أنثى بلورية

بيت حميد

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
28 أكتوبر 2010
المشاركات
348


هذا الصباح مشاعري مسطحة. ولأول مرة في حياتي أجدها لا تتنازعني لجهات متعددة كما كل البشر....بل كلها تدفع بي لقبلة واحدة...... أنتِ.

كنت قبل أن أراكِ أعرف الدنيا، وأعرف البشر، وأعرف نفسي. هكذا كنت أعتقد. لكن دنياي اليوم بكِ اتسعت، وبتّ أطمع في حيوات كثيرة لأتعلم قوانين العيش الجديدة. طفل صغير أنا في دنياك، فلا تعجلي عليّ .

كل البشر الذين كنت أعرفهم تحولوا لخيالات صغيرة أمام حضورك الطاغي. حتى نفسي......نفسي التي كنت أجزم أني أحفظ كل دوائرها وإشاراتها ولغتها الأساسية وجدت أنها غيرت كل شيء دون حتى أن تخبرني......لبست لكِ ثوباً جديداً، وتعلّمت لغة جديدة لكِ فقط.

بالأمس عندما كنتِ تتحركين حول المائدة لصب الشاي، وفيما البقية منشغلين بالحوار أنا كنت أراقب بدقة ما يجري. كانت الأرض هي التي تدور لكِ، والأكواب تتسابق لتقف تحت يديكِ......عندما تمسكينها يحمرّ بلورها من الخجل .....أما الذي شربتي منه فقد اشتعل ورداً وقرنفلاً.

آهــــ....كم تقتلني منكِ إيماءات الخجل، وكم يحيني التغنّج الممزوج بالبراءة الطفولية..........يا ويلي منكِ......يا ويلي منكِ.
يا ويلي من إنكسار الضوء في عينييكِ.....يا ويلي من كفّكِ على كفّك على ركبتيكِ.

أيُّ معدنٍ صلبٍ أنا !!!!! كيف تحمّلت رؤيتكِ تضعين قطعة حلوى في فمك ولم يغشى علي!!!!....

أحسّ أني الآن سيغشى علي إن واصلت .....لا استطيع المواصلة.
 

بيت حميد

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
28 أكتوبر 2010
المشاركات
348
عندما أصاب بإحباط شديد ألجأ لمن هو أكثر إحباطاً مني. لا أبحث عن المواساة بل أبحث عن القياس. على كل حال......لم أجد من هو أشد إحباطاً من نيتشة في كتابه "هكذا تكلم زرادشت". كيف لا وهو يبحث عن إله في صورة إنسان......إنسان كامل.....إنسان أعلى.

أحتفظ بنسخة من الكتاب في سيارتي، وكلما احتجت لها فتحته بشكل عشوائي.....الإحباط يقطر كالقطران من كل الصفحات. كم أرثي لحاله وأنا أقرأ.....يبحث عن إله في صورة إنسان!!!!!. هل اختلط عليه الأمر أم ماذا ياترى؟!....ليتني التقيته لكنت سألته....

-هل تبحث عن إله يا سيد نيتشة؟.

-لا وجود للإله....أنا أبحث عن الإنسان الأعلى، الإنسان الكامل.

-لكن الكمال الذي تعنيه يا سيد نيتشة ليس من صفات البشر.....إنه يجردهم من الإنسانية. أما الكمال الإنساني في رأيي هو كما نراه الآن....الإنسان يحب ويكره.....يثق ويتشكك....يعلم ويجهل.....يتفائل ويتشائم..........

أوصيكم بالكتاب لعلاج الإحباط.
 
أعلى