السوريون.. الموت بالكيماوي أو الجوع

خالد الشامسي

:: فريق التغطيات التطويري ::
إنضم
21 يوليو 2012
المشاركات
3,729
تتعاظم الأبعاد الانسانية الكارثية للأزمة السورية مقابل تراجع آفاق حلول سياسية قريبة وممكنة، بسبب تعقيدات الوضع السياسي العسكري الذي أضيفت إليه عوامل إقليمية ودولية لا علاقة للسوريين بها.
وفيما يتهم النظام المعارضة باستدعاء التدخل الاجنبي وتدويل الأزمة السورية، يرى المراقبون ان النظام هو الذي دوّل الأزمة منذ اليوم الاول عندما استدعى قوات وخبراء من حلفائه الإقليميين وذلك قبل وصول أول جهادي من خارج سوريا بستة شهور على الأقل.
واللافت في الآونة الأخيرة إدارة السوريين ظهورهم للأخبار السياسية وتحركات المعارضة، وحتى التحركات العسكرية لم تعد تلفت نظرهم مقابل اهتمامهم بالوضع الإنساني الذي بلغ مرحلة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة منذ نكبة فلسطين في العام 1948.
يأس
ويقول سوري من دمشق فقد بيته وعمله من دون أن يعثر على بديل: «لا يهمني مع من تفاوض مع من ولا أي خبر عن جنيف 1 او 2 ولا تعنيني هذه المعارضة لا من قريب ولا من بعيد، أنا الآن أبحث عن مكان يؤويني وأولادي بعد ان تكدسنا في منزل أحد الاقارب في غرفة واحدة مع عائلة اخرى».
ويضيف متحدثا عن الوضع الاقتصادي: «لا عمل ولا نقود ولا أمان في الشارع أينما توجهت، المكان الوحيد الآمن الآن في دمشق هو الغرفة التي تقطنها، وهذا أمان نسبي لأنها قد تصاب بقذيفة طائشة في أي لحظة.
يلخص هذا السوري، الذي كان يعمل قبل الثورة مقاولاً لايقل دخله عن 5 آلاف دولار في الشهر، الوضع الكارثي الذي وصل إليه السوريون وخصوصا ميسوري الحال منهم، فمدخراتهم استهلكت خلال عامي الثورة المسلحة، وأعمالهم توقفت، وقيمة العملة تراجعت إلى مستويات غير مسبوقة، وهو ما رفع الأسعار بشكل جنوني لم يعد أحد بقادر على احتماله.
تراخ دولي
ويعزو المراقبون فقدان أمل السوريين بالحلول السياسية إلى تراخي المجتمع الدولي حيال ما جرى في سوريا خلال مجزرة الكيماوي التي كانوا يتوقعون أن يتم التعامل مع مرتكبيها بحزم، لا ان يكافئهم ويمنحهم فرصة أخرى.
يقول سوري على شبكة التواصل الاجتماعي: «القانون لا يكتفي بتجريد المجرم من سلاحه بل يحاسبه ويحكم عليه، أما المجتمع الدولي فقد قرر ان يجرد النظام من السلاح الكيماوي مقابل أن يستمر في ذبح السوريين بأسلحة أخرى».
ويضيف هذا بأن «اليوم الجديد الذي يشرق على السوريين يحمل إليهم المزيد من الموت والجوع والحرمان والظلم».
ونشر النشطاء صورا لما قالوا إنها جثث لأطفال ماتوا جوعا في معضمية الشام المحاصرة منذ أشهر طويلة والتي لقيت نصيبها من السلاح الكيماوي. ويقول أحد الناشطين الذين صوروا الجثث: «من يمت بالكيماوي مات جوعاً».
وتتحدث المنظمات الانسانية عن اكثر من مليوني سوري لجأوا إلى دول الجوار وأكثر من ثمانية ملايين غادروا منازلهم المدمرة في مدن ومحافظات حلب وادلب وحمص وحماة ودمشق وريفها ودرعا ودير الزور، وسكنوا المدارس وافترشوا الحداق العامة فيما لم يعثروا على أقارب يمكن الاحتماء بهم.
إجلاء
يرى مسؤولو الامم المتحدة أن المساعدة الانسانية المقدمة للسوريين لم تعد تكفي ولابد من خطوات عاجلة.. وفي حال تفاقم الوضع، سيتعين التفكير حتى بعمليات اجلاء انسانية عاجلة للاجئين نحو اماكن اخرى خارج المنطقة لتخفيف الضغط عن البلدان المجاورة، ودعوا اوروبا الى استضافة المزيد من السوريين.
 
أعلى