فلاش مرمى نفايات «ساهر».. ضحكوا عليك!

حكاية روح

¬°•| سَحَابة صَيفْ |•°¬
إنضم
27 نوفمبر 2009
المشاركات
11,771
الإقامة
حَيْثُ القَلمْ


375151180161.jpg

مرمى نفايات ساهر أسلوب جديد ومثير في كشف المخالفين
جدة، تحقيق - ضيف الله المطوع
تصميم مرمى نفايات على جانب الطريق يحمل في أحشائه كاميرات "ساهر" لم تجد قبولاً من السائقين، وفسّره كثيرون على أنه "حركة استفزاز"، وخداع، وتضليل، بل أكثر من ذلك كسب مادي "عيني عينك" على حساب المواطن، بينما يرى آخرون أنه تجاوز للشعارات التي رفعها النظام من تقليل نسبة الحوادث لحماية الأرواح والممتلكات، وهو ما قد يفقده المصداقية، ويتطلب التدخل لتقنين تلك الممارسات التجارية الرخيصة.
ونقول للمرة المليون.. نظام ساهر مفيد، ونجح إلى حد ما في ضبط سلوكيات السائقين المتهورين، وحقق أكثر من ذلك عقوبة فورية للمخالفة دون تدخل من أحد، ولكن يبقى هناك حاجة ماسة لتحسين الصورة الذهنية عن النظام، ومن ذلك زيادة أعداد اللوحات، وتخطيط الشوارع، وإعادة النظر في تحديد السرعة على الطرقات، إلى جانب التوعية الإعلامية، وتعميم لوحة التوقيت على الإشارات الضوئية التي أثبتت نجاحها، وعدم مضاعفة قيمة المخالفة.
وعلى الرغم من الأشهر التي تم فيها تطبيق وتعميم النظام على مستوى المملكة، إلاّ أنه استطاع أن يحزم، ويشدد، ويكبح فوضى مخالفي السرعة على الطرق، وقطع الإشارات، ومع تلك الجهود تبقى وسيلة التطبيق بحاجة إلى مراجعة مستمرة دون استفزاز للسائقين، أو إثارتهم باستغلال مرامي النفايات للتمويه، وإنما توعيتهم لمهمة الشراكة ليس في تطبيق النظام، وإنما في الحفاظ على سلامة الجميع، إلى جانب الاستماع إلى مقترحاتهم، وانتقاداتهم -وإن كانت قاسية أحياناً-؛ لأن المهم هو ضبط حركة السير بوعي.
علامة استفهام!
وقال "د.نايف بن سلطان الشريف" -أستاذ القانون التجاري بجامعة الملك عبدالعزيز- أن عملية اخفاء كاميرات الرصد من قبل الشركة المنفذة في بعض الأماكن السرية، مثل حاويات النفايات أو في مركبات عادية أو بين الأشجار يعد نوعاً من الخداع الذي لا يقره الشرع، وسلوكيات لا تتلاءم مع النمط الحضاري لشعب يمتلك الكثير من القيم الأصيلة.
وأضاف:"النظام حينما تم تطبيقه لم يخضع لأي بند من البنود الشرعية؛ فكان الأحرى أن يخضع للعديد من الدراسات والمداولات من قبل الجهات التنظيمية حتى يجد المصادقة الرسمية"، مشيراً إلى أن منح الشركة امتياز التشغيل يثير أكثر من علامة استفهام!.
وأشار إلى أن الإنذار بالعقاب قبل وقوعه واجب وفيه اقامة للحجة وقطعاً للغدر؛ ومن هذا المنطلق فإن من مبادئ العدالة ضبط جميع المخالفات المرورية دون التركيز على مخالفة السرعة وحسب، وأن يكون الهدف الأكبر من هذا النظام هو حماية الأرواح، ووضع الكاميرات في أماكن بارزة مع وجود لوحات تحذيرية واضحة بجانبها، مع تحسين البنية التحتية للطرق.
كسب مادي
وأوضح الشيخ "عبدالله العثيم" أن وضع الكاميرات في أماكن لا تصيدها العيون هو خداع وترصُد، مشيراً إلى أن الغرامة المرصودة لمثل هذه المخالفات تبلغ (300) ريال ثم تتصاعد خلال شهر لتصل إلى (500) ريال، وهذه فيها اجحاف كبير، وخطأ أكبر، مقترحاً أن تكون الغرامة في المرة الأولى (مائة) ريال، وتتصاعد مع مرور الزمن إلى (مائتي) ريال، ثم إلى (300) ريال.
وقال:"إن الرسائل لا تصل إلى المخالفين بصورة فورية؛ فتتضاعف من جرائها (الغرامة) وهذا بالطبع خطأ كبير للغاية"، - وربما يكون السبب أيضاً أن السائق لم يحدّث بياناته -، مؤكداً -من وجهة نظره- على أن هذا النظام برمته يعتبر أداة لجلب الأموال من جيوب المواطنين.
ويرى اللواء "عيسى بن صالح الزهراني" أن هذه الكاميرات ما هي إلاّ نوع من أدوات الغش السريع؛ لجلب أكبر قدر من الأموال، لا سيما وأن وجودها في أماكن خفية مثل حاوية النفايات، وأسفل "الكباري" وفي مناطق لا تراها العيون يؤكد تماماً أن الغرض الأساسي لهذا النظام هو جمع الأموال، مشيراً إلى أن هذا الاستنتاج يمكن أن يكذبه القائمون على النظام عملياً، من خلال وضع الكاميرات في أماكن واضحة ويتمكن السائق من رؤيتها، والتنويه عنها باللوحات الكافية.
استغلال لا يليق
وانتقد الأستاذ "محمد بن عبدالله المحيميد" -رجل أعمال- استغلال مرامي النفايات الخفية لكاميرات ساهر، مطالباً الجهات المعنية التدخل لإيقاف مثل هذا العبث، مبدياً أسفه الشديد لمثل هذا التصرف من قبل الشركة التي لا يهمها إلاّ جمع الأموال بسلوكيات لا يقرها شرع ولا أخلاق.
واستهجن "م.إبراهيم السلمي" مرمى نفايات "ساهر" في ضبط مخالفي السرعة على الطرقات، مشيراً إلى أن هذا سلوك لا يليق بشركة، أو نظام، أو مسؤولين همهم فعلاً حماية الأرواح والممتلكات، داعياً إلى التعامل بمصداقية مع السائق، وتوعيته، والشراكة معه لتحقيق السلامة للجميع.
وأجمع سائقون التقت بهم "الرياض"، وهم: محمد داحة وسعد الشهري وصالح الباشة وعبده ثابت ومدحت فاروق؛ على أن استغلال مرمى النفايات لوضع كاميرات ساهر استفزاز لمشاعرهم، ويثير السخط في داخلهم على النظام، وربما عدم التقيد به.​
 
أعلى