ندوة «التطلعات» توصي بتعزيز الهوية وتخصيص يوم لـ الشباب العماني

мά∂εмσίşάĻĻe

¬°•| مشرفة سابقة |•°¬
إنضم
28 يوليو 2012
المشاركات
6,002
العمر
33
الإقامة
...
قريبا.. إشهار المجالس الاستشارية الطلابية بمؤسسات التعليم العالي -
كتب:خميس بن علي الخوالدي:-- أوصت ندوة تطلعات الشباب في عالم متغير التي اختتمت فعالياتها أمس بمسرح وزارة التربية والتعليم وذلك برعاية معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي بحزمة من التوصيات سيتم رفعها إلى مجلس الوزراء لدراستها والعمل على تحويلها إلى واقع ملموس، كما تم اقتراح تشكيل فريق من وزارة التعليم العالي لمتابعة تنفيذ التوصيات التي تمخضت عنها الندوة مع الجهات المعنية بتنفيذها.
وركزت التوصيات على تعزيز روح الانتماء الوطني لدى الشباب من خلال دراسة الرموز العمانية في العلوم المختلفة وتقديمها كأنموذج في المقررات الدراسية عبر مراحل التعليم المدرسي والجامعي وتعزيز الهوية العربية العمانية من خلال إنشاء مجمع اللغة العربية كهيئة مستقلة لها شخصيتها الاعتبارية وإجراء دراسة تقويمية للمتطلبات العامة المتصلة بالهوية العمانية التي تقدم في مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة والاهتمام باللغة العربية كلغة تدريس وبحث في مؤسسات التعليم العالي المرتبطة بكليات الصحافة والإعلام وفتح قسم يخدم الإعلام التربوي وذلك لإيجاد مرونة في استيعاب متطلبات سوق العمل إضافة إلى وضع معايير لضبط ممارسة القيم في جميع المؤسسات الحكومية بما فيها الجامعات والكليات والمدارس بشكل يعكس أصالة هذا المجتمع ويحافظ على النظام العام. إنشاء مراكز لرعاية الشباب المبدعين والمُجيدين في المجالات المختلفة، وتهيئة البيئة المناسبة لهم لتطوير أفكارهم والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق إضافات علمية ابتكارية واعتماد اللغة العربية لغة تواصل وحوار في المؤسسات الحكومية والخاصة مما يؤدي إلى اعتزاز الشباب بهويتهم ولغتهم كما أوصت الندوة بتطوير نظام إعلامي قادر على ترسيخ الهوية الوطنية وتقليص الفجوة بين المنظومة الإعلامية والمتلقي .. وإطلاق برامج تلفزيونية تعرض تجارب ناجحة لرواد الأعمال يتحدثون عن قصص نجاحهم ومواكبة التلفزيون العماني لوسائل التواصل الاجتماعي من حيث اقتناص الخبر ومناقشة القضايا التي تهم المجتمع وطرحها للمشاهد إضافة إلى بناء خطة استراتيجية لبث برامج توعوية تهدف إلى غرس المنظومة القيمية لدى الشباب بوسائل وأساليب جاذبة ومشوقة وتسهيل الإجراءات لإنشاء مؤسسات إعلامية تلفزيونية وصحفية مما يتيح فرصا أكبر لاستيعاب الكوادر العمانية الشابة وتفعيل دور المسجد وتجديد الخطاب الديني بما يتناسب ومنهجية التفكير لدى الشباب المعاصر وإنشاء قناة تلفزيونية وأخرى على اليوتيوب تعنى بشؤون الشباب وقضاياهم تدار بكوادر عمانية شابة والاستمرار في توظيف قنوات التواصل المجتمعية المختلفة للتقريب بين وجهات نظر الشباب وأسرهم ومتخذي القرار في المؤسسات المختلفة إضافة إلى تعزيز الحوار الأسري بين الآباء والأمهات وأبنائهم، من أجل تقديم نماذج سلوكية سليمة يقتدي بها الأبناء وتوفير فرص يمكن أن يلتقي فيها الشباب مع نماذج في مختلف المجالات من داخل عمان وخارجها، فهؤلاء يمثلون نماذج نجاح تحفز في الشباب الهمم وتزيد من دافعية الإجادة.
