معهد العلوم الشرعية يحتفي بتخريج الدفعتين 24 و 25 من خريجي الإجازة العالية

мά∂εмσίşάĻĻe

¬°•| مشرفة سابقة |•°¬
إنضم
28 يوليو 2012
المشاركات
6,002
العمر
33
الإقامة
...
مائة وسبعة وثلاثون خريجا في تخصصات الفقه وأصوله وأصول الدين والدعوة -
تغطية: سيف بن سالم الفضيلي:-- احتفل معهد العلوم الشرعية أمس بتخريج الدفعتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين من حملة شهادة الإجازة العالية (البكالوريوس) وذلك تحت رعاية فضيلة الشيخ الدكتور إسحاق بن أحمد بن ناصر البوسعيدي نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء رئيس المحكمة العليا، وبحضور معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية رئيس مجلس المعهد، وعدد من أصحاب الفضيلة والسعادة والمستشارين ومديري العموم بالإضافة إلى الهيئتين الإدارية والتدريسية بالمعهد.
بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها الخريج مرشد بن سالم الجابري، ثم ألقى الشيخ عيسى بن يوسف البوسعيدي المدير العام للمعهد كلمة رحب فيها بضيوف المعهد وقال: «لا ريب أن عُمان تنعم في هذا العصر الزاهر المبارك بقيادة حكيمة من مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه - الذي ارتقى بعمان لتكون في مصاف الدول المتقدمة، وقد أولى التعليم عمومًا رعايته، والتعليم الديني خصوصًا عنايته، وجعل الدين والخلق الرفيع ركنين أساسيين في بناء حضارة عُمان العصرية، وأكد جلالته على ذلك في نطقه السامي حيث قال: نبني ونعمر، نرفع صرح العمران شامخًا ونشيد لعُمان حضارة عصرية راسخة الأركان على أساس صلب من الدين والأخلاق والعلم النافع» ومن هنا فقد أصدر – حفظه الله ورعاه – المرسوم السلطاني رقم 24/86 بإنشاء معهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد، الذي تم تحوير اسمه في عام 1999م إلى معهد العلوم الشرعية ليقوم بحمل هذه الرسالة العظيمة».
واضاف: «لقد أدرك جلالته –حفظه الله ورعاه - أن الأمة بحاجة ماسة إلى جيل مثقف يعي معطيات الحضارة المعاصرة، ويفرق بدقة بين المظهر والجوهر الحضاري، في ظل وعي عميق بمبادئ الدين ومثله وقيمه وتوجيهاته، وأن رقيها يبدأ من عودتها إلى كتاب ربها طريقًا إلى الكرامة والرفعة والسؤدد، بأيدي فلذات أكبادها، وها نحن اليوم نحتفي بمساهمة معهدنا الميمون في بناء حضارة الأمة وإصلاح شأنها وتوجيه مسارها بتخريج هذه الثلة المؤمنة التي تغذت بالعلم والهدى، هذه الكفاءات الواعية بحقيقة الدين، القادرة على استيعاب معطيات الحضارة ومشكلاتها المتجددة، في ظل المحافظة على القيم والمثل الأخلاقية، لتحمل آمال الأمة وآلامها، وتضع لبنات صلبة في صرح عزتها وشموخها، وبناء وطنها العزيز، مستلهمة ذلك من مبادئ دينها، وواقع تراثها، وهويتها العُمانية الأصيلة».
وقال مخاطبا الخريجين: «ونحن إذ نهنئكم بما حققتم في مسيرتكم من مستويات علمية وما حباكم الله به من نفحات إيمانية، فإن معهدكم مع مواصلته مسيرة العطاء يأمل منكم أن تكونوا سفراء أهدافه، ومبعث فخره واعتزازه، وأبناءه البارين، الأوفياء المخلصين، وشمروا عن سواعد الجد بهمم تتوقد، وعزائم تتصاعد، وتابعوا أحوال العالم من حولكم وساهموا جهدكم في حل المشكلات التي يفرزها تطور المجتمعات وتحضرها، وإياكم والغلو في الدين وإنما عليكم بالمنهج الوسط حيث لا إفراط ولا تفريط، وانشروا العلم الذي حباكم الله تعالى به يبارك المولى لكم فيه وفي مسعاكم، ويضاعف لكم المثوبة، إنه غني كريم».
