محاضرة بخصب/ الإسلام يحذّر من قبول الإشاعة وترديدها دون التأكد من صحتها الإسلام

[ود]

¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
إنضم
31 مايو 2011
المشاركات
22,276
الإقامة
حَيْثُ الأمَلْ
الإسلام يحذّر من قبول الإشاعة وترديدها دون التأكد من صحتها الإسلام


جريدة عمان

الثلاثاء, 27 سبتمبر 2011

كتب - سيف بن ناصر الخروصي
ألقى الواعظ مسلم عبدالبصير محمد محاضرة في مسجد السليان بخصب بعد العشاء امس تكلم فيها عن قاعدة التعامل مع الشائعات موقف النفس منها موضحا أن الإشاعة هي كل قضية أو عبارة معينة أو موضوعية مقدمة للتصديق تتناقل من شخص إلى آخر عادة بالكلمة المنطوقة وذلك دون أن تكون هناك معايير أكيدة للصدق وهي أخبار مشكوك في صحتها ويتعذر التحقق من أصلها وتتعلق بموضوعات لها أهمية لدى الموجهة إليهم ويؤدي تصديقهم او نشرهم لها إلى إضعاف روحهم المعنوية.
وأكد أن التكلم بالاشاعة محرم شرعا ويستحق صاحبها الجلد والعذاب الأليم في الآخرة وعدم قبول شهادته مستشهدا بقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لما تلا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ القصة التي نزل بها عذري على الناس نزل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأمر برجلين وامرأة ممن كان تكلم في عائشة فجلدوا الحد.
وقال: لقد قضى الشرع بتحريم إشاعة أسرارالمسلمين وأمورهم الداخلية مما يمس أمنهم واستقرارهم حتى لا يعلم الأعداء موضع الضعف فيهم فيستغلوه او قوتهم فيتحصنوا منهم.
وبين أن من أسباب الاشاعة الشماتة و الفضول و توهين الروح المعنوية.وزعزعة الايمان
وأشار إلى أنه في الوقت الحاضر قد أعدت الدول الكبرى أجهزة إعلامية خاصة بنشر الاشاعة ومن خلالها انتشرت الأخبارالكاذبة وسلطت الأضواء على الأخبارالتي تخدم مصالحها بل تختلق بعض الاخبار بحيث يتوهم ولأول وهلة بأن الخبر صحيح.
وأكد أن الدين الاسلامي الحنيف يوجب على أتباعه أن يردوا الأمرإلى أهله مستدلا بقول الله تعالى (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا).
وبين أن الاشاعة ركن أساسي في الحرب النفسية فهي وسيلة فعّالة لأحداث البلبلة في الحرب والسلم والبلبلة مفتاح تغييرالاتجاهات وزعزعة أمن الحكم وهز الايمان بالوطن والوحدة والثبات.
وقال: لا بد من أن نكون على حذر كأمة تدري اين مصلحتها فلتعلم أن لها أعداء من الداخل والخارج والمرجفون قوم يتلقون الأخبار فيتحدثون بها في المجالس والنوادي ويخبرون بها من يسأل ومن لا يسأل.
واوضح أن معنى الأرجاف هنا أنهم يرجفون بما يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين والمسلمات في كل زمان ومكان ويتحدثون عن سرايا المسلمين واسرارهم فيقولون هزموا ويشككون في قدراتهم وهؤلاء من المنافقين والذين في قلوبهم مرض مستشهدا على ذلك بقول الله تعالى (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا).
وأكد ان للشائعات والأراجيف خطرا عظيما على الوطن والمجتمع فهي من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للمجتمع والأشخاص فكم حطمت من العظماء وكم هدمت من وشائج وكم تسببت في جرائم وكم فككت علاقات وكم هزمت من جيوش وكم أخرت في سير أقوام فهي اولا فيها اتهام البريء بما ليس فيه تلوث الذمم والألسنة نتيجة الخوض في أمور بلا ترو وتثبت.
كما أنها تؤصل انعدام الثقة المتبادلة بين الناس والفرقة والتشتت والاقتتال.
وقال: من علاج هذه الظاهرة هو تذكيرالناقل للاشاعة بالله تعالى وتحذيره من مغبة القول بلا علم وتذكيرالناقل بالعاقبة المتحصلة من جرائها.
وأوضح أن الإسلام أكد على عدم التعجل في تقبل الاشاعة دون استفهام او اعتراض سواء كانت كذبا او مبالغا فيها قال الله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
كما أكد على عدم ترديد الاشاعة لأن في ترديدها زيادة الانتشار لها فالمسلم الحريص على بلده وعلى دينه يحاول قدرالإمكان الرد على الاشاعة وبيان كذبها قال تعالى (وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ).
وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن حفص بن عاصم قال قال (رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) فليحذر الانسان على نفسه واليسمع قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والغرب.
 
أعلى