كما أوصت الندوة بتوعية الشباب بسلبيات وسائل التواصل الاجتماعي وإيجابياتها المختلفة، مع التأكيد على أهمية هذه الوسائل في تعزيز الحوار بين الأفراد والمؤسسات إذا ما استغلت برشد وعقلانية وترسيخ الحوار كأداة لحل القضايا الوطنية بين الشباب والمؤسسات المختلفة مما يؤدي إلى الوصول لفهم واضح ومشترك في الجوانب المختلفة التي تهم المجتمع وتبني مشروع (مسابقة عمان درايف) فالمشروع رائد ويستحق أن يرى النور لسمو الرسالة والقيم الإيجابية التي يسعى إلى ترسيخها في الناشئة ونشر الثقافة المرورية في المجتمع المحلي وبناء استراتيجية التوعية المرورية على أسس تقوم على تحمل الشباب المسؤولية وتعاونهم مع المختصين في مجالات الوقاية من حوادث الطرق، والحث على مكافأة السلوك الجيد لدى الشباب عوضاً عن معاقبة السلوك السيء إضافة إلى التركيز على الحلقات التدريبية (العملية) في تنفيذ الفعاليات المتعلقة بالشباب التي تتيح للشباب فرصا أكبر في التعبير عن تطلعاتهم وطموحاتهم وتنظيم لقاءات بين صندوق الرفد والشباب في محافظات السلطنة المختلفة لرصد احتياجاتهم الفعلية المتعلقة بالتمويل والتدريب وتوظيف التكنولوجيا وشبكة المعلومات الإنترنت بمؤسسات التعليم العالي في نقل المعلومات والمعارف والعلوم من خلال مؤتمرات الفيديو والتعلم عن بعد وتفعيل قاعدة البيانات والمعلومات حول الاحتياجات المستقبلية لسوق العمل من التخصصات، وتقديم أرقام حقيقية تعكس الاحتياجات الفعلية لكل جهة بما يحقق أهداف الخطط الخمسية ويضمن الاستثمار السليم للموارد والثروات والتأكيد على توظيف مختلف الوسائل التكنولوجية لتحقيق تنمية مستدامة تصنع للشباب فرصاً متساوية للتعليم والعمل، وتضمن للمجتمع أصالته، وتساعد على رخاء الوطن وتوظيف ثورة المعلومات المتسارعة في بناء السياسات والاستراتيجيات الوطنية المتعلقة بالتنمية المستدامة، لما توفره هذه الوسائل من فرص كبيرة لنجاح هذه السياسات.
كما أوصت الندوة بإبراز دور الرموز العمانية من المفكرين والمبدعين الذين أسهموا في بناء الحضارة العمانية عبر التاريخ من خلال تسمية الشوارع والمساجد والمؤسسات الثقافية بأسماء العلماء والمفكرين العمانيين والاحتفاء بالنتاج الفكري العماني سنويا في المنتديات الأدبية والمراكز الثقافية، وبثه في وسائل الإعلام المختلفة ونشر مؤلفاتهم وترجمتها إلى لغات مختلفة ليتعرف الآخر أينما كان على المنجز العماني وإحياء التراث العماني بما يتضمنه من أصالة وقيم وحضارة وتقديمه للأجيال بروح معاصرة ذات صبغة ترفيهية وثقافية والمتمثل في التعريف بالمتاحف والمعالم والقرى التراثية ومواقع الآثار التاريخية من خلال تهيئة شبكة متاحف متكاملة في المحافظات العمانية المختلفة وتسليط الضوء على الرموز العمانية المادية (الآثار التاريخية والمصنوعات الحرفية...الخ) وتسويقها بشكل معاصر محلياً وعالمياً إضافة إلى إنشاء مسرح وطني متكامل كهيئة مستقلة بذاتها لها صفتها الاعتبارية، لغرس الهوية العمانية وإبراز الدور التاريخي والتحولات التي يمر بها المجتمع، وتقديم فرص للمواهب الشابة للتعبير عن إبداعاتهم وصقلها وتعزيز المبادرات الشبابية ورعايتها ودعمها مما يؤدي إلى ترسيخ قيم الانتماء الوطني لدى الشباب وتقديم الدعم اللازم للجمعيات والفرق التطوعية بما يمكنها من أداء أدوارها بشكل فعال، وتحفيز الشباب للانضمام إليها لاستثمار طاقاتهم في العمل الوطني الهادف وتخصيص يوم باسم (يوم الشباب العماني) يحتفى فيه بمنجزات الشباب.
