من دروس المنبر

عتيق بن راشد الفلاسي

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
14 مارس 2012
المشاركات
973
الحمدلله والصلاة والسلام على خيرة خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه...

يطيب لي فتح هذه الصفحة صبيحة هذا اليوم الأغر المبارك تيمنا ببدايته، وتبركا بنفحاته، وتزامنا مع طلعة شمسه النقية نقاء القلوب المحبة الصافية من كدر الأخلاق، وذميمها.

وفي الجانب الآخر هي فرصة للقاء بقلوبكم الطيبة المحبة للعلم وأهله، الحريصة على الفائدة بغية الاستقامة على المنهج السوي، وكشف الغطاء عن حقائق المنبر ودروسه التي اتحذها البعض عادة لاستماع خطبة، وأداء صلاة دون النظر إلى فاعلية هذه الخطب، وسر هذه الدروس والمواعظ..ثم هو تدوين لمحصلة أخذت مني عمرا، وأسلفت قدرا من تجارب محصت، ووقائع أٌثبتت، ورحلة مع المنبر ولّيت ناحيتها شطرا من عمري ، فأردت تبيانها لكم، والوقوف على دروسها ليس من باب سرد المواعظ إنما من قبيل استخلاص النتائج، وسبر أغوار الحقائق، وتلمس مماسة هذه الدروس للواقع الذي نعيشه .. نلتقي حيالها صبيحة كل جمعة بإذن المولى جل وعلا..فمرحبا بكم وبتشنيف أسماعكم، وتشرفي بحضوركم الكريم الذي سيثري هذا المتصفح بكل نافع وجديد من مناقشة ما سوف أطرح وأقول.

 
التعديل الأخير:

عتيق بن راشد الفلاسي

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
14 مارس 2012
المشاركات
973
الدرس الأول: لماذا خُلقنا؟؟؟

سؤال في منتهى البساطة، ربما يستصغره البعض منك، لأن جوابه حاضر في الأذهان، جلي للعيان...لكن مع ذلك له أبعاد عدة، وينطوي على أسرار يتلهف كل قلب سليم وعقل رشيد إلى معرفتها..ويلزم من السؤال أسئلة.

من أنا؟؟ أنا مخلوق بدليل أني لا أسلم من عوارض بقية المخلوقات، وبالتالي فأنا قابل للتأثر بها، وكم تغلبني على نفسي ، وكم أبذل المستطاع لدفعها وأحيانا لا تندفع فتكون النهاية نهايتي..موتي...فمن ترى مكنها مني؟؟ ولم مكنها؟؟

فمن أنا؟؟...أنا ذلك الجبار المهيمن على قبة هذا الكون، القاهر لأصعب شيء فيه، أخطط لتغيير كثير من معالم هذا الكون بيد أن الكون من حولي لا يملك هذا التخطيط، وليس لديه شيء من قدرات هذا العلم الذي صار سلطانا بيدي على الكون! فبالله عليكم أليس في الأمر مزيد تعجب، وواستدعاء وقفة تأمل، كيف تغلبني المخلوقات الأخرى دقيقها وعظيمها من ناحية، وكيف مكنت من التصرف فيها من ناحية أخرى..وهذا يقودنا إلى التساؤل:
لو كانت القوة البشرية مطلقة التصرف لها أمر الخلق فلم انهزمت؟ ولو كانت لتلك المخلوقات قدرة مطلقة لم انهزمت وأطلقت للإنسان حرية التصرف فيها يغير ، ويضيف، وينشيء مالا علم للأجيال الحاضرة به؟؟
 
التعديل الأخير:

