الربيع العربي: صنع في الولايات المتحدة الأمريكية

`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤

¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
إنضم
22 أكتوبر 2011
المشاركات
5,968
الإقامة
إنْ وابلاً، فَطَلْ
  • ستيوارت جين برامهول
  • ترجمة: محمد راشد البادي

يعد كتاب أرابيسكو$ لأحمد بن سعدا (التحقيق في دور الولايات المتحدة الأمريكية في الانتفاضات العربية) تحديثا لكتابه الذي صدر عام ٢٠١١ بعنوان "لا أربسيكيو أمريكاني".ويدور الكتاب حول دور حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في التحريض على ثورات الربيع العربي، وتمويلها وتنسيقها.

غيبت وسائل الإعلام الغربية أغلب هذا التاريخ بعناية، ويكرس الكتاب الجديد المزيد من الاهتمام للشخصيات التي قادت انتفاضات عام ٢٠١١، والذين اعترف بعضهم علانية بتلقي تمويل من وكالة المخابرات الأمريكية. ولم تكن لدى آخرين أدنى فكرة بسبب أنه تم إخفاء الأمر عنهم عمدا. وقليل (في مصر وسوريا) من اتهموا رسميا بالتجسس، ولجأ سبعة إلى السفارة الأمريكية في القاهرة، حيث تعين على وزارة الخارجية اجلاؤهم.

"الديموقراطية: أكبر صادرات أمريكا"

تمتلك ثورات الربيع العربي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حسب ابن سعدا، أربع ميزات فريدة مشتركة:

  • لم يكن أيا منها عفويا- وتطلبت جميعها تخطيطا (٥ سنوات وأكثر) دقيقا ومطولا من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، والمؤسسات الممولة من قبل وكالة المخابرات الأمريكية، ورجل الأعمال جورج سوروس، وجماعات الضغط المناصرة لإسرائيل.
  • ركزت جميعها حصرا على إزالة الطغاة الممقوتين من دون استبدال هيكل السلطة الاستبدادية التي أبقتهم في السلطة.
  • لم تقم أي من احتجاجات الربيع العربي على الإطلاق بالإشارة إلى المشاعر المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية بسبب فلسطين والعراق.
  • كان جميع المحرضين على انتفاضات الربيع العربي من الطبقة المتوسطة، وشبابا ذي تعليم جيد واختفوا بشكل غامض بعد عام ٢٠١١.
التغيير اللاعنفي للنظام
ابتدأ بن سعدا في شرح نضال اللاعنف للبروفيسور جين شارب، وصلاته بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، والمخابرات الأمريكية، ودوره، كمدير لمعهد ألبرت إينشتاين، في الثورات الملونة في أوروبا الشرقية، والمحاولة الانقلابية ضد هوجو تشافيز عام ٢٠٠٢.
وكان هدف الولايات المتحدة من وراء ثورات الربيع العربي استبدال الدكتاتوريين المستبدين المكروهين مع الحرص على الحفاظ على البنية التحتية الأوتوقراطية الصديقة للولايات المتحدة التي جاءت بهم إلى السلطة. وتبعت جميعها في البداية مبادئ اللاعنف التي فصلها شارب في كتابه الصادر عام ١٩٩٤ بعنوان " من الدكتاتورية إلى الديموقراطية". وفي ليبيا، وسوريا، واليمن، كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها مستعدين بشكل واضح لإدخال المرتزقة المأجورين في حال فشلت الثورات الشاربانية في إحداث تغيير في النظام.