إشهار المجالس الاستشارية
وأكد سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي في تصريح خاص لـ«$» انه قريبا سيتم إشهار المجالس الاستشارية الطلابية وأن كل مؤسسة تعليمية حكومية أو خاصة ستكون ملزمة بإشهار هذه المجالس وستكون هناك لائحة وسيتم انتخاب جميع الأعضاء لهذه المجالس من خلال عملية اقتراع داخلي في كل مؤسسة فالموضوع محل اهتمام وسيرى النور قريبا..
ودعا سعادته الشباب الحاضرين في الندوة إلى أن يسجلوا اقتراحاتهم وستلقى كل ترحيب واهتمام من قبل المسؤولين في وزارة التعليم العالي مشيرا إلى أن الجميع يسعى لتقديم ما هو مفيد ويخدم الشباب وأهداف الندوة وأن كل الاقتراحات العملية التي ستصل إلينا ستكون قابلة للتطبيق.
إنجازات شبابية
قدم الدكتور حمد الغافري ورقة عمل بعنوان (الإنجازات الشبابية ودورها في الانتماء الوطني) تناول فيها قيم المواطنة والانتماء في نفوس الشباب قائلا: إن الشباب أهم قوة بشرية لأي مجتمع، فهم عماد المستقبل ومصدر الطاقة والتجديد والتغيير والإنتاج. وثروات الأمم لا تقاس بمدى ما في أرضها من موارد ومعادن بقدر ما تقاس بمدى ما تقدمه لشبابها من عناية ورعاية واهتمام، وتعد مثل هذه الندوات فرصة لترسيخ قيم المواطنة والانتماء في نفوس الشباب وتحفيزهم من أجل بذل طاقاتهم وحماسهم فيما ينفع الوطن وينفعهم. الأمر الذي يؤكد ضرورة توظيف طاقات وقدرات الشباب، والارتقاء بأدائهم وتزويدهم بالخبرات، فالشباب هم الطاقة التي لا تنضب لإحداث التغيير وتحقيق التطور، وهم أيضا الذين يحافظون على استمرار الحياة في المجتمع، فالشباب اليوم هم دعامة الإنتاج في جميع ميادين الحياة، وهم أغلى رأسمال للأمم التي تريد أن تصنع لها حاضراً زاهراً ومستقبلاً مشرقاً، والتخطيط لمستقبل الأمم مرتبط بحسن إعداد شبابها، وتقديرها لإنجازاتهم وتهيئتهم ليكونوا عدة الأمم في مسيرتها الخيرة، في البناء، والتطوير.
وأضاف الغافري: إن تنمية الطاقات الشبابية واستثمارها والاهتمام بإنجازاتهم ضرورة ملحة لا بد أن توليها المؤسسات العناية والتكريم لما لها من أهمية في تعزيز قيم الانتماء للوطن، ولكن كيف يمكن أن تعزز الإنجازات الشبابية قيم الانتماء الوطني في نفوس الشباب؟ وما هو دور المؤسسات لتحقيق ذلك؟ وكيف يمكن تعزيز ثقافة الإنجاز والتطوع لدى الشباب؟
تحولات
كما قدم الدكتور محمد بن علي البلوشي من جامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان الشباب وتحولات التراث والهوية قال فيها: يتميز كل من التراث والهوية بتحولاتهما الدائمة التي تنبع من العملية المعقدة التي يقوم من خلالها الذهن الإنساني باختيار ما يمكن اعتباره تراثا وتجاهل ما لا يمكن اعتباره كذلك حيث إن التبدلات التي تطرأ على الذهن باختلاف أنواعها ومستوياتها تولد بشكل مستمر قيما جديدة لكل العناصر التي تحيط بالإنسان ولذلك فإنه ليست هناك قيما مطلقة للتراث كما أنه لا توجد مستويات جغرافية محددة للهوية التي يسعى المرء للحفاظ عليها، التراث يعني شيئاً مهماً بالنسبة لكل الناس الذين يؤمنون بشيء ما، أو ببساطة يعتقدون بأنهم مختلفون.