`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤

¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
إنضم
22 أكتوبر 2011
المشاركات
5,968
الإقامة
إنْ وابلاً، فَطَلْ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بداية أحب أن أقول أن السؤال: لماذا خلقنا؟ مثير نوعا ما، لأن هذا السؤال لا يطرح خارج حدود المسجد، وخطب يوم الجمعة، بمعنى أنه ليس الشغل الشاغل لجماهير الناس (رأيي).
أنا أحيانا لما أجلس مع نفسي، وأتخيل أني في نفق مضيء، وجدران النفق عبارة عن كل تلك الذكريات وعمري اللي مر، أتساءل: كم بقي لي؟ أنا الآن عمري....، فكم بقي لي عن أن أصل الخمسين، أو الستين، أو السبعين، وهل سأعيش أصلا لأرى الغد أو السنة المقبلة. شيء من الخوف، والرجفة بداخلي، يدفعني إلى التفكير في السؤال التالي: لماذا إذا أنا مخلوق؟ إذا كان مصيري الموت، لماذا أنا موجود على هذه البسيطة، (يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا)، وليتني لم أولد: هذه هي الأفكار التي تخطر على بالي تلك اللحظة. أنا من جنس البشر، ومستخلف على هذه الأرض، ولكني أحيانا أحس بالضياع من كم الأفكار التي تغزو عقلي. ثم أكاد أقتنع أن حياتي في هذه الدنيا ليست إلا كحلم سأستيقظ منه يوما ما، متى؟ لا أدري!
أنا نعم مخلوق بشري، قبل أن أكون مسلم، وأتأثر بكل شيء: الكلمة تؤثر في، والصوت يؤثر في، والصورة تؤثر في، والظن يؤثر في، أتأثر بكل شيء، وأؤثر أيضا في المحيط من حولي.
موضوع جميل أتمنى أن يجد التفاعل والنقاش من قبل المهتمين فيه

يثبت لأسبوع، ويختم ب يستحق المشاهدة
 

براءة الجودي

¬°•| عضو مبتدى |•°¬
إنضم
21 نوفمبر 2012
المشاركات
94
الإقامة
السعودية
الموضوع خطير رغم قصره إلى أنه بحاجة للتأمل والعمق ؟
سأعود بإذن الله بعد الوعي التام , أشعر أن قلمي بدأ يخرج من وكره مرعوبا بسبب مارأيته من تنبيه هنا !!
 

عتيق بن راشد الفلاسي

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
14 مارس 2012
المشاركات
973
الأستاذ الكريم أبو رسيل....

بداية لك خالص الشكر على تثبيت الموضوع، والشكر يتكرر معطرا على مداخلتك الكريمة، وكم سرني أن يبدأ التفاعل مع هذه الدروس التي استهلت بهذا الاستفهام ..
سيدي الكريم..أحترم رأيك بما يخص طرح هذا السؤال ومع ذلك أرى أن السؤال وعلى الرغم من بساطته يجري حسب ثقافة من يتعاطى الحديث معه، لأنه وبكل سهولة سيقال: خلقنا للعبادة، وهذا الجواب السريع المختصر يخص فئة من الناس ربما كانت الغالبية، لكنه في يقيني سيفجر الكثير من المعاني الخاصة به لديهم، وسيكون ميدانا لآخرين يعشقون البحث في تقصي الحقائق الكبرى خاصة.
 

عتيق بن راشد الفلاسي

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
14 مارس 2012
المشاركات
973
لماذا خلقنا؟؟؟..أعتقد أن الجواب اليقيني على هذا السؤال سيحل كثيرا من الإشكالات الذهنية لدينا ؛ ذاك لأن معرفة مقاصد الأمور ، والوقوف على عللها يقف بالإنسان على أرض مستوية يريح ذهنه من سؤال ماذا لي وماذا علي، وكم يضطرب العقل البشري وتتعثر به السبل حينما ترتبط حيرته بفلسفة الخلق الكوني وهو عنصر من عناصره، وفي الوقت ذاته لن تجد أدعى لإسعادك من أداء الواجبات المثقل بها كاهل التكليف لديك، إذ كلما تراكمت واجباتك كلما سد شبحها عليك رؤية الوجه الجميل للعالم، وما من تنغيص يبتلى به المرء كشعوره بالتقصير، ولا أخف على روحه كشعوره بالإنجاز!
لذا فإنني طرحت هذا التساؤل لا لتدوين إجابة سريعة عليه وإنما لكشف الغطاء عن لسان الحال الناطق بموقف النفس البشرية من مقتضيات هذا التساؤل، ومن ثم تبصر العاقل بمجمل التزاماته حيال هذا السؤال.
لماذا خلقنا؟؟ ومن نحن في أداء حق من خلقنا؟؟ وهل توزن الحقوق أهميةً إلا بقدر من كلفك بها؟؟ ومن ناحية أخرى هل لحياتنا استيعاب مقتضيات واجب الخلق وتخصيصها ميدانا لذلك الواجب فحسب، بيد أن منطقية الطرح تقضي بضرورة تحريك جوانب الحياة وفق إشارات وأوامر هذه الواجبات الخاصة بعلة الخلق.
 

