسر الضوء علي انه تغير سريع في ضغط جزيئات الهواء علي طبلة الاذن . و عندما تندفع هذه الجزيئات متقاربة معاً بقوة ينتج الضغط الموجب وعند التباعد ينتج الضغط السلب اي العكس ، وهذا التذبذب الموجب و السلبي- يمكن تمثيله بيانياً " بالموجات " حيث تمثل الاشارات الايجابية اعلي مستوي في التذبذب والعكس بالنسبة للسالب – يجعل طبلة الاذن تهتز و تنتقل الي باقي اجزاء الاذن :
الاذن الوسطي .
الاذن الداخلية.
الغشاء القاعدي في القوقعة .
الخلايا الشعرية في الغشاء القاعدي.
ثم الي:
العصب السمعي.
الفص الصدغي في المخ حيث يميز الصوت.
و يبدا الادراك الحسي بالسمع في مكان ما بين الغشاء القاعدي و الفص الصدغي عن طريق العصب السمعي حيث توجد شفرة يفسر للكائن الحي هذا المثير الصوتي من حيث الدرجة و الشدة
الفرق بين درجة الصوت و شدته :
درجة الصوت : هي الخاصية التي نميز بها بين الصوت الغليظ غير الحاد و الصوت الرفيع الحاد.
شدة الصوت : هي الخاصية التي تفرق بين الاصوات من حيث تاثيرها علي الاذن شديد ام ضعيف او عال ام منخفض .
وتحسب الموجة الكاملة من تذبذبات الصوت اذا تحركت من القمة للقاع في الرسومات البيانية التي توضح ذلك و تقاس بما يسمي بالتردد ( تردد الصوت Frequency of Sound ) ، اما درجة الصوت تقاس ب(( Pitch . و الاذن في الانسان العادي تسمع ترددات ما بين 20 ، 20000 سيكل /الثانية اي بين 20 و 20000 هرتز Hz ، وهذا يقودنا الي حقيقة ان معظم الاصوات التي نسمعها هي خليط من الترددات و ليست تردد واحد فقط .
و يرجع الصوت العالي الي مقدار الطاقة او الضغط في الموجة الصوتية و اقل ضغط ( والذي يسمي بالعتبة الفارقة ( Threshold ) يمكن انم تميزه الاذن العادية حوالي 2 000 و 0 ميكروبا ر( microbar ) او 2 000 و0 داين / سم2 حيث ان الداين هو مقياس الضغط . و عند حوالي 1000 ميكروبار فان الضغط يختبر كالم اكثر منه كصوت .
وهناك حقيقة ينبغي ان ندركها جيداً ان الضوضاء الاكثر توقعاً هي الاقل اثارة و عدم التوقع يؤدي الي زيادة التوتر لان عدم توقع الضوضاء يجعلنا نحس بتهديدها لنا عما لو كانت متوقعة .

