قراءة تحليلة للوضع الراهن في مصر يتضمن سيناريوهات 30 يونيو

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
قراءة تحليلة للوضع الراهن في مصر يتضمن سيناريوهات 30 يونيو فهل سيكون احتجاجات ومظاهرات موسمية أم ثورة حقيقية نحو مصر جديدة ؟

9998390712.jpg


تاريخ النشر : 2013-06-30
رام الله - دنيا الوطن وكالات
تتداعى إلى المشهد السياسي في مصر عدة سيناريوهات محتملة، يتوقعها المواطنون، ويرصدها ويفسرها الخبراء والمحللون، وهي في مجملها تتباين، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.. وبين الاطمئنان الشديد لدى البعض إلى الخوف الشديد لدى البعض الآخر، تبرز إلى المقدمة حالة من الترقب الحذر، والصمت المطبق المشوب بالخوف من لبننة مصر أو عرقنتها.

وفي ظل حالة الاستقطاب الشديد التي تعيشها مصر، بعد ثورتها المجيدة، التي أسقطت النظام الذي جثم على صدور المصريين لثلاثة عقود متواصلة، وحالة الترقب والانتظار لما ستنتهي إليه مظاهرات الأحد الموافق 30 من شهر يونو الحالي، لذا نطرح لديكم السيناريوهات المتوقعة لهذا اليوم المثير للجدل…

يومٌ دام يعقبه عصيان مدني

في البداية، يرى الخبير السياسي الدكتور عمرو عبد الكريم، أنه “لابد ابتداءً من قراءة دقيقة للواقع المصري في اللحظة الراهنة، هذه القراءة تكون في مجملها قراءة للأطراف الفاعلة، ورؤيتها للمشهد المصري، وتداعيات المواقف والرهانات”.

ويقول عبد الكريم، المهتم بملف النظام السياسي المصري، في حالات الالتباس تغمض المواقف، وتختلف القراءة، ولا أدل على ذلك من قراءة كل طرف لبيان وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ولأن البيان في مجمله حمال أوجه، فقد قرأه كل طرف من رؤيته الخاصة وفهمه، أو بمعنى أدق حمله على ما يريد من تصورات”.

ويضيف: “وبعيدا عن الدخول في التفاصيل أتوقع أن يكون يوم 30 يونيه يومًا داميًا، بدرجة من الدرجات، لكني لا أتوقع أن يكون يومًا فاصلاً في تاريخ مصر، أو هو نهاية لنظام الرئيس محمد مرسي، وإن كنت أحسب أنه سيكون أقرب ما يكون ليوم 6 أبريل 2008، الذي كان بداية تراكم الغضب الشعبي واختزانه في الذاكرة الجماعية للشعب المصري”.

المعارضة والنظام على مفترق طرق

ويتابع عبد الكريم قائلا: “ولا أتصور أن القضية الكبرى أن نظام مرسي لا يقدم حلولاً للمشكلات، ولا يطرح مبادرات للأزمة، ويقدم التنازل تحت ضغط إلحاح المطالب، ولكنه متأخرًا وهو نسخة قريبة الشبه بنظام مبارك ، مشيرا إلى أن “خطابات مرسي من كثرتها، وعدم تقديمها جديدًا، ابتذلت وأصبحت كما لو أنها ما يصب الزيت على نار الأزمات”.

وتوقع الخبير السياسي أن يكون “الدم هو عنوان ذلك اليوم، والاضطراب سيكون منهجه، وبين الفوضى والدم تضيع مقدرات الوطن، وتفشل أول تجربة مصرية حقيقية في الانتقال إلى النظام الديمقراطي”.

ويرى عبد الكريم أن “الإنجاز، وحل المشكلات، وحلحلة الأزمات، والحلول الوسط، ومبادرات التوافق الوطني، والعمل في المتفق عليه، وسياسات الحد الأدنى، هي مفاتيح رئيسية في الأزمة المصرية، وهي أبعد ما تكون عن سياسات الرئيس محمد مرسي للأسف”.

ويختتم بقوله: “ليس أسوأ من النظام إلا المعارضة، وليس أسوأ من المعارضة إلا النظام، وفي انتظار جيل ثورة يناير الذي فكر خارج الصندوق فكانت الثورة، أما جيل السياسة الحالي في مصر من زعماء جماعات ورؤساء أحزاب، فهو جيل التفكير داخل الصناديق، سواء كانت صناديق الانتخابات أو صناديق دفن الموتى والتجارب السيئة”.

