ضاحي خلفان: مزدوجو ولاء «يغردون» على «تـــويتر» بكراهية الوطن

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
أكد أن الإمارات استقبلت مشايخ مضطهدين في بلادهم اخترقوا مؤسسات وطنيـة بأفكار تنظيمية

ضاحي خلفان: مزدوجو ولاء «يغردون» على «تـــويتر» بكراهية الوطن

المصدر:
  • محمد فودة - دبي

التاريخ: 29 يوليو 2012
3347448839.jpg


المشاركون في الندوة أكدوا ضرورة العمل على تثبيت قيمة الولاء في نفوس النشء. الإمارات اليوم


قال القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، إنه تم رصد مواطنين «مزدوجي الولاء» يباهون، عبر تغريداتهم وكتاباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، «تويتر» و«فيس بوك»، بكراهيتهم للوطن، وتجردهم من الانتماء له، مضيفاً أن هناك مخاطر عالمية وإقليمية تستلزم تعزيز قيم الولاء والانتماء لدى الشباب والأجيال الصغيرة، لتحصين مناعتهم ضد الغزو الثقافي القادم من وسائل الاتصال الحديثة التي أفرزتها العولمة.
ودعا، خلال ندوة نظمتها جمعية توعية ورعاية الأحداث في مجلسه، الخميس الماضي، إلى إعادة النظر في قيم الولاء بعد رصد مواطنين مزدوجي الولاء، يحملون جنسية الدولة بجوازاتهم، فيما يدينون بالولاء لجهات وجماعات خارجية، لافتاً إلى أن الدولة فتحت أبوابها في فترة من الفترات لأساتذة ومشايخ عانوا التضييق والاضطهاد في بلادهم، لكن تبين أنهم دعاة لتنظيم بعينه، واخترقوا مؤسسات في الدولة.
وأكد وزير التربية والتعليم، الدكتور حميدأ القطامي، أن الشباب الإماراتي خصوصاً والعربي عموماً، يعاني حالة من التشتت بسبب الأفكار المستوردة، معتبراً أن «ولاء الشباب الإماراتي والعربي بات على المحك».
وشدد المشاركون في الندوة على ضرورة مشاركة مؤسسات المجتمع في إعادة غرس القيم الوطنية في نفوس الأجيال الجديدة، لتعزيز علاقتها بوطنها وأمتها، درءاً لما يمكن أن تحمله المؤثرات الخارجية من تغيرات سلبية في وعيهم وانتماءاتهم، لافتين إلى ضرورة تضمين المناهج الدراسية موضوعات تعزز هذا الجانب.
وتفصيلاً، أكد القطامي أن التحديات طرأت في السنوات الأخيرة نتيجة العولمة وما صاحبها من غزو ثقافي وهيمنة اقتصادية لشركات متعددة الجنسيات استهدفت الفرد بشكل أساسي، مشيراً إلى أن «ولاء الشباب الإماراتي والعربي بات على المحك، ولذا فمن الضروري إعادة غرس قيم الولاء والانتماء للوطن في داخله، حتى يواجه هذا الغزو متسلحاً بمبادئه» مضيفاً أن الجهات والمؤسسات كافة داخل الدولة تتحمل المسؤولية عن ذلك، داعياً إلى تنظيم برنامج مناسب لكل مؤسسة يركز بشكل أساسي على تأكيد مفهوم الولاء للوطن، مستنداً في ذلك على الأسس الدينية وتقاليد المجتمع العربي والإسلامي التي تقوم على التراحم والتكافل.
وتابع أنه «من الصعب أن تتحمل جهة بمفردها مسؤولية تأصيل الهوية الوطنية لدى الأجيال الصاعدة، كما أن الأسرة لا يمكنها القيام بهذا الدور وحيدة، علينا جميعاً تحمل المسؤولية بطرق متنوعة ومبتكرة تعتمد على التوعية الجذابة والأنشطة الاجتماعية التي تستهوي هذه الفئة من المواطنين».
وقال القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، إن هناك أموراً بالغة الخطورة انكشفت خلال الفترة الأخيرة، منها ازدواجية الولاء لدى عدد محدود من الأشخاص الذين تأثروا بأفكار جماعات وتنظيمات لها أهداف مشبوهة، وتحمل نيات سيئة.
وأضاف أن إقبال عدد كبير من أبناء الدولة على استخدام التكنولوجيا الحديثة، وما تصدره من أفكار مختلفة، خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، يستلزم لغة خطاب مناسبة ترسخ في نفوسهم قيم الولاء والانتماء للوطن، وتحميهم من مخاطر الأفكار التي ترد عبر هذه الوسائط.
وأكد أهمية الحذر في التعامل مع الأفكار التي ترد من الخارج، لافتاً إلى «وجود جماعة من المشايخ الذين عانوا اضطهاداً في بلادهم خلال فترات سابقة، فقدموا إلى الإمارات، واعتبرناهم علماء في الدين. لكن سرعان ما اكتشفنا أنهم ينتمون إلى تنظيم بعينه له أهداف أخرى، ورصدنا فعلياً اختراقاتهم لمؤسسات حكومية، وأخرى ذات أنشطة خيرية في إمارات مختلفة».
وأوضح أن «هؤلاء المشايخ يمثلون وسيلة لغسل المخ، ولذا فمن الضروري مواجهتهم بكل ما هو ممكن من أفكار تعزز الهوية الوطنية، وحب الوطن»، مؤكداً أن «هناك شباناً يباهون بازدواجية الولاء، مثل أحد المغردين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الذي غرد بكراهية الوطن، من خلال آرائه على صفحته».