التاثير الفسيولوجي للضوضاء :
فقدان السمع :
بالرغم من الاصوات العالية الشديدة ( اقل من 150 ديسبل ) يمكن ان تحدث تمزقاً في طبلة الاذن او في اجزاء اخري ، ففقدان السمع يحدث في مستويات اقل ( 90-120 ديسبل) و ذلك بسبب الخلل الدائم او المؤقت الذي يصيب الخلايا الشعرية الدقيقة الموجودة في عضو السمع ( القوقعة ) بالاذن الداخلية ، عند حدوث فقد في السمع لتردد معين فانه يتطلب احداث صوت اكبر من الصوت ذي السمعة المعتادة (بالديسيل ) لكي يسمع الشخص هذا التردد. اما المؤشر العادي لفقد السمع بالنسبة لتردد معين فهو عدد الديسيلات التي تزيد عن الترددات العادية التي يتطلبها الشخص ليصل الي العتبة الجديدة اي لكي يسمع و يتدرج فقد السمع تحت واحد من نوعين :
(1) ازاحات مؤقتة للعتبة – و فيها تسترجع العتبات المزاحة العادية لاصلها خلال 16 ساعة بعد زوال الضوضاء المخربة .
(2)ازاحا ت تستمر اثارها شهر او اكثر بعد توقف التعرض للضوضاء المخربة و يسمي هذا النوع بالضوضاء المحدثة لفقدان السمع بالتاثير.
و فقدان السمع الذي يعاني منه الملايين من الناس , يعد مشكلة حادة , ففي امريكا مثلا ووفقاً للمسح الذي اجرته و كالة حماية البيئة ... فان ما يقرب من 3 ملايين من الامريكيين يعانون من فقدان السمع بالتاثير . و هناك نتائج توصل اليها زوزن , برجمان , بليستور و ساتي (1962) يشير الي مدي امتداد هذه المشكلة في الولايات المتحدة الامريكية بالقياس الي الحضارة الهادئة السودانية . ففي الحضارة الاخيرة فان رجلاً عمره 70 سنة من احدي القبائل يتمتع بقدرات سمعية تقارن بتلك التي يتمتع بها شخص امريكي في العشرين من العمر , و لكي يمكن تجنب فقدان السمع بشكل جاد بين العاملين في الصناعة , فان هيئات العمل في الدول المتقدمة قد حددت قواعد يجب اتباعها و بموجبها يسمح بالعمل لمدة 8 ساعات يومياً عند التعرض للضوضاء ذات العلو (شدة ) 90 ديسيل , 4 ساعات يومياً عند التعرض لضوضاء قدرها 95 ديسيل ،ساعتين يوميا عند التعرض لضوضاء قدرها 100 ديسيل ، و نصف ساعة في اليوم عند التعرض لضوضاء قدرها 110 ديسيل و هكذا , و مع ذلك فان سيارة نقل علي بعد 50 قدماً تحدث ضوضاء شدتها 95 ديسيل . لذلك فان الافراد الذين يعيشون بالقرب شوارع او مناطق ذات حركة مرور ثقيلة و مزدحمة هم بلا شك يتعرضون لمستويات ضوضائية تعلو كثيراًعن المستويات السابق ذكرها .
اما الشباب دون العشرين فغالباً ما يتعرضون لنوع آخر من مصادر الضوضاء المخربة و نعني بها الموسيقي العالية الشدة , الموسيقي الصاخبة . و هناك دراسات عدة اجريت اوضحت بان الشباب الذين يوجدون في جو من الموسيقي الصاخبة التي تتراوح شدتها بين 110, 120 ديسيل و يستمعون لنغماتها المستمرة دون توقف لمدة ساعة او ساعة و نصف يصابون بفقدان السمع .

الصحة البدنية :
ان التعرض لمستويات ضوضائية عالية الشدة تؤدي الي الاثارة و التوتر . و نحن نتوقع اذن ان الاصابة بالامراض ذات الصلة بالتوتر ( كالضغط العالي / و القرحة و ما اليها ) قد تزيد بالتعرض للضوضاء المزعجة . غير ان نتائج البحوث في هذا المجال ليست قاطعة . فقد اثبت العلماء كوهين, جلاس , فيلبس ( 1977) " من خلال الدراسات التي تمت في هذا المجال ان الضوضاء عامل من العوامل المرضية هو برهان ضعيف , و هو امر يمكن توضيحه ذلك ان التعرض للضوضاء ذات الشدة العالية يؤدي الي تحفيز خلايا الجلد و الي تضييق في الاوعية الدموية القريبة من سطح الجلد , و الي ارتفاع الضغط في الدم و الي الزيادة في بعض الافرازات الجلدية Catecholamine Secretions.
و هذه التغيرات الفسيولوجية يصاحبها توتر و اضطرابات في الاوعية الدموية , غير ان ليست هناك دراسات معملية مضبوطة اجريت لتؤكد العلاقة ما بين الضوضاء و مرض القلب،اما الدراسات التي اقتصرت علي ايجاد معاملات الارتباط فقد بينت ان الضوضاء يصحبها تقارير عن حالات مرضية حادة و مزمنة, و عن زيادة في استهلاك الاقراص المنومة , و عن الحاجة لزيارة او استشارة الطبيب. وهذه الدراسات مع ذلك , ليست قاطعة في نتائجها حيث انها لم تثبت العوامل التجريبية المختلفة مثل ظروف الايواء , تربية الفرد , تعليمه , و مستوي الدخل .
و هناك دراسة قام بها ( اندرو , هاتوري – 1963 ) اسفرت عن وجود ارتباط بين تعرض الامهات للضوضاء التي تحدثها الطائرات , و موت الجنين . كما ان هناك دراسات اخري عديدة عنيت ببحث المشكلات الصحية للعاملين في الصناعة فيما يختص بالتعرض للضوضاء . و منها دراسة كلاً من ( كوهين 1973 ) و يانسن 1973) و انتهت الي نتيجة مضمونها ان التعرض للضوضاء العالية الشدة يصحبها اضطرابات الاوعية القلبية , الحساسية , التهاب الحلق ( الزور ) ، اضطرابات في الهضم . وقد اسفرت البحوث ايضاً عن ان شباب العمال ذوي الخبرة المحدودة بالعمل يعانون اكثر من غيرهم عند التعرض للضوضاء , وهم بذلك يبرهنون علي ان العمال ذوي الخبرات الفينة قد كيفوا حاسة السمع مع الضوضاء . و لسوء الحظ فان مثل هذه الدراسات نادراً ما تعمل علي ضبط العوامل الاخري مثل ظروف المصانع, التعرض للملوثات ، انشطة العمل المثيرة للتوتر – و بذلك فان النتائج الخاصة بآثار الضوضاء علي الصحة .
لذلك فمن الصعب ان نجزم ان للضوضاء آثاراً مباشرة ضارة بالصحة البدنية . بل ان آثارها ترتبط اساساً بالمثيرات الاخري ( مثل الملوثات الصناعية – التوتر في العمل – و الضغوط الاقتصادية و هكذا ) – او تكون قاصرة علي اولئك الذين لديهم استعداداً خاص للتاثر باضطرابات فسيولوجية معينة .