وقدم ناصر الكندي ورقة عمل حول مشروع حملة نظف عمان والتي اهتمت بنظافة البيئة وحمايتها من مخاطر التلوث والتي تسبب دمارا للطبيعة مثل المخلفات البلاستيكية، وذلك تشجيعا وحثا للشباب للنهوض بهممهم ودورهم في مثل هذه الحملات، حيث يعتبر الشباب العماد الأول في بناء الوطن وذلك في البداية عن طريق الانخراط في الأعمال التطوعية دون الانتظار من الآخرين أن يبادروا بهذه الأعمال.
الشباب .. مصادر للتغيير
وقدمت خضيرة بنت حمد بن راشد الغدانية ورقة عمل عبارة عن دراسة حول مدى مشاركة الشباب العماني في الأعمال التطوعية قالت فيها: يعتبر الشباب مصدرا رئيسيا من مصادر التغيير الثقافي، والاجتماعي من خلال تبنيهم للقيم الجديدة في السلوك، والعمل، والتي تساهم في تطور المجتمع، حيث يسهم بشكل جاد في تغيير المجتمع، بالوعي المستمر، والتوافق مع ما يواكب المجتمع من تغيير، والشباب هو الأساس الذي يبني عليه التقدم في كافة مجالات الحياة، فهو أكثر فئات المجتمع قدرة، ونشاطا، وإصرارا على العمل والعطاء، ولديه الإحساس والرغبة في التغيير، مما يجعله من أهم السبل في علاج مشكلات المجتمع وتنميته وهذا ما أكده صاحب الجلالة في خطابه بالعيد الوطني الثالث والعشرين حيث قال: (إننا إذ ننادي الجميع للاهتمام بشبابنا ورعاية تطلعاته وطموحاته فإننا في ذات الوقت، وبنفس القدر من الأهمية، نوجه نداءنا المتجدد إلى الشباب بأن يعي دوره الكبير في بناء الوطن في مختلف الميادين، فيشمر عن ساعد الجد باذلا قصارى طاقته في الإسهام الإيجابي في حركة التنمية الشاملة).
وأضافت الغدانية: إن التطوع في مجال العمل الاجتماعي يعد جهدا اختياريا يقوم به الشباب العماني في المجتمع دون توقع الحصول على مردود مادي، تحفزهم إليه دوافع شخصية، أو دينية أو إنسانية. وبذلك يعتبر التطوع من الأمور المهمة التي تسعى كافة المجتمعات إلى الاهتمام بها ووضع الآليات التي تمكن من الاستفادة القصوى للمتطوعين بالمال، والمهارات، والخبرات التي يرغبون في تقديمها لفائدة المجتمع المحلي الذي يعيشون فيه فالعمل التطوعي حظي باهتمام خاص من قبل مجتمعات العالم الحديث، واحتل حيزا كبيرا فيها لما له من مكانة خاصة في مجالات تنمية المجتمع،عموما والتنمية الاجتماعية على وجه الخصوص، لأن الوظائف المتعددة التي تقوم بها الدولة في ميادين تنمية المجتمع والنهوض به لا تستطيع أن تغطي جميع احتياجات الأفراد وتسد الثغرات المفتوحة في مختلف المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والصحية، وغيرها، والأمثلة واضحة في مجتمعنا العماني، كبناء المساجد، والتبرع بالأراضي لبناء المدارس، والأعمال الخيرية، ومساعدة الأسر الفقيرة، إضافة إلى تنظيم حملات توعية لحل بعض الظواهر الاجتماعية في المجتمع.
