موسم الحُبّ

بيت حميد

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
28 أكتوبر 2010
المشاركات
348
بالطبع حاولت كثيراً. من قال لكم أني لم أحاول إيجاد تفسير منطقي لحالة........!!!!! ماذا يمكن أن أسميها؟!؟!....لم أجد لها اسم بعد لكني أستطيع أن أصفها بأنها "متوالية حب هندسية"......حتى الآن هذا أقرب وصف للحالة التي أشعر بها. في البداية كنت أحبّه، ثم أصبحت أتنفسه، أما الآن فقد خالط حبّه حمضي النووي فأصبحت خلاياي تنتجه وتشربه بجنون.

تعرفون.....شقتي في الطابق الثاني، وشرفتي تلك مطلة على بساتين النخيل والحارة القديمة. عندما يسيح بصري بين فسح البيوت الطينية ويتتبع السكك ويتمسّح بالجدران الحزينة من طول الهجر.......أجد نفسي أبحث عمّن أحبّوا هنا، كم من القلوب ياترى ذاقت الحب بين جنبات هذه الغرف الطينية؟!......كم من مثلي شكت شوقها ووجدها سرّاً لهذه الجدران؟!......وكم فتاً طاف هنا يمني نفسه بنظرة من محبوبته؟!........ أين ذهبت تلك المشاعر يا ترى؟ الحب والشوق والألفة والرحمة. أنا أؤمن بأن المشاعر هي مشتقّات روحية لا يمكن أن تتلاشى، وربما بعد فناء الأجساد وصعود الروح للسماء تبقى تلك المشاعر لتلوذ بالأشياء القريبة من أصحابها. لعل هذا يفسر ما أحس به، تنتقل تلك المشاعر لي كلما نظرت أو لمست شيئاً كان لأحد ما. اليوم أحسّ أني أحب بالنيابة عنهم جميعاً، أحس أن كل مشاعرهم انتقلت لي، وجدت في روحي ملجأً.

الآن انتهيت من لفّ شعري، ما رأيكم؟ هل أبدو جميلة؟......طبعاً أنا جميلة. أحب شكل رقبتي عندما أرفع شعري هكذا، يذكرني بتمثال امرأة يونانية جميلة، لا أعرف لمن التمثال إنما صورته منطبعة في ذهني منذ الصغر.....آهـ هذا صوت منبه السيارة، زوجي والأولاد يستعجلونني للخروج وأنا لم أكمل ارتداء ملابسي بعد......انتظروا لحظة، سأخبره ليذهب هو بالأولاد وسأذهب أنا بسيارتي. كنت أريد هذا على كل حال، اليوم بي رغبة شديدة للاستماع لفيروز، أريد أن أسمعها وأنا أفكر فيه فقط.....دون أن يشتت ذهني عنه شيء آخر.

يا لهذا الحب الذي أعشب له صدري فجأة. دفن بذرته في صدري منذ عشرين عاماً وها هي تستعمر كل أرضي. أي موسم هذا الذي جعلها تنمو وتنتشر بهذا الشكل، ماذا استشعرت البذرة بالضبط؟!......ليتني أعلم.
نعم.....هذه هي اسطوانة فيروز التي أبحث عنها


كيفك انته , ملّا انته
بيطلع عا بالي ارجع انا وياك
انت حلالي ارجع انا وياك
انا وانته ملّا انته

رغم العيال والناس
انت الاساسي وبحبك بالأساس
بحبك انته ملّا انته


لقصتها بقية
 

بيت حميد

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
28 أكتوبر 2010
المشاركات
348
كم تأخذني فيروز لأعالي بعيدة. منذ زمن لم أستمتع بفيروز بهذا الشكل ولم أشعر أن الصباحات بإمكانها أن تكون بهذا الجمال. ها قد وصلنا للبلدية.....هل تصدقون أني عندما بدأت العمل هنا قبل خمسة عشر عاماً كنت أتعجّب من اتساع مواقف صف السيارات، أما اليوم فحين أتأخر قليلاً أضطر أن أدور عدة دورات لأجد موقف شاغر........انظروا.... هذه فاطمة تخرج من الموقف، لماذا تذهب يا ترى ؟!.....بالأمس أيضاً خرجت من الدوام مبكراً!!!......جيد أني سأحصل على موقف لسيارتي لكن انتظروا هنا لحظة سأنزل لأطمئن عليها قبل أن تذهب.

