الجيش يتجه لتشكيل مجلس رئاسي انتقالي وحلّ «الشورى» وإعداد دستور جديد

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
الجيش يتجه لتشكيل مجلس رئاسي انتقالي وحلّ «الشورى» وإعداد دستور جديد
مصر تترقب «خارطة الطريق»


الأربعاء 3 يوليو 2013 عواصم ـ وكالات

393083-70304.jpg


حشود من المصريين يواصلون تظاهرهم لليوم الثالث على التوالي في التحرير ضد حكم الرئيس مرسي امس (أ.ف.پ)

393083-01.jpg


هيليكوبتر تابعة للجيش المصري تحلق قريبا من احد متظاهري التحرير المطالبين برحيل الرئيس مرسي (ا.ب)


393083-02.jpg

أنصار الرئيس محمد مرسي يهتفون تأييدا له في محيط مسجد رابعة العدوية امس (رويترز)

393083-03.jpg

معارضو الرئيس مرسي خلال تظاهراتهم في ميدان التحرير امس (ا.ف.پ)

393083-04.jpg

سيدة عجوز ترفع علم مصر في مظاهرات ميدان التحرير المطالبة برحيل الرئيس مرسي (رويترز)

393083-010.jpg


حشود في ميدان التحرير


393083-020.jpg


متظاهرون يطالبون برحيل مرسي امام القصر الرئاسي


393083-030.jpg


مصريات يطالبن باسقاط النظام



  • الرئيس المصري يجتمع مع وزير الدفاع ورئيس الحكومة ويرفض إنذار الجيش.. واستقالات الوزراء تتوالى.. والقوات المسلحة تستعد للانتشار
لليوم الثالث على التوالي، تظاهر ملايين المصريين أمس في ميدان التحرير ومحيط قصري الاتحادية والقبة الرئاسيين بالقاهرة، والميادين الرئيسية بالمحافظات، مواصلين احتجاجات حاشدة بدأت يوم الأحد الفائت للمطالبة بإسقاط النظام وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. القاهرة ـ أ.ف.پ: الفريق اول عبدالفتاح السياسي، الذي بات الآن على ما يبدو رجل مصر القوي، يريد ان يحافظ للجيش المصري على دور رئيسي في البلاد وان يعيد له «احترامه ومصداقيته» اللذين تآكلا على مدى عام ونصف تولى خلالها المجلس العسكري الحكم عقب اسقاط حسني مبارك مطلع العام 2011. لم يتحدث الجنرال شخصيا الى المصريين المحتشدين في الميادين منذ ثلاثة ايام، لكنه خاطبهم بشكل غير مباشر عبر مروحيات عسكرية حلقت في سماء القاهرة ملوحة بأعلام عملاقة لمصر فالتقط المتظاهرون الرسالة على الفور وردوا التحية هاتفين ملء حناجرهم «الجيش والشعب ايد واحدة». واول من امس، وفور اذاعة بيان الجيش الذي منح فيه مهلة 48 ساعة للرئيس المصري محمد مرسي «لتحقيق مطالب الشعب»، هتف المتظاهرون «انزل يا سيسي.. مرسي مش رئيسي». وكان السيسي بعث برسالة طمأنة الى المصريين قبل اسبوع من تظاهرات الاحد الماضي التي شارك فيها ملايين المتظاهرين. ففي رد غير مباشر على تهديدات قيادات اسلامية بالتصدي بالقوة لتظاهرات 30 يونيو، اكد السيسي في تصريحات علنية في 24 يونيو الماضي انحياز الجيش «لارادة الشعب» وقال ان «الموت اشرف لنا من ان يمس احد من شعب مصر في وجود جيشه»، مضيفا «ليس من المروءة ان نصمت امام تخويف وترويع اهالينا المصريين». السياسيون والصحافيون المصريون الذين تعرفوا على الجنرال الصاعد يؤكدون ان همه الاساسي منذ توليه منصبه كوزير للدفاع في اغسطس الماضي كان رد الاعتبار للجيش المصري وانه، مثل الغالبية العظمي من قيادات الجيش الحاليين والسابقين، يشعر «بغصة» من شعار «يسقط حكم العسكر» الذي ارتفع في التظاهرات اثناء فترة حكم المجلس العسكري. ويقول الكاتب في صحيفة الشروق عبدالله السناوي، الذي التقى السيسي مرات عدة، ان الجنرال البالغ من العمر 58 عاما والذي انضم للمؤسسة العسكرية في العام 1977 «ابدى بوضوح تأسيه لما لحق بصورة الجيش ومصداقيته» خلال ادارته للمرحلة الانتقالية عقب اسقاط مبارك. ورغم ان السيسي