الترتيب الحقيقي للأشياء

  • بادئ الموضوع أ“أ‡أ،أ£ أ‡أ،أˆأ‡أڈأ­
  • تاريخ البدء
أ

أ“أ‡أ،أ£ أ‡أ،أˆأ‡أڈأ­

زائر
الترتيب الحقيقي للأشياء

فهد عامر بقنه



هناك مقولة أعجبتني ..وهي أن المرتب والمنظم..ينجز كثيراً في وقت قليل..والفوضوي ينجز قليلاً في وقت كثير..وهناك في رأيي نوعان للترتيب..
1)ترتيب الأشياء المادية
2)ترتيب الأشياء المعنوية
ولاشك إن ترتيب الأشياء المادية مهم..والقاعدة في هذا..ضع لكل شيء مكانا..وضع كل شيء في مكانه....
لكن الأهم هو ترتيب الأشياء المعنوية..إن صح التعبير..كما يقول أحدهم..إنك ترتب كل شيء وتترك الفوضى في قلبك..فالترتيب الحقيقي هو ترتيب الأشياء في داخلك..
وأعني بذلك..أن تضع لكل شيء في نفسك موضعه اللائق به..فلا تكبر الصغير..ولا تصغر الكبير..ولا تعظم الحقير..ولا تحقر العظيم..ولأضرب لذلك بعض الأمثلة...
1) الدنيا والآخرة..
لاشك إن الآخرة أعظم بكثير من الدنيا..ومثل الدنيا والآخرة..كمن يضع إصبعه في البحر..فلينظر هل يرجع من ذلك بشيء..هذا الكلام بشكل نظري لا غبار عليه.. ولكن هل هي في حِسنا..كذلك؟..هل هي في واقع قلوبنا كذلك؟..أم أننا عظمنا الحقير..وحقرنا العظيم..في الحقيقة والواقع؟..ولأثبت هذه الحقيقة..أنظر أخي الكريم إلى اهتماماتنا..وأفكارنا..وأعمالنا..ودعائنا..إلى أي شيء هي منصبة..بل انظر إلى الأعمال التي هي من شأنها أعمال للآخرة..تأمل لماذا نحن نعملها..الصلاة..الصدقة..أعمال الخبر..كثير منا يعملها..لكي يسعده الله بها في دنياه..
وانظر أخي الكريم إلى هموم الناس..هل تذكر أحدا اهتم لآخرته..قليل جدا..أقول هذا والخير إن شاء الله موجود..ولكن هذا هو الواقع..هذا مثل لضياع الترتيب الصحيح..وهو مثل واضح نجده في أنفسنا ومن حولنا إلا من رحم الله..
وهاك مثالا ثانياً..
2) الله أو المخلوقين..أيهما أكبر وأعظم في نفسك..قد تقول الله عز وجل بالطبع..وقد تكون صادقاً..ولكني أقول لك تمهل..فالناقد بصير..وراجع الأمر..واسأل نفسك هذا السؤال..
إذا قيل لك هناك مكالمة الآن على الهاتف من الملك يريدك فيها؟..حدثني عن شعورك الحقيقي..
ثم بعد قليل حضرت الصلاة..حدثني أيضا عن شعورك؟؟
هل ثمة فرق؟..ولصالح من!....
..أم إن المسألة تحتاج إلى إعادة النظر..غفر الله جهلنا وإسرافنا في أمرنا..فما قدرنا الله حق قدره..
من هذين المثالين..وغيرها.يتبين الخلل الكبير..من إضاعة الترتيب الصحيح للأمور..مما يؤثر على حياة الشخص..ولذا في نظري..من أعظم ما يقدمه الإسلام للإنسان..أنه يعطيه القيمة الحقيقية لكل شيء..بلا زيادة وغلو..أو نقصان وتفريط..فيرتب لك الأمور ترتيباً صحيحاً..واذكر كلمة أحد الغربيين وهو يقول مستنجداً..:أحتاج للدين لينظم لي حياتي..والإسلام يتمثل في الوحي..القرآن والسنة..فالتالي لكتاب الله..يجد هذه الفائدة تتحقق له بأيسر طريق ..أعني وضع كل أمر في نصابه الحقيقي..فهو يعظم لك الكبير..والذي حقاً يستحق التعظيم..ويحقر لك ما يستحق ذلك..فتنتظم في نفسك الأمور..وتعيش في سلام داخلي..اللهم أنت السلام..ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
 
أعلى