آسفة تأخرت عليكم قليلاً، مسكينة فاطمة.....كان لابد أن أستمع لشكواها المعتادة من زوجها، أو دعوني أسميه ذكرها الذي أنجبت منه أولادها فمثله لا يمكن أن يسمى زوج. منذ أن تزوجها وهو يقيم في أبوظبي مستمتعاً بحياته الخاصة الخالية من الالتزامات، ثم يمنّ عليها بقدومه للعين مرّة أو مرتين في الشهر.....ربما يأتي لمجرد التلقيح لإنجاب أطفال يحملون اسمه. وكأن التلقيح شيء عزيز لا يتوفر إلا عنده هو.

مكان سيارتها ضيّق قليلاً بالنسبة لسيارتي، ليست اللاندكروزر هي السيارة التي أرى فيها نفسي، بل فرضتها الضرورة لاعتبارات كثيرة. مثل زوجي بالضبط.....عندما تزوجته كان ضرورة.


لقصتها بقية....
 

بيت حميد

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
28 أكتوبر 2010
المشاركات
348
هيا لننزل بسرعة. لا أحب الازدحام عند البوابات وفي الممرات بين المكاتب في الصباح، أحسّ أن وقع الأقدام الفوضوي على الأرض لا لحن له ولا يعبّر عن شخصية معينة. بالمناسبة أخاف عليكم أن تدوسكم قدم أحدهم، هم لا يستطيعون رؤيتكم بالطبع. من الأفضل أن تجلسوا على كتفي.

قفوا لحظة....أريد أن أتأكد أن هاتفي معي. نعم ها هو في الحقيبة. لا أخفي عليكم أحس بفرح وبإثارة الآن. أتوقع أن أجد رسالة منه على "الواتساب". ما رأيكم...!!!...أفتح الهاتف هنا لأرى أم أنتظر حتى أجلس على المكتب!!!.....سأنتظر حتى أجلس في المكتب. أعرف نفسي...حين سأقرأ رسالته لن تفارقني بسمات الخجل ولن أستطيع رد نفسي عن طباعة رسالة له......يا ويلي منه ويا ويله مني.....ويا ويلنا نحن الاثنان من موسم الحب الذي حلّ علينا الآن.

أكاد أحس بعلامات التعجب تدور في رؤوسكم......وقبلها وبعدها تقولون "متزوجة ولديها أطفال وتحبّ رجلاً آخر؟".

أنا لم تهاجمني علامات التعجّب تلك لأني كنت أحمل حبه في صدري كبذرة متحفزة للنمو، ما أذهلني هو سرعة نموها وانتشارها حتى بدت كل الأشجار التي زرعها غيره خلال سنين غيابه صغيرة.

أرجوكم انتظروا حتى نصل للمكتب، وهناك ستستمعون لحديث صديقتي الأثيرة شيخة......أحب تأويلاتها الغريبة للتصرفات الإنسانية وقد بدأت أتعلم منها. فقط ابقوا هادئين على كتفي وحاولوا أن لا تلمسوا رقبتي فهذا يدغدغني بشدّة.


لقصتها بقية
 

بيت حميد

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
28 أكتوبر 2010
المشاركات
348
مممم.....رائحة البخور الجميلة تعطّر الممر.....تشمونها؟!.....لو لم يكن للأنثى إلا هذه اللمسة اللطيفة على جو المؤسسات الحكومية لاستحقت التقدير. هذا هو مكتبنا....كما ترون مكتوب على بابه "العلاقات العامة". يبدو أننا أول الواصلين. هذا المكتب القريب للباب مكتب أحمد، يعمل هنا منذ سنتين فقط. ستعجبكم شخصيته الطفولية ، وهو يصدق كل شيء يقال له.
هذا مكتبي في الزاوية ويجاوره مكتب شيخة.....ما رأيكم؟!...بالطبع لابد أن يكون كذلك....إنه مكتب أنثى. الورد والزينة والألوان جزء من هويتي. مكتب شيخة أقرب لأن يكون مكتب ضابط شرطة، لا ألومها، إنها جميلة وكلامها معسول بالفطرة وهذا يجعلها مطمعاً للكثيرين. تحاول أن تبدوا أكثر رسمية من مجرد أنثى.