عتيق بن راشد الفلاسي

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
14 مارس 2012
المشاركات
973
الدرس الثاني:الصلاة ومنهج التغيير الأخلاقي

حينما عرف الفقهاء الصلاة قالوا: هي أقوال وأفعال مخصوصة تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم، وهذا التعريف يأخذ في طياته شروط الصلاة وأركانها من حيث الظاهر، أي من حيث اكتمال بنائها الشكلي..وما يهمنا في درسنا هو مدى فاعلية الصلاة في ذواتنا، وصفاتنا ، ومجمل أخلاقنا، ولعل الأمر يتطلب شيئا من التريث، فإن الوقوف على سياسة التغيير في حياة الإنسان وقوف على منهج تربوي له أبعاده، وأسبابه، والعوامل الضاربة في سر نجاحه. ومن هنا فإن الدخول إلى هذا الموضوع بحاجة إلى فتح صدرك لي، وصراحتك مع نفسك صراحة كاملة عند الإجابة على الأسئلة الآتية، وهي أسئلة طبيعية تعمل على قياس فاعلية هذه الصلاة في مجريات حياتك.

- لماذا تصلي؟؟؟ (هل وجدت أبويك وأهل بلدك يصلون فلم تشأ الخروج عن سننهم، أم أن ثمة شيئا آخر يحملك على المحافظة على الصلاة؟)

-هل تؤدي الصلاة وأنت محب راغب تود الإكثار منها، أم أن هناك سأما ينتابك، وكأن ثقلا ستؤديه عن ظهرك لا يعدو كونه واجبا تقوم به؟؟

-هل حدث أنْ ربطت الصلاة يوما بنتيجة أخلاقك، وسلوكك مع ربك، ومع نفسك، ومع الناس، ثم مع الكون بأسره، أم غابت هذه القضية عن بالك؟؟

-هل تظن للصلاة عملا سحريا بحيث تكسب الإنسان محاسن الأخلاق، وتبعده عن سيئها في أقل من لمح البصر، أم توافد على قناعاتك أن فاعلية الصلاة بيد المصلي، وبمقدار ما يهتم بها وبأدائها في وقتها، ويحافظ على خشوعها واستحضار القلب فيها؟


-هل تفكر عند المجيء إلى الصلاة في تحسين صلتك بالله الذي ستقف بين يديه قبل قليل، وهل خامر ذهنك عظمة هذا الإله الذي ستناجيه في صلاتك، وبعد خروجك من الصلاة تكون قد أبرمت عهدا مع الله ألا تخالفه ولا تعصيه...هل تجد نفسك وفيا مع ربك بما عاهدته عليه؟؟

- حاول فحص نفسك من خلال صلاتك، ولتكن مرآتك التي ترى فيها صدقك من كذبك، ووازن بين حياتك السرية والعلنية هل بينهما اتفاق، أم أن العلنية رجحت كفتها على أختها ففسد السر بإصلاح وتزويق العلن..وهو ما تقوم به الصلاة فعلا لأن الصلاة سر داخلي، وعمل علني، أما العمل فإنها تقام أمام الجميع لتحقيق شعار الإسلام ورفعه، وأما السرية فيها فلكونها مناجاة مع ربك، وبناء داخلي لنفسك ينبغي التنبه لمرحليته، والترقي أو التدني به.
 

`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤

¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
إنضم
22 أكتوبر 2011
المشاركات
5,968
الإقامة
إنْ وابلاً، فَطَلْ
الأستاذ الكريم أبو رسيل....

بداية لك خالص الشكر على تثبيت الموضوع، والشكر يتكرر معطرا على مداخلتك الكريمة، وكم سرني أن يبدأ التفاعل مع هذه الدروس التي استهلت بهذا الاستفهام ..
سيدي الكريم..أحترم رأيك بما يخص طرح هذا السؤال ومع ذلك أرى أن السؤال وعلى الرغم من بساطته يجري حسب ثقافة من يتعاطى الحديث معه، لأنه وبكل سهولة سيقال: خلقنا للعبادة، وهذا الجواب السريع المختصر يخص فئة من الناس ربما كانت الغالبية، لكنه في يقيني سيفجر الكثير من المعاني الخاصة به لديهم، وسيكون ميدانا لآخرين يعشقون البحث في تقصي الحقائق الكبرى خاصة.