السيناريوهات الثلاثة المتوقعة

وفي سياق متصل، يعتبر الخبير السياسي الدكتور كمال حبيب، أن يكون “يوم 30 هو يوم غير عادي، وحاسم في تاريخ التطور السياسي لمصر بعد الثورة، اليوم اكتسب شرعيته من التركيز الإعلامي عليه، وبدا أن هناك حشدًا منظمًا له، والسيناريوهات المتوقعة له صعبة، ولكنني أرى أن هناك ثلاثة سيناريوهات لهذا اليوم”.

ويقول حبيب، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن “السيناريو الأول: ألا تخرج أعداد كبيرة كما جرت التوقعات، وهنا فإن ذلك سيعطي للرئيس الحجة في القول بأن حركة تمرد كانت مجرد فرقعة إعلامية، وليس لها وجود حقيقي في الشارع، ولا تعبر عنه”.

ويضيف: “والسيناريو الثاني: فهو أن تخرج جموع كبيرة وحاشدة في الميادين والشوارع، وفي هذه الحالة سيكون ذلك تصويتا ميدانيا علي رغبة الشعب في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهنا علي الرئيس في هذه الحالة الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة والعودة مرة أخري لسماع صوت الشعب من خلال الصندوق”.

ويتابع حبيب قائلاً: “أما السيناريو الثالث: فهو أن تكون الأعداد كبيرة ولكنها أقل من المتوقع والمأمول، ولاتمثل تحديا لشرعية الرئيس علي الأرض، وهنا قد تنجر تلك التجمعات إلي أعمال عنف بسبب اختراقها، أو بسبب اتخاذها قرارات علي الأرض لا تتناسب مع حجم حشودها، وهو ما قد يقود إلي عنف، وهذا العنف سيستدعي على الفور تدخل القوات المسلحة”.

ويعلق بقوله: “وهنا نكون أقرب للنموذج التركي في عام 60 و70 و80، وهنا سيقوم الجيش بوضع دستور جديد للبلاد، وهندسة الحياة السياسية وفق ما يعتقد أنه مصلحة مصر، ثم يترك الساحة بعد عدة أشهر ليتم استئناف حياة سياسية جديدة، وفق الصيغة التي وضعها دستور الجيش، بالتعاون مع القوي المدنية التي تري أن الجيش هو البديل لاستمرار نظام حكم التيار الإسلامي”.

استعادة الثورة ممن استولوا عليها
ومن جانبه، يعتبر المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، عضو جبهة “الإنقاذ” الوطني، أن “30 يونيو سيكون يوم تجديد روح الثورة المصرية، واستعادتها مرة أخرى، واستعادة مصر ممن سرقوهما فى وضح النهار، وأهدروا قيمتهما العظمى”، مشيرًا إلى أن “من سيتصدى هذه المرّة للمخربين ودعاة القتل والعنصرية والطائفية، هم الملايين التى وقّعت على دعوة حركة “تمرد”.

ويتوقع بهاء الدين شعبان، الأمين العام للحزب الإشتراكى المصرى، : أن “الشعب المصري سينزل كما لم ينزل أبدًا إلى ميادين مصر وشوارعها، وستجبر جحافله من عاش عمره فى الكهوف، بعيدًا عن ضوء الشمس، أن يعود إلى الجحور، وإذا مافكروا فى استخدام العنف ضد الشعب، سيكون رده عليهم صاعقاً”.

متفقًا مع شعبان، يرى الكاتب والمحلل السياسي أنور الهواري، الصحفي بمؤسسة الأهرام، أن “30 يونيو سيكون نهاية عام من عدم التوفيق فى قيادة شعب صعب المراس، نهاية عام من الفشل فى الانجاز التنفيذي لأننا بدون وزارة حقيقية، نهاية عام من الشحن والانقسام والاحتقان على كل صعيد”.

ويتابع الهواري، : سيكون “نهاية عام من الاعتساف والتسرع والحماقة، نهاية عام من الخلط بين مفهومي الحكم والملك، نهاية الخلط بين مفهومى الجماعة والدولة، نهاية الصدام بين التنظيم ومؤسسات الدولة”.

نهاية المشهد بداية لمشاهد اخرى

وبرؤية مختلفة يتوقع الخبير السياسي الدكتور أحمد مطر، أن “يكون سيناريو يوم 30 يونيو على النحو التالي: قليل من الناس، قليل من العنف، قليل من التأثير”، مشيرًا إلى أن “كل المعلومات والاستطلاعات الواردة تؤكد أن “30 يونيو سيكون نهاية لسطوة البلطجية ومن يحركونهم، حيث ستكون هناك تجمعات مدربة تستهدف إبادة البلطجية أو تهشيم عظامهم، وأن الجيش سيقوم بدور رائع لبعث الأمن المصرى من جديد”.