* الضوضاء والصحة النفسية :
التعرض او الاستماع لاصوات عالية والتي تذكر تحت اسم الشدة الضوضائية تؤدي الي التوتر ، والتوتر عامل مسبب للمرض النفسي واضطرابات اخري مصاحبة منها :
- الصداع .
- القلق .
- الغثيان .
- التقزز .
- عدم الاستقرار .
- حب الجدل (حتي في الامور التافهة) .
- الفشل الجنسي .
- تغيرات في المزاج والعاطفة .
- فقدان التحكم الحسي .
- اللامبالاة (وهذا عامل غير متوقع يعمل علي زيادة القابلية للاضطرابات السيكولوجية) .
وقد تم التوصل الي كل هذه النتائج مجتمعة في الدراسة التي اجراها ( كوهين وزملائه ميللر واستراكهوف 1969 – 1966 ) ، وهناك مجموعة من الدراسات الاخري الممتعة التي عقدت المقارنة بين المصابين بالامراض النفسية والقادمين من مناطق عالية الضوضاء (ابي ويكراما – ابروك – جاتوني وهيريدج 1969 ) وذلك من ربط العلاقة بين الضوضاء التي تحدثها الطائرات في الميناء الجوي وبين الصحة النفسية حيث تم التوصل الي النسبة المتوقعة " المناطق الاكثر ضوضاءاً تساوي النسبة الاكبر من المرضي " وعلي الرغم من انها دراسة ممتعة الا انها مثيرة للجدل ولم يجزم باي نتيجة فيها .

* الضوضاء وانجاز الاعمال :
وهذه العلاقة تتمثل في ثلاث نتائج :
• اثر مضاد (سلبي) .
• اثر ايجابي .
• عديمة الاثر .
وتعتمد نوعية الاثر علي العوامل التالية :
• نوعية الضوضاء (توقع حدوثها من عدمه) .
• شدة الضوضاء .
• نوع العمل الذي ينجز .
• مدي تحمل الفرد للتوتر .
• السمات والصفات الشخصية للفرد .
ومن نتائج الابحاث ، فقد وجد (اوبل وبرايتون عام 1960) ان الاشخاص التي تتاثر بالتوتر العنيف هم الذين يتاثرون بالضوضاء عند انجاز الاعمال ، وفي بحث آخر اجراه (كوركوران عام 1962) توصل الي ان الافراد التي تحرم من النوم لمدة يوم او اكثر فان خصائص الضوضاء تعمل علي تسهيل انجاز العمل
لهم .

* كيف يفسر التاثير الضوضائي ؟
- نظرية مستوي التكيف : تربط التغيير في انجاز الاعمال تبعاً للمستويات المختلفة للمهارات وللخبرة وللحافز ، فالضوضاء تعمل علي تسهيل انجاز الاعمال بالنسبة للاعمال البسيطة الي حد معين اما المستويات العليا من الاثارة الضوضائية فانها تتداخل مع انجاز العمل في حالة الاعمال المعقدة – اما مستويات الضجيج تتداخل مع انجاز العمل حتي وان كان بسيطاً وقد تم تاييد هذه النظرية من منطلق نتائج البحوث التي تم اجراؤها .

