وطني: أي شيء أنت؟

`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤

¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
إنضم
22 أكتوبر 2011
المشاركات
5,968
الإقامة
إنْ وابلاً، فَطَلْ
في ذهني، هناك أشياء كثيرة تعني لي أنني لا أستطيع أن أحيا من دونها بسلام، وفي كل طور أشب عن طوقه، يختفي بعض هذه الأشياء، أو تضمحل، أو تأتي أشياء جديدة أخرى. ففي طفولتي في البيت، عنى لي الإفطار بكوب من الحليب ممزوجا بخبز عماني شيئا لذيذا، ولكن مع تقادم السنين، خفتت هذه الرغبة، ولم تختف. هناك اللعب، والشقاوة، ثم أتت المدرسة، وعنى لي فيها اللعب، والكتابة، والمدرس، والصف، والقيام باكرا، والفرح والحزن والبكاء والضحك والشجاعة والجبن والرضا والغضب أشياء تحدد حالي في اليوم حينذاك، واليوم تعني لي بعض هذه الأشياء قلت أو كثرت معان متجددة، ولكن الشيء الوحيد الذي لم أفهم كنهه ولم يحرك في مشاعر الرضا والغضب والسرور والحبور هو كلمة: وطن.

في الجغرافيا، تعلمت أن وطني يسمى عمان، وعمان تقع في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وأنها تطل على مضيق هرمز وبحر العرب، وخليج عمان، وأن جزئها الجنوبي يقع تحت خط الإستواء وأن مدار السرطان يمر بمدينة مسقط فلذا هي حارة جدا. وتعلمت أن فيها السهول والجبال والوديان والصحاري الجفاف.
في التأريخ، تعلمت أن عمان تعاقبت عليها الحضارات، وأن أهلها الأقدمين استخرجوا النحاس وتاجروا باللبان ومخروا عباب المحيطات والبحار، وأن الإسلام دخلها من سمائل على يدي مازن بن غضوبة، وقصته مع صنمه ناجر الذي قطعه جذاذا بعد ذلك، وتعلمت وقرأت أن العلماء العباقرة والفطاحل الأفذاذ كانوا من أهل عمان.

كنت أحس بالفرح والسرور، فأحمد بن ماجد الذي نتنازع فيه أينا أحق به، ولد في منطقة كانت قديما عمانية في جلفار في رأس الخيمة واليوم هذه المنطقة لا تتبع عمان، وكذلك كنت أحس بالفخر عندما أقرأ أن عمان كان لها شأن وأي شأن، ولكن لا أزال في حيرة، فأنا اليوم لا أدري ماذا أريده من هذا الوطن، أو بالحرى ماذا يريده الوطن مني؟
أنا لم أترب على حب الوطن، ولكني تربيت على حب الناس الذين يعيشون فيه، فهل إذا أنا لست وطنيا؟
أنا همي اليوم كيف أجني المال، كيف أصبح أو أمسي راضيا على نفسي متوائما مع المحيط؟ فهل هذا أنموذج الإنسان الصالح؟
واليوم قد تضلعت من المعارف والعلوم، ماذا يعني لي الوطن؟
آه تذكرت، فأنا أحس بالحنين إلى بيتنا في البش إذا ما طالت غربتي في مسقط، فهل تعني الوطن أنها الحنين؟ هل يحق لي أن أخترع مفاهيم ودلالات خاصة بي لإضفاء بعد نفساني لكلمة الوطن في نفسي؟ كأن مثلا أعتبر نفسي مسؤولا عنه حتى ولو لم أكن في موضع المسؤولية؟ هل هذا التوجه خطأ أم صواب؟ وهل لو أني قنعت بمشاعر الحنين فهذا يكفيني؟ ولكني إذا كنت أفهم من كلمة الوطن أنها الحنين ألا يعني أن وطني فقط في بلدتي البش وأن ما عداها ليس وطنا لي؟ ولكن مهلا أليس لي أعزاء غالين على قلبي ههنا وهم من أقطار شتى؟ أليس ذلك خيانة لهم، فلا بد لي من أن أعد أوطانهم وطنا لي أيضا لأني أحبهم، وهم أكيد أنهم يشعرون بالحنين إلى بلدانهم؟ ولكن صبرا، أليس يعني ذلك أنني أقتصر على مفهوم الوطن عندي بالحنين والأحباء؟ دعني أفكر قليلا، أنا أعمل في مسقط، ولولا عملي في مسقط لما جنيت رزقي، ولما تعرفت على من أكن لهم المودة، ولما تعلمت الكثير في حياتي، فإذا علي أن أعدها وطنا لي، سلسلة من الحيرة لا تنتهي أبدا ولكن دعوني أفكر بمخرج مشرف
دعوني أبتكر مفهوما للوطن غير ذلك الذي فشلت في تعرف لذته أيام طفولتي، وطني أنني لا أستطيع أن أعيش لوحدي من دون الباقين فالمؤمن آلف ومألوف، وعلى حسب هذا فأنا لا أرضى أن يمس أحبابي السوء أيا كان ولأن هذه الأرض احتضنتني وإياهم فأنا أحب سهلها وجبلها وواديها وبحرها وهضابها وبنيانها.
ولكني أشعر أن هذه الدلالة قاصرة لأن هناك أناسا يأتون إلى هذه الأرض، ولديهم معزة في قلبي، وليسوا من عمان، وتجمعني بهم رابطة الإنسانية والجوار، والإسلام، وتجمعني بهم منتديات محافظة البريمي، فهم أعزاء علي وأوطانهم أوطاني وهمومهم همومي، ولكي أمد آصرة الوطن في ذهني فهي كل مكان عزيز على قلب أحبائي
ولكن في النهاية لو اقتصرت على الحنين أما كان يكفيني المتاعب؟ أظن أنني أستطيع أن أعيش عليه فقط
 
أ

أ“أ‡أ،أ£ أ‡أ،أˆأ‡أڈأ­

زائر
الوطن مفهوم لم يتأرشف منذ طفولتنا
كبرنا يا اخي العزيز ورغم ان النشيد الوطني وغيره في طابور المدرسه لم نعلم حجم الوطن وحبه..نسأل الله ان نكون مخلصين مطمئنين سالمين في بلادنا


شكرا لك اخي الكريم على المشاعر الوطنية ...ومن وجهة نظري انا لا اشكك احد مهما كانت اسبابه ..ولكن ربما البعض سلب عنهم التفكير للبحث عن اشياء لهتهم بعض الشيء.
 
أعلى