ما لا تعرفه عن الشيخ الزياني

سنيوريتا

¬°•| مُشرِفة سابقة |•°¬
إنضم
15 أبريل 2009
المشاركات
5,347
الإقامة
ف قلب اغلي الناس
بسم الله الرحمن الرحيم

إثر حادث سير أليم توفي الشيخ الداعية الإسلامي سعيد الزياني (قطري الجنسية من أصل مغربي) مساء الخميس الماضي على مشارف أبوظبي بعدما كان عائداً من السعودية.
وأقيمت يوم السبت الماضي صلاة الجنازة على الفقيد في مسجد الصحابة بالشارقة، بحضور ولي عهد الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، ووفود من دول الخليج العربي والمغرب وبلجيكا وإسبانيا وغيرها من دول العالم، وجمع غفير من الدعاة والعلماء والمشايخ والمواطنين، وعلى رأسهم الشيخ الداعية عمر عبدالكافي. وكانت الجنازة، بحسب شهود عيان حضروا الجنازة وصرحوا لـ«السبيل»، جنازة مهيبة، حضرها الآلاف، ولم تشهد الشارقة مثلها من قبل، حيث أن السيارات أغلقت الشوارع، واضطر الناس أن يسيروا مسافات طويلة للوصول إلى المقبرة.
من يجالسه يشعر باطمئنان وارتياح عجيبين، حيث يدخل الشيخ قلبه مباشرة من غير أن يطرق الباب، ويتملك مُجالسه إحساس أنه يعرفه من عشرات السنين، لتواضعه، واهتمامه بمن يجالس مهما بلغ من السن والعلم والخبرة.
يفرغ الشيخ سعيد الزياني رحمه الله من وقته كثيراً للخروج مع جماعة التبليغ في الدعوة إلى الله، إلا أنه يأبى أن يُنسب إلى جماعة من الجماعات، لأنه يريد أن يكون ملكاً لجميع المسلمين، يؤلف بين قلوبهم، ويسعى لتوحيد كلمتهم.
قدّر الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا به قبل عدة أشهر مجلسٌ في عمّان، وبالتحديد في يوم الجمعة 5/6/2009، لنتواعد معه على لقاء يتم نشره في «السبيل»، ورحّب الشيخ رحمه الله بذلك أشد الترحيب، ووجّهنا بعض التوجيهات التي تتعلق بأهمية استغلال الصحافة في الدعوة إلى الله، ولكن لانشغال الشيخ بالدعوة والتنقل من منطقة إلى منطقة في سبيل إيصالها وتبليغها، لم نتمكن من لقاء الشيخ الذي اعتذر وعذرناه، على أن نتواصل معا عبر «الإيميل» ولكن الموت سبقنا إلى الشيخ قبل أن يكون شيء من هذا التواصل.






الساعات الأخيرة

حول الساعات الأخيرة من حياة الشيخ، تحدث ابنه البكر سلمان لـ«السبيل» قائلاً: «أوصلني الوالد إلى الرياض من أجل أن أسجل في جامعة الإمام محمد بن سعود للدراسة، وبعد أن تابع معي جميع متعلقات تسجيلي واستقراري هناك، ذهب إلى قطر لينهي بعض الإجراءات، وبعد ذلك تحرك باتجاه الإمارات (الشارقة) وطوال الطريق كان يتصل بأصدقائه وكأنه يستودعهم».
وأضاف: «اقترب الوالد من الإمارات، وكلّم الوالدة بالهاتف وقال لها: سأكون في المنزل الساعة العاشرة إن شاء الله. وفي منطقة الطريف بين السلع وأبوظبي، ارتطمت سيارته بنخلة، أصيب على أثرها بكسر في أسفل الجمجمة، فتوفي ليلة الجمعة رحمه الله».
وتحدث سلمان عن عملية تغسيل الشيخ بالقول: «أخذنا الشيخ إلى مسجد الشيخ سعود القاسمي في الشارقة لتغسيله، وعندما فتحنا الغطاء عن وجهه لكي نغسله فإن الذين كانوا في المغسلة لما رأوا وجهه بدأوا يكبرون، وذرفت أعينهم بالدموع،
فقد كان مبتسماً والحمد لله، وكأنه ينظر إلى شيء يُفرحه ويُعجبه، نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله».
وقال الشيخ علي القاضي (أحد مرافقي الشيخ في الدعوة وممن سافروا من عمّان للمشاركة في جنازة الشيخ) لـ«السبيل» في روايته لقصة وفاة الزياني: «بين الساعة 7.30 و8 أخذت الشيخ غفوة، وارتطم بشجرة نخيل في جزيرة وسطية، ومكث ينزف ساعة ونصف الساعة، حتى جاءت سيارة الإسعاف التي استغرقت في نقله إلى مستشفى (بدع زايد) ساعة ونصف أيضاً، وأثناء نقله كان يتشهد حتى فاضت روحه عند وصوله المستشفى».
وفي تصريح خاص لـ«السبيل» قال المواطن الذي استلم جثة الشيخ الزياني، والذي رفض ذكر اسمه: «أخبرني الشرطي الذي كان معه في سيارة الإسعاف أن الشيخ كان في غيبوبة تامة،
ومع ذلك كان يرفع اصبعه ويتشهد ويتمتم بكلمة التوحيد».