هناك أمر عجيب بخصوص شيخة، لا أستطيع أن أخبركم به الآن لأنها قد تصل في أي لحظة وهو سر بيني وبينها......في الحقيقة لقد تصادف أن لي أنا أيضاً نصيب من هذا السرّ، نحن الإثنتان نحتفظ به ولم نبح به لأحد. سأخبركم به في طريق العودة للمنزل.

آهـ....نسيت أن أخبركم....المكتب المقابل هو مكتب رئيس القسم عبدالله. بصراحة كان يختلط الأمر كثيرا علي بالنسبة له، ثم وجدت أن أيسر وسيلة لفهمه هي اعتباره رجل آلي من صنع زوجته......هل تصدقون أنها تتصل به كل عشر دقائق ليخبرها عمّن يجلس عنده وماذا قالوا وماذا قال هو. حتى اجازاتنا أنا وشيخة وأحمد، لابد أن توافق هي عليها.


لقصتها بقية.....
 

بيت حميد

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
28 أكتوبر 2010
المشاركات
348
تعالوا نسلم عليه حتى تأتي شيخة. مممممم.....إنه يتكلم في الهاتف. لنقف هنا عند الباب قليلاً حتى ينتهي، عندما يدير كرسيّه هكذا لليمين وينظر بطرف عينه فهو يكلم زوجته. ربما ليخبرها أنه جلس على مكتبه. ههههه....أعرف أنكم تستغربون شكله، نظارته كأنه ورثها عن أحد إرهابيي السبعينات، والشعر الكثيف يغطّي أذنيه وأنفه، ولحيته كأنها لحية ذئب. لو كانت شيخة هنا لفسّرت الأمر بمنطقها العجيب ولقالت أنه يحاول أن يبدو مخيفاً ليستر ضعفه وهزيمته أمام زوجته.

لا أحب ترديد الإشاعات، لكن ما يصدقه الكثيرون هنا أن زوجته عملت له عملاً ليكون طوع أمرها، وقد أثّر هذا عليه كما ترون فهو لا يهتم لشكله أبداً. بل إنهم يذهبون لأبعد من ذلك، هل ترون برّاد الشاي والقهوة على الطاولة؟.....إنه يأتي بهما يومياً لكن لا أحد يجرؤ على تناول الشاي والقهوة منهما، يصدّقون أيضاً أن كل من يشرب منهما سيصبح مثل عبدالله وسينبت له شعر في الأذنين والأنف......لا أظنّكم تصدقون.....على كل حال تذكّروا أنها إشاعات.

هيّا لندخل لقد فرغ من المكالمة.

-استاذ عبدالله.....صباح الخير.

-أهلاً أهلاً.....يبدو أن شيخة لم تصل بعد.....ولا أحمد.....وأنتِ لم تفتحي هاتفكِ بعد.

-استاذ عبدالله.....ماشاء الله عليك!.....كيف عرفت.....بالتحديد كيف عرفت أني لم أفتح هاتفي، هل حاولت الاتصال بي.

-لا....لكن خلال الأيام القليلة الماضية كان هاتفكِ لا يكف عن الصفير منذ الصباح حتى نهاية الدوام، أما أحمد فأعرف أنه يعاني من حساسية من البخور....لم أسمع عطاسه مع أن البخور يملأ الممر.

-وشيخة.....كيف عرفت أنها لم تصل بعد؟!

-كان يجب أن تعرفي.....المراجعين يشمّون رائحتها، بمجرد أن تصل يمتلأ المكتب ويضج فأعرف أنها وصلت......في الحقيقة أردت أن أقول شيئاً، عنكِ أنت .... أقصد عنّي وعنكِ...

-استاذ عبدالله ماذا تقصد؟!......ماذا عنّي وعنك؟!