كلمة الخريجين
ثم ألقى الخريج خلفان بن علي الكيومي كلمة الخريجين قال فيها: «ما أبهج هذا الجمع المبارك الذي يضم لفيف الطلبة مع إدارة المعهد ومدرسيه، وما أعظم تلك المشاعر التي تمتزج في نفوسنا نحن معشر الخريجين، مشاعر ذكرى أيام الدراسة في هذا الصرح العلمي الشامخ والتي لا تبرح مكانها في القلب، وهي مع ذلك ملفوفة بلفافة من الأسى على مفارقة مقاعد الدراسة فيه.
ومشاعر الفرح الممتزجة بصادق الحمد لله رب العالمين على التوفيق في إتمام برنامج الإجازة العالية «البكالوريوس».
وهناك مشاعر تتموضع في سويداء القلب تشحذ من عزائمنا إلى الانطلاق في ميدان العمل، وتحدونا إلى تحطيم حنادس الجهل، لخدمة الدين والوطن، بعدما عب كل واحد منا من هذا المعين الصافي وتفيأ ظلال العلم الوارفة، وتزود بزاد التقوى».
وأضاف: «إن اللحظات التي يكرم فيها الإنسان بعدما جد واجتهد ووصل الليل بالنهار والسير بالسرى، لمن أعذب اللحظات، لا سيما وقد تدرع في كل ذلك بالصبر ووطن نفسه عليه، ليكون عاليا في ذرى المجد حاويا لقصب السبق، مستوليا على أمده..
وكم يحلو الجد والاجتهاد في هذا الصرح العلمي الشامخ «معهد العلوم الشرعية» الذي اتخذ شعارا له قول الحق تبارك وتعالى «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون» فأكرم به من شعار، وأنعم بالمعهد من منار، ذلك الذي تسابق فيه الطلبة إلى طلب المعالي، ونشدان العلوم للرقي بذواتهم فكرا وسلوكا، فكم غذت مكتبته العامرة عقولنا بمخزونها الزاخر، وكم استقى طلبة العلم من مشايخهم عصارة تجاربهم، ورأوا فعل حق منهم أن يسمعوا قول صدق، فأخذوا منهم منهجا قبل أن يأخذوا علما، وإلى جانب ما غنموه في قاعات الدراسة ، هنالك غنيمة أخرى تنتظرهم في القسم الداخلي التي أخذوا حظهم فيه من الجانب التربوي والتثقيفي، فلا عجب عندئذ أن تخرج في هذا المعهد من يحمل رسالة الدين بكل ثقة وأمانة، لينشر شذاها بين العالمين».
وختم كلمته بالشكر لكل من ساهم في نشر رسالة العلم الخالدة بالمعهد من إدارة وأساتذة ومشايخ وغيرهم.
بعد ذلك ألقى الخريج سليمان بن ناصر الإسماعيلي قصيدة شعرية عبر فيها عن المشاعر الممزوجة بفرحة التخرج داعيا زملاءه الخريجين إلى تحمل المسؤولية العلمية والاجتماعية في المجتمع.
بعد ذلك تفضل راعي الحفل فضيلة الشيخ الدكتور إسحاق البوسعيدي نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء رئيس المحكمة العليا بتوزيع الشهادات على الخريجين.
إحصائيات
بلغ عدد الخريجين 137 خريجا على دفعتين وهما الدفعة الرابعة والعشرون (65) خريجا : حيث بلغ عدد خريجي تخصص الفقه وأصوله (43) خريجا، وتخصص أصول الدين (10) خريجين، بينما خرّج تخصص الفقه والدعوة (12) خريجا من هذه الدفعة.