لا ينسى للمشير حسين طنطاوي، بحسب السناوي، انه كان دائما يعتبره «ابنه» وانه كان وراء تدرجه في القيادة حتى اصبح رئيسا لجهاز المخابرات الحربية، فإنه يدرك الاخطاء التي ارتكبت والمشكلات التي كانت تعاني منها المؤسسة العسكرية. وقال السيسي نفسه اكثر من مرة بعد توليه قيادة الجيش ان تركيزه الاساسي سيكون على «رفع الكفاءة القتالية للقوات المسلحة». ولكن الجنرال، الذي جدد الدماء في قيادة الجيش المصري، «يرفض اي اختراق للقوات المسلحة من جماعة الاخوان المسلمين او اي حركة سياسية اخرى»، وفق السناوي. ويعرف السيسي جيدا العديد من قيادات الاخوان وهم يعرفونه جيدا اذ ان الرجل ادار، بعد سقوط مبارك، حوارات عديدة مع الاحزاب والحركات السياسية المختلفة والتقى مرات عدة قيادات الاخوان المسلمين. وعندما عينه مرسي وزيرا للدفاع العام الماضي، سرت شائعات وتكهنات بانه «اسلامي الهوى»ولكن السناوي يؤكد انه «مثل الغالبية العظمى من المصريين رجل متدين وقومي النزعة وهو معجب مثل الكثيرين من ابناء المؤسسة العسكرية بشخصية جمال عبدالناصر». ولد السيسي في القاهرة في نوفمبر 1954 وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية المصرية في العام 1977 ودرس بعد ذلك في كلية القادة والاركان البريطانية عام 1992 وفي كلية الحرب العليا الاميركية في العام 2006. الفريق اول عبدالفتاح السيسي متزوج وله اربعة ابناء. عواصم وكالات: نشرت السفارة الأميركية بالقاهرة بيانا امس وصفته بأنه ملخص مكالمة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الرئيس المصري د.محمد مرسي، وذكرت السفارة أن الاتصال كان للتعبير عن قلق أوباما إزاء التطورات الأخيرة في مصر. وقال الرئيس أوباما للرئيس مرسي «الولايات المتحدة ملتزمة بالعملية الديموقراطية في مصر وانها لا تدعم أي حزب واحد أو مجموعة»، مشددا على أن «الديموقراطية هي أكثر من مجرد انتخابات، بل هي أيضا ضمان أن تكون أصوات جميع المصريين مسموعة وممثلة من قبل حكومتهم، وذلك يتضمن العديد من المصريين الذين يتظاهرون في جميع أنحاء البلاد». وشجع أوباما الرئيس مرسي على اتخاذ خطوات لإظهار استجابته لمخاوفهم، وأكد أن الأزمة الحالية لا يمكن حلها إلا من خلال العملية السياسية، كما أكد على ما قاله منذ قيام الثورة، وهو أن المصريين وحدهم يستطيعون أن يقرروا ما الذي يحدد مستقبلهم. وأبدى الرئيس أوباما قلقه العميق إزاء العنف خلال المظاهرات، خاصة الاعتداءات الجنسية ضد المواطنات، وكرر اعتقاده بأنه على جميع المتظاهرين أن يقوموا بالتعبير عن أنفسهم بشكل سلمي. وحث الرئيس مرسي على أن يوضح لأنصاره أن جميع أشكال العنف غير مقبولة، وأخيرا نوه الرئيس أوباما بالتزامه بسلامة الديبلوماسيين الأميركيين والمواطنين في مصر، وشدد على توقعاته بمواصلة الحكومة المصرية في حماية الموظفين والمنشآت الديبلوماسية الأميركية. من جهة أخرى، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه للاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها المتظاهرات في مصر التي تشهد تحركا غير مسبوق في الشارع يطالب بتنحي الرئيس مرسي. وقال بان للصحافيين في ريكيافيك «آمل فعلا ان يبدي المصريون اهتماما اكبر بالنساء المتظاهرات بعدما شهدنا العديد من الاعتداءات الجنسية خلال التظاهرات». وأضاف «حتى الآن، أعتقد انه يتم التعامل مع الوضع بشكل سلمي رغم تسجيل بعض الضحايا بشكل يثير الأسف، خصوصا في صفوف النساء اللواتي قتلن أو أصبن». وعبرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة لهيئة الأمم المتحدة، عن القلق الكبير تجاه