- تفسير العلاقة بين الضجيج وانجاز العمل : فالضوضاء غير المتوقعة تحتاج الي انتباه وتركيز اكثر من الضوضاء المتوقعة . ولذلك فالضوضاء غير المتوقعة تتداخل اكثر في انجاز العمل . وبالنسبة للاعمال المعقدة فهي تحتاج لمزيد من الانتباه والتركيز لاتمامها .
ومن خلال تفسير العلاقة بهذه الطريقة تم استنتاج ان السلوك الضاغط في العمل يفسر لنا لماذا يكون افتقاد التحكم في الضوضاء سبباً في الضرر الذي يصيب انجاز العمل ، واذا فقد التحكم في الضجيج فان الجهد الاكبر يبذل لمحاولة اعادة التحكم في الضوضاء لا للعمل الذي يجب ادائه .
والجوانب الاخري للتفسير، تم اكتشاف ان آثار الضجيج تفوق الاثر المباشر في انجاز العمل ، ويتضح ذلك في احدي التجارب التي قام بها (جلاست وسنجر وفريدمان 1969) حيث قاموا بمراقبة اشخاص ينجزون اعمالاً وبعد تعرضهم لمدة 25 دقيقة لضوضاء شدتها 108 ديسيبل ، وكانت هذه الاعمال تتطلب تركيزاً واجراء العديد من المحاولات ، ومن امثلتها حل الالغاز التي تبدو غير قابلة للحل وتم قياس عدد المحاولات التي يقوم بها الفرد لحل هذه الالغاز كمعيار ومؤشر لتحمل الفشل او الاحباط او المواظبة علي الاستمرار وغيرها من الاعمال الاخري . ثم تمت مقارنة هذه المجموعة التجريبية باخري ضابطة (مجموعة لم تتعرض للضوضاء او تعرضت لضوضاء متوقعة او يمكن التحكم فيها) ابدت المجموعة التجريبية تحملاً للاحباط يبلغ قدره من نصف (1/2) – ثلث (1/3) المجموعة الضابطة ، ويتضح من ذلك ان التاثيرات البعدية (After effects) للضوضاء يمكن ان تكون في شدتها مماثلة لشدة التاثيرات التي تحدث اثناء الاحساس بالضوضاء او الضجيج . كما انها تعتمد علي القدرة علي التحكم في الادراك ، ويتضح من بعض نتائج البحوث ان لبعض الاشخاص القدرة علي التحكم في ادراك بداية الضجيج وللبعض الآخر القدرة علي التحكم في ايقافه ، وهناك مجموعة تتحكم في ادراك البداية والنهاية معاً اما المجموعة الاخيرة لا تتحكم مطلقاً في عملية الادراك وكلما كان التحكم كبيراً كلما كان الشخص اكثر تماسكاً في معالجة الموضوعات المعقدة . وتفسر الآثار البعدية بنظريتي " سريان الاثارة " و " الثقل البيئي " والتي تفسر عن ما تسببه البيئة من ثقل للشخص حيث ان بعد توقف الضوضاء يحس الفرد باثر التعب الذي نشا عن الضوضاء ولابد ان يمر بعض الوقت قبلما يستعيد انتباهه لكي يستعيد نشاطه العقلي والادراكي .

* الضوضاء والسلوك الاجتماعي :
اذا كان الانسان يتاثر بالضجيج والضوضاء ويؤثر بالسلب علي حالته النفسية من توتر وضغوط فبطبيعة الحال سينتقل هذا في علاقاته مع الآخرين علي ثلاث مستويات هامة :
1- التجاذب .
2- الايثار (مدي الاستجابة لمساعدة الآخرين) .
3- العدوان .

1- الضوضاء والتجاذب :
العلاقات الاجتماعية بين البشر بعضهم البعض تتلخص في "المشاعر والاحاسيس الودية" ، ويقاس التجاذب بيننا وبين الآخرين في قياس المسافات المتروكة بيننا وبينهم فنحن نجلس او نقف او نتحدث باقتراب من الاشخاص الذين نحبهم ونرتاح اليهم اكثر مما نقترب ممن لا نحب او لا توجد بيننا علاقات وطيدة اي ان "المسافة" تلعب دور المؤشر في عملية التجاذب وبما ان الضوضاء تقلل من هذا التجاذب فالتوقع ياتي بان الضوضاء تزيد من هذه المسافة المتروكة فيما بين الاشخاص وهذا ما وجده الباحثون ( ماثيوز – كانون – الكسندر 1974 ) في البحث عن الضوضاء التي لا تزيد شدتها عن 80 ديسيبل قد سببت زيادة المسافة التي يتركها الافراد بين بعضهم البعض حتي يشعروا بالراحة .
وعن طبيعة كلاً من الرجل والمراة في التاثر بالضوضاء في عملية التجاذب فقد وجد ميل اقل للرجال للتجاذب عن النساء في ضوضاء ذات شدة 84 ديسيبل حيث يتولد ميل اكبر للتجاذب عند النساء في وجود الضوضاء العالية ... ومهما كانت نتائج الابحاث فالثابت ان الضرر المصاحب للضوضاء يتسبب في نقص التجاذب او زيادته .