السلام عليك أخي ورحمة الله وبركاته
التثبيت لم يأت من فراغ، بل يستحق موضوعك الإشادة، ليس لأنه موضوع تجديدي في هذا القسم، ولكن لأنه أيضا في صميم صلب من أعملوا عقولهم التي وهبها الله لهم!

أنا أدري أن جواب السؤال ليس بذلك الأمر الكبير: العبادة! ولكن الأمر الذي فوقت له سهامي من الغرض من الاستفهام هو أن الناس استمرؤا العبادة على أنها تلك الأفعال التي لا تخرج عن نطاق المسجد، أو الشرائع عموما. العبادة يا سيدي هي تلك العادة التي يمارسها بعض الناس من غير أن يستشعروا شموليتها وعظمتها. أترى يا سيدي: كم شخصا يقرأ الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصدقة، وأن من الصدقة أن يضع الزوج اللقمة في في زوجه، بل قلي كم من الناس من يفقه أن العبادة ليس قاصرة على أركان الإسلام بل هي أعم وأشمل. لا أريد أن أظلم أحدا، ولكني أخال أنني إذا سألت العاشق لم يضع اللفمة في في زوجه، سيجيبني أنه الحب! حب بشري لا يلبث أن يتهاوى إن لم تحكمه موازين الشرع. بل كم من الناس الذين يستشعرون المعنى الحقيقي للعبادة وأنها ليست الركوع والسجود وخفض الجسم ورفعه؟ حقيقة أن الإحصائية ستكون مؤسفة إذا ما اطلع عليها الإنسان في صحيفة أعماله!
وأرجو أن يكون الأمر كما تقول سيدي من أن الجواب السريع: العبادة، يعني شيئا عظيما لمن سخروا أنفسهم للبحث في عمق هذه الحياة!

لي عودة إن شاء الله​
 

سعود الظاهري

:: إداري سابق ومؤسس ::
إنضم
15 أكتوبر 2007
المشاركات
6,861
الإقامة
الجنـ هي الهدف ـة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى بنعمتة تتم الصالحات هو الله الذى لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمان الرحيم اسألة تعالى ان يجمعنا على محبتة وطاعتة والتزام اوامرة والبعد عما نهى عنة وان يجعلنا من اتباع حبيبة محمد صلى الله علية وسلم

تأثرت فعلا بما قلته أخي عتيج الفلاسي وأسأل الله سبحانه وتعاله أن ينفعنا وياك بهذا العلم النافع . أسإله تستحق التفكر والتمعن.

ورأي في الموضوع لمذا خلقنا
خلقنا لنعرفه فإذا عرفناه عبدناه..
و إذا عبدناه تفاضلت عباداتنا
و تفاضل إيماننا لله وحدة


أحترامي

متاااابع للموضووع
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

أڪــوس إععمـآآنيـہ . . ♥!

¬°•| عضو مبتدى |•°¬
إنضم
17 يناير 2013
المشاركات
61
العمر
25
الإقامة
أإلبـآآطنه شمـآآل - صحمم دأإر العز
وععليكممَ السلآممَ والرحمههَ ,,
ممـآآششالله موضوععَ في قمة الروعههَ ,, جزيت الفردوس ألآععلىَ ..!
تسلممَ ,,$
 