اتبع المال
وبالاعتماد بشكل أساسي على الرسائل التي سربتها ويكيليكس، ومواقع الانترنت للمؤسسات الممولة من قبل وكالة المخابرات الأمريكية (التي ذكرها في الملحق)، سرد بن سعدا بشكل منهجي كل مؤتمر وورشة عمل أقامته وزارة الخارجية الأمريكية وحضره أبطال الربيع العربي، والمبالغ بالدولار الأمريكي التي أنفقتها عليهم وزارة الخارجية، والمؤسسات الرئيسة المعززة للديموقراطية، والمشاركة المحددة لجوجل، وفيسبوك، وتويتر، وفريق الانترنت لحملة انتخاب أوباما عام ٢٠٠٨ في تدريب نشطاء الانترنت على تقنيات التشفير ومهارات التواصل الاجتماعي، وزيارات السفارة الأمريكية، واللقاءات المباشرة مع هيلاري كلينتون وكوندوليزا رايس، وجون ماكين، وباراك أوباما، والمدربون الصربييون من مركز الاستراتيجيات والأفعال اللاعنفية التطبيقية (منظمة تدعمها وكالة المخابرات الأمريكية التي أسقطت سلوبودان ميلوسوفيتش عام ٢٠٠٢).

ركز بن سعدا كثيرا على انتفاضة ميدان التحرير في مصر. وقدرت صحيفة واشنطون بوست أن حوالي ١٠،٠٠٠ مصري اشتركوا في التدريب الذي أقامته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية(USAID)، والوقف الوطني للتنمية (NED) على وسائل التواصل الاجتماعي وتقنيات تنظيم اللاعنف. وبالنسبة إلي، فإن المعلومة الأكثر إثارة للدهشة في هذا الفصل هي تلك التي تتعلق بمنفي مصري (رجل شرطة مصري سابق يدعى عمر عفيفي سليمان) في تنسيق احتجاجات ميدان التحرير من مكتبه في العاصمة واشنطون. وطبقا لويكيليكس، دفعت مؤسسة الوقف الوطني للديموقراطية لسليمان راتبا سنويا أكثر من ٢٠٠،٠٠٠ دولار بين عامي ٢٠٠٨ و٢٠١١.

عندما يفشل اللاعنف
كرس كتاب أرابيسكو$ اهتماما كبيرا لليبيا وسوريا واليمن أكثر مما في كتاب بن سعدا الأول.وفي الجزء الذي يتحدث عن ليبيا، ركز بن سعدا على أحد عشر شخصا هندسوا إسقاط القذافي. وشارك بعضهم في تدريبات وزارة الخارجية الأمريكية كنشطاء معارضة في الشرق الأوسط، وحرضوا على احتجاجات لاعنف على فيسبوك وتويتر لتتزامن مع انتفاضات ٢٠١١ في تونس ومصر. وخضع الآخرون، في المنفى، لتدريبات على حرب العصابات رعتها وكالة المخابرات الأمريكية، والموساد، وتشاد، والمملكة العربية السعودية.
بعد بضعة شهور من اغتيال القذافي، أضحى بعض هؤلاء المقاتلين يقودون ميليشيات إسلامية في مسعى لإسقاط الأسد في سوريا. وبين ٢٠٠٥ و٢٠١٠، حولت وزارة الخارجية الأمريكية ١٢ مليون دولار لجماعات المعارضة المناكفة للأسد. ومولت الولايات المتحدة أيضا السوريين المنفيين في بريطانيا للبدء في قناة تلفزيونية مناهضة للحكومة قاموا ببثها في سوريا. وفي الجزء المتعلق بسوريا، ركز بن سعدا على حفنة من نشطاء المعارضة السوريين الذين تلقوا تدريبات أمريكية مجانية في النشاط الالكتروني والمقاومة اللاعنفية ابتداء من عام ٢٠٠٦. أحد أولئك كان أسامة مناجد، الذي ظهر في فلم "كيف تبدأ ثورة" في عام ٢٠١١ والتي كانت حول زيارة مع جين شارب عام ٢٠٠٦. وعمل مناجد وآخرون عن كثب مع السفارة الأمريكية وتم تمويله عن طريق مبادرة الشراكة الشرق أوسطية، وهو برنامج لوزارة الخارجية الأمريكية يعمل في البلدان (مثل ليبيا وسوريا) حيث تحظر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
في فبراير ٢٠١١، أطلقت هذه المجموعات دعوة على تويتر وفيسبوك ليوم غضب. لم يحدث شيء. وعندما فشلت التقنيات الشاربانية في صنع انتفاضة لاعنفية كبيرة، كما حدث في ليبيا، كانوا وحلفاؤهم (المملكة العربية السعودية، وقطر، وتركيا) جميعا مستعدون لإدخال مرتزقة إسلاميين (عديد منهم جاء مباشرة من ليبيا) لإعلان الحرب على نظام الأسد.