2- الضوضاء والعدوان :
تقوم فكرة العلاقة بين الضوضاء والعدوان علي نظرية الاستجابة ، وتعتمد نظرية الاستجابة عند (هل واسنبس) بان الزيادة في مستوي الاثارة الفردية تعمل علي زيادة شدة العدوان او السلوك العدواني اي الذين لديهم ميل او استعداد للعدوان . وقد قاما العالمان (جين واونيل 1969) باجراء تجربة عملية لاثبات صحة ذلك حيث جعلا بعض الاشخاص يشاهدون فيلماً لالعاب رياضية تخلو من العدوان او فيلماً يتضمن العاباً بها العنف من اجل الحصول علي جائزة وذلك علي اساس توقع ان الفيلم العنيف يحفز المشاهدين علي العدوان . بعد ذلك اتيحت الفرصة للجميع لاحداث صدمات كهربية لاحد الافراد (والتي تمثل العدوان) حيث ان مقدار الصدمة (شدة الصدمة – مدتها – عدد الصدمات) التي يختارها الفرد يتخذ معياراً تقاس به شدة الاعتداء او شدة العدوانية ومن المهم الاشارة الي ان الشخص الضحية (وهو احد معاوني القائمين علي التجربة) لا يتعرض حقيقة للصدمات الكهربائية ولكنه يعتقد طوال وقت اجراء التجربة انه يتلقي الصدمات وقد امكن التوقع بان الضوضاء البالغ قدرها 60 ديسيبل سترفع من مستوي العدوان عند الافراد الذين يتعرضون للفيلم العنيف .

3- الضوضاء والايثار :
كلما كانت الضوضاء مقلقة ومثيرة كلما كان الانسان اقل استعداداً لتقديم العون للآخرين ومساعدتهم وهذا مؤسس علي نظرية " الثقل البيئي " فالضوضاء تسبب عدم تركيز الانتباه للمثيرات الاقل اهمية ومن ثم فان العلاقات او التلميحات الاجتماعية التي تستدعي تقديم المساعدة لشخص ما تصبح عديمة الاهمية .
وتم اجراء تجربتين لاثبات مدي المساعدة من عدمها : واحدة معملية والاخري ميدانية .

* التجربة المعملية :
تعرض الاشخاص الخاضعين للتجربة لضوضاء عادية (48 ديسيبل) ثم ضوضاء قدرها 65 ديسيبل ارسلت عبر انبوب يؤدي الي المعمل من خلال متكلم مختفٍ ، وبمجرد وصول الاشخاص موضع التجربة للمعمل من اجل اجراء التجربة طلب منهم ان ينتظروا بضعة دقائق حتي يصل اليهم احد الافراد (وهو الشخص المعاون الذي له صلة بالقائم بالتجربة ، والذي كان جالساً يقرا في صحيفة وعلي فخذيه بعض الكتب والاوراق وبعد بضع دقائق دعا القائم بالتجربة الشخص المعاون ، فلما نهض الاخير فجاة سقطت هذه الكتب والاوراق امام احد الاشخاص ، وكان الاساس في قياس المساعدة هو ان ينهض الشخص الخفي موضع التجريب ويعاون الرجل في التقاط ما سقط منه علي الارض . وقد اسفرت النتائج عن وجود نقص في المساعدة المقدمة وسط هذه الظروف الضوضائية العادية – و67% منهم قدموا المساعدة في حالة 65 ديسيبل – و37% منهم فقط في حالة 85 ديسيبل .

* التجربة الميدانية :
كانت هذه التجربة (لماثيوز – كانون) واوضحت نتائج شيقة حيث كان هناك شخص معاون يخرج من سيارة حاملاً صندوقاً من الكتب واثناء خروجه يسقط منه الصندوق ولكي تبرز علامات المساعدة كانت هناك ضمادة علي ذراعه . وكان مصدر الضوضاء المنبعث من خلال آلة الحصاد – يعمل عليها شخص معاون آخر ، وفي حالة الضوضاء الخافتة لم تكن الآلة تعمل وانما كانت الاصوات الضعيفة تنبعث من المصادر الاخري المحيطة وكانت شدتها حوالي 50 ديسيبل وفي حالة الضوضاء العالية الصاخبة كانت آلة الحصاد تعمل دون استخدام كاتم الصوت – حيث بلغت الشدة 87 ديسيبل اما مقياس المساعدة قيس بعدد الاشخاص الذين يتوقفون لالتقاط الكتب التي سقطت . والنتيجة النهائية اثبتت ان للضوضاء تاثيراً كبيراً علي القيام بالمساعدة .






 
أعلى