عتيق بن راشد الفلاسي

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
14 مارس 2012
المشاركات
973
أيام قليلة وتطل علينا عبادة ترتسم على نسق ونظام التجديد شأن فلسفة العبادات في الإسلام. أتخيل أحيانا أننا نعبد خالقنا العظيم بنمط واحد، ونقتصر على شكل معين مما يصدق عليه اسم عبادة ..ما حالنا حينئذ؟؟ وهل سنعيش هذا التوق وذلك الشوق لتلك العبادة! الحقيقة تكمن في الهدف من تشريع العبادات، فمن عبد الله تعالى بلا هدف لم يجد طعم حلاوة القرب، ولذة العبودية، وقيمة الإنسان حينما يحدث نفسه أن بينه وبين خالقه موعدا يناجيه فيه ويكلمه، ويخفي عن الخلق ما يبسطه صراحة بين يدي ربه..من هنا اتسمت العبادة في حياتنا بالتجدد، والتنوع لأن الهدف منها الوصول إلى معرفة الخالق، ومن ثم الوقوف على مفاهيم تلك المعرفة، حتى يصدق في النهاية على العبادة أنها نقلت مخلوقا ليعيش لحب خالقه ، ومن هذا الحب يفسر علاقته بالكون كله حينها.

ورمضان موسم يحكمه منهج الصيام، وفي الصيام بعد عن مجرد الجوع والعطش..إنه مجموع حالة من الإحساس بما يفتقده الغير، ومشاركة إنسانية بحته لمعاناة الآخرين ؛ فبقدر ما أحرم نفسي لذات الحياة بقدر ما يتركز في تفكيري الإحساس بالجياع، والعراة، ومن تطويهم عوامل الظلم البشري في شتى أصقاع الأرض، وتحضرني هنا مقولة سيدنا يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام حينما سئل لم نراك تكثر الصيام يا نبي الله؟ قال: حتى لا أنسى الجائع..

هذه هي المحطة الأولى أو هي أول تمرة ينبغي أن يفطر عليها الصائم وهي تمرة الإحساس الممزوجة بالحب.
 

عتيق بن راشد الفلاسي

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
14 مارس 2012
المشاركات
973

عتيق بن راشد الفلاسي

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
14 مارس 2012
المشاركات
973
جميع العبادت مرتبطة بما بعدها لا محدودة المنافع في وقتها...أي هي شريك أساسي في صنع حياة الإنسان، وفي خلق السلوك البشري المتوازن مع قوانين الكون، ونظمه! فالصلاة لن ندرك حقيقتها، وفاعليتها إلا بعد أدائها، فإن أديتْ أسقطتْ تعاليمها، وضختْ دفقة الروح السارية من المصلي في مجسم شكلها لنرى أثر ذلك على المستوى النفسي، والأسري ، والإنساني عموما ، وهذا معنى قوله تعالى:" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"، ولما للصلاة من ارتباط وثيق بالجانب السلوكي العام قرن الله بينها وبين سلوك الصبر في قوله:" واستعينوا بالصبر والصلاة".

فإن أتينا إلى شعيرة الصيام رأينا أثره مستقبل الأوان في حياتنا، وقد أخطأ كثيرا من ربط حكمة الصيام بشهر، أو هيئة، أو شكل. وكنت قد ركزت على السمة الأولى للصيام والخاصة بخلق الإحساس الفعلي بالآخرين ، ورأيت في ذلك مدى هذا العمق الروحي والنفسي للصيام وهو يهيمن في رسالته السامية على تنبيه الحس الإنساني ليكسبه مبدأ الشراكة، ويخرجه من حيز كينونة "أنا" إلى رحابة "أنت"، فمعرفة شدة الجوع تتعدى بنا مفهومه الضيق إلى معايشة الجياع، ومن ثم معايشة بقية أحوالهم من العري، والشتات، وألوان الحرمان الأخرى. والحقيقة لا تبدأ النخوة الإنسانية لمشاركة المحرومين معاناتهم إلا بالدخول للبوابة الأولى وهي خوض ما يشبه تجربتهم، وجس تلك النار عن قرب وهي نار المعاناة التي ظلمتهم الإنسانية بجورها فشكلتهم طبقات، ليستأثر من يستأثر بالخير دون غيره.


 
التعديل الأخير:

عتيق بن راشد الفلاسي

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
14 مارس 2012
المشاركات
973
أفكر كثيرا في طبيعة الخطاب الخاص بالتعاليم الشرعية اليوم من نقل الفتاوى بين حين وآخر عبر مواقع الانترنت بصورة تسابقية تنافسية وكأن كلمة "حرام" هواية حلوة لدى البعض يشخص بها أمراض الأمة ، ثم يسلط عليها سياط المنع ، والتحريم عن طريق نقل خلاف العلماء، وفتاواهم بغض الطرف عن ظروف الناس، وملابسات حياتهم، وبغض الطرف كذلك عن مدى قدرة الناس في التعامل مع هذا المنع المسلط في قضايا لا نص فيها، بل هي محل اجتهاد بين أهل العلم....