الشيخ في أسرته

وقال ابن الشيخ الزياني سلمان: «كان الوالد يقول لنا: اسمعوا يا أبنائي، أنتم قيمتكم عندي بالدين.. إذا ما كان عندكم الدين ما تسوون عندي (بصلة)».
حول كيفية معاملته لزوجته، قال سلمان في تصريحه لـ«السبيل»: «كان الوالد يتعامل مع الوالدة بود، وكان رحمه الله يعطيها كل شيء تطلبه، وكان حريصاً على أن تكون سعيدة دوماً».


الشيخ شقرة: أتمنى لو كان الدعاة كلهم على نهجه



وقال الشيخ محمد إبراهيم شقرة في تصريحه لـ«السبيل»: «أتمنى لو كان الدعاة كلهم على نهج الشيخ الزياني رحمه الله، فقد كان رجلاً شارداً عن الطريق، ويعيش في مستنقع الفن إن جاز التعبير، ثم هداه الله وأنقذه مما كان فيه، فأصبح من خيرة الدعاة الذين عرفناهم في هذا الزمان».
ويضيف: «أحاط الناس به من كل جانب، وصار واحداً من أعمدة الدعاة الكبار في زمانه، وله طاقات متميزة لم تعرف لسواه».
وختم الشيخ شقرة بالدعاء له أن «يكون قد أكرمه الله بالنهاية الطيبة، واستقدمه إليه حين أماته بخير نهاية، حيث مات بعيداً عن أهله وداره وأرضه فنال شيئاً من شرف الشهادة التي توهب للغرباء».






من صفات الشيخ رحمه الله

كان الشيخ متميزاً في خطابه الدعوي، وطريقة توصيل المعلومة إلى من يدعوهم، حيث كان ينفرد بأسلوب سهل يسير على من يسمعه، محبَّبٍ للنفوس والعقول، وكان الشيخ في حديثه يستحضر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بإتقان، ويركز في خطابه على الجانب الوعظي العقلاني إن صح التعبير.
الشيخ محمد حماد (أحد رفقاء الشيخ في الدعوة) حدث «السبيل» عن جانب من صفاته الحميدة فقال: «كان يتميز بمخاطبة العقول والقلوب بأسلوب الترغيب والترهيب، شعاره في نشر دعوة النبي صلى الله عليه وسلم (الحكمة واللين والموعظة الحسنة)، وكان صاحب وجه بشوش».
وعن همته في الدعوة إلى الله يقول: «كان صاحب همة عالية في الدعوة إلى الله، وكانت عنده دروس يومية بعد جميع الصلوات إلى ما بعد العشاء. وكانت مجالسه مجالس إيمانية، وكان يحب أن يفتتحها بقوله تعالى: }الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون{«.
ويبين من صفاته التي كان يتميز بها أنه «لم يكن يعنف أحداً، ولا يغتاب، ولا يتهجم، بل كان يسع الجميع بكلامه وقلبه، وكان متواضعاً يحب مجالسة الأطفال ومداعبتهم».
في حين قال الشيخ علي القاضي (أحد رفقاء الشيخ في الدعوة): «كان الشيخ الزياني رجلاً بحق، عندما كان من أهل الدنيا كان أحد رجالات الفن والمبدعين فيه، ثم لما تاب اجتهد في توبته وطلب العلم حتى زاحم العلماء والدعاة، وصار رفيقاً لهم».
ويضيف في وصفه للشيخ رحمه الله: «كان يتميز بالحلم والحكمة في دعوته، وأسلوبه محبَّب للجميع، وحديثه سهل ممتنع، بمعنى أنك تستطيع أن تتكلم بنفس كلامه ولكن لا تملك أن تحاكيه في أسلوبه وصدقه في الدعوة، وكان صاحب صوت جميل في القرآن، ويتميز بقدرة عجيبة على محاكاة القراء المعاصرين».