وطرحت الغدانية عدة تساؤلات منها ما العوامل التي تدفع الشباب العماني للمشاركة في الأعمال التطوعية؟ وما المعوقات التي تواجه الشباب العماني في مجال العمل التطوعي؟ وما هي الأعمال التطوعية في المجتمع العماني؟ وما الآليات التي تزيد من وعي الشباب العماني للمشاركة في الأعمال التطوعية؟
وحول أهمية العمل التطوعي قالت الغدانية: إن العمل التطوعي يحتل أهمية في المجتمع العماني مما يؤدي إلى اهتمام الشباب بالعمل التطوعي، حيث اتخذ التطوع مكانة محترمة في المجتمعات وله دور مهم في تكملة ما تعجز الدولة عن تقديمه من مشروعات خدمية وتنموية لأفراد مجتمعها.
وخلصت الغدانية ورقة عملها أو دراستها إلى أن يعمل على إدراج موضوعات التطوع كمناهج دراسية في المدارس، والجامعات وفتح مكاتب خاصة بالتطوع في كل ولاية تكون ملاذا للمتطوعين، ومنبرا لنشر ثقافة التطوع وتكثيف دور وسائل الإعلام (المرئية والمسموعة والمقروءة) تعنى بمشاركة الشباب العماني في الأعمال التطوعية من خلال عرض نماذج، وتجارب واقعية بحيث تشجع على التطوع، والاستمرار وإيجاد مشروعات بسيطة خاصة بالتطوع، وعمل الخير داخل المدارس في حدودها، وإمكانياتها بحيث تسهم في رفع الوعي لدى الطلاب، وتعريفهم بآليات نجاح أي عمل يقومون به إضافة وجود قوافل توعوية مدعومة من جهات حكومية، وأهلية مع وجود قائد مسؤول، وحكيم يقود، وينظم هذه الحملات، والقوافل التطوعية وإنشاء مجلة شهرية تختص بموضوعات مشاركات الشباب العماني في الأعمال التطوعية بحيث تعرض فيها أفكار بعض المتطوعين، ونجاحاتهم بالإضافة إلى إيجاد منتديات خاصة يقوم مختص بالإشراف على عضويتها، وعلى الموضوعات المطروحة فيها وتيسير القوانين المتعلقة بالانتساب للمؤسسات التطوعية تتناسب مع وضع الشباب العماني، وإمكانياتهم أضافه إنشاء هيئة عامة في المجتمع العماني مختصة بإدارة العمل التطوعي وتنويع المؤسسات التطوعية كمًا، ونوعًا بحيث تشمل كافة مجالات التطوع (الأحداث والمسنين والمرأة ..الخ)، تضمن مشاركة العنصر النسائي في الأعمال التطوعية وتوفير الإمكانيات التي تساعد الشباب على الانخراط في العمل التطوعي بحيث تقوم المؤسسات بصرف شهادة اعترافا بشكر للمشاركين، وتثمينا لمشاركتهم وإقامة مركز خاص في العاصمة بحيث يكون إشعاعا للعمل التطوعي يجمع كل معاني التطوع بحيث يقدم خدمات تثقيفية، وتدريبية، وتشجيعية، وخدمات دعم (مادي ومعنوي)، وعلى أن يكون هذا المركز مسؤولا عن متابعة، وإشراف، وتوجيه المكاتب، والجمعيات التطوعية في كل ولايات السلطنة وتفعيل دور مؤسسات الاتصال وخدمات الإنترنت مع المؤسسات التطوعية في التواصل مع المتطوعين بحيث تشجعه على المشاركة المستمرة في التطوع (كإرسال رسالة شكر وتحفيز على مشاركته مع المؤسسة المنتسب إليها..) إضافة إلى إنشاء لجان في كل ولاية لمراقبة مدى التزام المكاتب التطوعية الالتزام التام بثقافة المجتمع الذي يؤدى فيه العمل التطوعي وقيمه، وعاداته، وأعرافه..الخ وزرع الثقة في نفوس الشباب للمشاركة في الأعمال التطوعية واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتنسيق العمل التطوعي بين الجهات الحكومية، والأهلية، لتقديم الخدمات الاجتماعية، وإعطاء بيانات دقيقة عن حجم واتجاهات، وحاجات العمل التطوعي المهم للمجتمع.