الوضع المتوتر في مصر، داعية كل الأطراف السياسية للدخول في حوار جدي عاجل لحل الأزمة في البلاد، ومطالبة الرئيس مرسي بالإصغاء لمطالب الشعب التي تعبر عنها الاحتجاجات الحاصلة. وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان روبرت كولفيل «نحث الحكومة المصرية على مواصلة بذل كل جهد لحماية حقوق المواطنين بالقيام باحتجاجات ومظاهرات سلمية». وأضاف «ندعو كل الأطراف السياسية والمجموعات الاجتماعية للدخول في حوار وطني جدي عاجل من أجل إيجاد حل للأزمة السياسية ومنع تصاعد العنف»، وتابع «ندعو الرئيس المصري للإصغاء لمطالب وآمال الشعب المصري التي يعبر عنها في الاحتجاجات الضخمة على مدى الأيام الأخيرة، ولمعالجة المسائل الأساسية التي طرحتها المعارضة والمجتمع المدني في الأشهر الأخيرة». من جانبها، ناشدت الحكومة الألمانية في برلين طرفي الأزمة السياسية في مصر تجنب أعمال العنف والتوصل لحل سلمي للأزمة التي تعيشها مصر على وقع تظاهرات معارضي الرئيس المصري محمد مرسي ومؤيديه المستمرة لليوم الثالث على التوالي. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فستر فيلله في برلين امس «نناشد الحكومة والمعارضة وجميع القوى السياسية في مصر البحث عن طريق الحوار وتقديم التنازلات من أجل التوصل لحل للأزمة التي تعيشها مصر». وأضاف فستر فيلله ان مجرد التهديد باللجوء إلى العنف لا يعتبر الحل المناسب لحسم الخلافات السياسية. ووصف الوزير الألماني مصر بأنها دولة مؤثرة في المنطقة، مضيفا بالقول ان الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لمصر التي تعتبر دولة محورية في العالم العربي، ما يتطلب البحث عن حل يستند للأسس الديموقراطية. إلى ذلك، دعت ايران الجيش المصري الى احترام تصويت الناخبين بعد التحذير الذي وجهته القوات المسلحة المصرية للرئيس مرسي. وقال نائب وزير الخارجية الايراني حسين عبد اللهيان امس ان «محمد مرسي انتخب بأصوات الناخبين (...) وفي هذه الظروف نتوقع من القوات المسلحة المصرية التي لها ماض مجيد خصوصا في الثورة المصرية، ان تلعب دورها لدعم الحوار الوطني مع الأخذ بالاعتبار تصويت الناخبين الذي تم التعبير عنه في صناديق الاقتراع». من جانبه، اعلن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر عن تأييده لمظاهرات الشعب المصري الساعية لإسقاط الرئيس مرسي، وقال في بيان امس ان «مظاهرات الشعب المصري السلمية أبهرتنا وسحرت عيوننا.. وهي ذات هيبة ووقار». وأضاف الصدر «لقد خرج الشعب في شوارع مصر والقاهرة في مظاهرات.. تلك المظاهرات التي أسقطت مبارك، الآن تريد اسقاط مرسي حيث ان الشعب المصري لا يريد ديكتاتورية بعد الآن ولا تفردا». وكالات: أدلى القناص المتهم في قتل 8 من المتظاهرين وإصابة 70 آخرين أمام مكتب الإرشاد بمنطقة المقطم، باعترافات وصفت بأنها خطيرة أمام رئيس نيابة جنوب القاهرة الكلية إسماعيل حفيظ، وقال إن «مكتب الإرشاد كان بداخله 230 شخصا من شباب الإخوان المسلمين، ومعظمهم من القناصة»، بحسب بوابة «الأهرام» الإلكترونية المصرية. وأشار في اعترافاته إلى أنه تم تقسيم القناصة إلى تشكيلات وتوزيعهم على المبنى، بحيث شغل 50 منهم الطابق الأرضي متسلحين بالعصي، في حين تم توزيع الـ 180 الآخرين على 6 طوابق، ليشمل كل طابق 30 قناصا مسلحين بالأسلحة النارية والخرطوش والذخيرة والقنابل، لمهاجمة المتظاهرين في حال حاولوا اقتحام المبنى. وأضاف المتهم مصطفى عبدالعظيم في مجمل اعترافاته أمام النيابة أنه صدرت إليهم تعليمات بالتعامل مع المتظاهرين من نوافذ المبنى، وأن مسؤولي مبنى مكتب الإرشاد قاموا بكهربة السور المحيط بالمبنى لإحراق أي شخص يقترب منه. الأقصر ـ أ.