الإمارات ترمومتر القطاع الفندقي في الشرق الأوسط

خالد الشامسي

:: فريق التغطيات التطويري ::
إنضم
21 يوليو 2012
المشاركات
3,729
وصف هرفي هملر الرئيس والرئيس التشغيلي لمجموعة فنادق ريتز كارلتون العالمية دبي بترمومتر الاستثمار الفندقي في الشرق الأوسط.
وقال إن هذا الاعتقاد هو الذي دفع مجموعته قبل 15 عاماً لأن نتخذ دبي بوابة للدخول إلى المنطقة. وأضاف: من الواضح أن القرار كان صائباً، فقد استطعنا أن نتعرف من خلال دبي إلى احتياجات السوق الشرق أوسطية بشكل عام.
وأكد هملر أن المجموعة ستنطلق في خططها التوسعية في الشرق الأوسط من خلال الإمارات بصفتها المؤشر الأنجح لنجاح أي استثمار في هذا القطاع من عدمه.
وأشار إلى توسعات تأتي ضمن المشاريع التوسعية العالمية التي تقوم بها المجموعة حالياً والتي تتمثل بافتتاح 9 فنادق جديدة في 2013 و9 فنادق أخرى في 2014، موضحاً بأن الوق الحالي يعتبر مثالي للتوسع الفندقي شريطة الاختيار الصحيح لأماكن التوسع.
وأفاد بأن المجموعة تفكر في إطلاق علامة بولغاري الفندقية الفاخرة في دبي خلال الفترة الحالية وهي تبحث عن أفضل العروض وأنسب المناطق. وأوضح أنه في حال نجاح الفندق في دبي فستكون بمثابة الضوء الأخضر لإطلاقها في باقي المنطقة.
وصرح هملر لـ (البيان الاقتصادي) أن دبي هي المنافس الأقرب لاستقبال معرض إكسبو 2020، وذلك قياساً بمقومات عديدة تملكها، من المطار إلى الميناء، والفنادق، والمراكز التجارية، والبنية التحتية المتطورة، وموقعها الجغرافي الذي يربط بين ثلاث قارات، وعناصر الجذب الاستثمارية المميزة التي تملكها، ومواقعها السياحية، وسمعتها العالمية، والتسهيلات الكثيرة المتعلقة بتأشيرات الدخول.
طفرة سياحية
وحول الخطط التوسعية للمجموعة قال هملر: ندير حالياً 81 فندقاً في الأميركتين وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط وإفريقيا ومنطقة الكاريبي، ولدينا أكثر من 30 مشروعاً فندقياً وسكنياً قيد التطوير في كل أنحاء العالم، سنقوم بافتتاح 9 فنادق جديدة في 2013 و9 فنادق أخرى في 2014.
نستهدف الانتشار في الوجهات السياحية التي أثبتت نجاحها مؤخراً. هذه الخطط ليست وليدة اللحظة، بل اتخذناها من مدة طويلة، لكن الأزمة العالمية في العام 2009 اضطرتنا إلى التريث قليلاً واختيار الوقت المناسب. وهو ما حصل بالفعل في العام 2012، عندما لمسنا طفرة سياحية في مناطق كثيرة حول العالم وعندها اتخذنا القرار بالاستثمار.
فنادق جديدة
وتحدث هملر عن افتتاح فندق في أبوظبي وتوسعة آخر في دبي وقال: جاء افتتاح الفندق كأفضل احتفالية لإحياء الذكرى الخامسة عشرة لوجودنا في الإمارات والشرق الأوسط بالإضافة إلى مرور 30 سنة على إنشاء المجموعة.
وأضاف: تعتبر دبي حالياً عاصمة السياحة في المنطقة، ولذلك قرار التوسع لم يتضمن أية مخاطرة، مقارنة مع تلك التي اتخذناها في العام 1998 عندما فتحنا أبواب الفندق لأول مرة كأحد أول المنتجعات الفاخرة على الواجهة البحرية لإمارة دبي.
والتوسعة التي قمنا بها في الفندق هي جناح جديد في المنتجع، يسمى شروق، يشتمل على من 115 غرفة فاخرة و13 جناحاً صغيراً، وهي فئة الأجنحة الجديدة في المنتجع، و18 جناحاً تنفيذياً وجناحَي ريتز - كارلتون راقيين.
كما يضم نادياً رياضياً، ومطاعم، ونادياً صحياً جديداً، ومسابح إضافية، وحدائق، ومساحات داخلية وخارجية واسعة لاستضافة الفعاليات من الاحتفالات الاجتماعية إلى اجتماعات الأعمال.
أما أبوظبي فتعتبر من بين الوجهات السياحية سريعة النمو في المنطقة خصوصاً في مجال سياحة الأعمال، وسيتكون فندق الريتز - كارلتون أبوظبي من عشـرة مبـانٍ تتخـذ شكل الهلال، والجــزء الرئيسـي من مساحة المبنى بحيـرات مائية موزعة ضمن مساحة الفندق التي تمتد على 220 ألف متر مربع، وتتكون فيلات الفندق من غرفة نوم واحدة وغرفتي نوم تتراوح مساحتها بين 90 و130 متراً مربعاً، مع خدمة نادل خاص.
الاستثمار الفندقي
ورداً على سؤال حول ما إذا كان 2013 هو التوقيت المناسب للاستثمار في القطاع الفندقي أوضح هملر: أينما ذهب العميل الفاخر فنحن يجب أن نكون هناك قبله.
لكننا لا نستطيع القول إنه التوقيت المناسب للاستثمار في العالم ككل، فالموضوع نسبي إلى أبعد الحدود، حيث هناك مناطق في العالم يعتبر فيها اليوم هو التوقيت المناسب للاستثمار في القطاع الفندقي كآسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، بينما في المقابل هناك مناطق يجب عليك الحفاظ على استثماراتك هناك وانتظار ما ستؤول إليه الأمور، ومنها أوروبا وأميركا.