ملاحظات

  1. كنت مندهشة عندما عرفت أن منتدى الفكرة، وهو منتدى للنشطاء العرب يعمل ضد الحكومات السلطوية، تم تمويله أساسا عن طريق مؤسسة عائلة ناثان وإيسثر كي وانجر. وقامت الأخيرة أيضا بتمويل عديد من الجماعات والمشاريع المناصرة لإسرائيل، وأيضا معهد واشنطون لسياسة الشرق الأدنى ( وهو جماعة مناصرة لإسرائيل، وتربطها صلات وثيقة بجماعة الضغط المناصرة لإسرائيل آيباك)
  2. قامت وكالة المخابرات الأمريكية بالتحريض على انتفاضات الثورات الملونة التي استبدلت حكومات موالية لروسيا منتخبة ديموقراطيا بحكومات استبدادية على حد سواء صديقة أكثر لمصالح الشركات الأمريكية، مثل:

  1. صربيا (٢٠٠٠)- ثورة البلدوزر
  2. جورجيا (٢٠٠٢)- ثورة الزهور
  3. أوكرانيا (٢٠٠٤)- الثورة البرتقالية
  4. قيرغيزيستان (٢٠٠٥)- ثورة زهرة التوليب

المؤسسات المعززة للديموقراطية (استخدمت ، "الديموقراطية" هنا مرادفة للرأسمالية، بمعنى أنها تحابي مصالح المستثمريين الأمريكيين). ونذكر هنا ٧ مؤسسات رئيسية شاركت في تدريب وتمويل نشطاء الربيع العربي:

  1. يوسايد (الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية)- وهي وكالة تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية مسؤولة عن التطوير الاقتصادي والمساعدات الإنسانية ولها تاريخ طويل في تمويل الأنشطة المزعزعة للاستقرار، خصوصا في أنريكا اللاتينية.
  2. نيد( الوقف الوطني للديموقراطية)- منظمة وطنية تدعمها وزارة الخارجية الأمريكية وتمولها وكالة المخابرات الأمريكية وهي مكرسة لتعزير المؤسسات الديموقراطية حول العالم وهي الممول الرئيسي لمعهد الجمهورية الدولي، والمعهد الديموقراطي الوطني للشؤون الدولية.
  3. المعهد الجمهوري الدولي- منظمة تعزز الديموقراطية وتربطها صلات بالحزب الجمهوري الذي يرأسه حاليا السيناتور جون ماكين ويموله الوقف الوطني للديموقراطية
  4. المعهد الديموقراطي الوطني للشؤون الدولية- منظمة تعزز الديموقراطية وتربطها صلات بالحزب تاديموقراطي وترأسه حاليا مادلين أولبرايت ويموله الوقف الوطني للديموقراطية
  5. معهد المجتمع المتفتح- موله رجل الأعمال جورج سوروس في عام ١٩٩٣ للمساعدة في تمويل الثورات الملونة في أوروبا الشرقية. وكذلك ساهم بجزء كبير من تمويل ثورات الربيع العربي
  6. فريدوم هاوس (بيت الحرية)- منظمة أمريكية تدعم مبادرات المواطنين اللاعنفية في المجتمعات التي تنعدم فيها الحرية أو تتعرض للتهديد، ويقوم يوسايد ونيد ومؤسسة سوروس بتمويله.
  7. كانفاس (مركز استراتيجيات وأعمال اللاعنف التطبيقية)- أسسه في الأصل النشطاء الصربيون والذين مولتهم الولايات المتحدة ودربتهم على إسقاط سلوبودان ميلوزيفيتش، وكانوا أساسيين في تدريب نشطاظ الربيع العربي.
 
أعلى