لقصتها بقية...
 

بيت حميد

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
28 أكتوبر 2010
المشاركات
348
--سأخبرك بقصدي.....لكن دعيني أرد على الهاتف أولاً.

كما أخبرتكم، ها هي تتصل به......هل تصدقون أنه حين يغلق الهاتف سيتكلم في موضوع آخر، لا أحد هنا يحمل كل كلامه على محمل الجد لأنه من الصعب معرفة مقصده بالظبط.....دعونا منه ولنعد لمكتبي.
أنتم لم تكوني معي أمس.....ليتكم كنتم معي، كان يوم إجازة بالطبع، وكنت مازلت في الفراش حين اتصل بي حبّة القلب صباحاً.....آهـ.....لا أنسى أي كلمة يقولها لي أو أقولها له......أعود لأفكر فيها، أتلذذ بها....أشتاق بها....أتعذّب بها عذاباً حلواً. أسترجع الآن حديثنا بالأمس في الهاتف

-ألو...
-السلام عليكم
-وعليكم السلام......أهلاً
-توقعت أن تكوني نائمة لكن الشوق لصوتكِ لا غالب له.
-قبل أن تتصل بثواني أيقظني منبه "الواتساب" .
-مازلتِ في الفراش إذن.
-نعم....أستمتع بالدفء....البرد شديد اليوم ولا أدري أين ذهب هو والأولاد. انتظر لجظة سأقرأ رسالة الواتساب .........إنه أبو خالد، يخبرني أنهم ذهبوا للمول.......أين أنت ؟
-ذاهب للسوق، يريدون بعض الأشياء........لماذا تتنهّدين؟!
-لا أتنهّد.....أنا أقوم من الفراش. أين سقط رباط شعري!!!!!......هاهو تحت الوسادة......لحظة سأربط شعري لا أستطيع فعل ذلك بيد واحدة................الو.
-نعم أنا معكِ....ليتني رباط شعركِ، سأمسك بشعركِ طول الحياة.
-مكّار.....والآن أين ذهب السلبر....خلعته من رجلي البارحة هنا......قل لي ...هل تراه؟!
-وأيضاً ليس عندي مانع لو كنت سلبر لقدميكِ الجميلتين.
-قلت لك أنّك مكّار......سأغسل وجهي وأتصل بك.
-لا...أنت هكذا أحلى....بقايا النوم على وجهكِ تزيدك رقة وحلاوة.
-وهل تراني ......ما أدراك بشكلي الآن.؟
-أراكِ بقلبي، والقلب أبصر عن العين.
-في الحقيقة اريد استخدام دورة المياه....حاولت أن أقول ذلك بشكل مهذب لكنك تصر على سماع الكلام الصريح.
-حسناً.....سأنتظر اتصالكِ.

-أهلاً ......تأخرتي علي....تصدقين أن هاتفي يكاد يخفق عندما تتصلين.!!!!
-ومالذي يرنّ إذن......قلبك؟!؟!؟!
-أنا بكلي وأشيائي نخفق لك........أسمع أصواتاً غريبة، أين أنت؟
-جئت للمطبخ....تفضل معي على الإفطار.
-ما هو إفطاركِ.
-مممممممم أمامي جبنة.....لبنة....زيتون.....حبتي مكدوس....واحدة لك وواحدة لي، ما رأيك......الشاي بالطبع أهم شيء.
-تخيلي أن أطرق بابكم وعندما يخرج لي أخبره أنّك تدعوني للافطار معكِ في المطبخ.!؟!؟!؟!
-جرّب....وستجد ما يسوؤك ....سأتفرج عليك من النافذه وهو ينهال عليك بكل شيء.
-وماذا يفعل العاشق الولهان إذن ليراكِ!!!!....لو كان سيتركني أفطر معكِ بعد الضرب سأتحمل.....وسأطعمكِ حبات الزيتون بيدي حبةً حبة، وأسقيكِ الشاي بيدي رشفة رشفة.


لقصتها بقيّة.....
 

بيت حميد

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
28 أكتوبر 2010
المشاركات
348
-لولوة....