أما الدفعة الخامسة والعشرون فقد بلغ عدد خريجيها (72) خريجا، موزعين على تخصصات الفقه وأصوله (47) خريجا، وأصول الدين (9) خريجين، والفقه والدعوة (16) خريجا.
الجدير بالذكر أن المعهد يستقطب في كل عام عددا من الطلبة الوافدين من عدد من أنحاء العالم الإسلامي حيث كان عدد الوافدين الذين شملهم حفل التخريج هذا العام 19 خريجا وافدا، 8 منهم في الدفعة الرابعة والعشرين و11 في الدفعة الخامسة والعشرين.
آراء وانطباعات
يقول الخريج فيصل بن علي السعيدي تخصص الفقه وأصوله: «شعور التخرج شعور لا يكاد يوصف لأني أدركت أن حياتنا محطات ولابد أن نرسم في نهاية كل محطة ما يجعلنا نمضي قدما في طريق النجاح والتفوق بهمة عالية وعزيمة ماضية.
وحفل التخرج وإن كان شيئا صوريا كما يرى البعض إلا أنه في الحقيقة يمثل رمز الولاء بين الطالب ومؤسسته وبينه وبين مشايخه ومربيه فضلا عما يبعثه في روح الطالب من شعور بالتفوق واستشراف للمستقبل» ويضيف: نحن ثمرة زرع استمر لأربع سنوات، ما كان ليثمر هذا الزرع بعد فضل الله إلا بجهود المخلصين من المشايخ والعلماء فلهم مني رسالة شكر وعرفان على ما بذلوه ويبذلونه في خدمة الدين والوطن، (وللوفاء في قلوبنا مكان) لمعهدي الميمون الذي رسخ فينا معنى المسؤولية ورسم لنا معالم التضحية والعمل».
يقول الخريج عيسى إمحمد عيسى قرادة (ليبي الجنسية) تخصص أصول الدين: «إن حياتي في المعهد كانت حياة قصيرة ولكنها جِدُّ ممتعة إذ فيها يرشف الطالب من معين كتاب الله وسنة نبيه ونهج الصالحين ما يرتقي بالنفس إلى أعلى مراقيها خصوصا وأنّ نظام الحكم السابق في ليبيا كان يمنع هذا الفكر لا لأنه ضال منحرف وإنما فيه من إحقاق الحق وإبطال الباطل ولو على أنفسهم، وهذا لا ترتضيه أهواء النفس البشرية فإن فيه تقييدا لجموحها وكبحا لنزواتها، إن من أشرف العلوم هو الابحار في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حتى يعبد المرء الله ويدعو إليه على بصيرة لأن حياة الإنسان عند الله هي جزء من أجزاء من الثانية أضف إلى ذلك عندما يُطرح منها أوقات أوقات الأكل والنوم وغيرها من متطلبات الحياة فما مقدار عبادتنا لله؟ لا شك أنها لا شيء أضف إليها ما مدى إخلاصنا فيها لله؟ هنا سيتحقق لدى المرء مفهوم عمله لله؟ وما دراستنا في المعهد إلا لنرُدّ جزءا من بعض فضائل الله علينا ونصلح في أرض الله ونحقق مفهوم الخلافة كما أمرنا سبحانه».
ويقول زميله الخريج عبدالله بن حمد بن سليمان الشقصي تخصص أصول الدين: «هذه لحظة جميلة من أجمل اللحظات التي ستخلدها الذاكرة، لحظات لا تنسى، جمعتنا بمشايخنا ومربينا، هي ثمرة جهدنا التي سنقطفها بتخرجنا، ونحن نحمل أشرف العلوم في قلوبنا وعقولنا لنبلغها للناس وننشر الرسالة المحمدية التي تجعل الانسان واثقا مطمئنا بربه، حيث السعادة الأبدية».
