الربو التحسسي

CR7

¬°•| βu βşɱą |•°¬
إنضم
26 ديسمبر 2007
المشاركات
15,618
العمر
32
الإقامة
☠ في أرض الله الواسعة ☠
الطب يطبق اكتشافات داروين لفهم سبب انتشار الربو التحسسي في العالم


- برلين (ا ف ب) - يمكن ربط وباء الربو العالمي بحملات القضاء على الديدان الطفيلية البشرية. هذه احدى الاستنتاجات المدهشة في الطب التطوري، وهو فرع حديث من الطب سلطت عليه الاضواء هذا الاسبوع في برلين.

وتبلور الطب التطوري قبل حوالى 20 عاما في مسعى لتطبيق نظريات داروين في البحث الطبي، علما انها عرضت قبل 150 عاما في "اصل الانواع" ويسترشد بها مذاك علماء الاحياء. ويسعى هذا النوع من الطب الى فهم "لماذا صنعت ظاهرة الاصطفاء الطبيعي اجساما لها نقاط ضعف"، على ما اوضح البروفسور راندولف نيسي، احد رواد هذا الفرع في القمة العالمية الاولى للصحة المنعقدة في برلين حتى الاحد.

وتابع الباحث في جامعة ميشيغن الاميركية ان "المساهمة الاولى (لهذا النوع من الطب) هي مساعدة الاطباء والباحثين على ادراك ان الجسم ليس آلة صممها مهندسون، بل انه جهاز تبلور بحسب الاصطفاء الطبيعي، وبعض اجزائه تشوبها علل". بالتالي فان قصر البصر الذي يرتبط بشدة بعناصر وراثية ليس ميزة خاصة بالبشر بل احد غرائب الطبيعة.

ومن مجالات البحث التي يمارس فيها الطب الدارويني تبرز الامراض المعاصرة على غرار الربو او السمنة "الناجمة عن تغيرات في البيئة يعجز الجسم عن التأقلم معها بالسرعة اللازمة". واعتبر نيسي ان "وباء الربو العالمي يمكن ربطه مباشرة بجهود الطب الفعالة جدا للقضاء على الديدان الطفيلية".

واوضحت كاثلين بارنز ملخصة نشاطات مجموعة عمل من حوالى 15 باحثا من العالم اجمع ان "نظرية النظافة الصحية" تفسر على ما يبدو ارتفاع قابلية المجتمعات الحديثة للربو، والحساسيات وامراض المناعة الذاتية. وهذه المجتمعات اكثر عرضة من غيرها الاقل تطورا التي تعيش وسط ظروف صحية سيئة فتكون "اكثر عرضة للطفيليات والالتهابات الجرثومية".

كما يطبق هذا الطب في مجال بحث آخر هو فائدة التوتر والاكتئاب. واوضح دان ستاين من جامعة كيب تاون "ليست كل الانفعالات السلبية امراضا". وتابع ان "التوتر الحاد بعد الصدمة امر طبيعي تماما"، وبالتالي فان المسارعة الى تطبيق علاجات ادراكية وسلوكية على كل ضحايا كارثة او هجوم يشكل افراطا يلحق الاضرار.

في مثال آخر على الاليات الموروثة بالتطور، يذكر توتر الخطيب قبل توجهه بالحديث الى جمهور. فالجسم يستعد لتهديد، حيث لم يعد الانسان يتعرض لتهديد القتل من اقرانه، بل ان يكون موضع انتقاد، بحسب الباحث.

اما مرض السمنة الذي يجتاح المجتمعات الثرية فيعود لعناصر متنوعة بما فيها ظهور "المأكولات السريعة" بحسب وليام لينارد من جامعة نورذسترن الاميركية. لكنه ينجم على المدى الطويل من اختلال التوازن بين تضاعف وفرة الغذاء ومكتنزاته من جهة، وتراجع الطاقة المستهلكة من اجل الحصول عليه منذ العصر الحجري من جهة اخرى.

وتجمع القمة العالمية للصحة للمرة الاولى اطباء وباحثين بالاضافة الى ممثلين لصناعة الادوية، والحكومات والمنظمات غير الحكومية، للمساهمة في تطوير استراتيجيات متوالفة في مواجهة الامراض المعاصرة، على غرار السمنة، والاقل حداثة منها كالايدز، والسل، والملاريا.
 
أعلى