قصة الهداية والبحث عن السعادة

من الأمور التي قدرها الله سبحانه وتعالى وساعدت الشيخ على أن يكون مؤثراً في دعوته، أنه رحمه الله كان قريباً من ميادين الفساد، فاطلع على مدخلاته وعرف الوسائل التي ينبغي أن يعالج بها، فقد كان الشيخ قبل هدايته مغنياً يشارك كبار المغنين غناءهم، وممثلاً يشارك الممثلين تمثيلهم، ثم معداً لعدة برامج إذاعية وتلفزيونية..
يتحدث الشيخ عن هذه المرحلة في مقالة له بعنوان «قصة الهداية والبحث عن السعادة»: «التحقت كمحترف بالفرقة الوطنية في المغرب، وأصبحت أشارك أشهر المغنين مثل عبد الوهاب الدكالي وعبد الحليم حافظ اللذَينِ أصبحا فيما بعد من أكبر أصدقائي، وفي الوقت نفسه كنت أشارك فرقة التمثيل الوطنية بالإذاعة حتى برزت في ميدان التمثيل وأصبحت أتقمص أدوارا رئيسية ، ثم بدأت أُعِدُّ وأقدم برامج إذاعية وتلفزيونية، التي أصبحت من أشهر البرامج وأنجحها عند الجمهور». كل هذا بحثاً عن السعادة التي كان ينشدها، بحسبه.
وسافر الشيخ إلى أوروبا حينها في رحلته للبحث عن السعادة، فلم يجد إلا «السراب» كما يقول، فعاد إلى المغرب، وهكذا تمر السنون والشيخ يتنقل هنا وهناك، إلى أن كانت رحلته الأخيرة إلى أوروبا، ومن هناك كانت نقطة التحول في حياته، فما الذي حصل معه؟
يقول الشيخ الزياني رحمه الله في مقالته: «عندما سافرت آخر مرة إلى أوروبا، كان قد رافقني أخ لي يكبرني بسنة وأربعة أشهر، وقد بقي في هولندا بعد رجوعي إلى المغرب، فالتقى هناك بدعاة إلى الله كانوا يجوبون الشوارع والمقاهي والمحلات العمومية، يبحثون عن المسلمين الغافلين، ليذكروهم بدينهم ويدعونهم إلى الله تعالى، فتأثر بكلامهم، وصاحبهم إلى المسجد حيث كانت تقام الدروس وحلقات العلم، وبقي بصحبتهم إلى أن تغيرت حياته، وبلغني أن أخي جُنَّ وأطلق لحيته، وأصبح ينتمي إلى منظمة خطيرة. وهي الإشاعات نفسها التي تُطلَق على كل من التزم بدين الله».
ويضيف: «عاد أخي بعد مدة بغير الوجه الذي ذهب به من المغرب، وقد حَسُنَ دينه وخُلقه، وبعد جهد جهيد من طرف أخي والدعاة إلى الله الذين كانت هداية أخي على أيديهم، وجهد ودعاء والدتي -رحمها الله- شرح الله صدري وعزمت على الإقلاع عما كنت عليه، وندمت على ما فرطت في جنب الله، وعزمت أن لا أعود إلى ذلك. فوجدت نفسي أعرف الكثير من المعلومات والثقافات، إلا عن الشيء الذي خلقت من أجله، والذي يحقق لي سعادة الدنيا والآخرة، وهو دين الله تعالى، فقررت أن أترك كل شيء لكي أتعلم ديني. فتفرغت لطلب العلم والدعوة إلى الله، فوجدت سعادتي المنشودة بفضل الله ومَنِّه، وأنا الآن سعيد - والحمد لله - منذ أن سلكت هذا الطريق، وأسأل الله تعالى أن يثبتني عليه حتى ألقاه».
والشيخ الزياني من مواليد مدينة الرباط المغربية عام 1952، عمل بميدان الصحافة والإعلام وعين واعظًا وخطيبًا بدولة قطر التي استقر بها منذ بداية عام 1993 وهي مركز أنشطته وحركته الدعوية إلى الكثير من بلاد العالم حيث منحته حكومة قطر جنسيتها، كما كانت له أنشطة كثيرة بإمارة الشارقة وغيرها من إمارات الدولة، وكان يتنقل بين بلدان العالم داعيا إلى الله عز وجل.