مساهمة
وساهمت الطالبة سالمة المقحوصية بمقالة عنوانها خطوة نحو جسر تواصل دائم قالت فيها: أبا سعيدٍ رجل مهيب لم يشهد له احد دمعةً منذ عزاءِ والدته المتوفيةُ قبل عشر سنوات إلا أنه اليوم يبكي بحرقة شديدة على الرغم من أن جميع أبنائه وأحبته بخير حرقة لا يمكننا أن نلومه عليها فما فقده عاش معه عقودا من الزمن وذهابه يعني فقدان سنين من الغرس.!
تبدأ الحكاية حين بدأ أجداده فلاحة المزرعة التي أسقط إعصار (فيت) الكثير من نخلاتها وهو ما جعل قلب أبو سعيد ينفطر حزنا فهل يعقل أن تسقط النخيل هكذا.! استنكار أطلقه أبو سعيد أمام زوجته التي كانت تقول له مواسية ـ إن شاء الله ـ خير ثم من سيهتم بالنخيل من بعدك ـ أطال الله في عمرك - ؟ أبناء هذا الزمن لا يهتمون بها! خفف حزنك يا أبا سعيد! خففه.
قصص كثيرة كهذه حدثت في فترة الأنواء المناخية، وما ذكرني بها هو أحد محاور ندوة تطلعات الشباب في عالم متغير والتي تأتي لتكون ساحة حوار جاد، تثري فكر الشباب العماني وتنمي وعيه، حيث طرحت أحد محاور الندوة النخلة كنموذج للرموز العمانية لتبحث واقعها بين العصرنة والانتماء، فهل صدقت أم سعيد حين قالت: إن شباب هذا الزمن لا يهتمون بها؟ وإن كان الأمر واقعا فكيف يمكن أن نعيد النخلة لتصبح من جديد رمزا عمانيا يجمع بين العصر والأصل ؟
تساؤلات كهذه جالت في عقلي وانأ أقرأ محاور الندوة، فكم هو جميل أن نجتمع نحن الشباب لنتحاور حول بعض تطلعاتنا، وما يزيد الأمر جمالا، مشاركتنا نخبة من المختصين والمهتمين، لنمثل نحن وهم حالة حية للتواصل بين الأجيال، فالندوة بجمعها في محاورها أوراق عمل لضيوف مختارين، وأوراق عمل أخرى في المجال ذاته للطلبة الشباب الفائزين، تشكل لقاء راقيا بين أجيال عدة، وهو لقاءٌ تحتاجه النخب لتعرف أكثر ما يتطلع له الشباب منها، ويحتاجه الشباب لينحتوا بوعي أعمق صخر مشروعاتهم التي يودون تقديمها لوطنهم، معبّرين بإنجازاتهم عن حبهم لعمان وامتنانهم العظيم لعطاياها، في ترجمة عملية لمفهوم الانتماء.
الانتماء، بدأ ككلمة سر الندوة التي تفتح لك أبواب جميع محاورها، فهي القيمة التي ألقت ظلها على الندوة من ألفها إلى يائها، ويكفي ظهورها في عناوين ثلاثة محاور لتجعلك تقول إن أحد أبرز الأهداف التي تسعى الندوة لتحقيقها، هو توسيع مفهوم الانتماء لدى الشباب بما يوحد تطلعاتهم لتصبح في مجملها، ترنو لتحقيق ما فيه رقي وطنهم وتقدمه. فصور الانتماء، كما ظهرت في بكاء أبو سعيد على نخيل مزرعته، تظهر أيضا في احترام أخلاقيات الطريق، عبر الشاب الواعي، المدرك بأن انتماءه لوطنه يعني الحفاظ على أغلى ممتلكاته المتمثلة فيه هو، وتمتد لتشمل الحفاظ على كل ما في هذه الأرض الطيبة. الانتماء يتمثل كذالك في شباب يتحلى بثقافة إعلامية راقية ينشرها في كل وسائل التواصل والإعلام التي يستخدمها، لأنه يعي أن انتماءه يعني وجوب تحليه بثقافة عالية، تمنعه تشويه صورة وطنه في أي محفل كان، بل يحرص على أن يكون تواصله مع الآخر في أعلى درجات الرقي التي تعكس عراقة وأصالة شعب ينتمي له.