هذه المعطيات اتخذناها بعين الاعتبار عندما قررنا التوسع، وستستشف ذلك من خلال المناطق التي اخترنا أن نفتتح فيها فنادق جديدة.
الإمارات والمنطقة
وأكد هملر أن مجموعته تفكر دوماً في الاستثمار في الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط التي تتمتع بفرص نمو كبيرة مقارنة بباقي المناطق الأخرى.
وأضاف: قبل اتخاذ القرار يجب ضمان عومل النجاح، بالنسبة لنا تعتبر الإمارات بشكل عام ودبي خصوصاً ونفكر أيضاً جدياً في إطلاق العلامة الفندقية الفاخرة بولغاري في المنطقة، ونبحث حالياً عن أفضل المناطق التي تضمن نجاح هذه العلامة، وأيضاً ستكون دبي المدينة الأولى التي نطلق فيها هذه العلامة.
تغيير جذري
وأشار هملر إلى حدوث تغيير جذري في التوجه العام للاختيارات السياحية خلال الأعوام القليلة الماضية خصوصاً بعد الأزمة.
وقال إن الوجهات السياحية التقليدية كأوروبا انخفضت أسهمها مقابل صعود أسهم وجهات جديدة، ومن بينها الشرق الأوسط والصين والهند وحتى إفريقيا وأميركا الجنوبية. وأوضح: أستطيع القول إن هذه المناطق هي بمثابة مستقبل السياحة العالمية.
علامة فاخرة
وعما إذا كانت مجموعته تفكر في الدخول إلى قطاع الفنادق الاقتصادية قال هملر: حالياً لا يوجد ولا أظن أننا سنفكر في ذلك على المدى القريب والمتوسط، شخصياً أعتقد أن التخصص شيء جيد في كل القطاعات والفنادق لا تمثل استثناءً.
بدأنا مشوارنا علامة تجارية فاخرة من خلال "الريتز-كارلتون" ومن ثم أضفنا العلامة الفاخرة الأخرى "بلغاري"، وأثبتنا وجودنا ونجاحنا في هذا القطاع، كما اكتسبنا الخبرة المناسبة التي تؤهلنا للاستمرار فيه مدة طويلة.
لكني لا أقول إن هذه الفئة من الفنادق لن تنجح، هناك مدن ستنجح فيها بالرغم من تصنيف الفنادق، وهي المدن التي تعتبر الوجهات السياحية الجيدة ومن بينها دبي واسطنبول والهند وتايلاند.
فريق عمل
وتحدث هملر عن كيفية عملية اختيار مناطق افتتاح الفنادق الجديدة وقال: نملك فريق عمل على أعلى المستويات، يقوم بعمل دراسة شاملة للمؤشرات السياحية العامة والخاصة، حيث ندرس المؤهلات التي تملكها هذه الوجهة السياحية بالإضافة إلى معدلات السفر إليها ونسب الإشغال الفندقي ونوعية الفنادق التي تتواجد بها.
وأضاف: وبصفتنا علامة تجارية فاخرة، فنحن نختار المناطق التي يزورها قاعدة العملاء الفاخرة. هذا العامل الأخير يشكل تحدياً بالنسبة لنا فنحن نستهدف نوعية معينةً من العملاء، وهو الأمر الذي يحتم علينا إيجاد الأسواق التي تستطيع استقبال هذا النوع من الفنادق.
رؤية نسبية
وعبر هملر عن رؤية نسبية فيما يخص مستقبل القطاع السياحي عالمياً، إقليمياً وفي الإمارات.
وأوضح: فيما يتعلق بالمستقبل فإن الأمر نسبي ومتناقض، مثلاً متفائل كثيراً بمستقبل القطاع السياحي بآسيا وخصوصاً بالصين والهند وبعض ابلدان الأخرى، في المقابل لا تمثل نسب النمو في سوقي اليابان وكوريا الجنوبية عناصر جذب قوية للمجموعات الفندقية العالمية في الوقت الراهن.
أما في أوروبا فالأزمة المالية التي تعيشها تضعنا أمام مستقبل مشكوك فيه، رغم أن مجموعتنا حققت معدل نمو عند 6.5% العام الماضي، لكن ومع ذلك يبقى المستقبل غير مضمون لنا.
وهو الأمر نفسه ينطبق على أميركا الشمالية. أما في الشرق الأوسط، فتبقى المؤشرات السياحية لبلدان الخليج والإمارات بشكل خاص هي الأفضل إقليمياً، وهو الأمر الذي يرجع إلى سببين، الأول أن هذه الأسواق تستثمر بشكل مكثف في القطاع خلال الفترة الحالية، والثاني هو الأحداث السياسية التي تشهدها باقي المناطق.
توقعات إيجابية
وأبدى هملر تفاؤلاً كبيراً بمستقبل القطاع الفندقي والسياحي في الإمارات عموماً ودبي على وجه الخصوص.
وأوضح: توقعاتي إيجابية جداً فالإمارات بشكل عام ودبي خصوصاً، ستستمر في النهج المميز نفسه، وهو الاستثمار في المكان المناسب والتوقيت الأفضل، شعبية دبي والإمارات تنتشر بشكل أكبر عاماً بعد عام، والفضل بذلك يعود إلى الخطط التسويقية الذكية التي تنتهجها الجهات الحكومية سواءً داخلياً أو خارجياً.
وأضاف: أتذكر في السابق، لم تكن الإمارات ضمن أول 100 اختيار للسائح العالمي، أما اليوم فهي ضمن 10 الأوائل على أقل تقدير، فالكل يريد القدوم إلى هنا ومعاينة التطور الهائل التي استطاعت الدولة تحقيقه في وقت قياسي، وقياساً على ما حدث في الماضي، تستطيع التنبؤ بما سيحدث في المستقبل.