ويرى مطر، رئيس المركز العربي للبحوث السياسية والاقتصادية، أن “رؤوس جبهة الإنقاذ فى حالة إرتباك شديد وتخبط، بعد رفض السفيرة الأمريكية دعمهم، وبعد قرارات منع السفر، وبعد قرارات مجلس الأمن القومي، وبعد تهديد قوى شعبية بسحق البلطجية”.

كما يدلل الخبير السياسي على قوله بأن هناك ارتباكًا يسود جبهة الإنقاذ، بـ”الإعلان عن زيادة عدد مقاعد مجلس النواب القادم إلى 588 مقعدًا، وبعد 4 حركات انسحاب للقضاء كشفت الغطاء القانونى عنهم”، مختتمصا بقوله: “سيشهد 30 يونيو إن شاء الله تدمير تحالف الفلول مع جبهة الإجرام”.

إسقاط الرئيس مرسي احتمال وارد

ومن جهته، يتوقع المحلل السياسي علي عبد العال، “أن يحصل عنف بشكل كبير في هذا اليوم، خاصة من المعارضة العلمانية، التي اعتادت على العنف في حشودها، فضلاً عن الأسلحة التي تشاهد في أيدي عناصرها من وقت لآخر، هذا إلى جانب أن هناك مجموعات من بينها تمارس العنف بشكل علني مثل ميليشيات “بلاك بلوك”.

ويستدرك عبد العال، الباحث المتخصص في شئون الحركات الإسلامية، قائلاً: “لكن مسألة قدرة المعارضة على إسقاط الرئيس المنتخب محل شك كبير، إلا إذا حدثت تداعيات معينة، مثل تدخل الجيش واستجابته لدعوات أطراف المعارضة بالتدخل”.

ويضيف: “أما من قبل الإسلاميين فلا أظن تمامًا أنهم سيسمحون بإسقاط الرئيس على تعدد أحزابهم وجماعاتهم”، مشيرًا إلى أن “الإسلاميين بأيديهم العديد من أوراق الضغط التي تحول أولاً بين المعارضة وبين إسقاط الرئيس، وتدعو ثانيًا الجيش إلى أن يفكر قادته كثيرًا قبل أن يقدموا على مسألة التدخل لصالح المعارضة”.

متفقًا مع عبد العال، يرى الخبير الإعلامي الدكتور عادل فهمي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، في أن “اجتماع الأحزاب، وخوف أهل الحق، والنصر من عند الله، ريح تفشل سعي الباغين، وقد يكون خطاب الرئيس محمد مرسي مساء الأربعاء 26 يونيو الجاري، مقدمة لنصر كبير”، معتبرًا أن “ثمن التمكين لم يدفع بعد، وقد نكون بصدد عام أو أكثر من التضحيات حتى تستقر الأمور”.

التخوف من اغتيالات سياسية!

ورغم تأكيده على معارضته للرئيس مرسي، يرفض الكاتب السياسي د. صلاح هاشم، الخبير في التنمية والتخطيط، بشدة “الموجات السياسية الداعية لإسقاط مرسي والخروج عليه؛ ليس عن ثقة في مرسي وإنما لعلمي بحجم المغارم التي ستدفعها مصر إبان ذلك التصرف غير المدروس، فالتيار الإسلامي لن يسمح بسقوط مرسي، كما لن يقبلوا بالعودة للسجون والمعتقلات التي طلقوها ثلاثًا بتولي مرسي حكم البلاد”.

ويقول هاشم، في تغريدة له على حسابه “هو الأمر الذي يجعلني أراهن على أن تظاهرات 30 يونيه، ربما تسفر عن اغتيال قيادات ورموز سياسية عديدة، من الإخوان والمعارضة، وربما شخوص إعلامية وصحفية معروفة؛ مما يجعل الأمر معقدًا، ويدفعنا جميعًا للهاوية”.

ويضيف: “ورغم صعوبة التداعيات السياسية ومرارة نتائجها، ورعونة مؤسسة الرئاسة في التعامل معها، إلا أنني ما زلت أراهن على ضمير جماعة الإخوان وحسهم الوطني وقدرتهم على تجاوز الأزمة، إذا قدموا حلولا حقيقية، وامتنعوا عن المكابرة، والتزموا بالمكاشفة والشفافية، واعترفوا بالفشل، وتخلصوا من الأنانية، وقدموا ضمانات سياسية حقيقية لخروج الشعب من أزماته اليومية، تشعر المعارضة بأنها شريك حقيقي في إدارة البلاد”.

ويختتم الخبير السياسي بقوله: “الآن لا تجدي المداهنات ولا المهادنات والمسكنات، فقد انفلت الزمام، وليس للشارع من رادع، وأن رموز المعارضة لا تملك سوى أصواتها فقط، وأنها غير قادرة على ردع المتظاهرين، ولا صرف المارد الثائر الذي حَضَّرُوُه”.
 
أعلى