أفكر كثيرا في هذا مقارنة مع طبيعة الخطاب القرآني حينما يعمد إلى تأصيل فكرته في فلسفة الاتجاه بالناس إلى تلبس حياتهم بعبادة الله عزوجل، فأجد أن القرآن يستعمل أسلوبين في الخطاب..خطابا ربانيا، وخطابا إلهيا، أما الرباني فإن الله سبحانه يعرف ذاته على خلقه من خلال تذكيرهم بنعمة الربوبية، وبما تحمل هذه الكلمة من صفات الرب مع من يربيهم من رعاية، وحفظ، وتوجيه، وتربية، ومع ما تحمل هذه الكلمات من معاني الرحمة، والعطف، ولذا نجد الخطاب هنا عاما لجميع الناس (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم ).ومن قبيل هذا الخطاب التذكير بنعمة الخلق ومعها نعمة الروابط الاجتماعية القائمة على التحضر المدني الاجتماعي في واقع البشرية وذاك في قوله تعالى:( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)..ومنهج القرآن هذا مبني على إثارة تلك العاطفة التي يستشعر الإنسان بها أن له ربا يرعاه وينعم عليه قبل أن يكلفه بمنهج تعبدي، وذاك حتى تقع العبادة موقع يقين واقتناع عند المكلف إذا ما هيج القرآن أحاسيسه واستدر عواطفه ناحية تلك الربوبية التي يلمس وجودها في حياته في كل شيء من حياته.وأعتقد أن هذا هو سر حلية الإيمان بالحب، وبعد الحب يجد المؤمن للإيمان في ذاته زينة تكسبه جمالا في نواحي حياته لأنه مؤمن، وكيف لا يستشعر المؤمن ذلك الجمال في قسمات حياته وهو مرتبط بربه، ومنهجه.. قال تعالى في تقرير ذلك:( حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم).
الأمر الآخر في تنوع الخطاب القرآني هو احترام طبيعة النفس البشرية في أنها لا تأتي إلى المنهج بالأمر المباشر مع أغفال الجانب العقلي لدى الإنسان، والجانب العاطفي كذلك، ولذا أولاها الشرع مساحة كافية في قضية التوازن الأمري بالنسبة للفتوى الشرعية، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم:( استفت قلبك وإن أفتوك..)، وكأنه صلى الله عليه وسلم يشير إلى توافقية المنهج مع نوازع الفطرة عند الإنسان، وأنه لا تعارض البتة عند إسقاط أمر التكليف بين طبيعة الأمر واستعداد النفس لاستقباله وفق منظومة افعل ولا تفعل. وكم كان النبي صلى الله عليه وسلم يحترم استعداد النفس وعدم استعدادها لاستقبال المنهج هنا ، ولا أدل على ذلك من هذا الرجل الذي بال في المسجد فانبرى الصحابة لإيقافه ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوه على حالته يكمل، ثم يصبوا فوق بوله دلو ماء وتنتهي المسألة إلى هذا الحد. ورغم ما لهذه الفعلة من خدش لجانب الدين، وخدش لجانب العرف العام، وشناعة في تعدي هذا السلوك في بيت من بيوت الله ..إلا أن فتوى التحريم هنا لم يكن لتتقبلها تلك النفس لأنها لم تتهيأ بعد.
للحديث بقية متواصلة في تأصيل هذا التصور من وجهة نظري التي طرحتها . وفقكم الله وتقبل منكم جمعتكم .