ش.أ: أغلق المتظاهرون في الأقصر مبنى ديوان المحافظة امس في اطار تنفيذ الاستجابة لدعوات العصيان المدني، ومنعوا الموظفين والعمال وكبار المسؤولين من الدخول. ورفرف علم الأقصر الجديد على مبنى المحافظة، وتزايد عدد المعتصمين أمام ديوان عام المحافظة مؤكدين انهم لن يرحلوا الى ان يرحل الرئيس مرسي. كما أغلق العشرات من العاملين بمجلس مدينة القرنة بالبر الغربى بالأقصر مبنى المجلس، مؤكدين انضمامهم للعصيان المدني، كذلك تم تنفيذ العصيان المدنى وأغلق مجلس المدينة في مركز ومدينة ارمنت. وكذا طبق العصيان، وأغلق مركز ومدينة اسنا جنوب الأقصر وتم منع الموظفين من دخول مجالس المدن. الغردقة ـ أ.ش.أ: أكد اللواء طارق مهدي محافظ البحر الأحمر في تصريحات صحافية له امس تعليقا على الوضع الراهن في مصر أن الحل الأمثل للخروج من الأزمة الحالية هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لتهدئة الأوضاع على أن تكون الفترة الانتقالية لا تزيد على 3 أشهر فقط. وأضاف المحافظ أنه مستمر في العمل بغض النظر عن الأحداث الحالية ويقوم بجولاته على جميع المدن وتفقد المشروعات وعقد لقاءات مع اللجان المختلفة ومتابعة كل المشروعات لأنها رسالة قبل أن تكون وظيفة وأن هدفي دائما أن القائد لا يترك مكانه لذلك أواصل واتابع عملي دون النظر إلى الأحداث لأن المواطن هو هدفي أن تصل إليه الخدمات وأن يجد حياته اليومية دون مشاكل، حيث أقوم بمتابعة مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي ومتابعة المواد البترولية والتفتيش على المحطات والعمل يسير بالمحافظة والمدن التابعة لها بشكل طبيعي. القاهرة ـ د.ب.أ: أكدت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة أن السفير سيف بن مقدم البوعينين سفير قطر لدى مصر غادر بشكل مفاجئ أمس عائدا لبلاده، رافضا الإدلاء بأي تصريحات صحافية حول طبيعة سفره. وقالت المصادر إن البوعينين أنهى إجراءات سفره من صالة كبار الزوار، حيث غادر على متن الطائرة القطرية المتجهة إلى الدوحة وتجنب الاحتكاك مع الركاب بصالة السفر العادية حيث لم تكن هناك إشارة مسبقة بمغادرة السفير طبقا لإجراءات استخدام صالة كبار الزوار. القاهرة - وكالات: أعلن خطيب مسجد عمر مكرم مظهر شاهين وبعض العاملين في وزارة الأوقاف استقلال الوزارة عن نظام الإخوان المسلمين. وأكد شاهين في بيان صادر عنه امس أن« الوزير الإخواني وباقي قيادات الوزارة من المنتمين للجماعة لا يمثلونهم ابتداء من الآن، وأعلن عن دخولهم في اعتصام مفتوح لحين رحيل نظام الرئيس محمد مرسي وتحقيق المطالب الشعبية». أنقرة - وكالات: تجمع حشد من أنصار الرئيس المصري محمد مرسي بمنطقة الفاتح في مدينة إسطنبول التركية مساء امس الاول ورددوا شعارات ورفعوا لافتات مؤيدة له. وضم المؤيدون لمرسي ممثلي مؤسسة الإغاثة الإنسانية وجمعية الفكر الحر وحقوق التعليم بعد أن قاموا بتنظيم أنفسهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي في صفحة تسمى «احترام الإرادة المدنية» ليتجمعوا في متنزه «صارا تشانه بارك» بمنطقة الفاتح. ورفع بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها «لن نسمح لكم بأن تحولوا ربيعنا إلى شتاء» وأيضا عبارة «الإخوان المسلمون لا يعرفون حدودا». وانتقد كينان الباي ممثل جمعية الفكر الحر وحقوق التعليم (اوزجور دير) - في تصريح لوكالة أنباء الأناضول التركية - ما وصفه بـ«القوى التي ترغب في تحويل مصر إلى دمية في أيدي الولايات المتحدة وإسرائيل» على حد قوله.