الانتماء الواعي للوطن، يبقي أحد الرهانات الحقيقية للحفاظ على التنمية التي تناقش الندوة وسائل استدامتها، لأن الانتماء الحق، يتجلى في شعورنا بأن كل ما في الوطن نحن المسؤولون عنه، وهذه المسؤولية هي من تجعل تطلعات الشباب لا تحيد عن مصلحة عمان مهما تعددت أحداث عالمهم المتغير والمتحول، وهذه التطلعات لا بد من تناغمها لتؤتي أكلها، وهنا يأتي الحوار كضرورة ملحة ليخطو بالفكر الشبابي نحو أفق متجانس منسجم.
ما يتطلع له كثير من الشباب، هو أن تكون الندوة خطوة في بناء جسر تواصل دائم بين الشباب أنفسهم، وبين الشباب وأصحاب القرار ممن سبقوهم خبرة في شتى المجالات، فقضايانا تتشعب، ونحتاج بشدة إلى ما يجمعنا باستمرار لنتحاور ونوحد رؤانا بشأنها، وما الخبر الذي تلقفته بلهفة قلوبنا حول العمل الجاري على مشروع وجود ممثلين منتخبين لمختلف طلاب مؤسسات التعليم بالسلطنة ضمن وحدة واحدة، إلا أمرا يحقق هذا التطلع الشبابي الكبير، والأمل يحدونا لتسريع الإعلان النهائي عن المشروع في ظل التحديات التي نواجهها اليوم، ليكون إنجازا جديدا يضاف لمكتسبات الوطن، وبلورة مهمة للتوجيهات السامية للاهتمام بالشباب ـ والتي تمثل الندوة الحالية أحد أشكاله ـ فهنيئا لشباب السلطنة، ندوتهم التي ستجمعهم للبر بأمهم عمان، التي لا يمكنهم المجازفة بفقدها أبدا، فهي ليست أما تحمل أبناءها لتسعة أشهر فقط، بل هي أم ولدوا وكبروا، وسيدفنون في (رحمها)، فأي بر يجب أن تجازى به أم كهذه؟
آراء الطلبة
تقول الطالبة آمنة بنت راشد الفارسية من كلية ولجات للعلوم التطبيقية: الندوة تحمل بعض تطلعات الشباب وليس كل التطلعات ولكنها تنوعت من خلال محاورها المتوزعة على الثلاثة أيام، فقد شملت أوراق عمل مختلفة في موضوعات مختلفة تحمل في طياتها أفكارا ومقترحات وتوصيات تهم الشباب العماني على وجه الخصوص، ونأمل في الندوات القادمة أن نرى برامج وحلقات عمل تشمل العمل التطبيقي لتوصيات هذه الندوة، كما نرجو أن تشمل طلاب المدارس كذلك حتى تعم الفائدة لجميع فئة الشباب.
ويقول احد الطلاب بكلية البيان: نتمنى وجود حلقة ثلاثية بين مؤسسات التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم واللجنة الوطنية للشباب، حتى يتم تدعيم مثل هذه الندوات بحلقات العمل في مختلف الميادين العلمية والأدبية والفنية والريادية، كذلك فإننا نطلب من اللجنة الوطنية للشباب وبالأخص لجنة المبادرات الشبابية بتقديم أنواع الدعم للمبادرات الاجتماعية والتطوعية ودمجهم بمؤسسات اجتماعية تطوعية قائمة لتأخذ منه الخبرة والمهارات اللازمة للعمل التطوعي والاجتماعي. كما نطمح أن تقوم الجهات المسؤولة بتنظيم ملتقى سنوي لفئة الشباب من عمر 18 إلى 30 سنة تتم من خلاله مناقشة الشباب ومعرفة رؤاهم وتطلعاتهم ودعمهم والأخذ بأيديهم وجعلهم يساهمون في صنع القرارات التي تخصهم بدلا من أن يكونوا متلقين فقط. شمل حفل الاختتام تكريم المشاركين في فعاليات الندوة والفائزين في المسابقات المصاحبة لها وعرض أفلام مسابقة التحدي وعرض مرئي لحصاد الندوة.
 
أعلى