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
التعديل الأخير:

عتيق بن راشد الفلاسي

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
14 مارس 2012
المشاركات
973
وما زال الحديث حول مشكلة نقل الفتاوى الشرعية عن طريق المنتديات والمواقع الإلكترونية، وشهوة البعض أن يمد شبكة النقاش والجدال أمام العامة لتأييد فكرته، أو فكرة خاصة نفسه، دون حساب مسبق لنتائج هذا التعصب، وتلك الأنانية المنحصرة في رأي تبناه.وقصدت بهذه الفتاوى تلك التي أولاها الشرع فسحة لخلاف مستساغ مقبول صحيح لا يثير حقدا، ولا يشتت كلمة.
والغريب في تلك الفئات المطالبة بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال علمائم هم دون غيرهم، والأمر فيه تجييش لشخصنة الفتوى، لأن نصوص الكتاب والسنة ليست في مستوى واحد إزاء وضوح الحكم الشرعي ، مما يضطر أهل الاختصاص من العلماء إلى اعتماد منهج النظر العقلي لاستنباط الحكم، ومن هنا فقد رجعنا أدراجنا إلى وجوب إعمال العقل في بلورة الدليل، وبالتالي فلا تغتر بمن حاجك وجادلك بآيات القرآن، وصحيح السنة النبوية لأنه لم يعطك دليلا واضحا من النص إنما وجه النص من وجهة نظره أو نظر من وراءه من علماء قصر الفتوى عليهم دون غيرهم.وفي هذا ظلم، وإجحاف لعلماء الأمة ومذاهبها لدى هذه الفئات المتعصبة باسم الدين.
المسألة الأخرى تتضح من خلال طرح الفتوى ذات الطابع الخاص ورفض الرأي أو الفتوى المخالفة بدعوى الدليل من الكتاب والسنة دون النظر إلى ما ستصنعه هذه الفتوى في حياة الناس من قطع الروابط، وتحريم الحلال، وإدخال مسمى البدعة كذبا وزورا في عادات الناس، وأعرافهم الدنيوية، كما قرأنا عن بدعة بعض الاحتفلات وأشكال التسلية في رمضان، وهي ليست بدعة لأنها في جملة الأعراف ...سبحان الله العظيم كيف أصبح التلاعب بآيات الله إلى هذا الحد لدى من لا يعي، ولا يفقه..
من باب آخر ينبغي لم تعرض للفتوى أو نقلها للناس أن يكون على دراية بعلوم اللغة العربية من نحو وتصريف، وبلاغة، وأدب..وهذا ما يحزنني حقا فكم قرأت لهؤلاء وهم يطلبون الدليل في الجدال ولا يحسن الواحد منهم كتابة سطر كتابة صحيحة خالية من الخطأ الإملائي. وتراه إذا رسم همزة لم يفرق بين الوصل والقطع، وإذا نصب كلمة نصبها طوال حياته مهما اختلف موقع الإعراب لها، وإذا رفع لم يخفض، وإذا خفض لم ينصب، وكم قلت لهذه الفئات هدانا الله وإياهم: إذا أحس الإنسان منكم بشهوة التحريم والتحليل في دين الله فليأت لنقف معه على قاعدة لغوية، أوليس القرآن عربي اللسان؟ أو ليست السنة كذلك؟؟ ..
وإجمالا..أناشد المنتديات وإدراتها الابتعاد عن نقل الفتاوى لأن من يتزعم ذلك فئات متعصبة لن تجد لها يوما حياة إلا هناك فوق المريخ.
وللحديث بقية...
 

strong man

¬°•| عضو مميز |•°¬
إنضم
8 يوليو 2008
المشاركات
205
الإقامة
كل البريمي
ماهو اهم شي ينبغي على الانسان المسلم ان يتعلمه
و ما هوه اسهل الطرق الموصل الى الجنه
 

عتيق بن راشد الفلاسي

¬°•| عضــو شرف |•°¬
إنضم
14 مارس 2012
المشاركات
973
ماهو اهم شي ينبغي على الانسان المسلم ان يتعلمه
و ما هوه اسهل الطرق الموصل الى الجنه


أهم ما يتعلمه المسلم العلم الواجب وجوبا عينيا عليه وهو العلم الشرعي الخاص بالواجبات الشرعية ، كعلم أداء الفرائض من صلاة وزكاة وصوم وحج وغيرها من الواجبات.
ثم يتعلم الحلال والحرام ليعرف الحلال فيأتيه، ويعرف الحرام فيجتنبه وذلك في العبادات والمعاملات وشؤون الأسرة وغيرها.

أما أسهل الطرق لدخول الجنة فالجنةحفت بالمكاره، والنار حفت بالشهوات، ومن أحب الجنة تجشم في سبيلها كل الصعاب.
 
أعلى