منقول
 

مروض الكهان

¬°•| مَشْرف سابق|•°¬
إنضم
30 مايو 2008
المشاركات
5,795
ما شاء الله عليه

الله يرحمه ويدخله فسيج جناته

ويغفر له ما تقدم وما تأخر من ذنبــ

أشكرج على مثل هذه المواااضيع
 

الغافري

¬°•|عُضوٍ شًرٍفٌ |•°¬
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
2,351
الإقامة
دار النشــــــا محافظة البريمي ـــــــما
سلمت يمناك أخت همس المشاعر

اللهم اسكنه فسيح الجنان

دمت بحفظ الله
 

الموج العالي

¬°•| مُشْرفْ سابق |•°¬
إنضم
1 أكتوبر 2009
المشاركات
384
الإقامة
فقلب امي
رحم الله مشايخنا الكرام وادخلهم فسيح جناته...
تسلمين اختي..
 

شووق قطر

¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
إنضم
29 سبتمبر 2009
المشاركات
27,429
الإقامة
قـــلــبي""الـــدفــــنــــه""
تسلمين همس ع الموضوع والله يرحمة ويغمد روحة الجنة
 

حشيمة القلب

<font color="#DA0202"><b> ¬°•| إدارية سابقة |•°¬<
إنضم
29 يوليو 2008
المشاركات
24,489
العمر
37
الإقامة
°• مِنْ رَحِمْ الحُزنْ أتيتْ .. وسأبقىْ ..! °•
حين قرآت لحظة الكشف عنه اقشعر بدني

لا يسعني القول
الا

ان

يرحمه الله ويغفر له بأذن الله تعالى

الف شكر ع الطرح
 

غٌَ ـلآ بُنٍيً گـ عُ ــبُ

¬°•| םـشُرٍَفٍة سْابِقِهْ|•°¬
إنضم
6 يونيو 2008
المشاركات
5,921
العمر
36
الإقامة
му σωη ωσяℓD
ما شاء الله عليه


جعل الله الجنه داره ومقامه


وما احسن منها خاتمه



سيره تقشعر لها الابداع وترق لها القلوب


اللهم امهل اهله وذويه الصبر والسلوان واسكنه دار خيرا من داره
 

سنيوريتا

¬°•| مُشرِفة سابقة |•°¬
إنضم
15 أبريل 2009
المشاركات
5,347
الإقامة
ف قلب اغلي الناس

سنيوريتا

¬°•| مُشرِفة سابقة |•°¬
إنضم
15 أبريل 2009
المشاركات
5,347
الإقامة
ف قلب اغلي الناس
ما شاء الله عليه


جعل الله الجنه داره ومقامه


وما احسن منها خاتمه



سيره تقشعر لها الابداع وترق لها القلوب


اللهم امهل اهله وذويه الصبر والسلوان واسكنه دار خيرا من داره


مشكوره ع المرور
 
أعلى