وفي المقابل، نزلت حشود في القاهرة والعديد من المدن تأييدا لـ «شرعية» الرئيس مرسي ورفضا لبيان الجيش.

وفيما يترقب المصريون انقضاء مهلة الـ 48 ساعة التي أعطتها القيادة العامة للقوات المسلحة أمس الأول للقوى السياسية في البلاد للتوافق، قالت مصادر عسكرية ان القوات المسلحة ستلجأ الى تعليق العمل بالدستور الحالي وستحل مجلس الشورى الذي يسيطر عليه الإسلاميون بموجب مسودة خارطة طريق سياسية ستنفذ اذا لم يتوصل الرئيس محمد مرسي والمعارضة الليبرالية لاتفاق بحلول عصر اليوم.

وتتضمن الخارطة الحكم من خلال مجلس رئاسي انتقالي، ثم تغيير الدستور خلال أشهر وتعقبه انتخابات رئاسية.

وأضافت المصادر لـ «رويترز» ان المجلس الأعلى للقوات المسلحة مازال يدرس التفاصيل والخطة الهادفة لحل الأزمة، وانه من الممكن إدخال تغييرات بناء على التطورات السياسية والمشاورات.

من جانبها، أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة و«جبهة 30 يونيو» التي تشكلت قبل أيام وتضم كل الأحزاب والحركات المشاركة في التظاهرات ضد مرسي انها فوضت رئيس حزب الدستور محمد البرادعي التفاوض مع الجيش حول المرحلة الانتقالية.
من جانبه، رفض الرئيس المصري د.محمد مرسي فجر امس بيان القوات المسلحة الذي امهله 48 ساعة لتحقيق «مطالب الشعب» في الوقت الذي تشهد الحكومة جملة استقالات، ما يزيد من حدة الازمة السياسية وحالة الانقسام في هذا البلد.
وقالت رئاسة الجمهورية المصرية إن «البيان الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة لم تتم مراجعة رئيس الجمهورية بشأنه».
واضافت في بيان «ترى الرئاسة أن بعض العبارات الواردة فيه تحمل من الدلالات ما يمكن أن يتسبب في حدوث إرباك للمشهد الوطني».
وقال البيان ان مرسي «لا يزال يجري مشاورات مع جميع القوى الوطنية حرصا على تأمين مسار التحول الديموقراطي وحماية الإرادة الشعبية».
ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية (ائتلاف مكون من احزاب وقوى وتيارات اسلامية) مساء امس الاول لتظاهرات ومسيرات مؤيدة للرئيس مرسي في عدد من ميادين الجمهورية بشكل فوري.
واحتشد امس انصار الرئيس في القاهرة وفي مدن مصرية اخرى في الوقت الذي واصل فيه المعارضون حشد قواهم ما يهدد بتفجر الوضع واندلاع اعمال عنف.
وفي ميدان التحرير حيث هلل المتظاهرون مساء امس الاول فرحا ببيان الجيش، سادت امس اجواء من التوتر والقلق وجرى ايضا نشر تعزيزات اضافية من الشرطة في العاصمة.
وكانت معظم المؤسسات مغلقة امس في القاهرة التي بدت شوارعها شبه خالية وهو امر نادر في العاصمة التي لا تهدأ فيها الحركة عادة لا ليلا ولا نهارا.
وفي تداعيات الازمة سياسيا ايضا، قدم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو استقالته لينضم بذلك الى اربعة وزراء آخرين بينهم وزير السياحة اعلنوا استقالتهم منذ امس الاول.