بنية دبي السياحية بين الأفضل عالمياً
تؤكد التقارير أن بنية دبي التحتية السياحية تعتبر من بين الأفضل في العالم، من حيث الفنادق أو المرافق السياحية المتنوعة، أو حتى في ما يتعلق بالخدمات اللوجستية كالمطار والميناء، وهي تنافس حالياً وجهات سياحية عالمية عريقة في كل المجالات.
وخصوصاً مطارها الكبير الذي يعتبر رابع أكبر المطارات نشاطاً من حيث حركة المسافرين ويستطيع استقبال 50 مليون زائر سنوياً فيما سيكون مطار آل مكتوم جاهزاً لاستقبال الزوار بالتزامن مع الحدث.
أو من حيث مكانتها ضمن خارطة السياحة البحرية عبر الميناء. وتفيد التقارير بأن دبي تملك حالياً أكثر من 85 ألف غرفة فندقية وهي في طور زيادة هذا العدد سنوياً، وتتميز هذه الغرف بالجودة أيضاً وبتواجد كل العلامات التجارية الفندقية العالمية.
ووفقاً للخبراء فإن ما يساعد الإمارة على تسويق مكانتها سياحياً في العالم موقعها الجغرافي المميز الذي يتيح فرصة النفاذ المباشر إلى أكثر من ملياري نسمة عبر رحلات طيران أقل من 4 ساعات دون توقف، كما تعتبر مركزاً حيوياً يربط بين قارات العالم.

دبي الأقرب لاستقبال إكسبو 2020
عبّر هرفي هملر عن ثقته بأن دبي هي المنافس الأقرب لاستقبال معرض إكسبو 2020 ، وذلك قياساً بالمقومات العديدة التي تملكها، من المطار إلى الميناء، والفنادق، والمراكز التجارية، والبنية التحتية المتطورة، وموقعها الجغرافي الذي يربط بين ثلاث قارات، وعناصر الجذب الاستثمارية المميزة التي تملكها، ومواقعها السياحية، وسمعتها العالمية، والتسهيلات الكثيرة المتعلقة بتأشيرات الدخول.
وأضاف بأن إنجاح نسخة إكسبو دبي في حالة فازت بها لن يكون بالشيء الصعب على المسؤولين على هذه الإمارة الرائعة، خصوصاً وأن تاريخها في استضافة الأحداث العالمية الكبيرة هو تاريخ مشرف وناجح بامتياز، مشيراً إلى أن دبي بشكل خاص والإمارات عموماً تملك كل الإمكانات المادية والبشرية التي لن تدخرها في سبيل أن تكون نسخة دبي الأفضل على الإطلاق.
 
أعلى