-أهلاً شيخة.....كأنكِ تأخرتِ قليلاً اليوم.

-نعم. لم يعد من السهل ايجاد موقف للسيارة.....فيما كنتِ تفكرين وتبتسمين.

-لاشك أنّك تعرفين فيما كنت أفكّر.

-ممممممم ..... حبّ الصبا...ما أحلى الحب عندما يعود. لكن يا مجنونة هل فعلا تفكرين في الأمر.....عندما أخبرتني الاسبوع الماضي اعتقدت أنّكِ فرحتي لأنه مازال يحمل لكِ بعض الودّ. حتى أني لم أحمل كلامك على محمل الجد.

-بعض الودّ!!!!!....لقد قال لي "أحبّكِ".....قالها وكررها.

-يا مجنونة ماذا تقولين....اخفضي صوتكِ. أعرف أنك بنصف عقل منذ الصغر لكن ليس بدون عقل.....وماذا قلتي له حين قال "أحبكِ"

-قلت له "أحبّك"

-لا.....لا....تعالي أقرأ عليك المعوذات وآية الكرسي. لا شك أنّكِ تعانين من شيء ما....ربما مسّ.....يا مجنونة، أنتِ زوجة وأم لثلاثة أطفال......اصمتي ولا تتكلمين في الأمر الآن. سنتكلم في وقت لاحق....أشغلي نفسكِ بأي شيء حتى أعود من مكتب المجنون الآخر رئيس القسم.

سمعتم......سمعتم بالله عليكم كيف نعتتني بالمجنونة ...... لايهم، ستتفهم الأمر بعد حين. دعوني أفتح الهاتف، لابد أنه أرسل لي شيئاً....قبلة ربما، أو وردة.....أو كلمة حب تلون صباحي الجميل....

نعم هناك رسالة على الواتساب......تبدو طويلة
لنقرأ....

"" ليتنا نعود للبداية. ليتنا ننقض بساط الزمن الذي غزلته الأيام. سنعيد تصميم الزخارف، واختيار الألوان.....سنلونه بألوان الفرح. سنعلق عليه الصور الجميلة والهدايا الأثيرة. وسنكتب عليه رسائلي لكِ وأشعاركِ لي....
الصعوبة يا حبيبتي أن الأيام تغزل بطريقة لا كالتي نعرفها، إنها فعلاً عبقرية في الغزل. عندما تتفحصين أطراف الخيوط يهيئ لكِ أنها نُسجت على طول البساط بطريقة عشوائية . مرّة يكون الخيط في الطرف، ثم يتجه للوسط، وقد يعود للطرف الأول أو يظهر في الطرف الثاني.....كأنها كانت تتهرب من الغزل ويتم الإمساك بها في كل مرة.

لكنّك لو ابتعدت قليلاً للأعلى يا حبيبتي لرأيتي عجباً. تلك الخيوط النزقة المجنونة تبدو من الأعلى كلوحة مرسومة بدقة على طول البساط مازالت تحيك تفاصيلها الأيام..........آهـ يا عمري......ليس هذا فحسب ، بل لو ابتعدي أكثر للأعلى لرأيتي ما هو أعجب. بساط زمني وزمنكِ يا عمري ما هو إلا خيط صغير في البساط الكبير، ومن هناك في أعلى الأعالي تبدو الصورة مكتملة للغاية......كل البسط تنسج لتشكل اللوحة الكبرى التي تم التخطيط لها بعبقرية لا محدودة منذ الأزل........

التصميم كان جاهزاً قبل أن نصل أنا وأنتِ لهذه النقطة، وكان يجب أن نصل، شئنا أم أبينا، فمكاننا في هذه اللوحة الكبيرة لا يملأه إلا نحن وفي هذا التوقيت بالذات وفي هذا المكان بالتحديد.......وهناك في الأمام أماكن محددة يجب أن نكون فيها في توقيت معين وسنصل إليها عبر طرق محددة......لا وقت للرجوع للوراء يا قمري، وليس أمامنا إلا المضي للأمام.

فهل ستمضين معي؟؟؟؟ ""



لقصتها بقيّة.....
 
أعلى