وفي كلمة وجهها الشقصي إلى زملائه على مقاعد الدراسة قال: «كلمة الى زملائي الطلاب: عليكم بالجد والاجتهاد، الزموا مشايخ العلم، الزموا مجالس العلم، عليكم بالعلم ولا يتأتى ذلك إلا بالمثابرة والجد والعمل، فالنجاح عمل وجد وتضحية وصبر، فمن اجتهد وصبر حصد نجاحا وثمارا».
كما أكد الخريج أحمد بن طالب المعمري تخصص الفقه وأصوله بأن شعوره وهو يتخرج في هذا المعهد الميمون شعور لا يوصف حيث إن «طعم الإنجاز والطموح قد تحقق في هذا اليوم وأنا أستلم شهادة التخرج».
ولفت المعمري إلى أن «طموح الإنسان لا يقف عند حد معين في هذه الحياة بل لابد له من تحقيق طموحاته وأهدافه كمواصلة الدراسة العالية من ماجستير ودكتوراة وهذا ما أنصح به زملائي الخريجين».
ويقول الخريج سعيد بن سالم بن سعيد آل ثاني تخصص الفقه وأصوله: « أشعر بالسعادة لإنجازي هذه المرحلة الدراسية وتخرجي من هذه المؤسسة العلمية الراقية في عطائها ونظامها لاسيما أنها مرحلة أساس في التكوين العلمي التخصصي» وأكد على أن «الانتقال من البيئة الدراسية إلى الحياة العملية إنما هي مرحلة البناء على الأسس العلمية والعلم بحر لا ينضب ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر والعرفان للشيخ مدير المعهد وأساتذتي العلماء والهيئة الإدارية بالمعهد ووداعا ممزوجا برجاء اللقاء بهم وبإخواني الطلاب».
وفي لقاء آخر مع الخريج عبدالملك بن محمد بن سالم اليحمدي تخصص الفقه والدعوة سألناه عن شعوره في هذا اليوم فقال: «نحن على أبواب مرحلة جديدة، نعم أنهينا دراسة أربع سنوات في المعهد لكن التطبيق العملي للعلم الشرعي الشريف بدأ الآن، الأحكام الشرعية والقضايا الإنسانية والتوجيهات السديدة من المشايخ، أمانة في أعناقنا ويجب أن نعمل بها ونوصلها لكل المجتمع، وأقول لزملائي الذين مازالوا على مقاعد الدراسة إن المعهد ملتقى للعلوم والثقافات المختلفة، فاستثمروا كل لحظة تمر عليكم في هذا الصرح العلمي الشامخ، فالمجتمع ينتظركم للبناء والتقدم والرقي، وفي الأخير أهدي فرحة هذا التخرج العاطر لوالدي العزيزين ثم للنخبة الرائعة في معهد العلوم الشرعية إداريين ومشايخ وطلابا».
بينما قال الخريج زاهر بن ناصر الإسماعيلي تخصص الفقه وأصوله: «لا يكسو شعوري في هذه المرحلة ثوب واحد، فتارة أشعر بالسعادة لما من الله به علي من الإنجازات والتفوق في فترة الدراسة على وجه الخصوص، وتارة أتحسر على ما فرطت في استغلال الفرص الثمينة للارتقاء للكمال، وتارة أشعر بالمسؤولية العظيمة التي حملنا إياها معاشر طلبة العلم الشرعي، وتارة أشعر بالحزن على فراق مقاعد الدراسة والموارد العذبة مشايخنا الفضلاء، وفي الأخير أنصح نفسي وإخواني طلبة العلم الشرعي أن يدركوا عظم وأهمية ما يطلبونه، وأن يجتهدوا في تحصيله والتحلي بآدابه وفي تزكيته وأن يستفيدوا ممن سبقهم في ذلك من أولي الألباب خاصة وطلبة العلم عامة، قاصدين رضا الله».
 
أعلى