" فيروس كورونا .. ومسؤولية المواطنة "

أبو سلطااان

مؤسس و رئيس الفريق التطويري
طاقم الإدارة
إنضم
8 يونيو 2008
المشاركات
5,874
العمر
112
الإقامة
?!?!
CAB01DC6-A2CB-4353-BF31-2532D341044A.jpeg

بين عشية وضحاها بات العالم أجمع يواجه خطر غير مسبوق ، اجتاح الكرة الأرضية بدون سابق إنذار ، والمتمثل في ظهور فيروس الكورونا ( كوفيد - 19 ) ، مما دعا الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية في وصف فيروس كورونا بأنه ( جانحة ) ، لذلك من الطبيعي أن تعلن جميع دول العالم حالة الطوارئ نحو وقف انتشار هذا الفيروس الخطير ، وسلطنة عمان كبقية المجتمعات العالمية الأخرى حريصة في التكاتف مع بقية دول العالم لوقف انتشار هذا الوباء ، وذلك بعد التوكل على الله ومن ثم تطبيق الخطة التي تديرها اللجنة العليا المعنية في متابعة تطور فيروس كورونا ، التي جاء تشكيلها بأمر سامي من لدن مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - مما يؤكد حرص الحكومة نحو توفير السلامة والصحة لجميع المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة ، والحقيقة أن اللجنة العليا المتابعة لهذا الموضوع لن تستطيع تحقيق أهدافها إذا لم يكن هناك تعاون بين الجميع ، لذلك فإن المسؤولية الوطنية التي دائما ما ينادي بها الجميع ، والمتمثلة في حب القائد والوطن والحفاظ على أمنه واستقراره ، وكذلك احترام الانظمة والقوانين والتصدي للشائعات المغرضة ... الخ ، أصبحت هذه المواطنة اليوم محل اختبار للمواطن الغيور على وطنه والمحب لصحة وسلامة أفراد مجتمعه ، إن التعامل مع وقف انتشار فيروس كورونا أصبح مقياسا لمعرفة حقيقة المواطنة التي يجب أن تكون موجودة في شخصية كل مواطن غيور ، ومتعاونًا مع الجهود التي تبذلها مختلف المؤسسات نحو وقف انتشار هذا الابتلاء الذي حل على الأمة البشرية ، وكذلك في التعاون مع تطبيق القرارات التي اعلنتها اللجنة العليا بهدف تحقيق خطة وقف انتشار الوباء في المجتمع العماني بإذن الله تعالى ، وما تعطيل المدارس لمدة شهر كامل الا غاية يأمل المختصون من خلالها الوقاية من انتشار هذا الفيروس ، مما يتطلب من جميع أولياء أمور الطلبة نحو تحقيق هذه الغاية ، وذلك بتوعية ابنائهم وإرشادهم بعدم الذهاب إلى التجمعات البشرية ، والبقاء قدر الإمكان في المنزل حفاظا على صحتهم وسلامتهم ، وتوجيههم نحو استذكار دروسهم ومراجعتها وذلك من خلال استغلال هذه الإجازة الطويلة وعدم تركهم فقط يمارسون اللعب أو النوم الطويل ، وكذلك الاستجابة لبقية القرارات التي تدعم وقف انتشار الفيروس ، كإلغاء صلاة الجمعة التي جاءت طاعة لأمر ولي أمرنا مراعاة لمصلحة الناس ودرء الضرر عنهم وعلينا السمع والطاعة ، وكذلك وقف المناسبات الاجتماعية كالأفراح والعزاء وإغلاق المنتزهات والحدائق ، ووقف اللقاءات الجماعية والمحافظة على النظافة الشخصية ونظافة وتعقيم المكان .
إن المرحلة الحالية التي يمر بها الوطن يتطلب من الجميع وجود وتحمل المسؤولية الوطنية ، يجب أن نتعاون ونتعاطف مع الجنود البشرية التي تقوم بمتابعة الحالات المشتبهة بالفيروس أو التي يقومون بوضعها في الحجر الصحي ، وكذلك التعاون مع المؤسسات المختلفة المعنية بالموضوع والوسائل الإعلامية التي تقوم بالتوعية بخطورة هذا الوباء ، وأن تتوقف جميع الرسائل والمقاطع السلبية والهزلية والفكاهية التي يبعثها أفراد المجتمع في مواقع التواصل الاجتماعي حول فيروس كورونا ، كذلك يجب أن تتوقف حملة التسابق في نشر الاخبار وخصوصا المشبوهة أو التي لا تستند إلى مصدر ، إضافة إلى وقف ظاهرة الفتاوى التي أصبح يقوم بها غير أصحابها ، يجب أن ننصح بعضنا البعض نحو التوجه والتضرع لله سبحانه وتعالى لكي يرفع عنا هذه الغمة ويبعد عنا وعن كافة مجتمعات العالم هذا الابتلاء ، كما انه من الضرورة أن يدرك الجميع أهمية تطبيق كافة القرارات التي اصدرتها اللجنة العليا في هذا الخصوص تحقيقا للمصلحة العامة ، وأخيرا على الجميع أن يترك وضع التعليمات والقرارات الواجب علينا الاستماع لها واتباعها على اللجنة المكلفة بهذا الأمر ، وفي المحن والأزمات تعرف حقيقة المسؤولية الوطنية من عدمها ، فكن ( أخي / أختي ) خير من يعين الوطن ويدرك هذه المسؤولية الوطنية ، وتذكر أن بقاءك في منزلك هو وقاية لك ولعائلتك ..

د.حميد بن فاضل الشبلي
humaid.fadhil@yahoo.com
 
أعلى