ورداً على سؤال خلفان عن موقف الدين من قضية الولاء، قال كبير المفتين في دبي، الدكتور أحمد الحداد، إن «الإسلام كان واضحاً وحاسماً في هذه المسألة، وقد بكى النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، حين خرج من مكة مهاجراً، على الرغم من أنه يفعل ذلك لإعلاء كلمة الله والدين، إلا أنه حزن على وطنه، وهذا يعكس قيمة الانتماء إلى الأرض».
وتابع أن «عدم الولاء للوطن بمثابة الخيانة العظمى، ويعرف الرجال بمدى حبهم لأوطانهم»، مؤكداً أهمية إدراج مناهج دراسية تتناول صفات وأخلاق صحابة الرسول، صلى الله عليه وسلم، والسلف الصالح، حتى يتعلم الشباب أصول الولاء والانتماء للدين والوطن.
وعاب الحداد على المناهج الدراسية عدم العمق في طرح التراث الإماراتي حتى تدرك الأجيال الصاعدة كيف بنيت هذه الدولة، وإلى أي مدى تعب الأولون، مؤكداً أنه من الضروري إدراج هذه التراث بإيجابياته وسلبياته في المناهج الدراسية حتى يستفيد الشباب ويزيد تعلقهم بوطنهم.
وأوضح أن «الولاء له أصل في الشرع، ينبغي أن يكون كل إنسان على علم وإيمان به» مشيراً إلى أنه «يعني النصرة والوفاء والمحبة، ويؤكد أن أمر الجماعة أهمّ من أمر الفرد، لأن فيه صلاح الوطن والأمة».
إلى ذلك، أفاد عضو هيئة التدريس في جامعة الإمارات، الدكتور خليفة السويدي، بأنه من المؤسف عدم وجود مادة في المقررات الدراسية عن مجتمع الإمارات، فيما يتلقى النشء أفكاره من مصادر خارجية.
وقال السويدي إن الأسرة لا تستطيع وحدها أن تغذي عقول أبنائها بما يفيد في ترسيخ هذه القيم المهم، لذا من الضروري تعزيز دور التعليم ابتداء من المدرسة، سواء كانت حكومية أو خاصة، مؤكداً ضرورة عدم تجاهل الأخيرة في ظل وجود أكثر من 56٪ من الطلبة في مدارس خاصة، كما شدد على أهمية توصيل هذه الرسائل من خلال وسائل الإعلام.
إلى ذلك، ذكر رئيس مجلس أمناء معهد آل مكتوم للدراسات العربية والإسلامية، ميرزا الصايغ، أن هناك جوانب ترسخ مشاعر الحب والانتماء لدى المواطن الإماراتي منها المزايا العظيمة التي يحصل عليها في بلاده، لافتاً إلى أن دولاً كبيرة وعريقة في الديمقراطية مثل بريطانية تعطي مزايا وخدمات لمواطنيها مقابل ضرائب محددة، فيما يحصل المواطن الإماراتي على أضعاف هذه المزايا من دون ضرائب. وأكد الصايغ أنه على الرغم من المؤثرات الخارجية، إلا أن هناك قدراً كبيراً من التلاحم الوطني والولاء للأرض من جانب أبناء الإمارات، وظهر ذلك في مواقف كثيرة، منها احتشادهم للتطوع لنصرة الكويت حين تعرضت للغزو. أما مدير مركز دعم اتخاذ القرار في شرطة دبي، الدكتور محمد مراد، فلفت إلى أن الدولة تواجه تحديات خارجية قد يكون مخططاً لها، أو مبرمجة وفق أجندات معينة، أو ما يسمى بالجنسية العالمية، ما يتطلب تنشئة الأجيال الجديدة على برامج وأنشطة تربوية تمنحهم تحصيناً ذاتياً ضدّ أي غزو ثقافي خارجي. ولفت إلى أن العولمة والإنترنت وأدوات التواصل الاجتماعي تؤثر في الأطفال والنشء الجديد، بينما لدينا في المقابل نقاط قوة في مجتمع الإمارات، أبرزها القرب من القيادة، وامتلاك أدوات التواصل، ولذا فمن الضروري الاستفادة من هذه الميزة، ووضع خطط استراتيجية مبنية على توازن التنمية والمستوى الاجتماعي في الإمارات كافة.
وقال مدير جامعة حمدان بن محمد، الدكتور منصور العور، إن الولاء يمثل حزمة من المشاعر الوجدانية التي تترسخ لدى الفرد تجاه وطنه، وتولد لديه طاقة إيجابية تستهدف إعلاء قيمة بلاده والدفاع عنها، مشيراً إلى أن الولاء يكتسب أولاً عن طريق الأسرة والقيادة، معتبراً أن التعليم لايزال بحاجة إلى اهتمام في هذه المجال، ويستلزم مبادرات تركز على هذه القيم حتى تنتج عنه مخرجات تفيد الوطن.
وأكد مدير عام مبادرة تعزيز التلاحم الوطني والمجتمعي، أحمد عبيد المقبالي، أن هناك جهوداً تبذل من جانب الدولة لترسيخ التلاحم الوطني، موضحاً أن هذه الجهود أفرزت مبادرات مهمة، منها وثيقة وطنية تتعلق بحزمة مبادئ رئيسة، تعتمد على إبراز العلاقة بين القيادة والشعب، وتعزيز قيم التكافل الأسري، والشراكة بين القطاعات المختلفة، وإبراز إيجابيات المجتمع الإماراتي.

 
أعلى