اللاجئون بهولندا في مهب الريح

`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤

¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
إنضم
22 أكتوبر 2011
المشاركات
5,968
الإقامة
إنْ وابلاً، فَطَلْ
تشرد وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية في المسكن والملبس والمأكل والأمن. تلك هي وضعية اللاجئين الذين رفضت السلطات الهولندية طلبات لجوئهم. وهي أوضاع لقيت تنديدا واسعا من المنظمات المدنية المحلية والدولية، غذاه انتحار لاجئ روسي في الـ17 من الشهر الجاري أقدم على الانتحار خوفا من الترحيل.

وإذا كانت لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد اللاجئين الذين رفضت طلباتهم باعتبار أنهم يعيشون موزعين بين العائلات والمنظمات والهيئات الإغاثية وفي الطرقات والمباني الخالية وجزء منهم هاجر إلى دول أوروبية مجاورة، إلا أن إحصائيات سابقة تتحدث عن حوالي 26 ألفا حصل منهم عشرة آلاف على الإقامة بمرسوم العفو العام الذي حصل عام 2007 والبقية لا يزالون مشردين.

وقد أقدم اللاجئون على سلسلة من التحركات للتعريف بقضيتهم كان آخرها بناء المخيمات في أمستردام ولاهاي الهولنديتين تمكنت السلطات مع نهاية السنة الماضية من إخلائها بالقوة مما اضطر عددا من اللاجئين تساندهم مجموعات كراكر هولندية إلى اقتحام كنائس مغلقة بلاهاي وأخرى بأمستردام وفتحها لإيواء اللاجئين من شدة البرد.


أوضاع مأساوية يعيشها طالبو اللجوء بهولندا (الجزيرة)
وضع مزر
وحول الوضع الذي يعيشه سكان كنيسة لاهاي الهولندية من لاجئين تحدث علاوي الصوفي (28 عاما) للجزيرة وهو يرتجف من البرد قائلا "في مثل هذه البرودة، أقل من 15 درجة تحت الصفر، وفي مكان مثل هذا تنعدم فيه كل أنواع التدفئة والماء، متجمدا، ماذا تريدني أن أقول لك؟ نحن نتجه إلى الموت"، وتابع علاوي أنه يضطر إلى أن يدق على أبواب الناس ليغسل ملابسه أو يستعمل الماء الدافئ وأوضح أن جفنه لا يعرف النوم من قسوة البرد والخوف مما هو آت.

ويتحدث يونس سليمان موسى من السودان، وهو أحد المتحدثين باسم اللاجئين والقابع مع 121 لاجئا آخر في كنيسة بأمستردام للجزيرة نت قائلا "فقدنا الآدمية فلا حق في الأكل ولا الشرب ولا السكن ولا الأمن". وتابع يونس الذي جاء إلى هولندا منذ 2002 وحصل على إقامة مؤقتة ثم سحبت منه ودخل السجن خمس مرات لأنه لا يملك هوية وخرج منه قائلا "عشت مع من انتحر كمدا ومع من فقد عقله ومن سلبت حريته".

وترفض كل من السودان والعراق والصومال قبول اللاجئين العائدين إليها قسرا كما حذرت منظمات حقوقية عدة من مغبة إعادة اللاجئين إلى دول ينعدم فيها الأمن، مما يعقد وضعية اللاجئين المرفوضة طلباتهم على الحكومة الهولندية، فلا هم باقون في هولندا ولا عائدون إلى أوطانهم الأصلية.

انتحار
وكان المعارض الروسي ألكسندر دولماتوف، العضو في حزب "روسيا الأخرى" قد انتحر في 17 من هذا الشهر في أحد سجون هولندا بعد رفض طلبه اللجوء السياسي ووضعه على قائمة المبعدين.
وكتب دولماتوف في رسالة قبل وفاته نشرت على موقع إذاعة أصداء موسكو على الإنترنت موضحا أسباب موته بالقول "أموت ولا أعود خائنا".

وحمل مجلس تنسيق المعارضة الروسية في بيان صحفي نقلته وسائل إعلام هولندية وروسية السلطات الروسية والهولندية مسؤولية انتحاره، وطالبت الاتحاد الأوروبي والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني الهولندي بالتحقق من دوافع الانتحار، الذي قيل إنه تخيير السياسي الروسي بين التخابر لصالح هولندا أو مواجهة الترحيل.


الكنيسة أصبحت موئل العديد من طالبي اللجوء (الجزيرة)
تبشير وشذوذ
وقد وجهت الرابطة العراقية للمهجرين في هولندا بداية هذا الشهر رسالة إلى البرلمان العراقي تحذر من الوضع المأساوي للعراقيين المرفوضة مطالب لجوئهم وحالة التفرقة التي تمارس عليهم مما اضطر عددا منهم بحسب الرابطة للتخلي عن معتقداتهم، وادعاء البعض الآخر أنه شاذ جنسيا أو مريض نفسيا حتى يتفادى الطرد ويحصل على "إقامة إنسانية".

كما حذر علاء الدليمي أحد أعضاء الرابطة في حديث للجزيرة نت من "العمليات الممنهجة من التبشير التي تمارس في مآوى المنظمات الكنسية"، مبينا أن كثيرا من النساء المرفوضة طلبات لجوئهن تم إيوائهن من قبل منظمات تبشيرية ويجبرونهن على متابعة دروس ومحاضرات يومية لتغيير دينهن مقابل هذا الايواء.

ورغم أن الائتلاف الحكومي الجديد الذي يقوده الحزب الليبرالي والعمل وعد بمنح العفو العام لجميع الأطفال اللاجئين الذين عاشوا في البلاد أكثر من خمس سنوات وسمح لأفراد عوائلهم المباشرة بالبقاء معهم في هولندا، إلا أن الأوضاع تزداد سوءا لعدد كبير من هؤلاء اللاجئين لأن الكثير منهم لا تنطبق عليهم هذه الشروط.

ورغم هذه الانتقادات الموجهة لهولندا برفض مطالب أكثر من نصف من يتقدمون بطلبات اللجوء، فإن طلب اللجوء في دول أوروبية مجاورة أقل حظا حيث جاء في آخر إحصائيات صادرة عن قاعدة البيانات الأوروبية (يوروسات) أن عدد اللاجئين المقبولين في أوروبا لم يتجاوز 25%. ولكن مهتمين يقولون إن حالة الإيواء لهؤلاء المرفوضة طلباتهم أفضل إلى حد ما مما هو موجود في هولندا.

 
أعلى