وفي خضم هذه الاستقالات الجماعية طلب المتحدثان باسم رئاسة الجمهورية والمتحدث باسم رئاسة الوزراء علاء الحديدي اعفاءهم من مناصبهم.
من جانبها، اكدت جبهة الانقاذ الوطني (الائتلاف الرئيسي للمعارضة) ثقتها في الجيش الذي اعتبرت انه لا يريد التدخل في الحياة السياسية، مشددة في الوقت نفسه على انها لا تدعم اي «انقلاب عسكري».
واحتفت الصحف امس بموقف الجيش وعنونت صحيفة الوطن المستقلة «آخر 24 ساعة في حكم الاخوان» فيما عنونت التحرير «الجيش انحاز لمصر، ومصر غدا بلا مرسي».
الى ذلك، ذكرت تقارير إخبارية، أن الرئيس المصري محمد مرسي، اجتمع مساء امس لساعات مع وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي ورئيس الحكومة هشام قنديل ولم تخرج أي معلومات عن فحوى الاجتماع حتى وقت متأخر.
من جانبها، قالت مصادر عسكرية إن القوات المسلحة المصرية مستعدة للانتشار في شوارع القاهرة ومدن أخرى إذا لزم الأمر، للحيلولة دون وقوع اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه.
من جهة أخرى، نفى وزير العدل المصري أحمد سليمان قيام رئيس الحكومة د.هشام قنديل بتقديم استقالته للرئيس، وكان تغيير رئيس الوزراء مطلبا رئيسيا للمعارضة منذ أشهر.
إلى ذلك، تبرأت جماعة الاخوان المسلمين امس مما وصفته بمخطط يستهدف العدوان على المتظاهرين في ميدان التحرير والاتحادية وإلصاق الاتهام بالجماعة وبالتيار الاسلامي في مصر للتحريض ضدهم ونشر الفتنة في البلاد.
وذكر بيان للجماعة صدر امس «انه نمى إلى علمنا أن هناك من يخطط للعدوان على المتظاهرين في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية، ثم ينسبون هذه الأعمال الإجرامية إلى الإخوان المسلمين للتحريض ضدهم ونشر الفتنة في البلاد، والإخوان المسلمون يبادرون إلى إدانة هذا المخطط وهذه الأعمال إن تمت، لأنهم أحرص الناس على دماء المصريين جميعا».
وأكد البيان ان الإسلام يعتبر (أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)، «ونحن نسعى لإحياء المصريين جميعا في جو من الألفة والتعاون على البر والتقوى والعمل على التقدم ومصلحة البلاد العليا في مناخ من الديموقراطية السليمة وفي ظل دولة مدنية عصرية متحضرة تحسم خلافاتها بالعقل والمنطق بإجراءات ديموقراطية بعيدا عن العنف والإرهاب والقتل».
وكانت الغرفة المركزية لاعتصام القوى الاسلامية في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر قد كشفت النقاب عن مخطط للهجوم على متظاهري التحرير يوم 30 يونيو يقوم على تنفيذه الساعد الأيمن لصبري نخنوخ والذي قامت الأجهزة الأمنية بضبطه متلبسا بحيازة أسلحة ومتفجرات في مركب في النيل مملوكة لرجل الأعمال محمد الأمين صاحب قناة «سي.بي.سي» الفضائية.
 
أعلى