الشائعات ونقل الأخبار من دون علم

راعي الرباعه

¬°•| عضو مميز |•°¬
إنضم
3 مارس 2011
المشاركات
292
كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع
عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع »(1)
أخرجه مسلم.
--------------------------------------------------------------------------------

فيه الحذر من كثرة الكلام، وأنها قد تؤدي بصاحبها إلى التزيّد في القول، من جميل كلام النووي رحمه الله في رياض الصالحين فيما معناه، أن الكلام إما أن يكون خيرا يؤجر العبد عليه، أو أن يكون شرا يأثم العبد عليه، أو أن يكون مباحا وعليه أن لا يوغل في المباحات لأنها قد تجر إلى الخطيئات، وفي الحديث أيضا الحذر من عدم التثبت فيما يقول ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾(2) وفي قراءة: {فتثبتوا} لأن عدم التثبت ينبني عليه أشياء: اتهام بريء، تبرئة متهم، الغلو في القول، أو الغلو في الذم.

والعاقل المسلم البصير في أمر دينه المحتاط لنفسه وجوارحه عليه أن يتثبت فيما يقول، وبخاصة في نقله للكلام:


أخـا العلم لا تعجل لعيب مصنف

ولـم تتيقـن ذلـة منـه تعلـم

فكم أفسد الـراوي كلاما بنقلـه

وكم حرَّف المنقول قوم صحفـوا

وكـم ناسخ أضحى لمعنى مغيرا

وجـاء بشـيء لم يرده المصنف



الحذر من نقل الأخبار عن عواهنها بل لا يعلم عنك هذا، فأنت مذموم كفى بالمرء كذبا، وفي الحديث الآخر: « بئس مطية الرجل زعموا »(3) بئس كلمة تقبيح وذم وتشنيع، وأولى الناس بالبعد عنها، دعاة الخير، ومن قدَّمَهم الناس في مساجدهم وعلى منابرهم , وفي مجالسهم هم أولى الناس بها فهم قدوة الناس، وهنا يقال الإشاعات، تلك الإشاعات التي يتناقلها الناس أو كثير من الناس.

فيه مثل صيني، يقول الإشاعة كالكرة الثلجية، تكون في أولها كالبيضة ثم تكون في آخرها كماذا، كالجبل، هذا يزيد، هذا يدبج، هذا يحليها، وهلم جرا، الإشاعات، الإشاعات تفرق القلوب قبل الأبدان، والواجب عليك شرعا أن تقتل هذه الإشاعة في مهدها إذا لم يكن صاحبها متأكدا منها، وأن تذكره بالله، وأن تحذره من مغبة الضرر المتعدي الذي يقع فيه الناقل وما يقع فيه السامعون وزره عليهم لا ينقص من أوزارهم شيئا، إشاعات فيها اتهامات وقدح في أديان وقدح في أعراض، تشويه سمعة بمجرد التشفي في نقل هذه الإشاعة.

فالحذر كل الحذر من أن يكون طالب العلم مطية بلسانه لنقل الأخبار؛ ولهذا يدخل الكذب والغيبة والنميمة في جعبة الإشاعة، فالحذر أيها الأكارم، والواجب علينا جميعا إذا سمعنا خبرا يتناقله الناس أن لا نعين في نقله، تذكرون تأتي أرقام في الجوالات ادفعوا لحساب كذا، ثم يأتي بعد يومين أخطأنا في الرقم، الرقم الصواب كذا، وتأتي إشاعات عن أناس بأنهم قد ماتوا وهم أحياء، وعن أناس بأنهم متهمون وهم أبرأ -كما يقال- من ماء السحاب.

أختم لكم بخبر حصل لي شخصيا، درست طالبا في المرحلة الثانوية، فجاءني خبر من زميل له سألني عنه قال: تعرف أين فلان؟ قلت: لا أعلم. قال مات، أمتأكد أنت؟ قال: نعم، وقد اجتهد بعض الإخوة وصلوا عليه صلاة الغائب، هذه أول تبيعة، وقد عزينا أهله إن أحببت أن تعزيهم. هذا الكلام قبل غروب الشمس بنصف الساعة، وفي طريقه إلى بيته قابلت شابا أيضا يدرس معه، فتلطفت معه قلت أين صاحبكم فلان؟ قصدي الذي مات، فقال: بخير وموجود، فلم أحب أن أفجعه ذهبت إلى البيت، وكأن ذلك الشاب من ذكائه علم أن سؤالي ورائه مغزى، فلما دخلت لأتوضأ لصلاة المغرب وإذا بالباب يطرق علي، من؟ أنا طالبك الميت بعثني الله، أصابني نوع من الشعور الغريب، فنزلت مباشرة، فلان؟ قال: نعم، فجعوا والدتي في وأدخلوا الرعب على أهلي، بمجرد إشاعة.

ومن طرائف ما يحكى في الإشاعات شيخنا الشيخ الوالد الكريم الشيخ عبد الله بن عقيل جزاه الله عنا خيرا، ذُكِر أنه لما كان قاضيا في جنوب المملكة، كان في لجنة ومعه رجل اسمه ابن عقيل، أظنه كان عسكريا، فمات ذلك العسكري المسمى بابن عقيل، فأشيع أن الشيخ ابن عقيل الذي أتى قاضيا قد مات، يقول: فصلي عليه صلاة الغائب، يقول الشيخ من دعابته: فكان الذي صلى عليه يقول يا شيخ نحن قدمنا صلاة الغائب عليك، فإذا مت فلن نصلي عليك.

فأخيرا أختم لكم أيها الأكارم بالحذر من التسرع في الإشاعات وبخاصة فيما يتعلق بأهل العلم الراسخين، وبخاصة إذا كانت تلك الشائعة مستمرة أن تكون سببا في دفنها، وفي زجر من قال وتذكيره بالله عز وجل.
لفضيلة د.عبد العزيز بن محمد السدحان

منقول http://www.taimiah.org/index.aspx?function=item&id=987&node=8974
 

عباس العجمي

¬°•| عضو فعّال |•°¬
إنضم
21 فبراير 2011
المشاركات
171
:f61e5c27a3216ead2f5شي جييييييييييد صسلمممممممو اخوي جد الموضوووع فن
 

peugeot307

¬°•| عضو مبتدى |•°¬
إنضم
21 مارس 2011
المشاركات
26
احسنت خيووو على هيك موضوع

بس للاسف صار هم ناس نقل الاخبار
 

رحآيل

¬°•| مُشْرِفة سابقة |•°¬
إنضم
29 أكتوبر 2009
المشاركات
4,647
العمر
30
الإقامة
حيث عآش آلبشر ، وسيظلون حتى ينتهي آلقدر ~ْ
بارك الله فيك أخوي عالطرح ..
ويعله الله فموازين حسنتاك إن شاء الله ..

الله الرحمن
 
أعلى